غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:-

منذ الساعات الأولى للفجر، حين اشتد دوي المطر فوق سقف خيمتها الممزقة في مواصي خان يونس، كانت ليلى سلمان ترفع ابنها الصغير من فوق فراش تحول إلى قطعة إسفنج عائمة في بركة ماء باردة. تقول وهي تتلفت حولها في ظلام الخيمة: «شعرتُ أن الماء يبتلعنا... لم أعد أفرّق بين صوت المطر وصوت بكاء أطفالي».

لم تستفق العائلة إلا على صرخة الطفلة «هيا»، وقد تسللت البرودة إلى جسدها تحت البطانية، لتدرك ليلى أن خيمتهم – المهترئة أصلاً – لم تعد تمنحهم أي حماية، وأن المنخفض الجوي القادم أقسى من كل الليالي التي قضوها تحت الحرب والحصار.

بداية الغرق

وبينما كان زوجها ثائر يسحب الأغطية خارج الخيمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كانت ليلى تنقل أطفالها نحو قطعة أرض مرتفعة قليلًا. تروي لـ«عُمان» وهي تحاول تهدئة ابنتها: «صرختُ في ثائر: ارفع كل شيء بسرعة... الماء يدخل كالسهم». وتداخلت الأصوات حولهما؛ طرقات المطر الثقيلة، ونداءات الاستغاثة، وصفعات الريح على جدران الخيام.

لم تكن ليلى وحدها في ذلك؛ عشرات العائلات المحيطة بها كانت تخوض معركتها الخاصة مع الماء. علاء بدوان أحد الجيران صاح وهو يرفع طفله فوق كتفه: «الأرض كلها غرقت... الخيام وقعت واحد ورا التاني». بين الأزقة الضيقة للمخيم، كان الماء ينساب كسيل محمّل بالطين والرطوبة والبرد، فيما يحاول الرجال ربط أطراف الخيام بالحبال وبقايا البلاستيك في محاولة يائسة لاستعادة وظيفتها الأساسية: الحماية. تقول ليلى وهي تشير إلى خيمة مجاورة انهارت بالكامل: «أصبحنا في الشارع... حتى البلاستيك لم يعد ينفع».

أما الأمهات فكنّ يحاولن إخفاء رعبهن عن الأطفال. لكن ليلى تعترف بأن الخوف كان ينهشها من الداخل: «كنتُ أرتجف... ليس من البرد بل من فكرة أن طفلًا قد يغرق داخل خيمة». وفي ظل غياب البدائل، لم يعد السؤال كيف سيقضون الليل، بل: «هل ستصمد هذه الخيمة حتى الصباح؟».

عبء الشتاء القاسي

وتتأثر الأراضي الفلسطينية بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة وأمطار غزيرة وعواصف رعدية– حسبما أكدت دائرة الأرصاد الجوية. هذا التحذير لم يكن مجرد بيان جوي عابر، بل كان إعلانًا رسميًا بأن آلاف النازحين على موعد مع ليلة جديدة من العذاب. فالخيام التي يقطنونها لم تعد صالحة للسكن، بل تحولت إلى قباب قماشية مثقوبة، لا تقي مطرًا ولا تمنع رياحًا، وكأن الشتاء وجد طريقه إلى داخلها دون حاجز.

وبالنظر إلى تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن 93% من خيام غزة لم تعد صالحة، أي أكثر من 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا. وهذه النسبة لا تعكس مجرد تراجع في الجودة؛ إنها شهادة على عجز القطاع عن حماية أبنائه بسبب القيود المفروضة على دخول مواد الإغاثة، ومنها الخيام الجديدة والبيوت المتنقلة. وحتى تلك التي لم تتلف بسبب القصف المباشر أو القريب، تضررت بفعل تغيرات الطقس؛ الشمس أحرقتها، والرياح مزّقتها، والبرد أكمل ما بدأته الحرب.

ويتزامن ذلك مع استمرار تصريحات الأمم المتحدة التي وصفت الوضع الإنساني في غزة بأنه «كارثي»، مشيرة إلى أن إسرائيل ما تزال تعيق دخول المساعدات رغم مضي أكثر من شهر على سريان وقف إطلاق النار. ومع قلة تلك المساعدات، وجد النازحون أنفسهم في مواجهة فصل الشتاء وحدهم، لا حماية من المطر ولا طرق للنجاة إلا بالانتقال من خيمة إلى أخرى في نزوح داخلي يتكرر كل أسبوع تقريبًا.

