زنقة 20 | الرباط

أثار بلاغ حزب العدالة و التنمية الصادر أمس عقب اجتماع أمانته العامة ، جدلا واسعا، حينما تحدث عن أن سبب الزلزال المدمر الذي ضرب قرى في مناطق نائية بالحوز و تارودانت إنما بسبب الذنوب و المعاصي.

و قال الحزب الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران في بيان أمانته العامة المنعقدة أمس : “علينا أن ننتبه إلى أن من معاني الرجوع إلى الله ما يفيد بأننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا”.

و أورد البيان : “يجب أن نراجع كذلك كي نرجع الى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”.

بعد هذا البلاغ الغريب، أعلن الوزير السابق عبد القادر أعمارة، استقالته من حزب العدالة والتنمية، وكتب على حسابه الفايسبوكي : “بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية فإني أعلن عن إستقالتي من الحزب وكل هيآته منذ هذه اللحظة.”

الكاتب الصحافي محمد كريم بوخصاص، قال أن حزب العدالة و التنمية الذي قاد الحكومة عشر سنوات مسؤول أخلاقيا وواقعيا عن عدم التوزيع المجالي للتنمية و لم يخجل من نفسه، حينما اعتبر أن الزلزال بسبب ذنوب ومعاصي المغاربة الفردية و”الذنوب والمعاصي السياسية”، متسائلا : “كيف كانت هذه العقلية تدبر شؤون المغاربة؟؟”.

واعتبر بوخصاص ، أن بيان العدالة والتنمية الذي يتشفى في المغاربة ويعتبر الزلزال المفجع “عقاب من الله” على ذنوبنا ومعاصينا الفردية، وأيضا عقاب على ما سماها “المعاصي السياسية” يحيل على واقعة حصلت قبل نحو عقدين، وكان ابن كيران نفسه حاضرا في مشهدها.

و ذكر أنه في سنة 2005، حين كان ابن كيران -هو نفس الرجل الذي يتصدر مشهد الحزب اليوم- مدير نشر جريدة “التجديد”، نشر رئيس تحريرها آنذاك حسن السرات مقالا تخت عنوان “السياحة الجنسية وزلزال تسوماني … إنذار مبكر للمغرب قبل فوات الأوان”، فسّر فيه الكاتب التسونامي الذي ضرب سواحل بجنوب شرق آسيا حينها باحتمال أن يكون عقابا من الله وفجر ذلك غضبا عارما واصطفافا إيديولوجيا حادا. الآن، يضيف بوخصاص، يعود الحزب الذي يقوده نفس الرجل (ابن كيران) ليطلق نفس التفسير، لكنه اليوم بزخم أكبر وأخطر، لأن التفسير جاء كموقف رسمي للحزب، صدر في بيان تلا اجتماع أمانته العامة، مبرهنا للجميع أن قناعات الحزب وتصوراته لم تغيرها دربة تدبير الشأن العام، ولا التطورات الفكرية التي يفترض أن تحصل داخل التنظيمات التي تقطع مسارا سياسيا يتجاوز العقدين من الزمن. و اعتبر بوخصاص ، أنه “من الصعب تقبل أن يكون الحزب الذي قاد الحكومة لعشر سنوات، وكان يدبر شؤون المغاربة في الحكومة والجماعات المحلية، بما فيها بعض الجماعات المتضررة من الزلزال، يؤمن بأن الله يعاقبنا على ذنوبنا بأن خسف الزلزال قرى كاملة لم يقم هذا الحزب بشيء اتجاهها ولم يوصل لها حقها في التنمية.” و خلص إلى أن الحزب قد يكون لم يهضم بعد زلزال الانتخابات لـ8 شتنبر 2021، لكن أن يصل إلى الاقتناع بأن الله عز وجل زلزل الأرض من تحت أقدامنا عقابا لنا، لأنه يؤمن أن “معصة سياسية” ارتكبت في حقه أزالته من السلطة، فذلك جنون، بل انتحار سياسي سيكون له ما بعده.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: حزب العدالة

إقرأ أيضاً:

وسط ترحيب شعبي وسياسي.. الحكومة البنغلاديشية تحظر حزب عوامي

داكا- أعلنت الحكومة البنغلاديشية المؤقتة، برئاسة محمد يونس، حظر جميع أنشطة حزب رابطة عوامي البنغلاديشية والمنظمات التابعة له، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، المقيمة حاليا في منفاها بالهند، وذلك بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

وجاء إعلان الحظر الرسمي، أمس الاثنين، إذ برَّرت السلطات القرار بارتكاب الحزب "جرائم" ضد الإنسانية، وأكدت أن الحظر سيظل نافذا حتى استكمال محاكمة زعماء الحزب. وبالتوازي مع هذا الإجراء، ألغت لجنة الانتخابات تسجيل الحزب ومنعته من المشاركة في أي انتخابات مقبلة.

وجاءت الخطوة وسط دعوات متزايدة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى حظر رابطة عوامي، الذي يُتّهم "بالحكم الاستبدادي" وارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان خلال فترة توليه السلطة، حسب تقارير المنظمات الحقوقية بما فيها الأمم المتحدة.

جرائم عوامي

وفي خطوة متصلة، كشفت الحكومة المؤقتة عن خطط لتعديل قانون المحاكم المتصلة بالجرائم الدولية، الذي أُقرّ في الأصل خلال عهد حسينة، ليشمل أحكاما تُجيز مقاضاة المنظمات والأحزاب السياسية المرتبطة بجرائم ضد الإنسانية.

