كيف يكتشف الصحفيون الصور والفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
مع التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات من السهل اليوم إنتاج صور ومقاطع فيديو فائقة الدقة والجودة بضغطة زر واحدة، حتى إنها قد تتفوق أحيانا على المحتوى الأصلي من حيث الإقناع والواقعية.
لكن هذه القفزة التقنية تحمل في طياتها خطرا متزايدا، إذ تُستخدم أحيانا في تزييف الحقائق ونشر الأخبار الكاذبة، وهذا يجعل الجمهور عرضة للتضليل والخداع البصري.
ولتفادي الوقوع في فخ التضليل، نستعرض أبرز الخطوات المنهجية والأدوات المجانية التي تمكن الصحفيين والمستخدمين العاديين من التمييز بين المحتوى الأصلي والمولد بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولمساعدة الجمهور على مواجهة هذا التحدي، أعد مختبر القصص التابع لهيئة الإذاعة الأسترالية (ABC Story Lab) دليلا بصريا يوضح أبرز الطرق التي تساعد على كشف هذه الخطوة.
يشير الدليل إلى أن أولى العلامات التي تكشف التلاعب "يمكن ملاحظتها بالعين المجردة" استنادا إلى العناصر غير الواقعية في الصورة، مثل: عدد الأصابع، وتموجات الخلفية، وتباين الإضاءة مع موقع الظلال.
ويوضح الخبراء أن خوارزميات توليد الصور "ما زالت تواجه صعوبة في إعادة إنتاج التفاصيل الدقيقة والمعقدة"، خاصة في الأيدي والأسنان، وهذا يجعلها "نقطة انطلاق مثالية" لكشف التلاعب، كما أن هذه العيوب "تبدو أوضح عند تكبير الصورة أو مقارنة أجزائها".
واستشهد الدليل بمثال تاريخي للمصور الأسترالي فرانك هيرلي خلال الحرب العالمية الأولى، إذ دمج عدة لقطات لانفجارات وجنود في صورة واحدة لتبدو واقعية تماما، لكنها كانت صورة مركبة وليست لقطة حقيقية واحدة.
ويحذر الخبراء من الاعتماد الكامل على الأدوات التقنية، التي تحدد مناطق التلاعب أو التركيب داخل الصور، لأن نتائجها "إرشادية وليست نهائية"، بل يعتبر الجمع بين التحليل البصري والاستخدام الذكي للتقنيات هو الأسلوب الأكثر أمانا وفعالية.
2. البحث العكسيولا يزال البحث العكسي عن الصور من أهم وسائل التحقق وكشف الخداع البصري، فعند الشك في أي صورة، يمكن لمحركات البحث تحليل عناصرها البصرية والبحث عن صور مطابقة أو مشابهة لها نشرت سابقا على الإنترنت.
إعلانورغم أن هذه التقنية تعد تقليدية نسبيا، فإنها أثبتت فعاليتها في كشف المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، تمكن فريق "الجزيرة تحقق" عبر هذا الأسلوب من كشف أكثر من 40 مقطع فيديو مزيفا مرتبطا بأحداث مدينة الفاشر السودانية، وذلك بفضل تحليل بصري دقيق وبحث عكسي موسع.
ويمكن للصحفيين ومدققي الحقائق استخدام أداة "البحث بالصورة" (Search by Image)، وهي إضافة مجانية تدعم معظم المتصفحات، وتتيح إجراء بحث عكسي متزامن في عدة محركات شهيرة مثل "ياندكس" و"تين آي" و"غوغل" دفعة واحدة، بدون الحاجة إلى رفع الصورة في كل محرك على حدة.
كما تتيح الأداة المجانية التقاط صور ثابتة من أي مقطع فيديو بضغطة زر واحدة من خلال اختصارات المتصفح، وهذا يسهل عملية البحث والتحقق حتى للمستخدمين العاديين.
ويعد رصد العلامات المائية من أبسط وأسهل الطرق التعرف لاكتشاف الصور والفيديوهات المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن كثيرين يغفلون عنها، وهذا يعرضهم بنسبة كبيرة للخداع البصري.
2 Sora 2 updates:
– Storyboards are now available on web to Pro users
– All users can now generate videos up to 15 seconds on app and web, Pro users up to 25 seconds on web pic.twitter.com/iINg7alWGL
— OpenAI (@OpenAI) October 16, 2025
وتظهر العلامات المائية عادة في زوايا الصور أو الفيديوهات المعدلة، وتدل على الأداة أو النموذج الذي أنتجها، مثل شعارات "أوبن إيه آي" (OpenAI) أو "جيميني" (Gemini) الشهيرة.
