"الشارقة للكتاب" يكرم محمد سلماوي
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
"شخصية العام الثقافية".. اختيار رائع صادف أهله تمامًا من جانب معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ (44) للأديب والصحفي الكبير محمد سلماوي، وذلك تقديرًا لمسيرته الأدبية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وإسهاماته المتميزة في الكتابة المسرحية والقصصية، والعمل الثقافي العربي.
وقد تُرجمت أعماله إلى اللغات: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والرومانية والهندية والأوردية، وعُرضت مسرحياته على مسارح فرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا، كما نالت رواياته اهتمام النقاد والقراء على حد سواء، لما تحمله من عمق إنساني ورؤية فكرية تعكس واقع الإنسان العربي وتحولاته الاجتماعية.
ويحمل سلماوي في سجله المهني حضورًا مميزًا في المشهد الثقافي المصري والعربي، فقد شغل منصب رئيس اتحاد كتاب مصر لأكثر من عشر سنوات، كما تولى منصب الأمين العام لـ "الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب" لنفس الفترة، كما لا ننسى اختيار الأديب العالمي نجيب محفوظ لسلماوي ممثلًا شخصيًا عنه في مراسم تسليم جائزة نوبل للآداب في استوكهولم عام 1988م.
ويحمل إبداع سلماوي العديد من الأعمال المضيئة، ففي المسرح له مسرحيات: فوت علينا بكرة، اللى بعده- القاتل خارج السجن- سالومي- اثنين تحت الأرض- الجنزير- رقصة سالومي الأخيرة. وفي الرواية له: أجنحة الفراشة (تنبأت باندلاع ثورة 25 يناير 2011م)- الخرز الملون- أوديب في الطائرة. وفي القصة القصيرة له: الرجل الذي عادت إليه ذاكرته- باب التوفيق- وفاء إدريس وقصص فلسطينية أخرى. كما كتب سلماوي سيرته الذاتية في كتابيّ: يوماً أو بعض يوم - العصف والريحان، فضلًا عن مجموعة من الترجمات. وقد نال سلماوي العديد من التكريمات والجوائز، ومنها: جائزة الدولة التقديرية وجائزة النيل في الآداب- وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس- وسام الاستحقاق الإيطالي، وغيرها.
أما على صعيد العمل الصحفي، فهو يُعد أحد التلاميذ المباشرين لأيقونة الصحافة المصرية والعربية الراحل الكبير محمد حسنين هيكل، والذي أقنع سلماوي بترك سلك التدريس الجامعي (قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب- جامعة القاهرة) لينضم إلى صحيفة "الأهرام" العريقة عام 1970م، حيث تواصلت رحلته الصحفية الثرية ليكون أحد مؤسسي ومدير تحرير صحيفة "الأهرام ويكلي" (باللغة الإنجليزية)، ورئيسًا لتحرير صحيفة "الأهرام إبدو" (باللغة الفرنسية)، إضافة إلى كونه أحد كبار كتّاب المقالات بـ "الأهرام"، فضلًا عن توليه منصب رئيس مجلس أمناء صحيفة "المصري اليوم"، وذلك بعد إخراجه من "الأهرام" عام 2012م على يد "الإخوان المسلمين" سنة توليهم حكم مصر، ثم رئيسًا لمجلس تحرير الصحيفة نفسها عام 2014م.
ولد سلماوي عام 1945م لأسرة ثرية (إقطاعية)، ولكنه كان متصالحًا مع ثورة 23 يوليو 1952م وزعيمها خالد الذكر جمال عبد الناصر، ويكمن السر في ذلك - كما حكى سلماوي نفسه- أن والده حين تم تأميم مصنعه جمعه هو وإخوته وقال لهم بوضوح وصدق إن ما يقوم به ناصر من تأميم ليس لصالحه أو لصالح أسرته، بل لصالح الشعب المصري.
ومن هنا، آمن سلماوي بأن عبد الناصر أنشأ مجتمعًا جديدًا من المبادئ والمثل مما حفز عقلية وفكر أي إنسان يشعر بالانتماء لوطنه الحبيب، فضلًا عن إيمانه بالقومية العربية والقضية الفلسطينية، علمًا بأن سلماوي عارض السادات ودفع ثمن ذلك رفتًا من "الأهرام"، وسجنًا في اعتقالات سبتمبر الشهيرة 1981م.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
«الشارقة للكتاب» يستضيف ويل سميث في أول مشاركة له في معرض دولي
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين مساء اليوم الجمعة، النجم العالمي ويل سميث في أول مشاركة له في معرض دولي للكتاب.
وتناول ويل سميث في الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي أنس بوخش، جوهر السرد وقوة المعنى خلف الحكايات، وعن العلاقة بين العالم المادي والقوة الروحية التي يستند إليها الإنسان في مواجهة التحديات، مستشهداً برواية «الخيميائي» التي وصفها بأنها نموذج بديع لشرح فكرة الاستفادة من القوة الروحية عند الوقوع تحت ضغط الظروف المادية.
