أنهت هيئة البيئة بمحافظة مسندم مشروع مسح أنواع الثدييات البحرية في شمال سلطنة عمان، الذي يعد واحدًا من أهم مشاريعها العلمية في مجال البحث والرصد البيئي البحري.

يهدف المشروع إلى إعداد قاعدة بيانات علمية دقيقة تسهم في تعزيز جهود حفظ وإدارة البيئة البحرية وتوثيق الأنواع والمواسم والمواقع التي تنتشر فيها هذه الكائنات الحساسة في سواحل محافظة مسندم ويمثّل هذا المشروع خطوة نوعية في بناء خريطة علمية وطنية للتنوع البحري في سلطنة عُمان ويسعى إلى تمكين الباحثين وصُنّاع القرار من فهم ديناميات النظام البيئي البحري واتخاذ القرارات المناسبة لحمايته وضمان استدامة موارده الطبيعية.

نتائج ميدانية ثرية

وتحدثت عايدة الجابرية مديرة المشروع عن نتائج المسوحات الميدانية فقالت: إن نتائج المسوحات الميدانية التي أُجريت خلال الأعوام 2023 و2024 والمرحلة الأولى من عام 2025 أسفرت عن تسجيل خمسة أنواع من الثدييات البحرية في مياه محافظة مسندم وشملت هذه الأنواع أربعة أنواع من الدلافين هي دولفين المحيط الهندي الأحدب والدولفين الدوار (سبينر) والدولفين العادي ذو المنقار الطويل والبقع الصفراء والدولفين قاروري الأنف بالإضافة إلى حوت برايدس الذي يُعد من الحيتان المتوسطة الحجم المنتشرة في المياه الدافئة وتُعد هذه النتائج مؤشرا مهما على غنى التنوع الأحيائي البحري في المحافظة ونجاح الجهود الوطنية في رصد الأنواع المهددة بالانقراض ودراسة سلوكها ومواقع تكاثرها وتغذيتها.

وأوضحت الجابرية بأن المرحلة الأخيرة من مشروع المسح قد اختتمت وشمل المشروع تنفيذ أعمال ميدانية دقيقة لرصد التنوع الأحياء الأحيائي البحري وتحديد مواقع انتشارها وبناء قاعدة بيانات متكاملة تسهم في حماية واستدامة البيئة البحرية.

شراكة ومسؤولية

وقالت المهندسة عايدة الجابرية مديرة المشروع بأنه إدراكًا من هيئة البيئة لأهمية البعد المجتمعي في حماية الحياة الفطرية حرصت على أن يتضمن المشروع فعاليات توعوية وتدريبية موجهة للفتيات والطلبة والمجتمع المحلي بهدف تعزيز الثقافة البيئية وترسيخ مفهوم المسؤولية المشتركة في صون الموارد الطبيعية حيث نظمت الهيئة العديد من الفعاليات التدريبية خاصة للفتيات والنساء ضمن أنشطة المشروع منها ورش فنية متنوعة حملت في طياتها رسائل بيئية مبتكرة وشملت الورش الرسم على الحقائب الصديقة للبيئة وتحويل عبوات الزيت إلى أعمال فنية تُجسّد أشكال الحيتان والدلافين إلى جانب صناعة ميداليات وأساور رمزية مستوحاة من البيئة البحرية مشيرةً إلى أن مثل هذه الفعاليات والبرامج تأتي ضمن خطة الهيئة الرامية إلى إشراك المرأة والفتيات في جهود التوعية البيئية وأن هذا المشروع لا يقتصر على البحث العلمي فقط بل يسعى إلى توسيع دائرة الوعي حول أهمية الثدييات البحرية ودورها في النظام البيئي وأن إقامة المعارض الفنية لمنتجات المشاركات المستوحاة من الحياة البحرية يعكس الوعي المتنامي بدور المرأة في حماية البيئة.

