بعد أسعار الذهب الكبيرة.. هذا ما يفعله التجار
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
بعد أسبوع من "الاختراق النظيف" فوق 4,000 دولار لاونصة الذهب، تحرّك التجّار اليوم على قاعدةٍ بسيطة تتلخص بأنّ "أي هبوطٍ سريع يُشترى، وأي صعودٍ حاد يُدار بجني أرباحٍ انتقائية".
الزخم الأساسي للذهب يأتي من صورتين: ضغوط ثقة المستهلك الأميركي التي هبطت في قراءتها الأولية لشهر تشرين الثاني متأثّرة بإطالة أمد الإغلاق الحكومي، وهو أدنى نطاق منذ نحو 3 سنوات ونصف السنة، ما يعزّز وظيفة الذهب كتحوّط في الفترات الضبابية.
في السياق، يقول مصدر اقتصادي لـ"لبنان24" أنّ المتعاملين يقرأون استمرار الشراء الرسمي من بنك الشعب الصيني للشهر الحادي عشر تواليًا، وارتفاع مبيعات/حيازات صناديق الذهب في الصين خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 بنسبة تقارب 164%، لتصل الحيازات المحلية إلى قرابة 194 طناً، بينما ارتفعت الاحتياطات الرسمية إلى نحو 2,303 أطنان بنهاية الربع الثالث. هذه الإشارات تُصعّب على البائعين كَسر الاتجاه.
يضيف المصدر:" في غرف التداول، يجري تثبيت مراكز صعودية تدريجيًا بدل القفزات الكبيرة. بعض المتعاملين يحوّلون جزءًا من أرباح الأسهم إلى المعدن، وآخرون يفضّلون الشراء المتدرّج للحفاظ على المتوسّط السعري. والفكرة واحدة، حماية ما تحقق، والإبقاء على مساحة للحاق بأي موجة ارتفاع جديدة.
ويشير المصدر إلى أنّ الطلب المقبل من آسيا، خصوصًا الصين، يعطي التجار سببًا إضافيًا للتماسك. لذلك، تُعامَل منطقة الأربعة آلاف كخط دفاع نفسي. إذا اقتربت الأسعار منها يعود الشراء سريعًا. وما لم تظهر مفاجآت اقتصادية قوية تعاكس الاتجاه، سيبقى المزاج اليوم ميّالًا للصعود الهادئ، ما يعني شراء بحذر عند الهبوط، مترافقا مع بيع جزئي عند القمم، بانتظار إشارة أوضح نحو 4200. مواضيع ذات صلة بعد موجة الارتفاع الكبيرة.. هذه أسعار الذهب اليوم Lebanon 24 بعد موجة الارتفاع الكبيرة.. هذه أسعار الذهب اليوم
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الارتفاع الکبیر أسعار الذهب Lebanon 24 Lebanon 24
إقرأ أيضاً:
رفع أسعار المحروقات.. وغياب الرقابة على التجار
بعد كل عملية رفع لأسعار المحروقات، يتبارى التجار كبيرهم وصغيرهم فى رفع أسعار السلع دون ضابط قانونى، أو وازع من ضمير، أو رقابة حاسمة تردعهم، أو تقنين الزيادات من المنبع بنسبة موازية لنسبة رفع المحروقات.
ومعلوم أن التلاعب بالأسعار واحتكار السلع، من أهم التحديات التي تزيد من وطأة الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها الشعوب، وقديما قال أهل الاقتصاد: إن التاجر "الشاطر" ليس فقط الذي يمتلك خبرة وذكاء في البيع والشراء، لكنه التاجر الذي يتفهم جيدا متطلبات السوق ويعرف كيف يحقق أرباحا دون التخلي عن إنسانيته فى إدراك ظروف الناس واحتياجاتهم.
