هل تفوق صاروخ فلامنغو الأوكراني على توماهاوك الأميركي؟
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
منذ إطلاقه في أغسطس/آب الماضي، استُخدم صاروخ كروز فلامنغو، المصمم أوكرانيا، 9 مرات من قِبل كييف، فهل يُصبح في النهاية أكثر فائدة من صاروخ توماهوك الأميركي؟
يشير تحقيق أجرته صحيفة إندبندنت البريطانية بالتعاون مع شركة فاير بوينت، الشركة المصنعة لصاروخ فلامنغو، إلى أن السلاح الجديد، يتميز ببساطة بأداء أفضل من نظيره الأميركي.
وتبدأ الصحيفة تقريرها بالتذكير بأن مدينة خاركيف في شرق أوكرانيا كانت تنتج الدبابات وتضم 40 جامعة ومؤسسة تعليمية، وكانت تخرج علماء يصنعون الصواريخ لبيعها في جميع أنحاء العالم.
لكن في عام 1994، دُفعت أوكرانيا إلى التخلي عن أسلحتها النووية مقابل اتفاقية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا لضمان أمنها، وانضمت فرنسا والصين لاحقا لتلك الاتفاقية وبعد 10 سنوات، تركت كييف صناعة الأسلحة لديها تنهار من صناعة توظف 3 ملايين شخص إلى أقل من ثلث ذلك.
وبسبب تلك الأوضاع، لم يستطع جيش أوكرانيا المتهالك الوقوف في وجه أول غزو روسي عام 2014، ولم ينقذ البلاد، في الغالب، إلا مليشيات متطوعة.
أما الآن، فهي تعتمد على شركات ناشئة مثل "فاير بوينت" و"جنرال تشيري"، حيث تنتج الأخيرة آلاف الطائرات الاعتراضية المسيرة أسبوعيا لمواجهة طائرات "شاهد" الروسية وحماية القوات على خطوط المواجهة، حيث تحوّل القتال من حرب خنادق إلى رعب شديد للمشاة الذين تطاردهم طائرات مسيرة صغيرة مميتة بشكل فردي.
فلامنغو وتوماهاوكتقول الصحيفة إن فاير بوينت تصنع اليوم صاروخ فلامنغو وتزعم أن يتفوق على توماهوك من حيث المدى ووزن الرأس الحربي: 3 آلاف كيلومتر مقابل 1500 كيلومتر، و1100 كيلوغرام مقابل 500 كيلوغرام. هذا بالإضافة إلى سرعة قصوى فائقة تبلغ 950 كيلومترا في الساعة.
وتضيف أن الجيش الأوكراني جرب أداءه على نطاق واسع 9 مرات خلال "عمليات حقيقية"، وهو ما يكفي لجعله "أقوى" صاروخ صنعته أوكرانيا على الإطلاق، وفقا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
إعلانوصاروخ فلامنغو، الذي تبلغ تكلفته 500 ألف دولار أميركي، أرخص من حيث التكلفة من صاروخ توماهوك، الذي يقدر بأقل من مليوني دولار، كما يعمل فلامنغو بصاروخ ومحرك نفاث من الحقبة السوفياتية، وقد جُمع محركه باستخدام مكونات مُستعادة من ساحات الخردة.
ولتطوير هذا السلاح الذي يبلغ طوله 6 أمتار، تجاهلت أوكرانيا إلى حد كبير لوائح الناتو، فقد أوضحت إينا تيريخ، المديرة الفنية لشركة فاير بوينت للصحيفة أن من يصوب مسدس نحو رأسه لا يفكر في المعايير، بل يفكّر فقط في جعل سلاحه فعالا، قائلة: "لم نُعر اهتماما للامتثال لمعايير الناتو، كان المهمّ الوحيد هو فعالية أسلحتنا على الأرض، لا الأوراق الرسمية، هذا ما سمح لنا بتصميم سلاح فعال بشكل ملحوظ".