2. Storyboard an idea for a film, then use image to video with Veo 3 to bring your cinematic vision to life https://t.co/Hgft6lipDD
— Google Gemini App (@GeminiApp) September 15, 2025
وفي بعض الأحيان، تكون العلامة مخفية داخل البيانات الوصفية للصورة أو مضمنة رقميا، وفي هذه الحالة، يمكن كشفها باستخدام أدوات متخصصة مثل "سينث آي دي ديتكتور" (SynthID Detector) التي تقدمها "غوغل" والمتاحة حاليا لعدد محدود فقط من الصحفيين والباحثين.
4. استخدام أدوات الكشفوإذا تعذرت الخطوات الأولية للتحقق، يمكن الاستعانة ببعض الأدوات المتخصصة في كشف الصور والفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي، إذ نستعرض هنا أبرزها من حيث الفعالية والدقة في النتائج العملية.
وتعد (Reality Defender) من الأدوات الرائدة في كشف "التزييف العميق" والفيديوهات المعدلة بالذكاء الاصطناعي، إذ تتيح للمستخدمين إجراء حتى 50 عملية فحص مجانية شهريا للصور أو الصوت، كما تقدم الأداة تقريرا تفصيليا لنتائج المسح النهائية بعدة صيغ يسهل مشاركتها.
This is unfortunately not the REAL Santa. https://t.co/7xItzd0Cwj pic.twitter.com/gB33sm34Wg
— Reality Defender (@DetectDeepfakes) December 13, 2023
ويساعد الإصدار التجريبي لأداة (Synthetic image) التي تقدمها مجموعة (InVID WeVerify) الشهيرة في مجال التحقق، في تحديد نسبة التلاعب واحتمالية أن يكون المحتوى البصري مولدا بالذكاء الاصطناعي، كما تستطيع اكتشاف الصور التي أنشئت بواسطة نماذج الانتشار المعروفة، مثل "ميدجورني" (Midjourney).
We released today a new version v0.82 of our verification plugin (@InVID_EU @WeVerify @veraai_eu) with enhanced layout and improvement of synthetic image detection (using @meverteam near duplicate search to enhance results on degraded copies or screenshots of synthetic images) pic.twitter.com/WYb9mTGe68
— Denis Teyssou (@dteyssou) October 25, 2024
وتوفر المنصة أدوات أكثر تقدما للكشف عن التزييف البصري والمحتوى المضلل، مع تحسينات في أداء الكشف عن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، وتتضمن ميزات مثل تحليل الشبكات الاجتماعية على "إكس" والتحليل الجنائي للصور، إلا أنها مقتصرة على الصحفيين ومدققي الحقائق والباحثين المسجلين، لضمان الاستخدام المسؤول.
وتتيح مواقع شهيرة مثل (sightengine) و(Image Whisperer) و(Fake Image Detector) إمكانية اكتشاف الصور المولدة أو المعدلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعرض للمستخدم درجة احتمالية تعد مؤشرا قويا على ما إذا كانت الصورة حقيقية أم مصطنعة، رغم أن نتائجها لا تكون دائما دقيقة.
إعلانوتساعد هذه الأدوات الصحفيين ومدققي الحقائق على كشف التزييف بسرعة، غير أنها ما تزال تواجه تحديات كبيرة تتعلق بدرجة موثوقيتها، نظرا للتطور التقني المضاد، والذي يسعى إلى تجاوز قدراتها.
ويوصي الخبراء بعدم الاكتفاء بنتيجة واحدة، إذ يفضل عرض الصورة على أكثر من أداة ومقارنة النتائج والمخرجات، نظرا لاختلاف خوارزميات التحليل وأساليب التقييم من أداة لأخرى، وهذا يمنح المستخدم رؤية أدق ونتيجة أقرب للواقع عند الحكم على مصداقية الصورة.
5. أدوات تفاعلية للمستخدمينوللتمييز بين ما هو حقيقي ومزيف، يمكن الاستفادة من أدوات تفاعلية شهيرة مثل (Detect Fakes) التي طورها باحثون من جامعة نورث ويسترن الأميركية، وأداة "ريل أور نوت" (Real or Not) التي أنشأتها شركة مايكروسوفت، إذ تختبر هذه الأدوات قدرة الجمهور على التمييز بين الصور ومقاطع الفيديو الحقيقية وتلك المولدة بالذكاء الاصطناعي.
Can you spot which one is the DeepFake video? https://t.co/tD5o4VEqaU pic.twitter.com/fOrH8436we
— Rosalind Picard (@RosalindPicard) May 6, 2020
كما يمكن المشاركة في اختبار تفاعلي مشابه عبر أداة "إيه آي أور نوت" (AI or Not) التي يقدمها موقع (Sightengine) المتخصص في كشف المحتوى البصري المولد بالذكاء الاصطناعي، إذ يقدم للمستخدمين سلسلة من الصور، ويطلب منهم تحديد ما إذا كانت منشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي أم حقيقية وملتقطة بكاميرا.
