جدوى الهروب من صفقة القرن إلى اتفاقات أبراهام
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
لم يجد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمامه سوى إيران ليلقي عليها اللوم، ويحمّلها مسؤولية الفشل الذي تعانيه أجهزته الأمنية أمام المقاومة الفلسطينية المتصاعدة، التي تمكنت مساء الأربعاء الماضي من إصابة خمس جنود للاحتلال الإسرائيلي، خلال محاولتهم التسلل واقتحام مخيم للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
الاتهامات الموجهة لإيران لا تكاد تتوقف، وتمتد إلى دول الجوار العربي وعلى رأسها الأردن بزعم تقصيره في حماية حدوده من عمليات تهريب السلاح إلى الأراضي المحتلة؛ علما أن القنبلة اليدوية التي انفجرت بالقوات الإسرائيلية المهاجمة كانت ولأجل المفارقة إسرائيلية الصنع، ألقتها قوات الاحتلال على الفلسطينيين الذين أعادوها بدورهم إلى مصدرها؛ لتنفجر بالجنود الخمسة المهاجمين.
لا يحتاج الفلسطينيون إلى مبررات لمواجهة الاحتلال؛ ولا يحتاجون إلى كبير دعم من دول الإقليم ودول الجوار، فكل ما يتطلبه الأمر الإرادة لمواجهة المحتل وانتهاكاته وسياسيات القمع والتنكيل والاعتداء على المقدسات والأراضي وإنكار الحقوق؛ فهي كافية لإشعال المواجهات وتغذية المقاومة التي أصبحت حالة يومية تؤكدها الإحصاءات والتقديرات الاستراتيجية
حادثة القنبلة اليدوية ورد الفعل الإسرائيلي عليها، تلخص المشهد في الأراضي الفلسطينية والإقليم، فالاحتلال الإسرائيلي غارق في مستنقع الإنكار والفشل، فعلى بُعد أمتار قليلة من مدينة طولكرم تنتشر المدن والقرى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48؛ حيث ينتشر السلاح وتفتك الجريمة بالمجتمعات المحيطة، في المقابل تقف حكومة الاحتلال وجيشها ومؤسساتها الأمنية عاجزة عن وقفها. فالسلاح يُسرق من القواعد العسكرية الإسرائيلية من قبل مافيات إسرائيلية وجنود ومقاولين؛ كان آخرها سرقة دبابة لتفكيكها وإعادة تدويرها، وهي إشارة أخرى إلى أن الاحتلال والكيان المحتل بأكمله عرضة قابل للتفكيك وإعادة التدوير والتصدير.
لا يحتاج الفلسطينيون إلى مبررات لمواجهة الاحتلال؛ ولا يحتاجون إلى كبير دعم من دول الإقليم ودول الجوار، فكل ما يتطلبه الأمر الإرادة لمواجهة المحتل وانتهاكاته وسياسيات القمع والتنكيل والاعتداء على المقدسات والأراضي وإنكار الحقوق؛ فهي كافية لإشعال المواجهات وتغذية المقاومة التي أصبحت حالة يومية تؤكدها الإحصاءات والتقديرات الاستراتيجية.
فالاحتلال يتحمل المسؤولية دون غيره عن التصيعد؛ ذلك أن المواجهات تغذيها الانتهاكات والمشاريع الاستيطانية والسياسيات والمشاريع الإقليمية التطبيعية لتصفية الوجود الفلسطيني قانونيا وسياسيا. فالإحصاءات تؤكد ارتفاع وتيرة العمل المقاوم في الضفة الغربية إلى معدل عشرة آلاف عملية في العام منذ 2021؛ وهو رقم مستقر كمّا ولكنه متطور نوعا؛ بدءا من رشق للحجارة وصولا إلى اطلاق الصواريخ في العام 2023، وهو العام الذي سجل حتى اللحظة ما يقارب 9705 عملا؛ في وتيرة مستقرة لمنحنى بدأ في الصعود بدءا منذ اللحظة الأولى لطرح صفقة القرن وصولا إلى "اتفاقات أبراهام" سيّئة الصيت؛ التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية واختزلتها بحكم ذاتي أو بلدي لا يختلف عن مدينة رهط في النقب المحتل عام 48.