مشروع علمي

وحول عملية المسوحات ذكرت المهندسة نورة بنت عبدالله الشحية، عضو فريق المشروع أن عمليات المسح تُنفذ وفق منهجية علمية معتمدة حيث تُجرى المسوحات عبر خطوط طولية بطول (10) كيلومترات تفصل بينها مسافة (4) كيلومترات بمحاذاة حدود المتنزه الوطني، باستخدام قوارب تسير بسرعة (20) كيلومترًا في الساعة إلى جانب المسوحات الساحلية التي تغطي المناطق القريبة من اليابسة، وأضافت أن الفريق تمكن خلال أعمال المسح من رصد (46) مشاهدة للثدييات البحرية على امتداد (4195) كيلومترًا من المسار البحري بإجمالي (264) ساعة عمل ميداني وهو ما يعكس الجهد البحثي الكبير الذي بُذل في هذا المشروع العلمي.

تغيرات بيئية

وحول البيانات الفيزيائية والكيميائية للمشروع أوضح الشحية أن الفريق لا يكتفي بالرصد البصري بل يجمع كذلك البيانات الفيزيائية والكيميائية لمياه البحر في المواقع التي تُرصد فيها الكائنات وتشمل درجة الحرارة والملوحة والحموضة ومستوى الأكسجين المذاب والتوصيل الكهربائي والمواد الصلبة الذائبة باستخدام أجهزة دقيقة من نوع الملتي باراميتر (هانا) وتساعد هذه البيانات في تحليل سلوك الثدييات البحرية وفهم علاقتها بالتغيرات البيئية والحرارية في البحر وأشارت إلى أن دولفين المحيط الهندي الأحدب من الأنواع المهددة بالانقراض وفق تصنيف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) ومن خلال هذه المسوحات ونتائجها تُمكّن الهيئة من تحديد مواقع انتشاره من خلال تنظيم أنشطة السياحة والصيد وحركة السفن في مناطق وجوده بما يسهم في حمايته من المخاطر.

غرس المفاهيم البيئية

وقالت أحلام المقبالية أخصائية توعية وإعلام في هيئة البيئة إن الهيئة تنفذ مجموعة من الأنشطة والحلقات التفاعلية لطلاب وطالبات مدارس محافظة مسندم خلال مسح المشروع بهدف غرس المفاهيم البيئية السليمة في نفوس الطلبة منذ الصغر منها التعريف بأنواع الثدييات البحرية وشرح مبسط لخصائصها وسلوكها وأهميتها البيئية إلى جانب رسائل توعوية تحث على عدم رمي المخلفات في البحر والحفاظ على نظافة الشواطئ بالإضافة إلى الأنشطة المبتكرة للأطفال بالإضافة إلى ألعاب تعليمية تفاعلية تجمع بين المتعة والمعرفة وكذلك التوضيح للطلاب على أماكن وجود الحيتان والدلافين والكنوز الطبيعية التي تزخر بها بيئة سلطنة عمان البحرية. وأكدت المقبالية بأن مثل هذه الأنشطة التفاعلية تُعدّ من أنجح الوسائل لترسيخ المفاهيم البيئية لدى الطلبة مشيرة إلى أن غرس القيم البيئية في سنّ مبكرة يسهم في إعداد جيل أكثر وعيًا ومسؤولية تجاه البيئة.

تنمية مستدامة

وأضافت المقبالية بأن مشروع مسح الثدييات البحرية أنموذج فريد في الدمج بين العلم والمجتمع إذ يجمع بين الدراسة الميدانية الدقيقة للأنواع والكائنات البحرية والبرامج التوعوية الهادفة التي تستهدف جميع فئات المجتمع من طلبة ونساء وصيادين وسكان محليين فالمشروع لا يقتصر على الرصد والتوثيق بل يتسع ليشمل تحليل السلوك البيئي والتغيرات المناخية وتأثير الأنشطة البشرية ما يجعله أحد المشاريع العلمية المهمة في خدمة أهداف التنمية المستدامة ولا سيما الهدف المتعلق بحماية الحياة تحت الماء مؤكدة بأن هيئة البيئة في بيانها بأن المشروع يأتي في إطار خطة إدارة المتنزه الوطني الطبيعي بمحافظة مسندم التي تهدف إلى تحقيق توازن بين الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع الأحيائي كما يسهم في دعم جهود سلطنة عمان لتحقيق رؤية عُمان 2040 ومبادراتها المتعلقة بالحياد الصفري الكربوني وحماية المناخ.

