تخوف إسرائيلي: المستوطنون يهددون بإشعال الضفة الغربية
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
تتعامل الأوساط الإسرائيلية بقلق متزايد مع اعتداءات مجموعات المستوطنين في الضفة الغربية، التي استمرت طويلا ضد الفلسطينيين قبل أن تمتد مؤخرا لتطال جنود الاحتلال أنفسهم، هذا التطور دفع قادة المستوطنين إلى المطالبة بخطوات رادعة ضد من يصفونهم بأنهم "حفنة من الفوضويين" يتصرفون بأسلوب إجرامي منظم.
ذكر إليشع بن كيمون، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، أن التحذيرات تأخرت قبل أن يرفع قادة المستوطنات صوتهم في الضفة الغربية معلنين أن "الوقت حان لوقف جرائم ما يسمى الجريمة القومية، ووقف أعمال الشغب التي يرتكبها الفوضويون المتطرفون، ووقف الإضرار بنظام المستوطنات وتشويه صورة جميع المستوطنين".
وأوضح أن حادثا خطيرا وقع قبل أيام، تعرّض خلاله جنود الاحتلال لهجوم جديد من عشرات الفوضويين اليهود في الضفة الغربية، ما دفع قادة المستوطنات إلى إبداء استيائهم واشمئزازهم من هذا السلوك.
وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "الأيام الأخيرة شهدت أحاديث إسرائيلية عن تجديد أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين، رغم أنها لن تحل المشكلة بعمق، لأن حفنة الفوضويين المستوطنين لا تميز بين فلسطيني أو شرطي أو جندي أو مستوطن، فقبل بضعة أيام فقط، تعرض أحد سكان إحدى المستوطنات في بنيامين لهجوم مرة أخرى بالغاز في وجهه، لأنه تجرأ على مواجهة هؤلاء المشاغبين اليهود".
وأشار إلى أن "هذه التطورات تعكس حالة اضطراب داخل الأوساط الاستيطانية لم تشهدها المنطقة منذ زمن، في ظل سعي قادة المستوطنين وراء حسابات انتخابية وشخصية، وتلقيهم رسائل تفيد بأن عدم انضباطهم سيكلفهم ثمنا سياسيا، وهم يترددون في ممارسة ضغط فعلي على هؤلاء المشاغبين عبر الإعلام بسبب اعتبارات انتخابية، ما يساهم في إخفاء حقيقة تبدو أكثر تعقيدا".
وأوضح أن "الجمهور الإسرائيلي لا يدرك الصورة الكاملة، فالأحداث تكشف ذلك بوضوح، ومنها الملصقات التي ظهرت في شوارع الضفة الغربية مؤخرا وتهاجم الجنرال آفي بيلوت، قائد الجيش في القيادة الوسطى، مع وضع صورة وزير الحرب يسرائيل كاتس في الخلفية، لكن العنصر الأكثر إثارة وحدّة هو أن ما يجري يأتي ضمن صراع أوسع داخل معسكر اليمين المتطرف، ويتزامن مع استعدادات اليمين للانتخابات التمهيدية المقبلة، وحاجته الماسة إلى أصوات المستوطنين".
وأشار إلى أن "المستوطنين الموصوفين بـ"المشاغبين" يسمون "كتائب الملك داود"، ويعرضون عمليات الحرق والاعتداءات على الفلسطينيين، ومؤخرا على الجنود، بأنها تنفيذ لتعليمات دينية، وهم ذاتهم "فتيان التلال" الذين يضعون النمط الإجرامي والفوضى، ثم يسارعون للهدف التالي، حيث تنضم الأرقام الأساسية التي يبلغ عددها بضع عشرات من الفوضويين، مع أنهم في سن مبكرة، وبعضهم ليس من الضفة، ومعظمهم تركوا الأطر التعليمية، أو طُرِدوا منها، وهم معروفون لدى النظام الأمني، وتمت إزالة بعضهم، واعتقالهم، لكنهم عادوا للعمل".
وأضاف أن "الهدف الرئيسي لهؤلاء المستوطنين هو الاستيطان على أراضي الدولة، وكبح البناء الفلسطيني الذين يصفونه بـ"غير القانوني"، وهناك أيضاً يعانون من نفس المجموعة الفوضوية التي تقوم بعملية مرحب بها للغاية بالتعاون مع الجيش، حيث يتم جلب فتيان المستوطنين الذين يعملون في الزراعة ورعي الأغنام إلى هناك، تحت رعاية عائلات الدولة من المستوطنة".