وخلال الحوار، أشار المتحدث إلى أن روايتي «الخيميائي» و«حرب النجوم» تنتميان إلى نموذج سردي عالمي يُعرف بـ «رحلة البطل»، وهو النمط الذي وضع أسسه جوزيف كامبل ضمن ما سماه «الأسطورة الواحدة»، موضحاً أن هذا النموذج يتكرر في ثقافات العالم كافة باعتباره قصة التحول عبر الصعوبات، حتى دون وجود اتصال بين تلك الثقافات.
وعند سؤاله عن الفارق بين القصة الجيدة والقصة العظيمة، قال المتحدث إن الأمر يرتبط بوحدة الفكرة ووضوح الرسالة التي يريد الكاتب إيصالها، مؤكداً أن العمل العظيم هو الذي «يدهش المتلقي» ويصل إلى اهتزاز عميق في الروح البشرية.
وأضاف أن بعض المبدعين يدركون أنهم يحملون فكرة ما قبل اكتمالها، إلا أن العمل يكتسب عمقه حين يعي الكاتب تماماً ما يريد قوله.
واستشهد بفيلم «السعي وراء السعادة» (The Pursuit of Happyness) الذي اعتبره من أبرز أعماله وأكثرها قدرة على البقاء، قائلاً: «إذا كان هناك فيلم واحد يمكن أن نرسله إلى المستقبل ليستمر بعد 100 عام، فأعتقد أنه هذا الفيلم».
من جانبه، وصف أنس بوخش الفيلم بأنه عمل ينجح في ملامسة أي إنسان في العالم، بغضّ النظر عن بيئته أو خلفيته، وهو ما أكده ويل سميث، قائلاً إن الفيلم يستند إلى تجسيد مشاعر إنسانية مشتركة، أبرزها الإحساس بالقيمة الذاتية التي لا يعبّر عنها الواقع بعد.
وتطرق المتحدث إلى شخصية كريس جاردنر، بطل القصة الحقيقية، مشيرًا إلى صلابته وقدرته على النجاح رغم المعاناة، ومؤكداً أن لدى كل إنسان تلك القدرة الكامنة، لكن صقلها يتطلب ظروفاً قاسية نأمل ألا نمر بها جميعاً.
وفي سياق الحديث عن ارتباط الإبداع بالمعاناة، شدد سميث على أن الشدائد، رغم قسوتها، تحمل وجهاً آخر من الخير، قائلاً: «نحن لا نرغب في المعاناة، لكنها حين تأتي تكون نعمة مطلقة، فهي تصقل الروح والطاقة وتعلّمنا الكثير عن طبيعة الإنسان».
واختتم حديثه بالتأكيد على المفارقة الإنسانية القديمة: «أنت لا تريد المعاناة.. .لكنك تريدها في الوقت نفسه».
ويُعد ويل سميث إلى جانب تجربته كممثل ونجم سينمائي، مؤلفاً للكتب الأكثر مبيعًا، إذ نشر بمشاركة الكاتب مارك مانسون سيرته الذاتية التي لاقت استحسان النقاد والقراء بعنوان ويل، والتي تقدم رؤى متعمقة حول نشأته ورحلته الإبداعية والدروس التي تعلمها خلال مسيرته الطويلة تحت الأضواء.
كما ألّف كتاب الأطفال نحن الاثنان فقط المستوحى من أغنيته الشهيرة التي تحتفي بالرابط الوثيق بين الأب والابن.
وتزخر مسيرة ويل سميث بإنجازات استثنائية في السينما والموسيقى، حيث حصد جائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثل في دور رئيسي عن دوره في فيلم الملك ريتشارد، وفاز بجائزتي جولدن جلوب وبافتا عن الدور نفسه.
كما ترشح لجوائز الأوسكار عن أدواره في فيلم علي الذي يوثق حياة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، وفيلم السعي للسعادة الذي يوثق حياة رجل الأعمال كريستوفر غاردنر.
وفي مجال الموسيقى، فاز ويل سميث بأربع جوائز جرامي وأصدر عدة أغنيات منفردة تصدرت قوائم أكثر الأغنيات رواجًا وانتشارًا، معززًا إرثه الفني متعدد المجالات.
وإلى جانب نجاحه الفني، يُعد سميث أيضًا رائد أعمال ومبتكراً بارزًا، إذ شارك في تأسيس شركة ويست بروك، وهي شركة إعلام وترفيه تنتج محتوى أصيل، إلى جانب دريمرز في سي، وهو صندوق رأس مال استثماري يدعم الشركات الناشئة، إضافة إلى شركة مينت فاكتوري، التي تجمع بين الأزياء والتجارة وثقافة البوب.. وتعكس هذه المبادرات التزامه بتعزيز الأثر الإبداعي والثقافي خارج حدود السينما والموسيقى.