حماية البيئة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثدییات البحریة هیئة البیئة التی ت

إقرأ أيضاً:

جبل شمس .. التنمية تفل الصخر لتحويل أعلى القمم إلى وجهة سياحية عالمية

كتب : يوسف الحبسي تصوير : محمد العوفي 

تزدهر قمة جبل شمس الشاهقة، أعلى قمة في سلطنة عُمان، لتتحول من معلم طبيعي شامخ إلى وجهة سياحية عالمية متكاملة، مدعومة بحزمة من المشاريع في البنية الأساسية والسياحية، في خطوة تنسجم مع تطلعات التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث يعمل مكتب محافظ الداخلية بالتكامل مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص على تنفيذ رؤية طموحة تهدف إلى الحفاظ على الهوية البصرية للجبل وتهيئة مناطق للاستكشاف والمغامرات.

ويتصدّر مشروع واجهة جبل شمس هذه المشاريع، ويشمل إنشاء مرافق نوعية مثل الميدان العام، والمسرح المفتوح، والحديقة الثقافية المضيئة، والممشى الزجاجي، والزحليقة الجبلية، والسلك الانزلاقي، إلى جانب جهود متسارعة لتوفير المياه الآمنة والمستدامة للقرى الجبلية، وتطوير البنية التحتية للطرق والإنارة.

ويكتمل المشهد التنموي بالتركيز على العمق الجيولوجي الفريد للجبل الذي يروي تاريخ الأرض منذ ملايين السنين، ما يجعل جبل شمس أيقونة للاستكشاف والمغامرة والتاريخ الطبيعي.

الوجهات السياحية الجبلية

وقال سعادة الشيخ سليمان بن سعيد بن سالم العزري، والي ولاية الحمراء: إن الولاية تشهد حاليًا بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع واجهة جبل شمس (جراند كانيون)، الذي يُعد من أبرز المشاريع التنموية والسياحية في الولاية، ويجسّد الرؤية الوطنية الهادفة إلى استثمار المقومات الطبيعية الفريدة وتحويلها إلى عناصر جذب سياحي واقتصادي تدعم مسار التنمية الشاملة في محافظة الداخلية.

وأوضح سعادته، أن المشروع يأتي في إطار جهود الحكومة لتطوير الوجهات السياحية الجبلية ضمن مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، مؤكدًا أن جبل شمس، بما يمثله من إرث طبيعي وجغرافي فريد، سيكون مركزا مهمًّا للسياحة الجبلية والمغامرات البيئية في سلطنة عُمان.

وأضاف سعادته: إن المشروع حصل على المركز الأول في مسابقة أفضل مقترح لمشروع إنمائي على مستوى المحافظات لعام 2024م، وتم خلال مارس 2025م طرح مناقصة تنفيذ المرحلة الأولى، التي تشمل تسوية الموقع وتجهيز الأرض وشبكات الخدمات (البُنى الأساسية) والمرافق العامة، بتكلفة بلغت 2.9 مليون ريال عُماني، على أن تُطرح المرحلة الثانية خلال الفترة القادمة لاستكمال المكونات الترفيهية والسياحية.

عوائد استثمارية

وبيّن أن المشروع يمتد على مساحة 145 ألف متر مربع، وبتكلفة إجمالية تبلغ 11 مليون ريال عُماني، مع توقع أن تتجاوز عوائده الاستثمارية السنوية 1.26 مليون ريال عُماني، مشيرًا إلى أنه سيوفر نحو 309 فرص عمل، ويتيح 32 فرصة استثمارية لرواد الأعمال في قطاعات الإيواء والمطاعم والأنشطة التجارية والمغامرات.

وأشار سعادته إلى أن المشروع يتكامل مع مشروع تطوير الطريق المؤدي إلى جبل شمس، الذي تنفذه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والذي أُسند تنفيذه إلى شركة الصاروج للمقاولات، ويشمل إنشاء طريق باتجاه واحد يخترق التضاريس الجبلية الوعرة مع مراعاة المعايير البيئية والهندسية الحديثة.