مياه في مستوى الفراش

كانت عائلة عيسى من بين أولى العائلات التي غرقت خيمتها في منطقة المواصي بالكامل. تقول الأم مروة إنهم شعروا بأن «الأرض انفتحت تحتهم» عندما استيقظوا ليجدوا الماء يصل إلى مستوى الفَراش. وتوضح لـ«عُمان» أن ارتفاع منسوب المياه تجاوز عشر سنتيمترات في دقائق قليلة، وهو ما جعل الأغطية والملابس وكل ما يملكونه يطفو حولهم كقطع بلا وزن. وتضيف أن أطفالها الثلاثة ظلوا يبكون خوفًا من انهيار الخيمة، بينما كانت الرياح تهتز بأعمدتها الضعيفة.

تتحدث مروة عن سخرية القدر، إذ قالت: «هربنا من الموت تحت القصف، فوجدناه تحت المطر». فالموت بالنسبة لهم لم يعد مرتبطًا بالصواريخ أو الشظايا فقط، بل في هذه اللحظة، كانت قطرة الماء تهدد حياة صغيرة مريضة، وجسد عجوز لا يستطيع الحركة، وطفلًا لا يفهم لماذا تغرق لعبته في الوحل. ومما زاد الطين بلة أن العائلة لم تجد جهة تنقذها فورًا، لأن كل من حولهم كان يعيش الأزمة ذاتها.

ولم يتوقف الأمر عند غرق الأمتعة؛ فقد فقدت الأسرة جزءًا من موادها الغذائية التي كانت تخزنها بصعوبة نتيجة ندرة المساعدات. وتوضح مروة أن معظم ما بقي من الدقيق والسكر والعدس اختلط بالماء وأصبح غير صالح للاستخدام، وهو ما فرض على العائلة أزمة جديدة في الحصول على الغذاء. أما البطانيات التي كانت تحميهم من برد الليل، فقد تحولت إلى أثقال مبتلة تزيد من صعوبة الحياة.

وبينما كانوا يحاولون الانتقال إلى منطقة أعلى، اصطدموا بواقع لا يقل مرارة: كل بقعة في المخيم كانت غارقة، وكل العائلات تبحث عن بقعة جافة. عندها أدركت العائلة أن المأساة جماعية وأن كارثة الغرق لا تستثني أحدًا، وأن المنخفض لم يترك مساحة للنجاة إلا لمن يملك خيمة متماسكة– وهي رفاهية فقدها معظم النازحين منذ شهور طويلة.

خيمة تنهار

أما عائلة عبدالكريم، فكان المشهد أكثر قسوة؛ فقد انهارت خيمتهم بالكامل بعد أن تسرّبت المياه إلى داخل العمود الخشبي الذي يرفع السقف. تقول الأم عبير إنها حاولت طوال الليل تثبيت أطراف الخيمة بالحبال والحجارة، لكن الرياح كانت أقوى، والمطر كان ينحدر من كل اتجاه. وحين سقط العمود، سقط معه السقف فوق رؤوسهم، ووجدوا أنفسهم تحت قطعة كبيرة من القماش المشبع بالماء.

وفي تلك اللحظة، كما تروي عبير، لم يكن أمامهم سوى الزحف خارج الخيمة، وسط الطين والبرد والقاذورات التي جرفتها المياه من أرجاء المخيم. وتضيف لـ«عُمان»: «ظننت أن أحد أطفالي سيختفي تحت الماء، فقد كانت الرؤية شبه معدومة». ولم تكن مبالغة حين قالت إنها شعرت بأن العاصفة «كانت تمسك برقابهم»، لأن الليل كان طويلًا وقاسيًا في غياب أي إنارة أو مساعدة.

وبينما حاول أفراد العائلة الانتقال إلى خيمة أحد الأقارب، اكتشفوا أن الخيمة الأخرى لم تكن أفضل حالًا، فقد اخترق الماء أرضيتها أيضًا. فاضطر الأطفال للوقوف طوال الوقت، بينما جلس الكبار على حجارة صغيرة لا تقي البرد ولا تمنح راحة. ووسط هذا المشهد، فقدت العائلة أحد أكياس الملابس، بينما ضاع الدواء الذي تحتاجه الأم للضغط بعدما ابتلّ وانتهت صلاحيته.

