البلاد تواجه مستوى غير مسبوق من العري.. دعوات في إيران إلى تشديد الإجراءات ضد عدم الالتزام بالحجاب
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
نقلت صحيفة اعتماد الإيرانية عن إيجئي قوله إنه وجّه المدعي العام وكافة المدعين العامين إلى مطالبة أجهزة الأمن وإنفاذ القانون بـ"الكشف عن الحركات المنظمة والجهات الأجنبية" التي يُشتبه في دورها في هذه الظواهر.
دعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة لمواجهة ما وصفه بـ"الظواهر الاجتماعية الشاذة"، في إشارة مباشرة إلى ما يعتبره تساهلًا متزايدًا في تطبيق إلزامية الحجاب داخل البلاد.
ومنذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، تفرض إيران قواعد صارمة تلزم النساء بتغطية شعرهن وارتداء "ملابس فضفاضة ومحتشمة" في الأماكن العامة. إلا أن الالتزام بهذه القواعد تراجع تدريجيًا خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في المدن الكبرى وفي طهران، حيث بات حضور النساء غير المحجبات أو المخففات لغطاء الرأس أكثر انتشارًا.
ونقلت صحيفة اعتماد الإيرانية عن إيجئي قوله إنه وجّه المدعي العام وكافة المدعين العامين إلى مطالبة أجهزة الأمن وإنفاذ القانون بـ"الكشف عن الحركات المنظمة والجهات الأجنبية" التي يُشتبه في دورها في هذه الظواهر، وتقديم المتورطين للقضاء. وأضاف أن "أحد مظاهر مساعي العدو يكمن في قضية العري وعدم وضع الحجاب"، في إشارة إلى ما تعتبره السلطات ملابس "غير محتشمة".
وفي مقابل هذه الدعوات المتشددة، تبدي الحكومة موقفًا أكثر مرونة. فقد أكدت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، الشهر الماضي أن "فرض الحجاب بشكل فردي أمر غير ممكن"، مجددةً بذلك تصريحات سابقة للرئيس مسعود بزشكيان، الذي تعرض لانتقادات من التيار المحافظ بسبب رفض حكومته العام الماضي مشروع قانون يقضي بتشديد العقوبات على النساء غير المحجبات.
Related زوجان بريطانيان يضربان عن الطعام احتجاجًا على استمرار احتجازهما في السجون الإيرانيةإيران تعرض صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب مع إسرائيلاختبار "شاهد 161" العلني.. هل تبدأ إيران إعادة رسم ميزان القوى بالمسيّرات الشبحية؟من جهته، شنّ ممثل المرشد الإيراني في محافظة خراسان رضوي وإمام جمعة مشهد، أحمد علم الهدى، هجومًا جديدًا على النساء غير الملتزمات بالحجاب الإجباري، معتبرًا أن البلاد تواجه ما وصفه بـ"مستوى غير مسبوق من الانكشاف والعري".
وقال في خطبة الجمعة بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني: "علينا مكافحة العري الذي وصل اليوم إلى حدّ الانكشاف الكامل.. هل يشعر المسؤولون في الأجهزة التنفيذية بأي خطر من هذا الوضع؟"، وفق ما أوردته "إيران إنترناشيونال".
وأضاف مستنكرًا: "إذا رأيتم منزلًا يحترق، هل تنتظرون وصول رجال الإطفاء أم تتدخلون فورًا؟ مشكلتنا الثقافية وصلت إلى هذا الحد، وعلى الجميع تحمّل المسؤولية".
وتوسّع في انتقاداته ليشمل بعض الأعمال الدرامية، معتبرًا أنها تُظهر غرف نوم وتفاصيل خاصة أمام الشباب والمراهقين "الذين يمرّون بأزمة الغريزة الجنسية"، مضيفًا: "أليس هذا جريمة وخطرًا أكبر عليهم؟".
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة كيهان المقرّبة من مكتب المرشد الأعلى، مقالًا أكدت فيه أن "الحجاب يمثّل خط الدفاع الأول لهوية المرأة الإسلامية في إيران، وإذا انهار هذا الخط فإن باقي الساحات الثقافية والقيمية ستنهار تباعًا".
وتتواصل "التصريحات الرسمية المتشددة" خلال الأسابيع الأخيرة، إذ دعا المدعي العام الإيراني، محمد موحدي آزاد، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، النيابات إلى "التعامل الجاد" مع مخالفات الحجاب. كما طالب رئيس السلطة القضائية في أصفهان، أسدالله جعفري، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، بمواجهة "السلوكيات المنافية للعرف" لدى النساء غير الملتزمات بالغطاء الإجباري.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن أمين لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طهران، روح الله مؤمن نسب، تخصيص أكثر من 80 ألف عنصر لمراقبة التزام النساء بالحجاب في العاصمة.
وتزايدت مظاهر عدم الالتزام بالحجاب منذ الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران عقب وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022 أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب مخالفتها قواعد اللباس.
وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل المئات، واعتقال آلاف المشاركين في مختلف المحافظات.
ويرى معارضو هذه السياسات أن السلطات تواصل ضخّ ميزانيات ضخمة في أجهزة الرقابة الثقافية وتوسيع صلاحيات هيئة "الأمر بالمعروف"، في وقت يعاني فيه الإيرانيون من تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، معتبرين أن "أولوية النظام باتت تشديد القيود الاجتماعية بدل معالجة الأزمات الأساسية التي يواجهها المواطنون".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الصين مراهقون سوريا الصحة دونالد ترامب إسرائيل الصين مراهقون سوريا الصحة حقوق المرأة مهسا أميني إيران الحجاب دونالد ترامب إسرائيل الصين مراهقون سوريا الصحة بحث علمي حركة حماس الشتاء فضاء إيران تايلاند النساء غیر
إقرأ أيضاً:
تقرير: إيران ترفض تفتيش مواقعها التي ضُربت.. يمكنها صناعة 10 قنابل نووية
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري اليوم الأربعاء نشرته وكالة "رويترز"، إن إيران لم تسمح للمفتشين بدخول المواقع النووية التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة في يونيو حزيران، مضيفة أن التحقق من مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران "تأخر كثيرا".
