نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا للكاتبتين فانسيان جولي وميليني لو بريول، قالتا فيه، إن إسرائيل أمرت الجمعة الماضية بإخلاء "جميع المدنيين" من مدينة غزة نحو الجنوب، أي أكثر من مليون شخص؛ بسبب القصف الذي استهدف القطاع ردا على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرِين الأول، الإجراء الذي أدانته الأمم المتحدة، بينما تحدث 3 من السكان لـ"لاكروا" عن سبب رفضهم الرحيل.

واستعرضت الكاتبتان رسالة موجزة، مكتوبة بالعربية على النشرات، اكتُشفت في فجر الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، من سكان غزة؛ جاء فيها هذه العبارة "أخلوا منازلكم فورا وانتقلوا إلى جنوب وادي غزة (نهر يمر جنوب مدينة غزة،)". وذكرتا أن الجيش الإسرائيلي هو الذي ألقاها بواسطة مسيّرة.

ووفقا للتقرير فإن الرسالة كانت واضحة، حيث يروي مصمم الغرافيك الفلسطيني أحمد ديا، الذي تحدث إلى الصحيفة عبر الهاتف قائلا، "لا يوجد مكان آمن، الناس يموتون في كل مكان، حتى لو أردت الرحيل، لا أستطيع، ليس هناك وسائل نقل للذهاب إلى الجنوب. الذين لديهم سيارات يغادرون، والباقون عالقون، تتخلل مكالمتنا الهاتفية أصوات الانفجارات المستمرة، وانقطاعات خط الهاتف المتكررة".

هل هي "نكبة جديدة"؟
وبيّن أنه في اليوم السابع للقصف الكثيف الذي شنته إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حماس، يتردد سكان مدينة غزة في الاستجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي؛ حيث يتجه الآلاف منهم نحو الجنوب منذ صباح الجمعة، بعضهم سيرا على الأقدام، حاملين الأطفال وبعض الحقائب، وآخرون بالسيارات، أو على الدراجات النارية، أو مكدسين على مقطورات الشاحنات.

وأفادت الكاتبتان أن حماس، من جهتها، تؤكد أن "الشعب الفلسطيني يرفض تهديدات قادة الاحتلال ودعواتهم لمغادرة منازلهم والفرار إلى الجنوب أو مصر".


ونقلتا عن زياد مدوخ، مدير قسم اللغة الفرنسية في جامعة الأقصى بغزة، أنه يؤيد هذا الموقف، حيث قال، "لن أستسلم للتهديدات والضغوط من إسرائيل: مع زوجتي و5 من أطفالنا، قررنا البقاء في منزلنا". ويشرح زياد، الذي يحتفظ بالقليل من طاقة بطارية هاتفه للشهادة لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية، "المراجع بالنسبة لي هي الصليب الأحمر والأمم المتحدة: ما دمت لن ترسل شاحنات لنا، فلن أتحرك".

البقاء والصلاة
ومثل مصمم الغرافيك أحمد ديا، يرى زياد في الإخلاء المطلوب إسرائيليا مؤشرا إلى "نكبة جديدة"، وهو مصطلح عربي يعني "كارثة" ويشير إلى النفي القسري لـ700،000 فلسطيني بعد إنشاء إسرائيل في 1948. بمعنى آخر، الرحيل بلا عودة. ويقول زياد، "البقاء في منزلي هو طريقتي في المقاومة. حتى لو كان ذلك يعني الانتظار حتى الموت".

وأشارت الكاتبتان إلى أنه في وقت تتكرر فيه الدعوات للسماح لمصر بفتح ممر آمن للمدنيين في القطاع، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس الماضي أهالي غزة إلى "البقاء على أرضهم"،  وحذّر ملك الأردن عبد الله الثاني يوم الجمعة الماضية من "أي محاولة لنقل الفلسطينيين"، مشددا على أن الصراع "يجب ألا يمتد إلى الدول المجاورة".

وختمتا تقريرهما بقول أحمد ديا، وهو لا يستطيع إخفاء حزنه، "سنشكوا هذا العالم إلى الله عندما نلقاه".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الداخلية تكشف تفاصيل الاعتداء على سيدة بالدقهلية من ابنها وزوجته

أعلنت وزارة الداخلية، أن مقطع فيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر استغاثة سيدة مقيمة بدائرة مركز شرطة دكرنس في محافظة الدقهلية، تشكو فيه من اعتداء نجلها وزوجته عليها وعلى ابنتها بالضرب، وإحداث إصابات بهما، إضافة إلى طردها من المنزل بسبب خلافات على الميراث.

 

الداخلية توضح سبب الخلاف

وأوضحت الوزارة، أن تلك الخلافات سبق تحرير عدة محاضر بشأنها، وأنه في 10 سبتمبر 2025 صدر حكم قضائي بتمكين السيدة من المنزل، وفي 28 أكتوبر 2025 أبلغت السيدة عن قيام نجلها وزوجته بطردها مرة أخرى من المنزل.

وأكدت الداخلية أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، فيما تولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.

 

 



مقالات مشابهة

  • لبنان يشكو إسرائيل في مجلس الأمن بعد بناء جدار في الجنوب
  • البقاء للأقوى ولا للأحن؟.. رضوى الشربيني: للأبرد عشان الحنين والقوى بيتجلط
  • خطة إسرائيل الجديدة طويلة الأمد
  • إذا فشلت خطة ترامب.. إسرائيل تجهّز خطة لاستئناف القتال بغزة
  • الخوف الذي يجعل الاستقرار مستحيلا في إسرائيل
  • الدولة الوظيفية بين البقاء والخيانة
  • الداخلية تكشف تفاصيل الاعتداء على سيدة بالدقهلية من ابنها وزوجته
  • بروفيسورة أميركية: معاهدة حظر النووي تنهار ولا سبب يجبر العرب على البقاء فيها
  • يستحق المدنيون في السودان أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة
  • دعاء تسهيل أعمال المنزل