أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ"التصاعد المثير للقلق للعنف المسلح" في إسرائيل والأراضى المحتلة، داعية جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولى الإنساني، واحترام وحماية المدنيين والعاملين بمجال الرعاية الصحية في جميع الأوقات.
وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني - في بيان اليوم /السبت/ بجنيف - "إن الصور والتقارير التي تابعتها اللجنة مروعة للغاية، والعنف الموجه ضد المدنيين مروع ولا يمكن تبريره، وإذا استمر الوضع في التصعيد فإن المدنيين من كلا الجانبين سيعانون بشدة".


وأضاف أن اللجنة على علم بالتقارير المتعلقة بأشخاص تم القبض عليهم أو احتجازهم، مشددا على جميع الأطراف احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، واعتبره غير قابل للتفاوض.
وأكد كاربونى أن اللجنة الدولية، وبصفتها وسيط محايد، على استعداد لزيارة أي شخص محتجز حتى تتمكن من الاطمئنان على سلامته وتقديم الأخبار لذويه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيل الأراضي المحتلة القانون الدولي الرعاية الصحية

إقرأ أيضاً:

من غزة إلى طهران فالضفة.. إسرائيل تخسر الدعم الدولي وتدفع نحو التصعيد والضم

تشهد الضفة الغربية والقدس المحتلة تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق، تزايد بشكل ملحوظ عقب انتهاء الحرب مع إيران، حيث كثّفت إسرائيل عمليات القمع والاعتقال والاقتحام والتوسع الاستيطاني، وسط تزايد الهجمات الإرهابية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين، في مشهد يصفه مراقبون بأنه محاولة متسارعة لحسم الصراع وفرض أمر واقع على الأرض قبل أي تحرك سياسي دولي.

وخلال الأيام الماضية، فرضت القوات الإسرائيلية إغلاقًا شاملاً على الضفة الغربية، وأغلقت مداخل عشرات القرى والمدن باستخدام بوابات حديدية وحواجز إسمنتية، مع تصعيد واسع في مدينة القدس، شمل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والبلدة القديمة، وتشديد الحواجز والاقتحامات الليلية واعتقال الفلسطينيين.

وفي تصعيد خطير، قُتل ثلاثة فلسطينيين وجُرح سبعة آخرون برصاص مستوطنين إسرائيليين خلال هجوم على بلدة كفر مالك شرق رام الله، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأردنية لإدانة ما وصفته بـ”اعتداءات المستوطنين الإرهابية”، محمّلة إسرائيل كامل المسؤولية بصفتها “قوة احتلال”.

من التصعيد إلى مشروع الضم

يصف المحلل السياسي الفلسطيني نعمان توفيق العابد هذا التصعيد بأنه تنفيذ مباشر لسياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تعهدت منذ ما بعد 7 أكتوبر، ومع تصاعد الصراع الإقليمي، بتوسيع الاستيطان وتهويد الضفة الغربية.

وقال العابد لـ”سبوتنيك” إن ما يجري هو تغول استيطاني ممنهج، مدعوم من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي سلّح المستوطنين بشكل علني، في دعوة صريحة لمهاجمة القرى الفلسطينية. وأوضح أن الحكومة تسعى إلى ربط المستوطنات جغرافيًا لتقسيم الضفة إلى 8 تجمعات معزولة، ما يقوّض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مترابطة.

وأضاف أن إسرائيل تسابق الزمن قبل أي حراك دبلوماسي محتمل، من خلال فرض أمر واقع على الأرض عبر سن قوانين تمنح المستوطنين حق شراء الأراضي في الضفة، وهو ما يوازي إعلانًا تدريجيًا للضم، خاصة بعد دعوات من مسؤولين إسرائيليين لضم ما يصل إلى 65% من الضفة الغربية.

إرهاب منظم برعاية الجيش

من جهته، اعتبر المحلل فادي أبو بكر أن ما تشهده الضفة هو “إرهاب منظم” تمارسه جماعات المستوطنين بدعم من الجيش الإسرائيلي، في إطار استراتيجية حكومية تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.

