سيد الحجار (أبوظبي)
ساهمت مصفاة أبوظبي في منطقة ساس النخل التي كانت تعرف سابقاً بـ (أم النار)، في بناء جيل مؤهل من الكوادر الوطنية القادرة على لقيادة مستقبل قطاع الطاقة الإماراتي، حيث شكّلت المنصة إرثاً مُمتدّاً ومنظومة عمل متكاملة على مدى عقود.

وفي عام 1976، تم افتتاح مصفاة أبوظبي التي وصلت طاقتها الإنتاجية خلال سنوات التشغيل إلى 85 ألف برميل من النفط الخام يومياً، وهو ما جعلها مساهماً رئيساً في تلبية احتياجات الطاقة على المستوى المحلي، ولجميع شركاء «أدنوك» في أنحاء العالم.

وفي عام 2022، أوقفت «أدنوك» تشغيل المصفاة ضمن خطتها الاستراتيجية لتركيز عمليات التكرير والبتروكيماويات في مجمع الرويس الصناعي. وتمّت إعادة تخصيص أرض المصفاة بما يتماشى مع متطلبات مشروعات التطوير المستقبلية لإمارة أبوظبي.
وتضمَّن إيقاف تشغيل المصفاة مراحل متعددة تمت بطريقة آمنة تضمن حماية البيئة، بدأت بتفكيك هيكلها، وهدم الخزانات والمباني والأساسات وخطوط الأنابيب التي كانت ممدودة تحت الأرض، حيث تميزت هذه العمليات بمراعاتها لكافة عناصر السلامة البيئية، عبر ضمان عدم تسرُّب المواد الهيدروكربونية في موقع المصفاة، وعدم اللجوء لحرق الغاز خلال عملية الإيقاف، وهو إجراء عادةً ما يكون متّبعاً خلال تنفيذ عمليات إيقاف المصافي. 
ولضمان استمرارية الاستفادة من معدات المصفاة الحيوية، حرصت «أدنوك» على إعادة تأهيل وحدات المعالجة لتركيبها في موقع آخر داخل الدولة، حيث ستواصل هذه الوحدات عملياتها التشغيلية وتساهم في خلق فرص عمل محلية لأكثر من 240 موظفاً متخصصاً.
وحول تاريخ وأهمية هذا الصرح الصناعي المهم، تحدّث عدد من كوادر شركة «أدنوك للتكرير»، الذين سبق لهم العمل في مصفاة أبوظبي وواكبوا مراحل مهمة شملت فترة تشغيلها وصولاً لإيقافها ونقل وحداتها لـ «الاتحاد» حول دور المصفاة في تعزيز نمو قطاع النفط بأبوظبي. 

 

 

منظومة حياة 
قال خالد الكثيري، أحد رواد «أدنوك»: «التحقت بدائرة معالجة الغاز في أدنوك عام 1993 كفني كهرباء في المصفاة، إلى أن تدرجت في السلم الوظيفي وأصبحت مسؤولاً عن فريق الصيانة حتى موعد تقاعدي في ديسمبر 2020، وقضيت 27 عاماً أعمل في هذا المكان، بدأت فيه منذ صغري، وفي بعض الأوقات كنت أعتبرها بيتي الأول، بل طالما رأيت فريق المصفاة كله كعائلتي، ولديّ الكثير من الأصدقاء الأعزاء الذين عملت معهم وما زلنا على تواصل إلى يومنا الحالي، وأستطيع القول إنّ مصفاة أبوظبي لم تكن بالنسبة لنا مجرد مكان لمعالجة النفط الخام، بل كانت منظومة حياة كاملة». 
وأضاف: «كانت المصفاة تقوم بإنتاج وقود الطائرات، وخاصة Jet A-1، وتزويد مطار أبوظبي الدولي آنذاك وغيره من مراكز الطيران العالمية بهذا الوقود الحيوي، وكنا نشعر أننا من خلال إنتاج وقود الطائرات، نرسل منتجاً محلياً من أبوظبي إلى العالم ونُساهم في دفع عجلة الاقتصاد».
وقال الكثيري: «بجانب وقود الطائرات، كانت المصفاة تقوم بإنتاج غاز البترول المسال الضروري للاستخدام اليومي في الطهي، والذي يصل إلى كل منزل، ولم تتوقف هذه المنتجات ولم تتأثر جودتها حتى في أوقات الأزمات».

أخبار ذات صلة خالد بن محمد بن زايد يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة «أدنوك» هيثم الجنيبي رئيس المؤتمر لـ«الاتحاد»: 1137 جهة تمثل 93 دولة شاركت بالمؤتمر التقني لـ«أديبك 2025»


عائلة واحدة 
من جانبها، قالت جواهر المهيري، رئيسة فريق هندسة العمليات في «أدنوك للتكرير»: «بدأت عملي في مصفاة أبوظبي كمتدربة في صيف 2010، وذلك بناءً على نصيحة قدمها لي والدي بأن أفضل مكان لتعلُّم أساسيات الهندسة البترولية هو المصفاة، وبالفعل التحقت بالعمل هناك قبل انضمامي إلى برنامج الخريجين في العام التالي، وعمِلت عن قُرب مع فريق العمليات في المصفاة».
وأضافت: «كانت بيئة العمل في المصفاة بمثابة العيش مع عائلة واحدة، حيث كنا نهتم ببعضنا البعض ليس فقط لضمان السلامة، بل أيضاً من أجل التطوير ودعم بعضنا البعض، وهو ما ساهم في رسم ملامح مستقبلي».