وتشير عبير إلى أن أصعب لحظة كانت عندما سمعت أبناءها يسألونها: «متى ينتهي الشتاء؟»، وكانت تعرف أن الإجابة ليست قريبة، وأن عليهم المرور بليالٍ أخرى ربما تكون أشد قسوة. لكنها رغم كل ذلك، كانت تحاول أن تبتسم أمامهم، فقط لتمنحهم شعورًا بأن الصباح قد يحمل بعض الدفء، حتى لو كان هذا الوهم هو كل ما تملكه للحفاظ على معنوياتهم.

نزوح داخل نزوح

يؤكد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، أن ما يحدث في مراكز الإيواء ليس مجرد غرق خيام، بل انهيار شامل لبيئة السكن الطارئة التي يعيش فيها مئات الآلاف من النازحين. ويشير إلى أن طواقم الدفاع المدني تلقت مئات الاتصالات من عائلات تستغيث لإنقاذ أطفالها وأمتعتها وخيامها، لكن نقص الإمكانيات وغياب المعدات اللازمة حال دون الاستجابة السريعة لجميع النداءات. ويصف الوضع بأنه «مرحلة كارثية لا تختلف عن أشكال الموت التي عاشها الناس خلال الحرب».

ويضيف بصل أن ارتفاع منسوب المياه داخل بعض مراكز الإيواء تجاوز 10 سنتيمترات، وهو ما جعل الفِراش والملابس وأدوات الطهي تطفو داخل الخيام وتفسد معظم ممتلكات النازحين. ويقول لـ«عُمان» إن معظم الخيام لم تعد قادرة على الصمود أمام العوامل الجوية، خصوصًا أن عشرات الآلاف منها تضررت بفعل القصف المباشر أو القريب، أو بسبب الحرارة والرياح. ويؤكد أن الدفاع المدني يعمل فوق طاقته، لكن غياب المعدات مثل المضخات والآليات الثقيلة يجعل الوصول إلى الناس بطيئًا وغير كافٍ.

ويشير بصل إلى أن المنخفض الجوي وما تبعه من غرق للخيام كشف عن أزمة نزوح جديدة داخل قطاع غزة، إذ بدأت العائلات في الانتقال من مكان إلى آخر بحثًا عن مساحة جافة، واصفًا هذا السلوك بأنه نزوح مُركّب «نزوح داخل النزوح». ويؤكد أن الأطفال والعجزة هم الأكثر تضررًا، وأن الكثيرين قضوا الليل وقوفًا أو في العراء لأن الأرض لم تعد صالحة للجلوس أو النوم.

وفي ختام حديثه، يحذر بصل من أن القادم قد يكون أسوأ إذا استمر منع دخول المساعدات الإنسانية، خصوصًا الخيام السليمة ومواد العزل ووقود تشغيل المولدات ومحطات الصرف. ويقول إن القطاع يعيش في «مربع الخطر»، وأن النازحين «يخوضون معركة بقاء يومية» في مواجهة الطقس والحصار وتراكم آثار الإبادة التي أسفرت عن أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف مصاب منذ أكتوبر 2023.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لـ ع مان إلى أن لم تعد

إقرأ أيضاً:

خيام النازحين في غزة تتحول إلى برك طين بسبب الأمطار

مع أولى قطرات المطر التي هطلت على قطاع غزة مع بداية المنخفض الجوي الأول هذا الشتاء تحولت مخيمات النزوح إلى برك من الطين، وغرقت عشرات الخيام التي تؤوي آلاف العائلات المشردة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.

وتجسد هذه المشاهد فصلا جديدا من المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع المنهك بالحرب والجوع والمرض، إذ لم تعد الخيمة ملاذا آمنا ولا المطر موسما للخير، بل صار كابوسا يطارد الأرواح المتعبة فوق ركام الألم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"النصر 45-47" هدية ترامب للشرع التي أشعلت فضول المتابعينlist 2 of 2شاب يثير الجدل بعد تلاوته آيات قرآنية عن فرعون داخل المتحف المصري الكبيرend of listطين يبتلع الخيام

في ساعات قليلة اجتاحت المياه خياما مهترئة بالكاد تصمد أمام الرياح، لتجرف ما تبقى من فراش النازحين ومقتنياتهم البسيطة.

وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع وصور تظهر أطفالا يرفعون أغطيتهم المبللة، وأمهات يحاولن إنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل خيام تحولت أرضياتها إلى مستنقعات طينية.

ليلة صعبة في قطاع غزة ، لا أعلم ماذا يمكنني أن أضيف أو كيف أختار كلماتي. وقف إطلاق النار جاء دون أن يتغيّر شيء في الوضع الإنساني لقطاع غزة. الخيام مهترئة، وسرعان ما انهارت مع أول موجة ماطرة، وإن لم تُواجَه هذه الكارثة فالقادم أسوأ، ولن تكون إلا البداية.

ماذا يعني أن تُوقف الموت… pic.twitter.com/KDUeplb3fY

— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 15, 2025

ومع ازدياد شدة الأمطار تصدرت وسوم "غزة تغرق"، و"شتاء النازحين"، و"غرق الخيام" منصات التواصل، حيث اتهم ناشطون إسرائيل بمواصلة حرب الإبادة بالتجويع والبرد والمرض من خلال فرض حصار خانق يترك مئات الآلاف تحت رحمة الطقس القاسي بلا مأوى حقيقي ولا أي مساعدة عاجلة.

وأكد ناشطون أن ما يجري هو الصورة الحقيقية لغزة في أول منخفض جوي، خيام تنهار فوق رؤوس ساكنيها، أرض تتحول إلى فخ من الطين والماء، ونزوح يتكرر داخل النزوح نفسه.

ومع لحظات الفجر الناس في غزة تصرخ وتبكي بعد أن غرقت خيامهم بالكامل من شدة الامطار وقوة الرياح

الوضع كارثي للغاية .. الناس تموت من البرد pic.twitter.com/yAfCkf91Gi

— MO (@Abu_Salah9) November 16, 2025

وفي مشاهد موجعة، أظهر مقطع متداول أطفالا يرتجفون من شدة البرد، بعضهم يبكي، وآخرون يرددون كلمات لا يُفترض أن يقولها طفل "الموت أهون من هذا".

إعلان

وفي مواجهة هذا المشهد تحاول الأمهات تغطية أطفالهن بقطع قماش ممزقة لا تدفع مطرا ولا بردا.

وذكر ناشطون أن الجميع في غزة يواجهون الكارثة وجها لوجه، بلا غطاء، بلا دعم، وبلا مكان آمن يلوذون به، مشيرين إلى أن ما يحدث ليس عجزا في الإمكانيات بقدر ما هو ترك متعمد لشعب كامل في مواجهة المطر والجوع والبرد.

وتساءل ناشطون: أين المنظمات الحقوقية الدولية؟! أين الأمم المتحدة ووكالاتها الإغاثية مما يحدث في غزة اليوم؟!

مشاهد تقهر القلوب

وفي تعليقات واسعة الانتشار، كتب مغردون أن ما يحدث في غزة الآن قد يكون أقسى مشاهد الحرب، فحتى الجراح قد تشفى بمرور الوقت، لكن رؤية أطفالك يغرقون وهم نيام أو تحول فراشهم إلى بركة ماء تترك جرحا لا يندمل، واصفين المشهد بأنه القهر الذي استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بدون مبالغة،

ما يجري في غزة الآن، وفي هذه اللحظة بالذات، يعتبر من أقسى مشاهد الحرب، إن لم يكن المشهد الأقسى على الإطلاق،

فقد يتعافى المرء من جراحه ومصابه، وقد ينسى ألمه بعد عام أو عامين أو حتى عشرة،

لكن، ما لا يمكن التصالح معه على الإطلاق ولا التعافي ولا النسيان، هو مشهد غرق…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) November 14, 2025

وأكد مغردون أن غزة -التي وُصفت دوما بالبطلة والصامدة- تعيش اليوم واحدة من أكثر مراحل الحرب فظاعة وقسوة، في ظل غياب تام لأي تدخّل عاجل أو مقومات أساسية للحياة.

