«إرثي» في «الشارقة الدولي للكتاب» يضيء على حرفة التلي
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
في إطار جهوده المتواصلة لتعزيز حضور الحرف الإماراتية في المشهد الثقافي المعاصر، نظم مجلس إرثي للحرف المعاصرة ورشةً تفاعلية ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالتعاون مع مجلة ماجد.
وقدّمت الورشة الحرفية الإماراتية علياء آل علي، حيث شاركت الأطفال من مختلف الفئات العمرية في تجربة تطبيقية استكشفوا خلالها جماليات حرفة التلي بوصفها أحد أبرز الرموز الحرفية في التراث الإماراتي، لما تمثله من دقة فنية وحضور راسخ في الذاكرة النسجية المحلية.
واستهلت الورشة بتعريف المشاركين بتاريخ التلي ودوره في الأزياء التقليدية الإماراتية، باعتباره فناً نسجياً يتميز بخيوطه الرفيعة وزخارفه الدقيقة، التي تعكس ذوق المرأة الإماراتية وحسها الجمالي، قبل أن تنتقل علياء آل علي إلى التطبيق العملي، حيث شرحت تقنية «ساير ياي» – أي «الذهاب والإياب» – موضحةً طريقة تشكيل الخيوط المتوازية وصناعة الضفائر التي تمنح قطعة النسيج مظهرها المتقن.
وتحوّل جناح الورشة إلى مساحة تفاعل حي جمعت بين التعلم والمتعة، حيث نسج الأطفال بأيديهم أساور تلي صغيرة، مسترشدين بتوجيهات الحرفية في شدّ الخيوط وتنسيق الألوان.
وقالت علياء آل علي إن الهدف من الورشة هو تعريف الجمهور بقيمة الحرف الإماراتية من خلال التجربة المباشرة، مشيرةً إلى أن لمس الخيوط والعمل عليها باليد يعمّق إدراك المشاركين لدقة الحرفة وجمالها. وتأتي هذه الورشة ضمن جهود مجلس «إرثي» الرامية إلى إحياء الحرف الإماراتية التقليدية وإعادة تقديمها في قالبٍ معاصر يتيح للجمهور التفاعل المباشر معها.
وتتواصل فعاليات مجلس إرثي في المعرض من خلال ورشتي عمل إضافيتين، هما ورشة صناعة تعليقة التلي التي تُقام يوم الجمعة 14 نوفمبر، وورشة صناعة فاصل الكتب من السفيفة يوم السبت 15 نوفمبر، وتُقام كل ورشة لمدة ساعة واحدة من 4:00 - 5:00 مساءً.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشارقة الدولي للكتاب
إقرأ أيضاً:
الكتابة رحلة إنسانية لاكتشاف الذات في «الشارقة للكتاب»
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةقدّمت الروائية والشاعرة الفيتنامية د. نغوين فان كوي ماي ورشة بعنوان «الكتابة الإبداعية»، ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، المنعقدة تحت شعار «بينك وبين الكتاب»، تناولت خلالها فنون الكتابة كرحلةٍ إنسانيةٍ لاكتشاف الذات، واستلهام التراث الشخصي في بناء النص الأدبي.
خلال الورشة، دعت الكاتبة المشاركين إلى تحويل ذاكرتهم الفردية إلى مادةٍ سردية، مستعينين بما تحمله الحياة اليومية من تفاصيل صغيرة تشكل نواة الحكاية، مشيرةً إلى أن الكتابة الإبداعية لا تبدأ من الخيال البعيد، بل من الوعي العميق بما نحمله في داخلنا من صورٍ وأشياءٍ وذكريات، وقالت: «الأشياء التي ترافقنا منذ الطفولة ليست مجرد مقتنيات، بل مفاتيح لذاكرةٍ تمنح اللغة روحها وتعيدنا إلى إنسانيتنا الأولى».
وتنوّعت أنشطة الورشة بين تمارين فنية تطبيقية ونقاشاتٍ جماعية حول كيفية تحويل الذاكرة إلى نص، حيث تبادل المشاركون خبراتهم وأفكارهم بإشراف الكاتبة التي ركزت على أهمية الإصغاء للصوت الداخلي للكاتب بوصفه منبع الصدق والإبداع، مؤكدة أن النص الأدبي الحقيقي «يُكتب أولاً من القلب قبل أن يُنقّح بالعقل».
ورأت نغوين أن الكتابة الإبداعية تحتاج إلى انضباطٍ وتدرّبٍ مستمرّين، وأن الموهبة وحدها لا تكفي لتكوين كاتبٍ حقيقي، موضحةً أن المراجعة والتأمل يمنحان النص عمقه الإنساني، وأن علاقة الكاتب بالتراث ليست استدعاءً للماضي بقدر ما هي إعادة صياغته بلغة الحاضر، وأضافت أن الأدب يشكل مساحة لقاء بين الأجيال والثقافات، فهو لا يروي الحكاية فحسب، بل يعيد وصل الإنسان بجذوره ومعناه.