وأكد لـ”سبوتنيك” أن الهجمات الأخيرة، التي شملت قتل مدنيين وحرق منازل وتخريب أراضٍ زراعية، ليست أحداثًا فردية، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى الضم الفعلي للضفة الغربية.

وأشار إلى أن التصعيد الجاري يعكس توظيفًا منهجيًا لأدوات العنف والترهيب والتجويع كوسائل للضغط على الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار المجازر في غزة، في ظل غياب أفق سياسي وتراجع فعالية القانون الدولي.

شرعية دولية غائبة

الضفة الغربية، الممتدة بطول 100 كلم وعرض 50 كلم، تخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، وتعدّها الأمم المتحدة والأغلبية الساحقة من دول العالم “أرضًا محتلة”، بينما تعتبر المستوطنات الإسرائيلية المقامة عليها غير شرعية. وأكدت محكمة العدل الدولية في يوليو 2024 أن الوجود الإسرائيلي في الضفة غير قانوني بموجب القانون الدولي.

ومع تزايد وتيرة التهجير والاستيطان، تتزايد التحذيرات من أن الصمت الدولي أمام السياسات الإسرائيلية قد يُفضي إلى انهيار كامل لفرص حل الدولتين، ويكرّس نظام فصل عنصري دائم في الأراضي المحتلة، في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

هزيمة إسرائيل في معركة الرأي العام العالمي.. حرب غزة وإيران تُسقط صورتها دوليًا

في تحول وصف بـ”التاريخي”، تشير استطلاعات رأي دولية وبيانات ذكاء اصطناعي إلى تراجع غير مسبوق في الدعم الدولي لإسرائيل، على خلفية تصاعد العنف في غزة وحربها الخاطفة الأخيرة ضد إيران.

ووفقًا لموقع “إسرائيل هيوم”، فإن عملية تحليل واسعة للمزاج العام على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن إسرائيل تلقت هزيمة على “الجبهة الإعلامية”، مع تسجيل مستويات دعم متدنية لم تشهدها منذ عقود.

وفي أحدث استطلاع أجرته مؤسسة “YouGov”، تراجع التأييد لإسرائيل في أوروبا الغربية إلى 13% فقط، مقارنة بـ21% سابقًا، فيما أبدى 63% نظرة سلبية تجاه الدولة العبرية، رغم أن هذه النسبة كانت أعلى سابقًا (71%)، أما في دول مثل أستراليا والسويد وإسبانيا وهولندا، فقد وصلت نسبة النظرة السلبية إلى 90%، وهي مستويات توصف بـ”القياسية”.

الاستطلاع أظهر أيضًا تراجع الثقة في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أعرب 30% فقط من المستطلعين في 24 دولة عن ثقتهم به. في المقابل، ارتفعت الأصوات المنتقدة لسياساته، خصوصًا مع تزايد أعداد القتلى المدنيين وتدمير البنى التحتية في غزة.

وفي الولايات المتحدة، التي لطالما كانت داعمًا رئيسيًا لإسرائيل، انخفض التأييد الشعبي لها إلى 50% فقط، وهو أدنى مستوى منذ بدء رصد هذه البيانات عام 1978، وسجل الدعم بين الديمقراطيين تراجعًا غير مسبوق إلى 41%، مع بروز توجهات محايدة أو متعاطفة مع الفلسطينيين لدى القواعد الليبرالية والشباب.

تقارير متخصصة أشارت إلى أن تكتيكات التجويع والدمار المدني في غزة كانت بمثابة “القشة التي قصمت ظهر” صورة إسرائيل عالميًا، وداخل إسرائيل، بدأت شخصيات بارزة، مثل وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون، تنتقد علنًا السياسات الحكومية وتتحدث عن “جرائم حرب” محتملة، وهو ما كان يُعد من المحرمات سابقًا.