وتهدف هذه الأدوات إلى تدريب العنصر البشري على التفكير النقدي والبصري عند التعامل مع الصور والمحتوى الرقمي، بحيث "لا يصدقون كل ما يرونه دون تحليل أو تمحيص"، كما تمكن المستخدمين من اكتساب مهارات التحقق والتمييز، فضلا عن تعزيز الوعي بأساليب التزييف البصري، دون الاعتماد الكامل على الأدوات التقنية فقط.
وخلاصة الأمر، أن العين البشرية والوعي النقدي لدى المستخدمين يبقيان خط الدفاع الأول في مواجهة موجة التزييف الرقمي المتسارعة في هذا العصر.
ومهما بلغت الأدوات من تطور ودقة، لا يمكنها أن تحل محل الإنسان في الملاحظة والتحليل، فالكشف عن التزييف لا يعتمد على التقنية وحدها، بل على قدرة الإنسان على الشك والتمييز، إذ إن التكامل بين التقنية والإدراك البشري هو السبيل الأمثل للتمييز بين الحقيقي والمزيف في فضاء رقمي تتنامى فيه أساليب الخداع يوما بعد يوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات المولدة بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی pic twitter com فی کشف
إقرأ أيضاً:
مغن بالذكاء الاصطناعي يتصدر قائمة أكثر الأغاني شعبية في أميركا
تصدّر مغن يُشتبه في أنه فنان افتراضي بصوت مُولّد بالذكاء الاصطناعي، قائمة أكثر الأغاني شعبية في الولايات المتحدة، في سابقة من نوعها في البلاد.
فقد أظهرت بيانات نشرتها مجلة "بيلبورد" الاثنين في هذه الفئة، وتشمل حصرا عدد مرات التحميل، أن أغنية "ووك ماي ووك" "Walk My Walk" للفنان "بريكينغ راست"، المجهول الهوية، هي أغنية الكانتري الأكثر تحميلا في الولايات المتحدة.
على منصات التواصل الاجتماعي والبث التدفقي، لا يتحدث "بريكينغ راست" ولا مبتكروه عن استخدام الذكاء الاصطناعي.لكن عدم ارتباط الصوت باسم أي مغن، والأدلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الصور والفيديوهات الخاصة بهذا الفنان، عوامل دفعت بقطاع الموسيقى إلى تصنيف "بريكينغ راست" كفنان افتراضي مطور بالذكاء الاصطناعي.
أكدت برامج عدة للتعرف على الموسيقى بالذكاء الاصطناعي، أن نسبة احتمال تتراوح بين 60% و90%، أن أغنية "Walk My Walk" مولّدة بالذكاء الاصطناعي.
وتلحظ قائمة الأسماء المرفقة بالأغنية أوبيير ريفالدو تايلور على أنه مؤلف العمل، وهو اسمٌ لا يُذكر على الإنترنت إلا ارتباطه بفرقة ديف بيتس إيه آي (defbeatsai) التي تُعرّف بوضوح على أنها مشروع ذكاء اصطناعي.
لم يُجب القائمون على صفحة "بريكينغ راست" للاستفسار بهذا الشأن.
إذا تأكد أن أصل "بريكينغ راست" يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فسيُمثل ذلك نقطة تحول جديدة في ظهور هذه التقنية في عالم الموسيقى.
منذ بروز منصات الذكاء الاصطناعي الجديدة المُخصصة للموسيقى، مثل "سونو" Suno و"أوديو" Udio، انتشرت المقطوعات الموسيقية المُصممة بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي على منصات البث.
في يوليو، أكد مُنشئو مشروع "فيلفيت صن داون" أن هذه الفرقة ذات الطابع الروك الكلاسيكي هي بالفعل نتاج للذكاء الاصطناعي، بعد أن تجاوزت إحدى مقطوعاتها المليون استماع.
في سبتمبر، أصبحت مُغنية الذكاء الاصطناعي زانيا مونيه Xania Monet أول فنانة افتراضية تدخل قوائم سباقات الأغاني الأميركية.
وقد وقّعت شركة تسجيلات صغيرة تُدعى "هولوود ميديا" عقدا مع زانيا مونيه مقابل ما يُقدر بثلاثة ملايين دولار، وفق وسائل إعلام أميركية.
أخبار ذات صلةوكشفت تيليشا جونز، وهي شابة في الثلاثينات من عمرها من ولاية ميسيسيبي، أنها استخدمت تطبيق "سونو" Suno لإنتاج أغاني زانيا مونيه.
تُعد "ديزر" Deezer حاليا منصة البث الموسيقي الرئيسية الوحيدة التي تقيم تصنيفا منهجيا للأغاني المُولّدة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.