وكانت الشيخة حسينة غادرت البلاد إلى الهند في الخامس من أغسطس/آب 2024، طلبا للجوء، عقب اندلاع احتجاجات طلابية واسعة النطاق ضد حكمها، استندت إلى اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.

إعلان

ويُعد "عوامي" من أقدم الأحزاب السياسية في البلاد، وقد أسسه الشيخ مجيب الرحمن، والد الشيخة حسينة، ومؤسس جمهورية بنغلاديش التي كانت تعرف سابقا باسم "باكستان الشرقية"، قبل أن تستقل عن باكستان عقب حرب دعمَتها فيها الهند عام 1971. وتولى عوامي، بقيادة الشيخة حسينة، حكم بنغلاديش منذ عام 1996 حتى 2001، ومن 2009 حتى أغسطس/آب 2024.

 

من جهته، اتهم الأكاديمي السابق والناشط السياسي البارز في بنغلاديش، أنور محمد، حزب "عوامي" بالتمسك بالسلطة دون إجراء أي انتخابات نزيهة منذ توليه الحكم في 2009.

وقال محمد -في حديثه للجزيرة نت- إن الحزب خلال فترة حكمه الممتدة من دون انتخابات ذات "مصداقية"، واصل منح الامتيازات للشركات الكبرى محليا ودوليا، وانخرط في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، شملت عمليات "قتل" خارج نطاق القانون، وحالات "اختفاء قسري".

وأضاف أنه بالرغم من أن حظر حزب سياسي ليس أمرا ديمقراطيا، فإن ممارسات رابطة عوامي نفسها هي التي أدت إلى حظر أنشطتها في البلاد، و"أصبح الحزب ضحية لتاريخه المليء بسوء الإدارة، والفساد، ونهب الموارد".

أنشطة الحراك الطلابي في بنغلاديش الذي أطاح بالشيخة حسينة (الجزيرة) حظر للإرهاب

في السياق، رحَّب بقرار الحظر محمد علاء الدين، الأمين العام المشترك لحزب المواطنين الوطني، وهو حزب أسسه قادة طلابيون أسهموا في الإطاحة بالشيخة حسينة، وأكد أنه إجراء "ضروري" لضمان محاكمات حرة ونزيهة، واتهم أعضاء في رابطة عوامي بتهديد الأشخاص الذين رفعوا دعاوى قضائية ضدهم.

وقال علاء الدين للجزيرة نت: "أنا أعارض حظر الأحزاب السياسية بشكل عام، لكن في هذه الحالة، لم تحظر الحكومة حزبا سياسيا، بل حظرت الأنشطة الإرهابية والإبادة الجماعية التي ترتكبها منظمة إرهابية".

واستشهد بأدلة تدعم ادعاءاته، منها مقتل أكثر من ألفي شخص خلال احتجاجات العام الماضي، وعمليات إعدام خارج القانون، شملت علماء مسلمين، ومقتل متظاهرين خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى بنغلاديش عام 2021.

إعلان

وأضاف علاء الدين أن "الحظر غير ديمقراطي، لكن لحماية الديمقراطية، يجب التحرك ضد من لا يؤمنون بها، أولئك الذين يؤمنون بالإرهاب، ويسعون للاستيلاء على سلطة الدولة بأي وسيلة، ويحتجزون البلاد رهينة بأساليب غير ديمقراطية".

شروط العودة

وحول إمكانية عودة رابطة عوامي إلى الساحة السياسية، يرى الناشط أنور محمد أن عليها الاعتراف بجرائمها وتقديم اعتذار للشعب، ومن دون ذلك لن تتمكن من العودة، نظرا لما سببه حكمها من معاناة اقتصادية لكثير من المواطنين.

في المقابل، رأى الأمين العام لحزب المواطنين محمد علاء الدين أن عودة رابطة عوامي مرهونة بإنهاء محاكمتها، وتقديم كل من تورط في جرائم ضد الإنسانية أو أي أنشطة إجرامية أخرى إلى العدالة.

ووفقا لعلاء الدين، فقد اقترح حزبه إنشاء لجنة "حقيقة ومصالحة"، يمكن عبرها لأنصار وقيادات رابطة عوامي الحضور إلى اللجنة والمطالبة ببراءتهم.

لكنه اختتم قائلا: "بعد 9 أشهر من الاحتجاجات والإبادة الجماعية، لا يزالون في حالة إنكار، ولا يقبلون الاعتراف بما فعلوه بالشعب".

مقالات مشابهة

  • البحوث الفلكية: سجلنا توابع للزلزال الذي شعر به المصريون
  • الملك يوجه رسالة للحجاج المغاربة: تقيدوا بتعليمات السلطات السعودية وكونوا سفراء لبلدكم وحضارته
  • أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة1446 هجرية
  • مسؤول في الحزب التركي الحاكم: المفاوضات الروسية الأوكرانية في بلادنا قد تستمر لجولات عدة
  • الحكومة تطلق حزمة تحفيزية جديدة لاستثمارات مغاربة العالم
  • مراد كوروم يحذر: الزلزال القادم في مرمرة قد يكون مسألة بقاء
  • وسط ترحيب شعبي وسياسي.. الحكومة البنغلاديشية تحظر حزب عوامي
  • السيناتور وارن: استقرار سوريا يجب أن يكون هدفاً لأمريكا
  • العدالة والتنمية: حلّ «حزب العمال الكردستاني» خطوة مفصلية بمسار إنهاء الإرهاب في تركيا
  • الدور آت على البوليساريو.. حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية يحلّ نفسه ويلقي السلاح