وأضاف: إن الطريق الجديد سيسهم في تحسين الوصول إلى القمة وتعزيز الأمان والسلامة المرورية للسكان والزوار، إلى جانب دعمه المباشر للحركة السياحية والأنشطة التجارية في الولاية.

وأكد سعادة الشيخ والي الحمراء أن مشروع واجهة جبل شمس سيكون واجهة تنموية وسياحية رائدة تعزز مكانة محافظة الداخلية على خارطة السياحة الوطنية، وتحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة الجبلية الأصيلة.

وبيّن سعادته، أن الولاية تمضي بالتكامل مع مكتب محافظ الداخلية في تنفيذ مشروع الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف على ازدواجية طريق وادي غول والمنطقة التجارية بولاية الحمراء، والذي يهدف إلى تطوير وتحسين البنية الأساسية وتعزيز الانسيابية المرورية في المنطقة التجارية الحيوية. ويشمل المشروع إعداد التصاميم الهندسية والإشراف على تنفيذ أعمال رصف الطرق بطول يقارب 4 كيلومترات، وإنشاء مواقف عامة للسيارات، وتنفيذ قنوات لتصريف مياه الأمطار والعبّارات الخرسانية لضمان كفاءة التصريف واستدامة الطريق.

كما يتضمن المشروع تحسين المداخل والمخارج وتنظيم الحركة المرورية لتقليل الازدحام، إلى جانب تطوير وتأهيل المنطقة التجارية ورفع مستوى الخدمات فيها، بما يسهم في تعزيز الجاذبية الاستثمارية وتنشيط الحركة الاقتصادية والتنموية في الولاية. وأشار سعادته إلى أن المرحلة الاستشارية للمشروع قد اكتملت بنجاح، تمهيدًا لبدء مرحلة التنفيذ الميداني خلال الفترة المقبلة.

جراند كانيون

من جانبه، قال المهندس سليمان بن حمد السنيدي، مدير عام بلدية الداخلية: إن مشروع واجهة جبل شمس (جراند كانيون) يُجسّد رؤية تنموية متكاملة تجمع بين البعد السياحي والبيئي والعمراني، مشيرا إلى أنه من المشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها ضمن برنامج تنمية المحافظات بهدف رفع جاهزية البنية الأساسية في المواقع السياحية ذات الطبيعة الجبلية.

وأوضح، أن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن تنفيذ شبكات الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي واتصالات، وإنشاء الطرق الداخلية والممرات والمباني الإدارية ومواقف السيارات والمسطحات الخضراء، في حين تشمل المرحلة الثانية تنفيذ المكونات الترفيهية والسياحية الرئيسة مثل الميدان العام، المسرح المفتوح، الحديقة الثقافية المضيئة، الممشى الزجاجي، الزحليقة الجبلية، السلك الانزلاقي، الممشى الصحي، والمعرض الجيولوجي.

وبيّن المهندس السنيدي أن المشروع يتميز بتصميمه المستدام والمستوحى من البيئة الجبلية المحيطة، ويهدف إلى الحفاظ على الهوية البصرية والتوازن البيئي للمكان مع تهيئة مناطق للمغامرات وأنشطة الاستكشاف السياحي، مؤكدًا أن البلدية تعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لضمان سرعة التنفيذ وجودة الإنجاز.

وأشار إلى إنجاز مشروع توريد وتركيب 172 عمود إنارة للطريق المؤدي إلى جبل شمس بطول 10 كيلومترات، مؤكدًا أن هذه الجهود المتكاملة في تطوير الطرق والإنارة والبنية الأساسية تمهد لمرحلة جديدة من النهضة السياحية والتنموية في ولاية الحمراء.

وأكد المهندس سليمان السنيدي أن بلدية الداخلية تعمل على تطوير مقومات السياحة الجبلية والبنية الأساسية الداعمة لها بالتكامل مع المشروعات الخدمية الأخرى، بهدف تعزيز مكانة جبل شمس كوجهةٍ سياحيةٍ عالميةٍ تواكب تطلعات التنمية المستدامة وتدعم الاقتصاد المحلي للمحافظة.

