هند الضاوي: جيش الاحتلال يعانى من عجز بسبب هروب الجنود من حرب غزة
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
قالت الإعلامية هند الضاوي، إن جماعة الحريديم في إسرائيل تُعد من الجماعات الدينية المتشددة التي تتخصص في دراسة النصوص التوراتية ولا تؤمن بالمشاركة في العمل السياسي أو العسكري، كما تعارض العلمانية والليبرالية، وأوضحت أن الحريديم موجودون منذ تأسيس إسرائيل ويتمتعون تاريخيًا بـ إعفاءات من الخدمة العسكرية وعدم المشاركة في العمل العام.
وأضافت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن الحرب على غزة التي قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسببت في تدهور كبير داخل الجيش الإسرائيلي، حيث شهدت صفوفه هروب عدد من الجنود وعودتهم إلى بلدانهم الأصلية، فضلًا عن سقوط قتلى ومصابين، مما أدى إلى نقص واضح في أعداد القوات.
وأشارت هند الضاوي، إلى أن الحكومة حاولت الاعتماد على الحريديم لتعويض هذا العجز، إلا أن الأمر قوبل برفض شديد وموجة من المظاهرات ضد فكرة تجنيدهم، في مفارقة لافتة، إذ من المنتظر أن يشارك حزب الليكود نفسه، الذي أشعل الحرب، في مظاهرة ترفض تجنيد الحريديم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هند الضاوي الحريديم إسرائيل العمل العام هند الضاوی
إقرأ أيضاً:
نساء فلسطينيات يتحدثن عن استغلالهن كدروع بشرية في غزة والضفة
رام الله - ترجمة صفا
رصد تقرير أمريكي تعرض العديد من النساء الفلسطينيات أن يكنّ دروعا بشرية على يد جيش الاختلال في الضفة الغربية وقطلع غزة.
وقالت هزار الستيتي (33 عاما) من جنين: أجبروني على حمل طائرة مسيرة إلى سبعة منازل لتصويرها، والتأكد من خلوها من البشر أو المعدات العسكرية.
وتضيف في حديثها لموقع "موندوويس" الأمريكي: بكت طفلتي لساعات وهي تنتظرني وتوسلت إليهم أن يسمحوا لي بإرضاعها، لكنهم رفضوا، واستمروا في استخدامي كدرع بشري".
وخلال حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين للاجئين لمدة عشرة أيام في أغسطس/آب 2024، أجبر الجنود السيتيتي على ترك طفلها البالغ من العمر ستة أشهر وتنفيذ أوامرهم.
وتضيف الستيتي: "أجبروني على السير أمام وحدة مشاة قوامها نحو 30 جنديًا، مع الحفاظ على مسافة عشرة أمتار بيننا. ثم أمروني بدخول المنازل وإخراج سكانها منها، والتصوير داخلها قبل أن يقتحم الجنود المكان لاعتقال الشباب الذين كانوا يطاردونهم".
قالت هزار السيتيتي: "استخدموني كدرع بشري ثلاث مرات منذ طفولتي. في كل مرة، كنتُ أقوم بمهام عسكرية تحت التهديد، وفي كل مرة كانوا يطلبون مني مغادرة المخيم بعد ذلك. حتى لو استخدموني ألف مرة، فسأبقى في حيي".
"لم يكن هذا عملاً عشوائياً من جندي مارق، بل يعكس ممارسة عسكرية ممنهجة، نُفذت بعلم القادة الإسرائيليين"، كما اعترف جنود في تحقيق سابق لصحيفة هآرتس .
وقال أحد الجنود للمحققين: "في الجيش، يعلمون أن هذا ليس حادثاً فردياً نفذه قائد سرية شاب أحمق يتصرف من تلقاء نفسه".
ومنذ بداية الإبادة الجماعية في غزة، ظهرت شهادات توثق استخدام الجيش الإسرائيلي لأجساد النساء الفلسطينيات كدروع بشرية، وفقاً لإجراءات محددة راسخة تهدف إلى حماية الجنود الإسرائيليين من الخطر أثناء العمليات البرية والتوغل في المناطق الفلسطينية.
أما إيمان عامر (41 عاما) من ذات المخيم فتقول: اقتحم حوالي 70 جنديًا إسرائيليًا المخيم وحاصروه واعتقلوا عددًا من الشباب قبل وصولهم إلى منزلي وفجّروا الباب وصرخوا على ابنتي الصغيرة ثم أجبروني على الاختيار: إما أن يأخذوا ابنتي مني، أو أن أُستخدم كدرع بشري.
