الصين تقترب من كسر الاحتكار الأميركي في الرقائق المتقدمة
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
حذّرت مؤسسة ألباين ماكرو في تقرير نقله إنفستنغ دوت كوم من أن "الصين تقترب بخُطا متسارعة من تضييق الفجوة مع أميركا في صناعة الرقائق المتقدمة"، لكنها لا تزال تصطدم بعقبات جوهرية في البنية التصنيعية، أبرزها ضعف قدرات الطباعة الضوئية الدقيقة.
ووصف التقرير التقدم الصيني بأنه "مذهل في التصميم، محدود في التصنيع، ومتسارع على مستوى الأنظمة"، ما يجعله تهديدا تدريجيا للتفوق الأميركي طويل الأمد.
وأكد المحلل الإستراتيجي نواه راموس أن "محاولة التنبؤ باختراقات في تكنولوجيا التصنيع المتقدم مجازفة غير محسوبة"، لكنه أشار إلى أن الفجوة "تضيق فعلا في قطاعات الذكاء الاصطناعي".
وأضاف أن شركة هواوي "قاربت بلوغ مرحلة التكافؤ في تصميم الرقائق"، لكنها ما زالت غير قادرة على إنتاج شرائح السيليكون المتطورة على نطاق واسع بسبب "عنق الزجاجة في تكنولوجيا الليثوغرافيا".
ولفت راموس إلى أنه "حتى لو طوّرت هواوي شريحة بدقة 3 نانومترات، فلن تمتلك القدرة التصنيعية لتصنيعها"، معتبرا أن هذا العجز أبطأ تقدم الصين لكنه في الوقت نفسه "خلق شعورا بالرضا المفرط لدى واشنطن" تجاه تطوير بنيتها التحتية الداعمة للذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير إلى أن الصين تحقق تقدما ملموسا في تكامل الأنظمة رغم استمرار تفوق معالجات "إنفيديا" الأميركية من حيث الكفاءة. إذ لجأت هواوي إلى نشر عدد أكبر بخمسة أضعاف من رقائق "أسيند" لمضاهاة الأداء، رغم ارتفاع استهلاك الطاقة بنسبة 50%. ويرى الخبراء أن انخفاض أسعار الكهرباء واتساع شبكة الطاقة في الصين يعوضان هذا الفارق.
أما في الجانب السياسي، فحذّر راموس من أن "سياسات إدارة ترامب قد تغيّر وتيرة التقارب"، لافتا إلى أن احتمالية السماح بتصدير رقائق "إتش 20" إلى الصين أو إبرام اتفاق "العناصر النادرة مقابل السيليكون" بين الجانبين قد يشكلان "منعطفا حاسما" في سباق التكنولوجيا العالمي.
إعلانوختم راموس بالقول إن التفوق الأميركي "لن يزول كليا بنهاية العقد"، لكنه يتقلص بسرعة أمام "الإستراتيجية الصينية القائمة على الكمّ قبل النوع"، مؤكدا أن "الفجوة تضيق فعلا، والعقد المقبل سيحسم الاتجاه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي لـ"براعة": الأكاديمية تسهم في تمكين الكفاءات الوطنية وسد الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل
الرؤية-ريم الحامدية
قال المهندس سعيد بن سيف الشيذاني، الرئيس التنفيذي لأكاديمية براعة، إن الأكاديمية تحرص على القيام بدور وطني عبر تأهيل الكوادر العُمانية وإعدادها لسوق العمل، عبر برامج تدريبية نوعية تسهم في بناء قاعدة بشرية قادرة على الإبداع والإنتاج والمنافسة، مشيرا إلى أن رؤية الأكاديمية ترتكز على أن تأهيل الكفاءات الوطنية هو المحرك الحقيقي للاقتصاد الوطني، إذ يمثل الاستثمار في الإنسان العُماني ركيزة أساسية لدعم مسيرة التنمية، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز جاهزية الكوادر الشابة للانخراط في سوق العمل بكفاءة عالية.