وتنص إرشادات الوكالة على ضرورة التحقق شهريا من مخزون أي دولة من اليورانيوم عالي التخصيب، مثل المواد المخصبة بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة في إيران، وهي أقل من النسبة اللازمة لصنع الأسلحة والبالغة 90 بالمئة تقريبا.
وتدعو الوكالة إيران منذ شهور إلى كشف مصير هذا المخزون والسماح باستئناف عمليات التفتيش بالكامل وبأسرع وقت. وأعلن الجانبان في القاهرة في سبتمبر أيلول التوصل إلى اتفاق يفسح المجال أمام الاستئناف الكامل لعمليات التفتيش لكن لم يجر إحراز تقدم يذكر وتقول إيران الآن إن هذا الاتفاق لاغ.
وقالت الوكالة في تقريرها الموجه إلى الدول الأعضاء، والذي اطلعت عليه رويترز "عدم تمكن الوكالة من الوصول إلى هذه المواد النووية في إيران لمدة خمسة أشهر يعني أن عملية التحقق... تأخرت كثيرا".
مخاوف من عدم استخدام المواد النووية سلميا
ذكر التقرير أيضا أن "من الضروري أن يُسمح للوكالة بالتحقق من مخزونات المواد النووية المعلن عنها سابقا في إيران على وجه السرعة لتهدئة مخاوفها... بشأن احتمال تحويل المواد النووية المعلنة عن الاستخدام السلمي".
وأعاد التقرير تأكيد أن كمية اليورانيوم عالي التخصيب التي أنتجتها إيران وخزنتها تثير "قلقا بالغا". وجاء فيه أن الوكالة فقدت الآن ما يسمى استمرارية المعلومات عن مخزونات اليورانيوم الإيراني المخصب، مما يعني أن إعادة رسم الصورة الكاملة صعبة وستستغرق وقتا طويلا.
وأجرت الوكالة تفتيشا في 13 منشأة نووية "لم تتأثر" بهجمات إسرائيل والولايات المتحدة لكنها لم تفتش أيا من المنشآت السبع المتضررة.
10 قنابل نووية
من بين الأسباب التي تقول إسرائيل والولايات المتحدة إنها دفعتهما إلى تنفيذ الهجمات هو أن إيران اقتربت بشكل كبير من القدرة على امتلاك سلاح نووي.. وأدت الهجمات إلى دمار إحدى منشآت التخصيب الإيرانية الثلاث العاملة آنذاك بشكل كامل وألحقت أضرارا بالغة بالمنشآت الأخرى على الأقل،
وتقول قوى غربية إنه لا يوجد تفسير لهذا المستوى العالي من التخصيب من إيران للاستخدام المدني.
وتؤكد إيران أن أهدافها سلمية تماما في حين تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن لا دلائل موثوقة لديها على وجود برنامج أسلحة منسق في إيران.
وتقول الوكالة إن إيران كانت تمتلك قبل الهجمات 440.9 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة في شكل سادس فلوريد اليورانيوم، الذي يمكن تخصيبه بسهولة.
وبحسب معايير الوكالة، فإن هذه الكمية تكفي من حيث المبدأ، حال زيادة تخصيبها، لصنع 10 قنابل نووية.
وذكر التقرير أنه يتعين على إيران باعتبارها طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تقديم تقرير خاص ومفصل إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول وضع المنشآت التي تعرضت للقصف "دون تأخير"، لكنها لم تفعل ذلك بعد. وحينها فقط، يمكن للوكالة تفتيشها.
محطة تخصيب جديدة
في حين أن بعض اليورانيوم المخصب تعرض للتلف خلال الهجمات، يقول دبلوماسيون إن جزءا كبيرا من المخزون كان على الأرجح مخزنا في منشأة مدفونة على عمق كبير في أصفهان حيث قُصفت أنفاق الدخول، لكن الضرر كان محدودا على ما يبدو.
وقبل الهجمات بوقت قصير، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تنشئ منشأة تخصيب في أصفهان لكن الوكالة لم يتسن لها تفتيشها.
وذكر التقرير أنه "لا علم للوكالة بالموقع الدقيق للمنشأة الجديدة أو وضعها فيما يتعلق بأغراض الضمانات، ومنها ما إذا كانت تحتوي على مواد نووية، أو مدى تأثرها بالهجمات العسكرية".
وبينما لا توجد مؤشرات تذكر على إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، يقول الجانبان إنهما منفتحان على هذه الفكرة.
عقوبات أمريكية
في سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء عقوبات على أفراد وكيانات في عدة دول مرتبطة بدعمهم لإنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية، في أحدث محاولة للضغط على طهران.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن عقوبات اليوم الأربعاء تستهدف ما مجموعه 32 فردا وكيانا، في إيران والإمارات وتركيا والصين وهونج كونج والهند وألمانيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أنهم يديرون شبكات مشتريات متعددة.
وقالت الوزارة في بيانها "تشكل هذه الشبكات تهديدا للأفراد من الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وللشحن التجاري في البحر الأحمر".
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران باستخدام برنامجها النووي ستارا لإخفاء جهود تطوير القدرة على إنتاج أسلحة. وتقول إيران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.