عربي21:
2025-11-16@03:02:04 GMT

مسلسل بوعلام صنصال.. من ينتصر على من؟!

تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT

"هذه البداية (وليست النهاية).. ومازال.. ما زال لمسلسل بوعلام صنصال!" هذا ما تبادر إلى ذهني، ليس استعارة لأغنية جزائرية احتفالية شهيرة، إنما "مجاز" لسيناريو مؤسف!

بعد نحو سنة عرف مسلسل سجن بوعلام صنصال الكاتب الجزائري ـ(والفرنسي قبل أشهر فقط من سجنه!) ـ نهاية "غير متوقعة"، فقد تم الإفراج عنه ونقله في طائرة عسكرية ألمانية من الجزائر لـ"العلاج في ألمانيا" بعد عفو عليه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون استجالة لطلب "السيد فرانك فالتر شتاينماير(الصديق) رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية (الصديقة).

. والذي شد اهتمام (تبون)، لطبيعته ودواعيه الإنسانية"، كما جاء في بيان الرئاسة الجزائرية.

رغم أنه لم تكن هناك أي استجابة من الرئيس الجزائري لطلبات العفو على عشرات، بل مئات الجزائريين من معتقلي الرأي والحراك (بينهم نساء كعبلة قماري التي أجريت لها عملية جراحية وهي في السجن) وكذلك السجناء السياسيين من تسعينيات القرن الماضي، الذين يتجاوز عمر بعضهم عمر صنصال (81 عاما)، وفقد كثير منهم عقلهم في السجن ووضعهم الصحي أسوء بكثير من وضع صنصال، الذي كان يحظى برعاية صحية أفضل! كما تم بالتزامن مع الإفراج عن صنصال الحكم على "شاعر الحراك الشعبي" محمد تاجاديت  بـ 5 سنوات سجنا نافذا، وهو الحكم بالسجن السادس عليه في القضية الـ13 التي توبع فيها خلال 5 سنوات!

حفظ ماء الوجه

بدت استجابة الرئيس الجزائري لطلب الرئيس الألماني "مخرجا لحفظ ماء الوجه" لهذه القضية، خاصة وأن تبون رفض طيلة عام كل نداءات والتماسات المسؤولين الفرنسيين، وفي مقدمهم الرئيس إيمانويل ماكرون، الداعية إلى إطلاق سراح "مواطنهم" بوعلام صنصال، الذي منحه ماكرون الجنسية الفرنسية قبل أشهر فقط من سجنه في الجزائر.

وقد أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـالوساطة الألمانية التي ساهمت بشكل حاسم في ذلك في الإفراج عن صنصال".

وأضاف: "أسجّل هذا العمل الإنساني من الرئيس الجزائري تبون وأشكره عليه. وأبقى بالطبع على استعداد للحوار معه حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بين بلدينا".

بدت استجابة الرئيس الجزائري لطلب الرئيس الألماني "مخرجا لحفظ ماء الوجه" لهذه القضية، خاصة وأن تبون رفض طيلة عام كل نداءات والتماسات المسؤولين الفرنسيين، وفي مقدمهم الرئيس إيمانويل ماكرون، الداعية إلى إطلاق سراح "مواطنهم" بوعلام صنصال، الذي منحه ماكرون الجنسية الفرنسية قبل أشهر فقط من سجنه في الجزائر. هناك أيضا تفسير لقرار الرئيس الجزائري بالاستجابة لطلب الرئيس الألماني، وهو أن الأخير فيما يبدو أبلغ نظيره بـ"طريقة دبلوماسية" أنه لن يستطيع لقاء "صديقه تبون" (كما وصفته الرئاسة الجزائرية)، مادام صنصال في السجن. وكان الرئيس تبون صرح في لقاء تلفزيوني مؤخرا بأن هناك لقاءا مرتقبا بينه وبين الرئيس الألماني بنهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل.

وكما لبوعلام صنصال أنصار محمومون من الأوساط الصهيونية في فرنسا فإن له أيضا أمثالهم في ألمانيا، وفي هذ السياق ففي طلب الرئيس الألماني بالعفو على الكاتب إشارة إلى حصوله على "جائزة السلام" الخاصة باتحاد الناشرين الألمان، وبدا لافتا أن الرئاسة الجزائرية، التي احتفت ـ كما وسائل الإعلام الجزائرية ـ برسالة الرئيس الألماني أشارت إلى ذلك.

