أكد السفير محمد كريم شريف مساعد وزير الخارجية المعين للشؤون الإفريقية على ما تمثله منطقة القرن الإفريقي من امتداد طبيعي واستراتيجي للأمن القومي المصري بحكم ارتباطه بمحوري البحر الأحمر وحوض النيل.
جاء ذلك خلال استقبال مساعد وزير الخارجية للمبعوث الفرنسي للسودان والقرن الإفريقي السفير بيرتراند كوشيري، حيث عقد الجانبان جولة مشاورات تناولت جوانب العلاقات بين البلدين اتصالا بالقارة الإفريقية عموماً والقرن الإفريقي خصوصاً، فضلاً عن تنسيق المواقف بشأن القضايا المتصلة بأمن البحر الأحمر وتقاطعاته مع الأوضاع في الصومال وإريتريا والسودان باعتبارها دول عربية وإفريقية مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وامتداداته إلى دول القرن الإفريقي الأوسع، فضلا عن قضايا أمن المياه والطاقة وتعزيز التحول الأخضر والتعاون الاقتصادي ومقاربة هذه الموضوعات مع تحقيق الأمن والاستقرار.

 
وأكدت المباحثات التوافق المشترك بين البلدين حول أهمية تنسيق الجهود لتعزيز مؤسسات الدولة الصومالية ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة من خلال تعزيز القدرات الأمنية وتحقيق السلام والاستقرار بالبلاد ومعاونتها على إنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأشار مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية إلى انتهاج مصر لمقاربة شاملة لإعادة التوازن الاستراتيجي في القرن الإفريقي عبر تفعيل أدواتها الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، ومنها الاستجابة لطلب الصومال بالمشاركة بقوات عسكرية وشرطية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة للدعم والاستقرار إلى جانب تعزيز التعاون مع جيبوتي وإريتريا وكينيا في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتحول الأخضر والري والمياه وتعزيز دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية وكذا مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في ترسيخ الشراكات الاستراتيجية مع دول وشعوب القرن الإفريقي بما يعزز الأمن والتنمية والبيئة والاستقرار الإقليمي.


وفيما يتعلق بأمن البحر الأحمر، شدد السفير كريم شريف على أن منع أي تهديدات للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وضمان استقراره يظل مسؤولية جماعية للدول العربية والإفريقية المشاطئة له.
 

كما أعاد التاكيد على رفض أي تحركات أحادية تهدد استقرار البحر الأحمر أو تتعارض مع قواعد القانون الدولي، وهو ما حدى بمصر إلى إطلاق مبادرة "ستريم" كرؤية مصرية متكاملة للحفاظ على أمن الملاحة وتنمية الموارد الاقتصادية المشتركة بين الدول المطلة على البحر الأحمر وكمبادرة مكملة للجهود الجارية لإطلاق مجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر. 
 

واتفق الجانبان أيضا على ضرورة دعم وحدة الدولة السودانية ورفض أية كيانات موازية تهدد الأمن والاستقرار بمنطقة القرن الإفريقي مع التأكيد على محورية رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني وعن باقي شعوب المنطقة في مرحلة ما بعد النزاعات. 
ويأتي انعقاد المشاورات بشأن القرن الإفريقي في إطار الزيارة التي يقوم بها المبعوث الفرنسي إلى مصر لتنسيق المواقف بين باريس والقاهرة في قضايا منطقة القرن الإفريقي وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك ثنائيا وعبر آليات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة للمعاونة في تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات في ضوء ريادة مصر لهذا الملف وكذا استضافتها لمركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية.
كما تأتي الزيارة استكمالا للتنسيق الثنائي القائم بين البلدين في الموضوعات الإفريقية ومتابعة نتائج جولة المشاورات السياسية الأخيرة بباريس التي عقدت في يونيو 2024 انبثاقا من الزخم الذي تشهده العلاقات المصرية - الفرنسية في شتى المجالات. ‏
 

طباعة شارك مساعد وزير الخارجية منطقة القرن الإفريقي الأمن القومي المصري

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مساعد وزير الخارجية منطقة القرن الإفريقي الأمن القومي المصري منطقة القرن الإفریقی مساعد وزیر الخارجیة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية المصري يعلق على تقارير حول توتر العلاقات مع السعودية

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن ما يثار عن توتر في العلاقات مع السعودية أمر خاطئ والعلاقات صلبة وتاريخية.