إمداد المياه

وقال المهندس أحمد بن ناصر العبري، مدير عام المشاريع للقطاعين الغربي والأوسط في نماء لخدمات المياه: تواصل الشركة تنفيذ مشروع إنشاء شبكات توزيع المياه في ولاية الحمراء، والذي يسير بخطى متسارعة، ويشمل هذا المشروع القرى الجبلية في جبل شمس، حيث بلغت نسبة الإنجاز بنطاق التعاقد الأصلي في المشروع حوالي 91%.

وقد بلغت التكلفة الإجمالية المعدّلة أكثر من 32 مليون ريال عُماني لتشمل التجمعات السكنية القائمة والمخططات المستقبلية، بالإضافة إلى بعض القرى الإضافية التابعة لولايتي الرستاق وعبري، وذلك لمواكبة التوسع العمراني الكبير والحركة السياحية والاقتصادية التي تشهدها هذه الولايات، من منطلق تجويد الإنفاق الحكومي.

وقد رُوعي عند تنفيذ المشروع تغطية كافة القرى والمناطق السكنية في ولاية الحمراء وبعض القرى التابعة لولايات بهلاء والرستاق وعبري، والبالغ عددها أكثر من 88 قرية، بشكل آمن ومستدام، وتوفير ما يقارب 3225 مليون جالونٍ من المياه يوميا لـ 81440 نسمة، ليشمل الزيادة السكانية والعمرانية المستقبلية، حيث إن الأفق التصميمي للمشروع يمتد حتى عام 2040م.

ونظرًا للطبيعة الجيولوجية والجغرافية لولاية الحمراء والقرى المجاورة للولاية المنضوية ضمن المشروع، ولضمان حسن التنفيذ وسلاسة التشغيل بعد ذلك، فإنه يتم تنفيذ المشروع على خمسة مسارات تمثل مناطق التجمعات السكنية القائمة والمخططات المستقبلية، وهذه المسارات هي:

مسار جبل شمس: يحتوي على 7 محطات لتقوية الضخ بكافة مرافقها، وخطوط نقل بطول 44.6 كم، وشبكات توزيع بطول 35.5 كم.

مسار الجبل الشرقي باتجاه قرية هاط وبلد سيت في ولاية الرستاق: يشتمل على 6 محطات لتقوية الضخ بكافة مرافقها، وخطوط نقل بطول 20.3 كم، وشبكات توزيع بطول 5.5 كم.

مسار مسفاة العبريين: يشتمل على 4 محطات لتقوية الضخ بكافة مرافقها، وخطوط نقل بطول 10.2 كم، وشبكات توزيع بطول 5.7 كم.

مسار حيل الشص: يشتمل على 4 محطات لتقوية الضخ بكافة مرافقها، وخطوط نقل بطول 8.5 كم، وشبكات توزيع بطول 10.8 كم.

مسار مركز الولاية: يشتمل على مبنى إداري ومحطة ضخ وخطوط نقل بطول 13 كم، وشبكات توزيع بطول 265.5 كم.

وعليه يتكون المشروع من 22 محطة متكاملة لتقوية ضخ المياه، تشتمل هذه المحطات على 68 مضخة بقدرات مختلفة، وخطوط لنقل المياه بطول 93 كم، وشبكة متكاملة لتوزيع المياه بطول 350 كم ضمن المسارات الخمسة للمشروع، بالإضافة إلى خزان رئيسي سعته 18 ألف مترٍ مكعب، ومبنى إداري، وأنظمة متطورة لتعقيم المياه ومراقبة جودتها، كما يشتمل المشروع على 934 غرفة محابس بمرافقها، و926 محبسا لإطفاء الحرائق، وأكثر من 4 آلاف وصلة مقاومة للضغوطات العالية لأنابيب المياه، وأكثر من 29375 متر تقاطعٍ للطرق المعبدة.

ومواكبة للتقنيات الحديثة، سيتم تركيب نظام للتحكم ومراقبة كافة مرافق المشروع من مركز التحكم الوطني بمحافظة مسقط.