ولكن الأهم من ذلك كله، أن أكبر ميزة لصاروخ فلامنغو هي أنه خاضع بالكامل لسيطرة القوات الأوكرانية بدون أي تدخل أميركي، وقد ذكرت إندبندنت أن كييف قادرة على إطلاق صاروخ فلامنغو على أي هدف، فهو لا يتقيد بما يشترطه حلفاء أوكرانيا عليها عند استخدام الأسلحة التي يمدونها بها.
ووفقا للخبراء، يستغرق تطوير صاروخ كروز بهذه الفعالية ما بين 10 و20 عاما، أما شركة "فاير بوينت"، وهي وكالة اختيار ممثلين سينمائيين قبل الحرب، وكانت شبه مجهولة حتى صيف هذا العام، فلم تحتج سوى إلى صاروخين قبل إعلان صنعها لهذا الصاروخ الجديد.
إذن، كيف يمكنها منافسة صاروخ توماهوك المُجرب والمُختبر، والذي استُخدم بالفعل ما يقرب من ألفي مرة في القتال؟
في حين أن التطوير المُذهل لصاروخ فلامنغو قد أُثبت فعاليته من خلال الاختبارات الميدانية، فإن فائدته الحقيقية ستعتمد على قدرة "فاير بوينت" على إنتاجه بكميات كبيرة، وتزعم الشركة المُصنّعة أنها تُنتج حاليا 50 صاروخا شهريا، وتطمح إلى الوصول إلى أكثر من 200 صاروخ بحلول نهاية عام 2025، وفقا لما جاء بصحيفة لو باريزيان الفرنسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
الرهان على الدولار يتجه لتحقيق عوائد تفوق الأسهم العالمية
يستعيد الدولار الأمريكي مكانته كأحد الأصول الأكثر جذباً في العالم، متجاهلاً موجة التشكيك في "صفقة بيع أميركا" التي أثارت تساؤلات حول مستقبل عملة العالم الاحتياطية.
تشير حسابات "بلومبرغ" إلى أن استراتيجية بسيطة تقوم على الاقتراض بعملات منخفضة العائد مثل الين الياباني أو الفرنك السويسري، ثم استثمار الأموال في الدولار، تبدو مرشحة للتفوق على العوائد المتوقعة بناء على الأداء الحالي من أسواق مثل الأسهم الأوروبية وسندات الحكومة الصينية.
يشير ذلك إلى أن الدولار سيحافظ على موقعه المحوري في المحافظ الاستثمارية العالمية، رغم المخاوف التي أثيرت هذا العام مع إقدام الرئيس دونالد ترمب على إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي. ورغم أن مؤشر "بلومبرغ" للدولار تراجع بنحو 7% هذا العام، في أسوأ أداء له منذ ثمانية أعوام، فإنه تعافى بنسبة تقارب 3% من أدنى مستوى سجّله في سبتمبر، مدعوماً بما يُعرف بتجارة الفائدة.
قالت يوكسوان تانغ، الخبيرة الاستراتيجية في "جيه بي مورغان برايفت بنك" في هونغ كونغ: "سيعود الدولار ليكون من أعلى العملات عائداً مرة أخرى"، مضيفة أن "الدولار القوي سيبقى محورياً سواء من منظور الاتجاه أو من منظور العائد".
لا يمكن التقليل من تأثير عودة جاذبية الدولار على المستثمرين والأسواق العالمية، إذ يمكن أن تقود تجارة الفائدة تدفقات رأسمالية ضخمة وتعيد تشكيل قيم الأصول وتؤثر على المعنويات من نيويورك إلى سنغافورة. فعندما يقترض المستثمرون بأموال رخيصة سعياً وراء عوائد أعلى في أماكن أخرى، تزداد السيولة عادةً، ما يغذي موجات صعود في الأصول عالية المخاطر يمكن أن تتبدد بسرعة عند ارتفاع التقلبات.