وقد حصل صنصال على الجائزة الألمانية في 2011 (بدعم من الأوساط الصهيونية) كمكافأة له على روايته "قرية الألماني أو مذكرات الأخوان شيلر" (الصادرة في 2008) والتي ربط فيها بين "الأصولية الإسلامية" والثورة التحريرية الجزائرية بالنازية، في تزوير مفضوح للتاريخ ومحاولة تبييض وتبرئة للإرث النازي لألمانيا!

واللافت أن الرواية التي ترجمت إلى الألمانية بـنفس العنوان "قرية الألماني"، تم اختيار عنوان "المجاهد الألماني" في ترجمتها الإنجليزية في أمريكا، بينما ترجمت ببريطانيا بعنوان مغاير "عمل غير منجز" ربما خوفا من ردود فعل غاضبة لهذا الخلط والتدليس، بربط ثورة التحرير الجزائرية ومجاهديها بالنازية!  وقد قدم صنصال في هذه الرواية التشويهية "عربون ولاء آخر للصهيونية وإسرائيل، فـ"المجاهد الألماني" المزعوم كان ضابطاً نازياً، شارك في إبادة اليهود، ولجأ إلى مصر، وأرسله جمال عبد الناصر لمساندة الثورة الجزائرية في خمسينات القرن الماضي، وبعد استقلال الجزائر تحول إلى إسلامي أصولي في فبركة روائية متهافتة وسخيفة بشكل سريالي مسيء حتى لضحايا محرقة اليهود النازية.

وإذا كان صنصال بهذا "الحرص التاريخي الأخلاقي" لماذا لم يختر مثلا رواية قصص حقيقية وموثقة لكثير من اليهود الجزائريين وغير الجزائريين الذين شاركوا ودعموا الثورة التحريرية الجزائرية؟!

هل كان يمكن للرئيس الجزائري أن يرفض الطلب الألماني؟

 هل كان يمكن للرئيس الجزائري أن يرفض طلب نظيره الألماني ـ (وإن كان فعليا ليس كذلك فمنصب الرئيس في ألمانيا شكلي فقط، فالسلطة الفعلية وإن تبقى مقيدة بيد بالبرلمان هي بيد المستشار الألماني) ـ بالعفو عن صنصال مع السردية التي روجتها السلطة نفسها عن استقلالية القضاء وعن "الخائن العميل صنصال"، الذي هاجمه الرئيس تبون شخصيا، ووصفه بـ"أنه مجهول الأب ولص مبعوث من فرنسا" ردا على تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون بأن "الجزائر لا يشرفها سجن كاتب".

هناك اعتبار آخر يمكن أخذه هنا، وهي أن الرئيس تبون نفسه مدين لألمانيا بإنقاذ حياته لما أصيب بـكورونا ونقل للعلاج إليها في 2020، وظل يتنقل إليها لفحوصات طبية، وكان هناك حرص من تبون ومحيطه على اختيار ألمانيا تجنبا لفرنسا، وما يثيره من ذلك من غضب يذكر بعلاج الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في فرنسا، رغم أن معلومات كانت أكدت أنه تم استئجار طائرة طبية فرنسية لنقل تبون من باستعجال من الجزائر لألمانيا عندما تدهورت صحتها حينها. وقد أثار ذلك تعليقات وتذكير من الجزائريين بأن تبون ظل يصرح بأن "الجزائر لديها أفضل منظومة صحية مغاربيا وإفريقيا أحب من أحب وكره من كره".

اللافت في هذا السياق أنه كان هناك حرص من الرئاسة الجزائرية على ذكر بعد الإفراج عن صنصال أن "الدولة الألمانية ستتكفل بنقل المعني وعلاجه"، وهو ما حدث فعلا.

كمال داود يدخل على الخط

وما إن وصل الكاتب إلى ألمانيا بدأ ما يمكن أن أصفه بالجزء الثاني أو الموسم الثاني لمسلسل بوعلام صنصال، فقد دخل بسرعة على المشهد زميله وشبيهه الكاتب الجزائري (الذي منحه قبله ماكرون الجنسية الفرنسية) كمال داود، الذي نشر على استعجال محتوى اتصاله الهاتفي بصنصال من برلين في مقال نشره على موقع مجلة "لوبوان " اليمينية الفرنسية بعنوان “حصري.. بوعلام صنصال: صباح الخير فرنسا، سأعود، وسننتصر!” وهو ما أثار تساؤلات من قبيل: الانتصار على من؟!.

