"زفة المولد النبوي".. تقليد سوداني متجدد رغم الحرب
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
لم تمنع الحرب التي تشهدها البلاد، مدناً سودانية من تنظيم احتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، وأن تحافظ على هذه العادة السنوية، على الرغم من حركة النزوح هرباً من الاشتباكات العسكرية.
الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص أجبروا على الفرار من السودان
يختلف الاحتفال بالمولد النبوي في السودان عن غيره من البلدان، إذ يبدأ قبل ذكرى المولد في 12 ربيع الأول من السنة الهجرية، بنحو أسبوعين وتستمر الاحتفالات حتى تبلغ ذروتها في يوم المولد النبوي نفسه.
وبعد الاحتفالات التي أقيمت في المناطق الهادئة مثل عطبرة ومدني، يسعى سكان مدينة أم درمان إلى الاحتفال بالمولد النبوي في أجواء مغايرة هذا العام، بحسب تقرير لموقع بي بي سي عربي.
وينقل الموقع عن يوسف إسماعيل، أحد المنظمين لزفة المولد النبوي في أم درمان، إنه لا بد من فسحة للأمل والراحة النفسية عبر "زفة المولد".
وأضاف أنه "نظراً لحرمان الناس من الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، فلم يعد أمامهم متنفس إلا المولد النبوي.
لكن الاحتفال هذا العام سيكون مختلفاً بسبب استمرار الحرب، فمسيرة زفة المولد ستشق طريقاً مختلفاً، ولن يتمكن السودانيون –بحسب ما قاله إسماعيل– من نصب الخيام كما اعتادوا، وستقام الاحتفالات فقط في الزوايا والمساجد والمقار الصوفية.. ولن يكون هناك تجمعات خوفاً على الناس من الرصاص الطائش.
وقد لا تتاح الفرصة للسودانيين هذا العام لشراء حلوى المولد لأنها لم تصل بعد، بحسب ما قاله إسماعيل.
#السودان.. مسرح جديد للصراع بين #أوكرانيا و #فاغنر https://t.co/caS6wTglha pic.twitter.com/oN7VlUGF5V
— 24.ae (@20fourMedia) September 20, 2023ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، صراعاً مسلحاً على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل نحو 7500 شخص ونزوح أكثر من خمسة ملايين.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص أجبروا على الفرار من البلاد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني السودان أحداث السودان المولد النبوي المولد النبوی
إقرأ أيضاً:
السودان.. الجدل يعود حول "الرصاصة الأولى"
تتصاعد الأصوات الداعية لمحاسبة الجهة التي أشعلت الرصاصة الأولى في الحرب المدمرة المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.
وكتب الإخواني محمد السر مساعد، في منشور عبر "فيسبوك"، إن خوف قيادة الجيش من الحديث صراحة عن إطلاق الرصاصة الأولى أوصل البلاد إلى ما هي عليه، مشيرا إلى أن الحرب الاستباقية مشروعة، وأن القانون الدولي لا يعاقب من أطلق الرصاصة الأولى للدفاع عن نفسه.
ويدحض نزار عبدالقادر، المدير التنفيذي لمعهد جنيف لحقوق الإنسان، الادعاء بأن القانون الدولي لا يحاسب الجهة التي أطلقت الرصاصة الأولى، مشيرا إلى أن القانون يحتوي على العديد من النصوص الواضحة التي تعاقب مشعلي الحروب ومرتكبي جرائمها.
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "صدر قرار من مجلس حقوق الإنسان بتشكيل بعثة دولية للتحقيق في الأمر، لكن لم يتم منحهم تأشيرات دخول للسودان".
ووفقا لعبلة كرار، القيادية في حزب المؤتمر السوداني والتحالف المدني المناهض للحرب، "فإن رصاصات الحرب الطائشة رسمت واقعا بالغ القتامة، ألقت بالسودان في بئر أسود عميق".
شهادات من داخل الجيش
وفي حديث موثق نقله تلفزيون السودان، قبل أيام من مقتله، أكد العقيد في الجيش السوداني، عوض موسى أن قوة تحركت من معسكر "الباقير" هي التي أطلقت الرصاصة الأولى في الحرب في العاصمة السودانية الخرطوم عند حدود التاسعة صباحا، بعد محاصرتها معسكر لقوات الدعم السريع في منطقة "المدينة الرياضية" قبل نحو 6 ساعات من اندلاع القتال.
وأشار موسى، إلى أنه وبعد انطلاق شرارة الحرب في المدينة الرياضية هاجمت قوات من الدعم السريع معسكر الباقير وسيطرت عليه.
وأوضح أحد عناصر الجيش ويدعى، عثمان محمد عبدالله أن أوامر صدرت لهم بالتحرك إلى معسكر الدعم السريع في المدينة الرياضية لضربه، وأشار إلى وضعهم في حالة استعداد قبل شهرين من موعد الضربة التي لم يعلموا بها إلا في صبيحة يوم التحرك.
ويعزز العقيد الركن مصطفى محمد عثمان الضابط في "الفرقة الأولى مشاة" بالجيش، روايتي زميله موسى والمقاتل الآخر، ويؤكد أن القوة التي أطلقت الرصاصة الأولى تحركت من "الباقير" إلى المدينة الرياضية بأوامر من عناصر من خارج الجيش ومن دون اتباع الترتيبات العسكرية المعروفة من إسناد وغيره.
وأضاف أن مجموعات من عناصر النظام السابق استخدمت الجيش كمطية لها لإشعال الحرب من أجل العودة إلى السلطة.
وتابع: "منذ بداية الحرب، لم أكن مقتنعا بها حيث لم تكن هنالك خطة موزعة بدليل أن معظم الضباط لم يكونوا على علم بها بما في ذلك المفتش العام".
ويقول الباحث السياسي الأمين بلال، إن العديد من مقاطع الفيديو التي شاهدها تؤكد أن عناصر من تنظيم الإخوان شاركوا في إطلاق الرصاصة الأولي في المدينة الرياضية.
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "بعد ثورة 2019، كان واضحا أن العسكر لا يرغبون في تسليم السلطة بحسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية، وذلك بسبب الجرائم الكبيرة التي ارتكبوها، وفي الجانب الآخر كانت الحرب فرصة لتنظيم الإخوان الذي رفض الجهود التي رمت لاستعادة مسار التحول المدني".