في ظل أجواء افتتاح المصري الكبير، والشعور الوطني الجمعي المتباهي بحضارة أجدادنا قدماء المصريين، والإقبال على زيارة الآثار المصرية، وما نتج عنه من ضغط هائل على زيارة المتحف بأعداد فاقت قدرته الاستيعابية مما جعل الإدارة تتخذ إجراءات تنظيمية بشأن الحجز فقررت أن يكون الكترونيًا فقط خلال أيام الجمعة والسبت والإجازات الرسمية للتحكم في عدد الزوار، مع إمكانية الحجز الفوري عند الدخول في باقي الأيام العادية، ظهرت بعض المشاهد العبثية داخل المتحف، قد يفسرها البعض بأنها نوع من الدعابة، أو فكر مختلف، أو تريند، وغيرها من المبررات التي تعد أعذارًا واهيةً أمام سخافة الأفعال التي ارتكبت في حرم المتحف المصري، وأراها دليلاً صارخًا على انعدام الوعي المجتمعي بقواعد زيارة المناطق الأثرية، وكيفية التعامل مع الأثر.
أعتقد أن الفرصة سانحة للجهات المعنية- في ظل الحماس الوطني للحضارة المصرية- لإطلاق حملات توعية سياحية للشعب بمختلف طبقاته، وفئاته لتعزيز الوعي بقيمة الآثار، وضرورة الحفاظ عليها، وأهمية السياحة وكيفية التعامل مع السياح، وغيرها من الموضوعات.
أيضًا من الضروري تقديم خدمات للمواطنين والسياح بما يجعل زيارة الأماكن الأثرية أكثر سهولةً ويسرًا، وأهمها رحلات طيران داخلية بأسعار رخيصة، إنشاء تليفريك في المناطق الأثرية يتيح لمن يرغب من الزوار مشاهدتها من أعلى مثل منطقة الأهرامات وأبو الهول، ومنطقة سانت كاترين وجبل موسى، وغيرها، وإقامة مهرجانات للسياحة بمواعيد محددة سنويًا يتم الترويج لها محليًا، وعربيًا، وعالميًا، وتشمل عروضًا، وتخفيضات على أسعار الطيران والفنادق وتذاكر زيارة المناطق الأثرية.
مقالي هذا عن سياحة الآثار فقط، لم أتطرق لمقومات سياحية عديدة تمتلكها مصر: شواطئ، ومحميات، وأماكن علاجية، ومؤتمرات، ومهرجانات.. .. الخ. مصر تمتلك كل ما يجعلها دولة سياحية من الطراز الأول لكن للأسف لا تتبوأ مكانتها المستحقة، ويحزنني أن أجد دولاً لا تمتلك حضارة، أو تاريخًا لكنها صنعت حاضرًا مبهرًا يجذب السائحين من دول العالم كافة، وتحقق دخلاً هائلاً من السياحة يفوق ما تحققه مصر، فهل آن الأوان أن تستعيد مصر ريادتها السياحية؟
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
عزة مصطفى: السائح يتاح له زيارة المتحف في أي وقت لهذا السبب.. فيديو
قالت الإعلامية عزة مصطفى، إن فكرة عدم إتاحة تذاكر زيارة المتحف المصري الكبير فكرة صحيحة، فلا يصح لأي مواطن أن يقرر زيارة المتحف فجأة.
وأضافت عزة مصطفى، خلال برنامج "الساعة 6" على قناة "الحياة"، أن الأجنبي يتاح له الزيارة في أي وقت، والسبب في ذلك أن زيارة السائح الأجنبي مدتها قليلة، أما المواطن المصري فهو موجود طوال الوقت وبالتالي يستطيع زيارة المتحف في أي وقت آخر.
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن قرار تطبيق نظام الحجز المسبق لدخول المتحف المصري الكبير جاء بهدف تنظيم حركة الزوار بعد الزيادة الهائلة في أعداد المترددين، خاصة يوم الجمعة قبل الماضية، حيث تجاوز عدد الزائرين القدرة الاستيعابية للمتحف التي تتراوح بين 18 و20 ألف زائر، ووصل إلى نحو 50 ألفًا، ما اضطر الإدارة إلى إغلاق شباك التذاكر بالكامل.
وأضاف «ريحان»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، عبر شاشة «إكسترا نيوز»، أن العمل بنظام الحجز المسبق سيبدأ من الغد في أيام الجمعة والعطلات، على أن يتم اعتماد الحجز الإلكتروني الحصري لجميع أيام الأسبوع اعتبارًا من الأول من ديسمبر، مع إغلاق جميع منافذ بيع التذاكر لحين إشعار آخر، باعتباره إجراءً تنظيميًا ضروريًا. وأشار إلى أن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، تفقد المتحف أمس لمتابعة حركة التشغيل وخط سير الزيارات، ووجَّه بأهمية الالتزام بقواعد السلوك داخل قاعات العرض.
وأوضح «ريحان» أن النظام الجديد يرتبط بعدد من التحديات، أبرزها مطالب شركات السياحة بتخصيص ما بين 4 و5 آلاف تذكرة يوميًا للأفواج السياحية القادمة من المدن الساحلية، والتي تمثل نسبة كبيرة من الزوار، خاصة من ألمانيا وبولندا وإنجلترا.
وشدد على أهمية تحقيق العدالة بين الزوار المصريين والأجانب، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا من المصريين واجهوا اكتمال الحجز في أيام الإجازات، مؤكدًا ضرورة منح المواطن الأولوية باعتباره صاحب الحق في هذا التراث، ولأن زيارة المتاحف تُرسّخ الهوية والانتماء.