المقاومة المتصاعدة خلال السنوات الخمس الفائتة أنهت احتلال "النجوم الخمس" الذي أنتجته اتفاقية أوسلو عام 1993، وأنهت معه جهود إعادة إنتاجه عبر صفقة القرن واتفاقات أبراهام محدودة الصلاحية والتأثير، خصوصا أن الاحتلال المسكون برغبة يمينية جامحة لإقصاء الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم؛ عاجز عن المناورة وفاقد للمرونة، ما يجعله أكثر قابلية للانكسار والهزيمة
المقاومة المتصاعدة خلال السنوات الخمس الفائتة أنهت احتلال "النجوم الخمس" الذي أنتجته اتفاقية أوسلو عام 1993، وأنهت معه جهود إعادة إنتاجه عبر صفقة القرن واتفاقات أبراهام محدودة الصلاحية والتأثير، خصوصا أن الاحتلال المسكون برغبة يمينية جامحة لإقصاء الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم؛ عاجز عن المناورة وفاقد للمرونة، ما يجعله أكثر قابلية للانكسار والهزيمة، موفرا بذلك قوة دفع أخرى تشجع الفلسطينيين على مواصلة مقاومتهم وإعادة القنبلة لتنفجر في خاصرته وداخل أحشائه.
ختاما.. الاحتلال الإسرائيلي أنتج صيرورة لن يوقفها توجيه الاتهام لإيران الخصم؛ ولا إلى الأردن ومصر الشريكين في السلام المزعوم؛ ولا أوروبا وأمريكا وشيوخها العشرين الحلفاء للكيان المحتل؛ الذين اشترطوا في رسالتهم الموجه للرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس ضرورة الالتزام بحل الدولتين كشرط للحصول على دعمهم لأي اتفاق تطبيعي مستقبلي.. فالهروب من صفقة القرن نحو اتفاقات أبراهام لن يوقف المقاومة بل سيعززها إحصائيا وجغرافيا.
twitter.com/hma36
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو المقاومة الفلسطينية الإسرائيلي إسرائيل فلسطين نتنياهو المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صفقة القرن
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: “إسرائيل” فشلت في كسر المقاومة وستُهزم سياسيًا كما هُزمت عسكريًا
يمانيون../
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، أن محاولات كسر شوكة المقاومة وعزلها عن المعادلة اللبنانية فشلت سابقًا ولن تنجح لاحقًا، مشددًا على أن أي محاولة لاستفراد المقاومة هي وهم خادع لا مكان له في الواقع.
وفي كلمة ألقاها مساء اليوم الإثنين بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين، قال الشيخ قاسم: “من يظن أنه قادر على إسقاط المقاومة بالضغوط أو العزل، يكرر الفشل الذي مني به في الحرب”، مؤكداً أن الضغوط السياسية والإعلامية لن تنجح حيث فشلت الآلة العسكرية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن المقاومة، بقيادتها وتضحياتها، نجحت خلال السنوات الماضية في ردع الاحتلال الإسرائيلي وإفشال مخططاته الرامية إلى قضم الأراضي اللبنانية وفرض اتفاقات إذلال، مضيفًا: “المقاومة هي التي حمت لبنان وفرضت معادلة الردع”.
وشدد قاسم على أن “إسرائيل” اليوم تواصل عدوانها وضغوطها، ولكن بثوب سياسي”، مؤكداً أن استمرار المقاومة بقوتها وثباتها سيدفع العدو إلى اليأس، وسيرسّخ معادلة العزة والكرامة في وجه المشروع الصهيوني.
وفي الشأن الفلسطيني، شدّد على أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو “لن يتمكن من مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، رغم كل الإجرام والعدوان”، مشيدًا بصمود غزة وبطولات فصائل المقاومة التي “فضحت الكيان الإسرائيلي وأظهرت وحشيته أمام العالم”.
كما أدان الشيخ قاسم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، والتي تستهدف السيادة السورية، ومؤكدًا ثقته بقدرة الشعب السوري على إفشال الأهداف الإسرائيلية كما أفشلها المقاومون في لبنان وفلسطين.
وفي سياق تكريمه للقائد الشهيد مصطفى بدر الدين، أشار إلى أن الشهيد كان من أوائل الذين واجهوا الاحتلال بعد اجتياح 1982، وقاد عمليات نوعية ضد العدو، مجسّدًا نموذج القائد المقاوم الميداني الصلب.
وفي ختام كلمته، دعا قاسم اللبنانيين إلى التمسك بالثوابت الوطنية ودعم خيار المقاومة في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل، مشدداً على أن حماية لبنان لا تكون إلا بالمقاومة ووحدتها الوطنية.