وأكد أن إجمالي الحفريات في المشروع بلغ 104 آلاف متر مكعب من الصخور متفاوتة الصلابة بمواقع الخزانات، و467 ألف متر مكعب من الصخور متفاوتة الصلابة بمسارات الأنابيب، و37,826 مترا من الطرق المعبدة وأعمال إعادة الرصف.

غِنى جيولوجي

وقال الدكتور محمد بن هلال الكندي، الرئيس التنفيذي لمركز استشارات علوم الأرض: يُعد جبل شمس، الواقع ضمن سلسلة جبال الحجر، أعلى قمة في سلطنة عُمان، حيث يبلغ ارتفاعه أكثر من 3000 متر فوق سطح البحر، ويمثل هذا الجبل نموذجا جيولوجيا غنيًا يعكس تاريخا طويلا من التكوينات الصخرية والحركات التكتونية والعوامل الطبيعية التي شكلت ملامحه الحالية.

إذ تتكوّن الصخور الجيرية في جبل شمس من ترسيبات تعود إلى العصر الطباشيري، قبل نحو 100 مليون عام، عندما كانت المنطقة مغمورةً بمياه بحارٍ ضحلة، وخلال هذه الفترة تراكمت بقايا الكائنات البحرية الدقيقة مثل الشعاب المرجانية والقواقع، مكونة طبقات من الحجر الجيري الصلب التي يمكن رؤيتها اليوم في منحدرات الجبل.

وأضاف: أن صخور جبل شمس تُظهر العديد من التشققات والتصدعات المعروفة جيولوجيا بـ"الحنجرة"، وهي كسور طبيعية ناجمة عن قوى الضغط والشد التي أثّرت على القشرة الأرضية خلال الحركات التكتونية الكبرى.

وهذه التصدعات تُتيح تسرب المياه وتُسهم في عمليات التجوية والتعرية، ما يؤدي إلى تعميق الفجوات وتكوين الأخاديد الصخرية.

وأشار إلى أن جبال الحجر، بما في ذلك جبل شمس، شهدت عمليات رفعٍ تكتوني بفعل تصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الإيرانية، وهو ما أدى إلى ارتفاع الجبال بشكلٍ تدريجي على مدى ملايين السنين. وهذا الارتفاع المتواصل، بالترافق مع عوامل التعرية مثل الرياح والأمطار، أدى إلى نحت الصخور وتشكيل تضاريس وعرة وأخاديد عميقة. ومن أبرز هذه التشكيلات وادي النخر، الذي يُعرف بعمقه الشاهق ومنحدراته الحادة، ويُعتبر من أعمق الأخاديد في شبه الجزيرة العربية.

مشيرا إلى أن الجيولوجيا المعقدة تُظهر كيف أن التاريخ الطبيعي لجبل شمس ليس مجرد سجلٍ لصخور قديمة، بل هو مرآة للعمليات الجيولوجية المستمرة التي تُشكل ملامح الأرض وتُثري فهمنا لتطور القشرة الأرضية في منطقة الخليج العربي.

مقالات مشابهة

  • استثمار يُعيد تشكيل مزيج الطاقة في عُمان
  • اليمن وجيبوتي يوقعان اتفاقية تعاون جديدة لتعزيز إدارة وتنظيم كابلات الاتصالات البحرية التي تربط البلدين
  • النجد الزراعية.. مشروع الأمن الغذائي بين الطموح والتنفيذ
  • جبل شمس .. التنمية تفل الصخر لتحويل أعلى القمم إلى وجهة سياحية عالمية
  • البيئة: مشروع الأتوبيسات الكهربائية يسهم في خفض 23% من الملوثات والانبعاثات
  • البيئة: مشروع الأتوبيسات الكهربائية بالقاهرة يساهم في خفض 23% من الانبعاثات الضارة
  • فخار طاقة يجمع بين الحرفة اليدوية العريقة والابتكار
  • والي الشمالية يقف على مراحل تأهيل مطار دنقلا الدولي
  • بنود مشروع قرار أميركي معدّل لدعم خطة إنهاء الصراع في غزة