وذكر عبد العاطي خلال مقابلة عبر فضائية النهار المصرية الخاصة، مساء الأربعاء، ردا على سؤال حول مزاعم وجود "مزاعم توتر بين البلدين "أنه (أي التوتر) أمر خاطئ، يعكس فهما خاطئا لطبيعة وخصوصية العلاقات المصرية السعودية".

وأضاف، أن "مصر والسعودية جناحا الأمتين العربية والإسلامية، وبالتأكيد العلاقة بين البلدين صلبة، وتمتد عبر علاقات المصاهرة، وعلاقات تاريخية وأبدية، وبالتأكيد هي إضافة كبيرة للعمل العربي والإسلامي المشترك".

وبين الوزير المصري، أن "العلاقات بين البلدين صلبة لا يمكن المساس بها، ولو كان هناك بعض الأطراف الثالثة تحاول الاصطياد في الماء العكر، فهذا لا ينطلي على وعي الشعبين الشقيقين".

وأشار عبد العاطي، إلى أن هناك إرادة سياسية صلبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، من "أجل العمل على مزيد من ترسيخ وتوطيد هذه العلاقة بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين، والعالمين العربي والإسلامي".

والأسبوع الماضي، كشفت وثائق مسربة لوزارة الخارجية المصرية عن توتر العلاقات بين القاهرة والرياض خلال السنوات الماضية في عدة محطات.

ونشرت الوثائق عبر حساب "الملك" على مواقع التواصل الاجتماعي والذي عرف بتسريباته الشهيرة ضد النظام المصري.

وتحدثت إحدى الوثائق الموجهة من الخارجية المصرية إلى السيسي والمؤخرة أواخر العام 2017 عن محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد عبر اعتقال عدد من أعضاء العائلة المالكة ورجال الأعمال والمؤثرين.

ولا يمكن لـ"عربي21" أن تتأكد من صحة الوثائق من مصدر مستقل.

كما كشفت وثيقة أخرى في العام 2023 عن خلاف سعودي مصري عميق على منصب الجامعة العربية حيث اتهمت السفير السعودي أحمد القطان بالتضييق على موظفي الأمانة العامة واتهام مصر بأخذ حصة أكبر من المقدر لها بعدد الموظفين.

وأشارت الوثيقة إلى أن السعودية تقدم نفسها كقائد إقليمي يستطيع اللعب والموازنة بين الدول العظمى ما يؤكد أنها تنوي مناوءة مصر في منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي تنتهي ولايته العام القادم.

مقالات مشابهة

  • السفير صبري: ” قرار مجلس الأمن يساعد على مزيد من عسكرية البحر الأحمر”
  • توتر جديد بين الرياض وأبوظبي.. والإمارات تستدعي وزير دفاع حكومة عدن
  • وزير الخارجية: اتفاق شرم الشيخ يرسخ السلام والاستقرار في المنطقة
  • هل ينجح نتنياهو في تقويض الأمن الإقليمي لدول شمال البحر الأحمر؟
  • وزير الخارجية المصري يعلق على تحركات سيناء العسكرية وعلاقتها باتفاقية السلام
  • وزير المكتب السلطاني يستقبل سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي
  • تنسيق مستمر.. مساعد وزير الخارجية الأسبق: زيارة وزير الخارجية لتركيا تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية
  • اجتماع خلف الأبواب المغلقة بين العليمي والدبلوماسي الصيني.. ما الذي يجري في البحر الأحمر
  • وزير الخارجية المصري يعلق على تقارير حول توتر العلاقات مع السعودية