المبعوث الأمريكي يكشف تفاصيل الدور الحقيقي للجولاني .. من الإرهاب إلى أداة أمريكية _ إسرائيلية
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
أحدثت المعلومات التي نشرها الموفد الأمريكي إلى سوريا توم براك على منصة إكس زلزالاً سياسياً وإعلامياً واسع النطاق، بعدما كشف بشكل مباشر عن تفاصيل زيارة المدعو أبو محمد الجولاني زعيم الجماعات المسلحة المسيطرة على سوريا إلى الولايات المتحدة، وعن لقاء جمع الجولاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل البيت الأبيض، وبحسب ما أكده براك في منشور له على حسابه في منصة إكس، فإن هذا الحدث لم يكن مجرد لقاء عابر، بل كان بداية لعلاقة جديدة سينبني عليها الكثير من المتغيرات في المنطقة في إطار المهمة القادمة التي سيقوم بها ’’الجولاني’’ في إطار خدمة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
وتتزايد أهمية هذه المعلومات لأنها تتضمن تفاصيل حساسة تمس موازين القوى الإقليمية، بدءًا من تعهّد الجولاني، وفق ما كشفه براك بالمشاركة في مكافحة حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني، وصولاً إلى اجتماع ثلاثي جمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، وُضع خلاله أساس هيكلة جديدة للدولة السورية ودمج قوات سوريا الديمقراطية في بنيتها العسكرية والسياسية.
كما تكمن أهمية الحدث، في أنه يكشف للمرة الأولى عن الدور المحوري الذي يُعاد بناءه ’’للجولاني’’ بوصفه جزءاً من مشروع إقليمي أوسع يعيد تعريف موقع سوريا وعلاقاتها وتحالفاتها، ويُدخلها في محور يخدم المشروع الصهيوني في المنطقة.
بهذا المعنى، لم يعد الحديث يتعلق بتسريب أو شائعة، بل برواية مؤكدة تمثل تحولاً جذرياً في فهم موقع الجولاني في إطار المشروع الصهيوأمريكي والتحول المستهدف في سوريا.
ما وراء الكواليس في هذه الزيارة
وفق ما نشره توم براك في حسابه الرسمي، تمت زيارة المدعو أبو محمد الجولاني زعيم الجماعات المسلحة المسيطرة على سوريا إلى الولايات المتحدة بترتيب مباشر من أجهزة أمريكية معنية بالملف السوري، ويؤكد براك أن الجولاني التقى بالرئيس دونالد ترامب، وأن اللقاء تناول مستقبل سوريا ودور الفصائل المسلحة، ومسار إعادة صياغة المشهد الإقليمي.
وُصفت الزيارة بأنها لحظة انتقال لسوريا من العزلة إلى الشراكة، وأنها مثّلت خطوة غير مسبوقة في التعامل الأمريكي مع الملف السوري، ووفق براك فإن الجولاني قدّم لواشنطن استعدادًا للدخول في منظومة تعاون ضد حماس وحزب الله والحرس الثوري ، والتي تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل تهديدًا مباشرًا، فقد شهد اللقاء نقاشاً مباشراً حول إعادة تأهيل الجولاني سياسياً، ومنحه موقعاً محورياً في المرحلة المقبلة، هذه المعطيات لم تكن مجرد خطوة تكتيكية، بل بداية هندسة جديدة لدور الجولاني، ودور سوريا.
تعهّدات الجولاني لواشنطن
يكشف براك أن الجولاني، خلال لقائه بترامب، قدم تعهدات تتضمن، المشاركة الكاملة في مكافحة حماس، والتنسيق الأمني ضد حزب الله، والعمل ضد الوجود الإيراني والحرس الثوري في سوريا
وبحسب براك، فإن هذه التعهدات كانت شرطاً رئيسياً لقبول واشنطن فتح باب الشراكة، وهي كما يصفها تحول استراتيجي في مسار الجولاني، هذا التحول يكشف أن الجولاني هو جزء من المشروع الاستباحة الجديد الذي يجري هندسته ليكون متوافقاً مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
زيارة الجولاني ترافقت مع اجتماع ثلاثي رسمي جمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، ويشير إلى أن الاجتماع كان نقطة انطلاق العمل على، دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في البنية العسكرية والأمنية للدولة، وذلك لقربها من الكيان الإسرائيلي ، وكذلك إعادة تعريف العلاقات السورية _ التركية على أسس جديدة، وصياغة إطار أمني مشترك سوري _ تركي_ إسرائيلي، وكغطاء لخلفية هذه الزيارة ونتائجها خرج الإجتماع أيضاً بقرار دعم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بحسب ما يراه الكيان الصهيوني، وأن الجولاني سيلعب فيه دوراً تنفيذياً رئيسياً.
انكشاف الدور الحقيقي للجولاني
ما نشره براك يكشف دون مواربة عن طبيعة الدور الذي كان يجري العمل لتهيئته للجولاني في الكواليس، فلم يعد الجولاني مجرد قائد فصيل إرهابي مسلح، بل أصبح أداة وظيفية داخل مشروع سياسي _ أمني كبير تشرف عليه واشنطن ويخدم استقرار الحدود الشمالية للكيان الإسرائيلي.
وبحسب ما أعلن عنه براك، فإن الجولاني يجري تقديمه كشريك قادر على ضرب فصائل المقاومة، وإضعاف حماس وحزب الله عبر الجبهة السورية، وكذلك ضبط شمال سوريا بما يتماشى مع الترتيبات التركية _ الأمريكية، وصولاً إلى تهيئة بيئة داخلية سورية متصالحة مع الترتيب الإقليمي الجديد الذي يعد له الكيان الإسرائيلي بدعم أمريكي كامل .