وأضاف -في تصريحات لـ"الرؤية"- أن مبادرات الأكاديمية المتعددة تعمل على سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وتوظيف التقنيات الحديثة لتأهيل جيل مبتكر يسهم في تحقيق رؤية سلطنة عُمان للتحول نحو اقتصاد معرفي مستدام، مبينا: "الأكاديمية تمثل اليوم منصة وطنية رائدة لإعداد وتأهيل الكوادر العُمانية في مجالات التصميم والعمارة، إذ نسعى إلى بناء منظومة مستدامة تعتمد على الجودة والتميز، من خلال برامج متخصصة تُصمم وفق احتياجات السوق المحلية والإقليمية، وتنفذ بأساليب تعليمية حديثة تدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي".
وأشار الشيذاني إلى أن برنامج "رحلة مصمم"، الذي نفذته الأكاديمية بالتعاون مع شركة بي. بي. عُمان، يعد أحد أبرز النماذج الوطنية في تمكين الشباب العُماني وربطهم بسوق العمل، فقد شهد البرنامج مشاركة 57 شابًا وشابة من الخريجين والباحثين عن عمل، واستمر لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، تم خلالها تنفيذ أكثر من 160 مشروعًا تطبيقيًا وتطوير 30 نموذجًا أوليًا لأفكار إبداعية مبتكرة، إلى جانب إقامة 6 معارض متخصصة عرض فيها المشاركون مشاريعهم أمام مؤسسات القطاعين العام والخاص، مما أسهم في تعزيز فرصهم للتوظيف أو ريادة الأعمال.
وأكد الشيذاني أن ما يميز برامج الأكاديمية هو تركيزها على الأثر المستمر بعد انتهاء التدريب، إذ تتابع الأكاديمية خريجيها وتوفر لهم مسارات تطوير مهني متواصلة، إلى جانب تهيئة بيئة محفزة للابتكار والإبداع، تسهم في تحويل المشاريع التدريبية إلى منتجات قابلة للتطبيق التجاري، كما تعمل الأكاديمية على مواءمة مخرجاتها التعليمية مع مؤشرات العرض والطلب في سوق العمل، بما يعزز حضور الكفاءات العُمانية في القطاعات الإبداعية الجديدة.
وفي إطار جهودها لتعزيز التكامل مع المبادرات الوطنية، قال إن الأكاديمية وقعت خلال المرحلة الماضية مذكرة تعاون مع البرنامج الوطني للتشغيل لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية في تخصصات التصميم، والهندسة المعمارية، والتصميم الجرافيكي، والتصميم الصناعي والتجاري، إضافةً إلى تصميم الأثاث والمجوهرات والطاقة والمنتجات التحليلية، كما نفذت الأكاديمية حلقات عمل فنية متخصصة لتأهيل الباحثين عن عمل في مجالات التصميم الإبداعي باستخدام مواد محلية وتقنيات عالمية حديثة، بما يسهم في تحويل الإبداع الفردي إلى قيمة اقتصادية مضافة.
ولفت الشيذاني إلى أن الأكاديمية تعمل ضمن رؤية استراتيجية ترتكز على تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، من خلال إعداد جيلٍ عُماني متمكن علميًا وفنيًا ومهاريًا في تخصصات المستقبل، مبينا أن الأكاديمية تسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي وتعزيز التعليم المهني والتقني، عبر تطوير برامج تتماشى مع التحول نحو تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد والتصميم الرقمي والنمذجة الحاسوبية، بما يعزز من قدرة الشباب العُماني على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
واختتم الشيذاني بالتأكيد على أن أكاديمية براعة تمضي بخطى واثقة نحو تأهيل الكفاءات الوطنية وفق المعايير العالمية، وأن رسالتها تتجلى في تحويل المعرفة إلى إنتاج، والطموح إلى إنجاز، والإبداع إلى قيمة اقتصادية تدعم مكانة سلطنة عُمان في خارطة الابتكار العالمية، موضحاً أن الاستثمار في الشباب العُماني هو الاستثمار الأجدر لبناء وطن مزدهر واقتصاد مستدام يعكس روح النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.