ولكن للأسف الشديد التجار هذه الأيام ـ إلا من رحم ربى ـ يبادرون برفع سعر السلعة التى يمتلكونها، لمجرد علمهم بأن سعرها سيرتفع، أو أنه قد ارتفع بالفعل، علما بأنهم اشتروها بسعر أقل، وحجتهم فى ذلك أنهم إذا باعوا ما لديهم، وذهبوا لشراء السلعة نفسها بالسعر الجديد، فسوف يخسرون قيمة الزيادة من رأس مالهم.
بمعنى أن التاجر لو كان يمتلك عشر سيارات مثلا وارتفع سعرها ثم باعها بالسعر القديم، فإنه حين يشتري بالسعر الجديد فلن يتمكن من شراء عشر سيارات مكانها، فإذا اشترى تسعة مثلا، فيكون قد فقد سيارة من رأس ماله، وهذه الحسبة الشيطانية صارت مبدأ عاما وقاعدة يتعامل بها التجار ويعتقدون أن هذا هو الصحيح الواجب الاتباع، بل وصل الأمر إلى أن كثيرا من المستهلكين يقتنعون بهذه الحسبة الشيطانية، ويلتمسون الأعذار للتجار فى بيعهم السلع التى لديهم قبل الزيادة بالسعر الجديد.
وللرد على هذه الحسبة الشيطانية ببساطة نقول: إن التاجر حين يبيع السلعة بالسعر القديم، فهو قد حقق فيها ربحا، وحين يشترى بعد ذلك بالسعر الأعلى فسوف يبيعها ويحقق ربحا أيضا، ولن يتأثر رأس ماله، وكيف يرتضي لنفسه ألا يتأثر بالتضخم وزيادة الأسعار التى يعانى منها الجميع، ويستغل حاجة الناس ويرفع عليهم أسعار السلع قبل أن يشتريها بالزيادة؟. إنها مغالطة كبرى، وخيانة عظمى لا تجعل هذا التاجر من الصادقين الأمناء.
وعار علينا أن نتغنى بأمانة التجار فى الغرب، الذين يعرضون السلعة الواحدة بسعرين، وحين تسأله عن ذلك يجيبك بأنه اشترى هذه بسعر أقل من تلك، ولك حرية الشراء بأى السعرين شئت.
إن التاجر الصدوق ـ وهي صيغة مبالغة من الصدق ـ أي الذي يتحرى الصدق والكسب الحلال، فلا يغش ولا يخون ولا يحتكر ولا يستغل وقت الأزمات، ما أعظم أجره حين يكون مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا.
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن التاجر الذي يساهم بخفض أسعار سلعته في تلبية حاجات الناس وضبط إنفاق الأسر، له أجر عظيم عند الله تعالى، وذكرت دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على "فيس بوك": إن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مر برجل بالسوق يبيع طعاما بسعرٍ هو أرخص من سعر السوق فقال: "تَبِيعُ فِي سُوقِنَا بِسِعْرٍ هُوَ أَرْخَصُ مِنْ سِعْرِنَا؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "صَبْرًا وَاحْتِسَابًا؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "أَبْشِرْ، فَإِنَّ الْجَالِبَ إِلَى سُوقِنَا كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْمُحْتَكِرُ فِي سُوقِنَا كَالْمُلْحِدِ فِي كِتَابِ اللهِ".
وناشدت دار الإفتاء التجار والبائعين وأصحاب المحال التجارية ألا يقوموا باحتكار السلع لبيعها للمواطنين بأغلى من سعرها، مؤكدة أن احتكار السلع ورفع أسعارها على المشترين لا يجوز شرعا ويعد خيانة للأمانة. وقالت: يحرم الاحتكار لكل ما يحتاج إليه الناس دون تحديد للطعام أو لغيره، لأن العلة هي الإضرار بالناس، فحيثما وجدت العلة مع أي سلعة وجد الحكم.
وأخيرا: لابد لوسائل الإعلام المختلفة أن تركز على توضيح كل تلك المعانى، ترغيبا وترهيبا، لعل هذا يكون زاجرا ورادعا لهؤلاء التجار، ومرغبا لهم فى الوقت نفسه فى أن يكونوا مع الصادقين فى جنات النعيم.