ووفق محللون فإن الدور الجديد للجولاني هو دور محوري في خدمة المشروع الصهيوني عبر إعادة هيكلة الجغرافيا السياسية للأمن الإقليمي، وأن الجولاني انتقل علناً إلى موقع الضامن لأمن سوريا في الشمال.
انعكاسات الحدث على سوريا والمنطقة
وفق المعطيات، فإن هذا التحول يحمل آثاراً عميقة على مستويات متعددة، في الداخل السوري ، ظهور الجولاني بوصفه لاعباً رسمياً في صياغة مستقبل الدولة، وانقسام داخلي حاد حول إعادة تأهيله سياسياً، وتغيير موازين القوى بين الفصائل.
أما على المستوى الإقليمي فستكون سوريا في صدارة من يؤدي دور ضبط الحدود الشمالية لإسرائيل وتكامل هذا الدور بدور سوري _ تركي مشترك، بما يراه العدو الصهيوأمريكي تحجيم نفوذ إيران في سوريا.
ختاماً
ما تمخضت عنه هذه الزيارة بناءً على ما نشره توم براك، تؤكد أن المنطقة دخلت لحظة سياسية غير مسبوقة، وأن السياسة الأمريكية الجديدة، كتبت الفصل النهائي للدور الوظيفي للجولاني من داخل البيت الأبيض، وأن سوريا تُوضع اليوم داخل مشروع العدو الصهيوأمريكي الذي سيحدد شكل قواعد التحالفات والأمن في المنقطة والإقليم.
إن ما كشفه براك لا يغيّر فقط صورة الجولاني، بل يغيّر صورة سوريا، ويكشف بوضوح عن منعطف تاريخي يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وفق إرادة العدو الصهيوأمريكي الواضحة والمعلنة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أن الجولانی
إقرأ أيضاً:
مرصد: أكثر من 7 توغلات “إسرائيلية” جنوبي سوريا خلال 72 ساعة
الثورة نت /..
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجنوب السوري شهد خلال الثلاثة الأيام الماضية فقط، تصعيداً ميدانياً لافتاً تمثل بسلسلة توغلات وعمليات عسكرية لقوات العدو الإسرائيلي طالت مناطق متفرقة من محافظتي القنيطرة ودرعا.
وأوضح المرصد، على موقعه الإلكتروني، أن هذه التحركات تنوعت بين إقامة حواجز وتفتيش، تحليق مكثف للطيران، قصف مدفعي، وتجريف أراضٍ حدودية، في ظل غياب أي موقف من السلطات الحالية، ما ضاعف من حالة القلق بين السكان المحليين.
وذكر المرصد السوري تفاصيل التوغلات والتحركات التي نفذها جيش العدو الإسرائيلي خلال الـ72 ساعة الماضية، حيث أوضح أنه في يوم الثلاثاء الماضي، توغلت قوة للعدو الإسرائيلي تضم سيارتي همر وسيارة هايلوكس في قرية الصمدانية الشرقية بالقنيطرة، وأقامت حاجز تفتيش ضيّق على المارة، فيما نصبت دورية أخرى حاجزاً مؤقتاً على الطريق بين الصمدانية الشرقية وخان أرنبة، وواصلت عمليات التفتيش دون تسجيل اعتقالات.
وأشار إلى أن يوم الأربعاء الماضي، شهد 6 توغلات وتحركات لجيش العدو في الأراضي السورية، حيث توغلت قوة “إسرائيلية” غربي منشية سويسة بريف القنيطرة الجنوبي بعدة آليات، ودخلت قوة أخرى إلى قرية رسم القطا، وأقامت حاجز عسكري مع منع الأهالي من المرور، فيما تم رصد تحرك ثلاث دبابات وآليات في عين زيوان وتمركزها مؤقتاً في التل الأحمر الشرقي قبل انسحابها، مع إغلاق الطريق بين أبو غارة وسويسة.
وأفاد بأن يوم الأربعاء أيضاً، توغلت دورية صهيونية في أطراف منطقة الرفيد ثم انسحابها، فيما سقطت قذائف مدفعية “إسرائيلية” قرب التل الأحمر الشرقي دون تسجيل إصابات، وتم إطلاق صافرات الإنذار في التل الأحمر الغربي مع تحليق مكثف للطيران الصهيوني.
وأمس الخميس، بحسب المرصد، توغلت دورية للعدو الإسرائيلي داخل قرية كودنه بريف القنيطرة الأوسط قبل انسحابها، وسقطت قذيفتي دبابة قرب قريتي عابدين وكويا في حوض اليرموك بريف درعا الغربي بعد منتصف الليل، ودخلت قوة من ثلاث سيارات دفع رباعي إلى منطقتي صيصون والمسريتية في ريف درعا الغربي وإجراء عمليات تفتيش في الأراضي الزراعية، فيما توغلت سبع آليات ثقيلة وآليات حفر غربي بلدة صيدا الجولان، تزامناً مع رفع ساتر ترابي وتجريف أراضي حدودية.
ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنه يواصل توثيق الانتهاكات “الإسرائيلية” على الأراضي السورية، مؤكدًا استمرار رصد كل تحركات القوات والانتهاكات الميدانية، ومتابعة تأثيرها على المدنيين والأوضاع الأمنية على طول خطوط التماس.
ودعا إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، ورصد الوضع على الحدود بشكل مستمر، لضمان احتواء التوترات الأمنية وتقليل المخاطر التي تواجه السكان المدنيين.