وكتب أحدهم "فاجعة لا يصفها لسان، خيام النازحين الممزقة غرقت من شدة المطر، والناس المنهكون لا يجد مكانا يحميهم من هذا السيل الجارف".

غزة غرقت !

لا جدران تحمي، لا سقوف تردّ السماء،
هنا المطر لا يُطرق على الزجاج، بل يهوي مباشرة على الأرواح.
لا مبانٍ من حجر، بل خيام كُتبت لها الحياة فوق الطين والرماد،
على الأرصفة، في الطرقات، على بقع لم يعد فيها موطئ قدم لمأوى جديد.

مطر السماء في غزة
يهبط صبّاً فوق رؤوس… pic.twitter.com/gfHY5EuJ9z

— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) November 15, 2025

وأضاف آخر واصفا لحظة تساقط المطر "يهطل المطر فنشعر بالرعب، أقوم مسرعا لأتفقد الخيمة وما حولها، أقدّر مواقع التسريب، أرفع الأغراض، نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، الضيق أهون من البلل، والبلل أهون من الغرق".

وكتب ناشط "بين الطين والبرد يعيش النازحون فصلا آخر من معاناة لا تنتهي في انتظار حماية لا تأتي ودفء لا يصل".

معاناة تتجاوز حدود الاحتمال

ووصف نشطاء ما يحدث في غزة بأنه كارثة تفوق الوصف، مؤكدين أن المشاهد التي تتساقط تباعا من داخل المخيمات تكشف حجم المأساة التي تعيشها العائلات النازحة.

وقالوا إن الخيام التي يفترض أن تكون ملاذا آمنا تحولت إلى فخاخ من الطين والماء، تنهار عند أول موجة مطر، لتترك الأطفال والنساء في مواجهة برد قاس لا يرحم.

وأشاروا إلى أن المطر لا يسقط على الأسطح كما في البيوت، بل يضرب مباشرة أجساد النازحين وأغطيتهم وأحلامهم الصغيرة، في حين تتشقق الأرض من تحتهم وتختلط بالدموع والبرد والجوع.

وأكد ناشطون أن الأمر أكبر من مجرد غرق خيام، بل هو انهيار كامل لأدوات الحياة الأساسية، وواقع يلخص حجم الألم الذي يعيشه سكان القطاع في كل دقيقة.

وهذا يا رعاك الله كان حال أهل غزة في أول أيام المنخفض الجوي في فصل الشتاء الذي حلّ وأكثر من 80% منهم في خيام بالية وبملابس مهترئة..
جاك العلم؟ pic.twitter.com/9PAQSpm8wl

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) November 14, 2025

كما شدد آخرون على أن ما يحدث ليس مجرد ظروف جوية قاسية، بل استمرار لحصار يخنق كل تفاصيل الحياة في غزة، ويدفع الناس إلى مواجهة شتاء بلا جدران وبلا حماية وبلا أدنى مقومات للبقاء.

إعلان

وفي ظل تفاقم الوضع دعا نشطاء ومنظمات محلية إلى تدخّل إنساني عاجل، محذرين من أن المخيمات المتهالكة قد لا تصمد أمام أي موجة مطر مقبلة، وأن آلاف العائلات تواجه خطر الغرق والبرد والتشريد مرة أخرى داخل نزوحها ذاته.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو: مأساة إنسانية في غزة.. الأمطار تحوّل خيام النازحين إلى برك من الماء
  • خيام النازحين في غزة تتحول إلى برك طين بسبب الأمطار
  • “خذنا يا الله”.. صرخة تتجاوز حدود النزوح إلى مأساة إنسانية لا تجد صدى / شاهد
  • الأمطار تفاقم مأساة السكان في غزة وإسرائيل تمنع إدخال الخيام
  • القاهرة الإخبارية: آلاف الخيام بغزة غرقت بفعل منخفض جوي يضرب القطاع
  • منخفض جوي يفاقم كارثة النزوح في غزة.. والأونروا تحذر من تداعيات كارثية (شاهد)
  • غزة تستغيث: الشتاء يفاقم مأساة النازحين
  • الدفاع المدني بغزة: نداءات استغاثة من مخيمات النزوح بعد غرق الخيام بمياه الأمطار
  • عاجل| مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الفظائع بالفاشر هي أخطر الجرائم التي كانت متوقعة