ردود الفعل السياسية لم تتأخر، إذ أعلنت دول مثل إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وسط حديث عن خطوات مماثلة من فرنسا وبلجيكا، هذه الموجة الدبلوماسية تعكس تآكل الثقة الأوروبية في التزام إسرائيل بالحلول السلمية.

حرب إيران… وارتداد التأثير

في سياق متصل، جاءت الضربات الإسرائيلية على طهران وأصفهان خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، بنتائج عكسية. ورغم فاعليتها العسكرية، فإن سقوط ضحايا مدنيين دعم موقف القيادة الإيرانية حتى في أوساط معارضيها، وأسهم في تغذية الخطاب المتشدد داخل البلاد، بحسب مراقبين.

إعلام غربي يتغير… ومواقع تحذر من الكارثة

منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، حذرت مواقع مثل “أبرزاتس” من أن إسرائيل تخسر حرب السخط العالمي، وجاء في إحدى مقالاته: “الرأي العام العالمي ليس في صف إسرائيل، حتى رغم فظاعة هجوم حماس… التغطية الإخبارية المتحيزة والدعم الرسمي لم يعودا كافيين لتغيير الواقع الشعبي”.

وفي خلاصة الموقف كتب الموقع: “لم يُعرف بعد حجم الكارثة التي قد تنفجر في الشرق الأوسط، لكن المؤكد أن إسرائيل بحاجة إلى تغيير جذري… هزيمتها في حرب المعلومات توضح ذلك بما لا يدع مجالًا للشك”.

الجيش الإسرائيلي يستدعي قوات الاحتياط بتحديث خطته القتالية

أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس أركانه، إيال زامير، قرر إجراء استدعاء محدث لقوات الاحتياط عقب تقييم شامل للوضع العملياتي خلال اجتماع عقد مساء الخميس.

وذكر بيان للجيش أن المناقشة تناولت تعديل الخطة الزمنية القتالية للقوات النظامية والاحتياطية بما يتناسب مع الاحتياجات العملياتية في مختلف ساحات القتال، مع مراعاة العبء الذي يتحمله أفراد الخدمة بعد نحو 20 شهراً من القتال المستمر.

وأشار الجيش إلى أنه أرسل إشعارات استدعاء معدلة عبر نظام الاستدعاء الآلي، مع الالتزام بإجراء تقييمات مستمرة لدراسة تدابير التخفيف الممكنة لتخفيف الأعباء على الجنود وعائلاتهم، رغم ضرورة الإجراءات العملياتية.

وأكد البيان تقدير الجيش العميق لتضحيات جنود الاحتياط وعائلاتهم، معلناً عن خطة دعم شاملة خلال فترة انتشار القوات في أشهر الصيف، تتضمن مخيمات صيفية مدعومة، خدمات رعاية أطفال، وفعاليات ترفيهية للعائلات، بالإضافة إلى إطار الدعم المستمر منذ بداية الحرب.

مقالات مشابهة

  • تنسيقية الأحزاب: مؤتمر برلين استمرار لتدوير الأزمة بين الأطراف الدولية والإقليمية
  • من غزة إلى طهران فالضفة.. إسرائيل تخسر الدعم الدولي وتدفع نحو التصعيد والضم
  • مقاضاة بنك فرنسي لعدم الإفصاح عن دعمه إسرائيل
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم المساعدات كوسيلة لاستهداف المدنيين في غزة
  • المرشد الأعلى الإيراني: لا خضوع للضغوط الدولية.. والرد على التصعيد سيكون حاسمًا
  • مجازر الطحين في غزة.. لماذا تقتل إسرائيل المدنيين في طوابير المساعدات؟
  • ماكرون: أكدت لنتنياهو أهمية احترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
  • القدس: إسرائيل دمرت أكثر من 600 منزل ومنشأة فلسطينية في المدينة منذ بدء حرب غزة
  • كمين خان يونس يهزّ إسرائيل: خسائر فادحة وصراع بين التصعيد والتسوية
  • "الصليب الأحمر" يعلن مقتل خامس متعاونيه في قطاع غزة