معايير استثنائية 
أما متعب السديد، الذي كان يشغل وظيفة مهندس ميكانيكي أول في مصفاة الرويس عام 2005 وانتقل إلى مصفاة أبوظبي ليصبح مديراً للصيانة فقال: «كانت معايير السلامة المطبّقة في مصفاة أبوظبي استثنائية نظراً لموقعها داخل حدود المدينة، كما أن روح الفريق القوية كانت واضحة، حيث كان يسود شعور حقيقي بالتعاون والتكامل بين الطواقم الفنية والإدارية».
وأضاف: «كل الجهود كانت تتجه نحو هدف واحد هو ضمان تشغيل المصفاة على مدار الساعة، مع الالتزام الصارم بأعلى معايير الصحة والسلامة وحماية البيئة، وكنا نعمل حتى منتصف الليل للحفاظ على استمرارية التشغيل، ولم يكن هناك توقف إلا بشكل مؤقت خلال فترة أعمال الصيانة السنوية، بخلاف ذلك كانت المصفاة تعمل دائماً». 

نجاح من أجل الوطن
من جانبه قال هزاع البلوشي، منسق المشروعات في «أدنوك للتكرير»: «بدأنا عمليات إيقاف التشغيل النهائي وإخراج المنشأة من الخدمة بطريقة آمنة ومنظمة في يوليو 2024، وذلك في إطار مشروع ضخم تميّز بتحديات متعددة، من أبرزها رفع معدات ثقيلة تزن 200 طن باستخدام رافعات عملاقة تم توفيرها خصيصاً لهذه المهمة، وكان العنصر الأهم ضمان عدم وصول المواد الهيدروكربونية للأرض والتأكد من مطابقة جميع عينات التربة في الموقع للمعايير البيئية المحلية والعالمية. وأنا أشعر بفخر كبير لمشاركتي في هذا المشروع وإنجاز عملية الإيقاف بنجاح، بما يخدم مستقبل تطوير مدينة أبوظبي، ويساهم في تقدم وازدهار الوطن».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أدنوك

إقرأ أيضاً:

فريق الصيد مواليد 2012 يواجه الترسانة في بطولة الجمهورية لليد

يواصل فريق كرة اليد مواليد سنة 2012 بنادي الصيد، التدريب والتأهيل استعدادا للمشاركة في بطولة الجمهورية، وذلك في إطار الاستعداد الكامل وفقا لتوجيهات وزارة الشباب والرياضة وإدارة النادي.

وقال المدرب أحمد رامي، مدرب فريق مواليد سنة 2012 لكرة اليد للفتيات بنادي الصيد، إن التدريبات تجرى على قدم وساق استعدادا للمشاركة، لافتا إلى أن فريق الفتيات استطاع خلال الفترة الماضية الحصول على المركز الرابع بالبطولة التنشيطية للاتحاد المصري لكرة اليد وصعود الفريق للمرحلة الثالثة ببطولة الجمهورية، وذلك يحدث لأول مرة في نادي الصيد بقطاع البنات عموما.

ومن جهتها قالت خديجة قرمز، اللاعبة بالفريق، إنها تسعى جاهدة بالاشتراك مع زملائها بالفريق إلى الفوز بالبطولة التي يجرى الاستعداد لها والمقرر أن تكون خلال الفترة المقبلة، منوهة إلى أن إجراءات التدريب تجرى أسبوعيا بمعدل يومين خلال الأسبوع، لافتة إلى أنها دوما تعمل على التنسيق بين دراستها وتدريبها دون تأثير أحدهما على الآخر.

وقالت تالين يوسف، حارس مرمى الفريق، إن إجراءات واستعدادات المشاركة والتجهيز تتم على أعلى مستوى، لافتة إلى أن هناك تدريبات يقومون بها على أعلى مستوى من أجل الوصول إلى مراكز متقدمة في البطولة.

ويواجه فريق الصيد اليوم  فريق الترسانة خلال مباريات بطولة الجمهورية.

الجدير بالذكر أن فريق كرة اليد للفتيات مواليد عام 2012، يضم كلا من: كندا شرين، حارس مرمي الفريق، وإيلا أدهم، كارما أبو باشا، هنا غزاوي، لي لي رمضان، جوري وجنى محمد، سلمى حمد، غالية شهاب، مليكة عمرو، كارما إسماعيل، خديجة كرمز، وتالين يوسف.

طباعة شارك فريق كرة اليد نادي الصيد بطولة الجمهورية وزارة الشباب والرياضة أحمد رامي

مقالات مشابهة

  • كييف:1000 روسي بين قتيل وجريح خلال 24 ساعة
  • انطلاق الأسبوع التدريبي 15 بقطاع التدريب وبمركز سقارة غدًا
  • الزراعة تعلن انتهاء لجنة المبيدات من تأهيل 441 كادراً
  • فريق الصيد مواليد 2012 يواجه الترسانة في بطولة الجمهورية لليد
  • «طاقة للخدمات» و«سديرة» تطلقان مشروع إعادة تأهيل المباني في مدينة أريام بآيكاد
  • «الجودو الإماراتي» يغازل مكاسب «أبوظبي جراند سلام» بـ20 لاعباً
  • 14.65 مليار درهم صافي دخل «أدنوك للغاز» خلال 9 أشهر بنمو 10%
  • القمة العالمية لطاقة المستقبل 2026 تنطلق في أبوظبي يناير المقبل
  • العالمية القابضة تكشف عن فريق القيادة لمجموعة "2 بوينت زيرو"