شهدت العاصمة الأردنية عمان، مساء الجمعة الماضي، حفل إعلان جوائز مؤسسة الحسين لأبحاث السرطان في نسختها الخامسة، وكرَّم الأمير طلال بن محمد، والأميرة غيداء طلال الفائزين الذين اختارتهم لجنة علمية متخصصة من بين 205 باحثين من 26 دولة.

وقالت رئيسة هيئة أمناء المؤسسة، الأميرة غيداء طلال، في كلمتها خلال الحفل: "عندما أطلقنا جائزة الملك الحسين لأبحاث السرطان قبل خمس سنوات، تجرّأنا على الحلم بعالم عربي له أثر راسخ في الأبحاث العلمية العالمية، وقد تحوّل هذا الحلم إلى حقيقة بفضل العديد من العقول العربية المبدعة.

حلمنا بعالم عربي منخرط بشكل كامل في أبحاث السرطان العالمية، وقد أصبح هذا الآن حركة تقودها عقول لامعة تعمل على تشكيل مستقبل العلم".

وفاز بجائزة "إنجاز العُمر- المسار الدولي"، البروفيسور محمد خرفان دباجة من "مايو كلينيك- فلوريدا" في الولايات المتحدة، وبجائزة "إنجاز العُمر- المسار الإقليمي"، البروفيسور محمد أبو هلال من الجامعة الأردنية، وقيمة الجائزة 30 ألف دولار. 

وجرى تكريم البروفيسور هاغوب كانتارجيان من مركز "إم دي أندرسون" للسرطان التابع لجامعة تكساس، بمنحه جائزة "التميّز الخاص في البحث العلمي" تقديراً لإسهاماته البارزة في فهم مرض اللوكيميا وعلاجه. كما حاز البرنامج الإقليمي للتدريب وبناء القدرات في أورام الأطفال التابع لمركز الحسين للسرطان "جائزة برنامج التطوير المهني للتميّز في رعاية مرضى السرطان".

"الباحث الواعد".. و"الباحث الناشئ"

ومُنحت جائزة "منحة الباحث الواعد"، وقيمتها 100 ألف دولار، للطبيبة تيميدايو أومولاوي من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية التابعة لهيئة دبي الصحية، والطبيب اللبناني لاري بودجي من الجامعة الأمريكية في بيروت. 

في حين منحت جائزة "الباحث الناشئ- المسار الدولي"، للطبيب المصري مينا سدراك من مركز جونسون الصحي للسرطان التابع لجامعة كاليفورنيا. وجائزة "الباحث الناشئ- المسار الإقليمي" للطبيب محمد جماعة من جامعة تونس المنار، والطبيب ولهان الشاعر من الجامعة الأردنية، وقيمة الجائزة 20 ألف دولار.

وأطلق المركز جائزة الحسين لأبحاث السرطان في عام 2020، لتُعزز جهود الأبحاث المتعلقة بالسرطان في العالم العربي، وهي تكرِّم الباحثين العرب المتميزين من ذوي الخبرات الطويلة، والباحثين الواعدين، وتهدف الجائزة إلى رفع مستوى الأبحاث العربيّة وتطويرها من أجل فهم خصائص السرطان في المنطقة، ودراسة الجينات العربية للتمكن من مواجهة السّرطان والتغلّب عليه بطرق علميّة.

وخلال السنوات الخمس الماضية، أكّدت الجائزة التزامها بأن تكون أبحاث السرطان في مقدمة الأولويات على جداول الأعمال الإقليمية، إذ جمعت ما يقارب 900 باحث وعالم من مختلف أنحاء العالم، وموّلت ثمانية مشاريع بحثية مبتكرة للباحثين الواعدين.

وخلال جولة داخل مركز الحسين للسرطان، الجمعة، أكدت رئيس دائرة كسب التأييد والعلاقات الحكومية، رنا غفري، أن المركز يوفر لجميع مرضاه رعاية شمولية، ما يعني توفير نفقات الإقامة والتنقل للمحتاجين، وبرامج التوعية للأهل، فضلاً عن اتفاق مع وزارة التعليم يتم بموجبه استكمال المرضى من الطلاب دراستهم، حتى أن المركز يوفر قاعة امتحانات داخله بالتعاون مع الوزارة. 

مؤسسة غير ربحية

ويعد مركز الحسين للسرطان مؤسسة أردنية مستقلة غير حكومية وغير ربحية، وتأسست في عام 2001، وترأس الأميرة غيداء طلال المؤسسة مع هيئة أمناء تضمّ نخبة من الخبراء في المجالات الصحية والاقتصادية والمالية، وتتركّز المهام على مكافحة مرض السرطان من خلال برامج الوقاية والكشف المبكّر، وتوفير رعاية شمولية لمرضى السرطان، إضافة إلى مهام البحث والابتكار. والمركز مكون من أربعة مبانٍ بمساحة إجمالية 108,700 متر، وقد افتتحت مبانيه الجديدة في 13 سبتمبر/أيلول 2017.