أجزم أن العنوان كان مقصودا من مجلة تتخذ كمال داود (وصنصال) كـ"أداة أنديجانية" ـ (نسبة للمصطلح الفرنسي "أنديجان" عن الأهالي الجزائريين خلال الاستعمار الفرنسي) ـ في تصفية حسابات اليمين العنصري الكولونيالي الفرنسي المتطرف مع الحرب التحريرية الجزائرية، التي لم يبتلع بعد هذا اليمين الفرنسي خسارة فرنسا فيها، ومازالت الجزائر هوسا مرضيا بالنسبة له!

وإذا عرف السبب هنا بطل العجب، فمالك مجلة "لوبوان" التي يكتب فيها كمال داود مقالا أسبوعيا وترعاه، هو الملياردير الفرنسي فرانسوا بينو، الذي تطوع في 1956، وهو في العشرين من العمر، للقتال في الجزائر في صفوف جيش الاحتلال الفرنسي خلال الثورة التحريرية الجزائرية، التي فجرها الثوار الجزائريون في 1954. وقد خدم بينو لمدة 30 شهرًا في سلاح المدفعية في نواحي البليدة (وسط الجزائر)، وحصل على ميدالية عسكرية، مقابل ذلك. وقد اعترف بينو في 1991، أنه قتل جزائريا بمسدس من مسافة قريبة، على بعد 5 أو 6 أمتار.

سنسمع بالتأكيد قصصا وأكاذيب أخرى في الموسم الثاني من "صنصال ما بعد السجن!"، الذي قدمت له السلطة الجزائرية هدية لم يصدقها هو الباحث عن الشهرة والأضواء في "الوقت بدل الضائع" من عمره، وبـعقلية "استفز تعرف!"، وله سجل طويل في هذا. في مقاله قال كمال داود (الحساس الرقيق الذي لم يبكيه أطفال غزة!) أنه أبلغ صنصال أن "سجنه أبكاه"، لكن الأخير طمأنه وأبلغه بأنه بحالة جيدة وقال له “أنا قوي، كما تعلم. لن يدمرني أكثر من عام بقليل في السجن".

أكذوبة الكتب الممنوعة في السجن

وقد سأل داود صنصال ماذا كان يقرأ في سجنه خلال عام فادعى الأخير أن “الكتب بالفرنسية كانت ممنوعة وليس هنا إلا كتب دينية أو بالعربية، ولكن يمكن الحصول على كتب سريا إذا دفعت مقابل ذلك رشاوى بالسجائر أو الحلوى". وقد كذب سجناء جزائريون سابقون مزاعم صنصال وأكدوا أنها أكاذيب ملفقة منه فالكتب متوفرة بمختلف أنواعها في السجون الجزائرية، بل أن الكتب بالفرنسية في بعضها أكثر من العربية!

سنسمع بالتأكيد قصصا وأكاذيب أخرى في الموسم الثاني من "صنصال ما بعد السجن!"، الذي قدمت له السلطة الجزائرية هدية لم يصدقها هو الباحث عن الشهرة والأضواء في "الوقت بدل الضائع" من عمره، وبـعقلية "استفز تعرف!"، وله سجل طويل في هذا.

موقفي كان ومازال ضد حبس الكاتب في الجزائر، والذي قدم في الحقيقة خدمة له ولرعاته، وأن مواجهته فكريا وكشف تناقضاته وتهافت طروحاته وطروحات رعاته المتداعية، كان هو الرد الأفضل.

للتذكير فقد اعتقل صنصال في مطار الجزائر، في نوفمبر 2024 بعد عودته من باريس، وتم إيداعه الحبس الاحتياطي بتهم "أفعال إرهابية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية" تحت طائلة المادة 87 مكرر، ثم تم تحفيف التهم من جناية إلى جنجة وحكم عليه بعدها بـ5 سنوات سجنا نافذا. وذلك على خلفية التصريحات التحقيرية التي أدلى بها لقناة "فرونتيير" (حدود) الإلكترونية اليمينية المتطرفة في فرنسا (اتضح أنه عضو في إدارتها)، والتي ادعى فيها أن الغرب الجزائري يعود تاريخيا للمغرب، وأن الاحتلال الفرنسي اقتطعه منه!