وأشار إلى أن "غياب تحمّل حكومي منظم للمسؤولية يجعل التعامل مع هذه الظاهرة موزعا بين مختلف مؤسسات الدولة، ما يخلق توترا بين المستوطنين من جهة، وبين الشرطة والشاباك والجيش من جهة أخرى، وهذه الأجهزة الثلاثة مرت خلال السنوات الماضية بسلسلة اضطرابات، كما أن علاقاتها في ما يتعلق بملف الجريمة القومية شديدة التعقيد، ويُقاس أداء رئيس الفرقة اليهودية بقدرته على إحباط هذه الأحداث ومنعها، في حين يسعى جنرال القيادة الوسطى إلى الحفاظ على الهدوء كي يتمكن جنوده من التركيز على كبح المقاومة الفلسطينية بدلا من الانشغال بمواجهة الجنود اليهود".
وختم بالقول إن "الصورة التي جرى تشكيلها خلال الأعوام الثلاثة الماضية في عهد الحكومة الحالية تبدو مثالية في نظر المستوطنين، لكنها تتلقى صفعة قاسية في كل مرة تنفذ فيها جرائم قومية على أيدي الفوضويين، بالتوازي مع استمرار الهجمات الفلسطينية بالقنابل أو إطلاق النار أو رشق الحجارة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية الضفة الاستيطانية إسرائيل غزة استيطان الضفة أخبار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
المستوطنون يعيثون فسادا في الضفة.. وإدانات لعملية إحراق المسجد
قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا إن عددا من المستوطنين، اقتحموا خربة سمرة بالأغوار الشمالية، ودارت مناوشات ومشادات كلامية مع الأهالي الذين تصدوا لهم.
ويواصل المستوطنون اقتحاماتهم المتكررة للمنطقة، بهدف الضغط على المواطنين لإجبارهم على ترك مساكنهم والرحيل عنها.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة مواطنا من بلدة عرابة جنوب جنين، بعد مداهمة منزله وتفتيشه.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت عرابة فجر الجمعة، وداهمت منزلاً وحولته لمركز تحقيق واحتجزت فيه عدداً من الشبان.
كما اعتقلت قوات الاحتلال فجر الجمعة، أربعة مواطنين من مخيم عسكر القديم شرق نابلس.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، وداهم عدة منازل وعبث بمحتوياتها، واعتقل كلا من: المواطن ناصر النقيب، ونجليه موسى، ومحمد، كما اعتقلت المواطن ثائر نضال الجرمي.
إدانات لعملية حرق المسجد
واستمرت الإدانات الدولية والمحلية لعملية إحراق مسجد في الضفة على يد مستوطنين، حيث أعربت وزارة المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين.
وجاء في بيان للخارجية السويسرية: "تشعر سويسرا بقلق بالغ إزاء تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية"، مؤكدة إدانتها لعمليات إحراق "الممتلكات" الفلسطينية من قبل المستوطنين.
ودعت سويسرا إلى "وقف هذا العنف والتوسع المستمر للمستعمرات غير القانونية"، كما حثت إسرائيل على "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي والحفاظ على إمكانية حل الدولتين لتحقيق الأمن والسلام الدائمين".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هجوم المستوطنين على مسجد الحاجة حميدة بمحافظة سلفيت.
وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي.
وقال: "يدين الأمين العام الهجوم الذي نفذه مستوطنون على مسجد في الضفة الغربية المحتلة".
وأعرب غوتيريش عن قلقه، إزاء إحراق مسجد في الضفة، من قبل مستوطنين استولوا على أراضي الفلسطينيين.
من جانبها، اعتبرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، أن إقدام مستوطنين إسرائيليين على إحراق مسجد "تحريض خطير على الكراهية الدينية".
وأدانت اللجنة في بيان "الجريمة التي ارتكبتها عصابات المستعمرين بإحراق مسجد الحاجة حميدة الواقع بين بلدتي دير استيا وكفل حارس شمال غرب سلفيت، وخطّ شعارات عنصرية على جدرانه".
ورأت اللجنة أن "هذا الاعتداء على بيت من بيوت الله، يشكل انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة، وتحريضًا خطيرًا على الكراهية الدينية".
وقالت إن "صمت المجتمع الدولي على جرائم المستعمرين يشجّع على تكرارها، واستهداف مزيد من المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين".
وجدّدت اللجنة دعوتها إلى "توفير الحماية الدولية لدور العبادة، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تشجع المستعمرين على ارتكاب مزيد من الجرائم بحقّ الشعب الفلسطيني ومقدساته".