ومع افتتاح المباني الجديدة للمؤسسة باتت سعة المركز 352 سريراً، مع 13 غرفة عمليات، في حين تزايد عدد الكادر الطبّي إلى أكثر من 400 طبيب واستشاري أورام مع أكثر من 1000 ممرّض وممرّضة، ونحو 1500 إداري وفنّي واختصاصي رعاية طبية، وأكثر من 100 صيدلي مؤهّل في مجال الأورام.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة البروفیسور محمد السرطان فی

إقرأ أيضاً:

جائزة السلطان قابوس.. وتكريم الثقافة والمثقفين

في شهر نوفمبر من كل عام تترقب الأوساط الثقافية والفنية والأدبية إعلان أسماء الفائزين في جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب بعد سنوات من ترسيخ مكانتها باعتبارها واحدة من أهم الجوائز الثقافية في العالم العربي، ومن بين أكبر الجوائز من حيث القيمة المادية. ورسخت الجائزة مكانتها خلال عقد ونصف من الزمن إلى حد أصبحت فيه علامة بارزة من علامات المناسبات الثقافية في العالم العربي.

وأمس أعلن أسماء الفائزين في الدورة الثانية عشرة من الجائزة والتي كانت تقديرية لعموم العرب حيث فاز بالجائزة في مجال المؤسسات الثقافية الخاصة (فرع الثقافة)، منتدى أصيلة، وفي مجال النحت (فرع الفنون) النحات المصري عصام محمد سيد درويش. وفي مجال السيرة الذاتية (فرع الآداب)، فازت الكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد.

وتتميز جائزة السلطان قابوس بأنها تجمع بين مجالات ثلاثة هي الثقافة والفنون والآداب، كما أن دورانها بين المبدعين العمانيين وبين المبدعين العرب في الجائزة التقديرية أعطاها بعدا عربيا تجاوز الجانب المحلي. وساهمت الجائزة التي تعتبر تكريما من عُمان بكل تاريخها وحضارتها للمبدعين العرب في مختلف المجالات كما أن ارتباطها بشخصية السلطان قابوس، طيب الله ثراه، أعطاها قيمة إضافية على مر السنوات الماضية.

ورغم الجدل الكبير الذي يدور حول الجوائز الأدبية في العالم العربي إلا أن جائزة السلطان قابوس ما زالت تحظى بتقدير كبير نظرا لبعدها عن التوظيف الاستهلاكي للجوائز، سواء الاستهلاك التسويقي أو القطري أو حتى الجندري.

وتؤكد الجائزة على أهمية تكريم الإبداع والمبدعين في المجالات الثقافية في إشارة لا تخفى إلى أن الحياة لا تستقيم فقط عند الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا ولكن عبر الاهتمام كذلك بالعلوم الإنسانية التي لا يمكن أن تتجاوزها الحياة ومتطلباتها مهما بدا أن التوجهات تميل دائما ناحية العلوم التقنية والعلوم البحتة.

على هذا الأساس تبدو الجائزة أكثر من احتفال سنوي؛ إنها طريقة لتنظيم المشهد الثقافي وإعادة ضبط بوصلته. وتفتح الجائزة الباب للنقاش كل عام بعد إعلان النتائج، ليس حول أسماء الفائزين ولكن حول الموضوعات التي يتم التنافس حولها، فهي لا شك تكشف عن توجهات ثقافية عربية لها حضورها ولها مكانتها ولها مبدعوها.

ولا يتوقف اهتمام الجائزة بالمبدعين بإعلان النتائج والتكريم ولكن يمتد إلى إعادة طباعة الأعمال الفائزة، سواء كان عملا واحدا أو المجموعة الكاملة للفائزين كما في الجائزة التقديرية، الأمر الذي معه تتحول الجائزة إلى مشروع ثقافي متكامل.

تدرك عُمان وهي تدعم المبدعين وتكرمهم عبر الجائزة أن المجتمعات لا يمكن أن تتقدم في معزل عن ثقافتها وفنونها وآدابها وأن تكريم المبدعين جزء أساسي من بناء المجتمع وتقويته. ولذلك ستبقى الجائزة علامة مشرقة من علامات عُمان المهتمة بالثقافة والمثقفين والمهتمة بصلابة مجتمعها وببناء عقد اجتماعي بين المثقف والمجتمع والدفع بهذه العلاقة نحو الأمام.

مقالات مشابهة

  • موقف محمد صلاح.. ليفربول يعلن الفائز بجائزة هدف شهر أكتوبر
  • عن جائزة السلطان قابوس مرة أخرى
  • العلاج المناعي في علم الأورام.. ثورة في علاج السرطان
  • جائزة الحسين لأبحاث السرطان لعام 2025 تكرم الفائزين
  • بعد اختيار هدفه في شباك الأهلي.. كيف يفوز عمرو ناصر بجائزة بوشكاش؟
  • حكم جديد بالسجن على الغنوشي بسبب تبرعه بجائزة نشر قيم السلام والتسامح
  • حنفي يفوز بجائزة «عبدالله نصيف» في ليلة تخليد ذكراه وإرثه العلمي والإنساني
  • تكريم محمد بن راشد بجائزة «العويس الثقافية»
  • جائزة السلطان قابوس.. وتكريم الثقافة والمثقفين