وأمر الجنود إيمان بالدخول إلى عدة منازل وإجبار السكان على الخروج منها وتحذيرهم من أن الرفض سيؤدي إلى إطلاق النار عليهم.
وتشكل هذه الممارسة جزءاً مما يعرف بـ"بروتوكول البعوض"، وهو إجراء عسكري غير معلن يتم بموجبه إجبار المعتقلين المحتجزين عمداً في الميدان بدلاً من السجون الإسرائيلية، على تنفيذ مهام سريعة في مواقع مدنية أو عسكرية قبل دخول الجنود إليها.
ويقول التقرير: إن استخدام إسرائيل لأجساد الفلسطينيين كدروع بشرية طال الفلسطينيين من جميع الأعمار والأجناس. فعلى مدى عقود من احتلالها للأراضي الفلسطينية، لم تستهدف إسرائيل الرجال فحسب، بل استهدفت أيضًا الأطفال وكبار السن والنساء، سواءً خلال العمليات العسكرية الكبرى أو في التوغلات اليومية.
وأوضحت الدكتورة لينا ميعاري، من قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية ومعهد دراسات المرأة، أن "نظرة القوى الاستعمارية لقضايا النوع الاجتماعي جامدة وثابتة، متجذرة في الاعتقاد بأن النساء ضعيفات بطبيعتهن ويمكن استغلالهن كأدوات، من خلال التحرش أو الاغتصاب، أو باستخدامهن للضغط على المقاتلين المقاومين للاستسلام أو تنفيذ العمليات العسكرية".
وأضافت: "في هذا الإطار، يمكن فهم استخدام جسد المرأة كدرع بشري أيضًا على أنه تكتيك للضغط على المقاتلين المقاومين لعدم استخدام الأسلحة ضد الجنود الإسرائيليين أثناء العمليات العسكرية، نظرًا لوضعها "الحساس".
ويشير كتاب "الدروع البشرية: تاريخ الناس على خط النار "، إلى أن الاهتمام العالمي بالمرأة وحقوقها يتزامن، على نحو متناقض، مع استغلالها كدروع بشرية. فالنساء والأطفال، اللذان كانا مهمشين اجتماعيًا في السابق، أصبحا هدفًا استراتيجيًا.
وخلال هذه الإبادة الجماعية الحالية، ظهرت شهاداتٌ لعددٍ من الفتيان والفتيات الفلسطينيين الذين استخدمهم جيش الاحتلال الإسرائيلي كدروع بشرية. ومن بينهم قصة الطفلة ملاك شهاب، البالغة من العمر تسع سنوات، من مخيم نور شمس بطولكرم، والتي أُخذت من منزلها مع عائلتها، واحتُجزت لتكون درعًا بشريًا.
وبحسب رواية ملاك، "دفعني الجنود إلى كل باب من أبواب منزل عمتي، بينما كانوا واقفين خلفي، مستعدين لإطلاق النار. وعندما لم يُجب أحد، وفي يأسي الشديد من إجباري على الطاعة، طرقوا الباب برأسي".
قد يشير هذا الفعل إلى أن هذه البروتوكولات تتجاوز كونها مجرد تكتيكات عسكرية مؤقتة، بل تُحوّل الجسد الفلسطيني والفرد إلى هدف بحد ذاته. وصرحت ميعاري: "استُخدمت النساء كدروع بشرية في مخيم جباليا ضمن خطة أوسع لإفراغ المنطقة من سكانها".
وأضافت: "يلجأ الاحتلال إلى النساء في اللحظات التي لا يستطعن فيها قمع المقاومة أو حماية أنفسهن. كانت الهجمات في مكان مثل مخيم جباليا غير متوقعة، لذلك استخدم جيش الاحتلال كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الدروع البشرية، لحماية أنفسهم".
وفي إطار سياسته في تهجير المدنيين قسراً منذ اليوم الأول للإبادة الجماعية، استخدم الجيش الإسرائيلي، وفقاً لتحقيق أجراه الموقع العبري "أحر مكان في الجحيم"، زوجين مسنين كدروع بشرية لإجبارهما على الخروج من منزلهما، بعد أن قال الزوجان إنهما لا يستطيعان السير إلى خان يونس وليس لديهما مكان آخر يذهبان إليه بموجب أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش.
وكشف تحقيق آخر أجراه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن الزوجين المسنين مزيونة أبو حسين ومحمد أبو حسين. أُجبرا على دخول منزليهما للتأكد من سلامتهما، وبعد إتمام المهمة، أعدمهما جنود الاحتلال بإطلاق النار عليهما.