وهو طرح مقصود وليس عن جهل في اعتقادي، لأن صنصال (المغربي الأصل من جهة والده ومن منطقة الريف تحديدا بكل إحالات ذلك!) يعرف حقيقة التاريخ، إنما هو تصريح استفزازي مقصود منه ضمن أكاذيب أخرى أطلقها لإرضاء اليمين العنصري الاستعماري الفرنسي. وكان يمكن نسف هذا الطرح بسهولة وبالأدلة والشواهد التاريخية مثلما فعل مثلا المؤرخ الفرنسي (اليهودي الجزائري) الشهير بنجامين ستورا، بدلا من تقديم خدمة دعائية له من قبل النظام الجزائري الذي خدمه صنصال لسنوات ولم يكن أبدا معارضا له، حيث كان صنصال مسؤولا كبيرا في وزارة الصناعة الجزائرية بمزايا كبيرة، وتباهى في الحوار نفسه مع القناة اليمينية العنصرية الفرنسية بأنه كان يُدعى "مسيو (سيد) الصناعة في الجزائر"! والخراب الذي يعرفه هذا القطاع في الجزائر يغني عن أي تعليق عن تباهي صنصال!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الكاتب الجزائري الرأي الجزائر كاتب افراج رأي قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التحریریة الجزائریة الرئاسة الجزائریة الرئیس الجزائری الرئیس الألمانی بوعلام صنصال فی الجزائر الإفراج عن کمال داود فی السجن عن صنصال

إقرأ أيضاً:

الرئيس الفلسطيني يبلغ الـ90 من عمره.. من هو الرجل الذي حكم 20 عامًا ومن سيخلفه؟

يبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم عامه التسعين، بعدما أمضى عشرين عامًا في قيادة السلطة الفلسطينية، بينما يظل السؤال مفتوحًا حول الشخصية التي ستخلفه في مرحلة شديدة التعقيد بالنسبة للفلسطينيين.

مع بلوغه التسعين يوم السبت، يواصل محمود عباس، الملقّب بـ"أبو مازن"، إمساكه بزمام السلطة وسط تراجع شعبيته. ويُعدّ عباس ثاني أكبر رئيس دولة في العالم من حيث العمر بعد رئيس الكاميرون بول بيا البالغ 92 عامًا، وقد بقي في موقعه خلال العشرين عامًا الماضية من دون إجراء انتخابات.

يقول منتقدوه إن هذا الواقع ترك الفلسطينيين أمام فراغ قيادي في لحظة يواجهون فيها أزمة وجودية، بينما تتراجع آفاق الدولة الفلسطينية التي شكلت جوهر مشروعه السياسي.

وداخل مناطق الضفة الغربية الخاضعة لإدارة السلطة، يشير الفلسطينيون باستمرار إلى انتشار الفساد. ونادرًا ما يغادر عباس مقره في رام الله، باستثناء رحلاته إلى الخارج، في وقت يحصر القرار داخل دائرة ضيقة تضم أبرز المقربين منه، وبينهم حسين الشيخ الذي يُعدّ وريثًا محتملاً له.

من هو محمود عباس؟

ولد "أبو مازن" في مدينة صفد شمالي فلسطين في 15 نوفمبر 1935، وهو من لاجئي 1948 الذين رُحّلوا إلى سوريا. يُعدّ عضوًا مؤسسًا في حركة فتح، الفصيل الرئيسي داخل منظمة التحرير الفلسطينية، والتي انطلقت بقيادة ياسر عرفات في مطلع العام 1965.

أكمل دراسته في سوريا حيث حصل على البكالوريوس في القانون من جامعة دمشق عام 1958، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة روسية في موسكو.

وقد تولّى عباس رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية بعد وفاة عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004. وتمّ تنصيبه رئيسًا للسلطة الفلسطينية في 9 كانون الثاني/ يناير 2005، إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت ذلك العام.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوجّه كلمة عبر الفيديو خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الخميس 25 أيلول 2025. Angelina Katsanis/ AP

وعلى نطاق واسع، يُنظر إلى عباس باعتباره مهندس اتفاقات أوسلو، إذ بدأ المحادثات السرية مع الإسرائيليين عبر وسطاء هولنديين عام 1989، وأدار التنسيق خلال مؤتمر مدريد، قبل أن يشرف على المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق أوسلو عام 1993.

وإنّ طرحه المتكرر لضرورة التوصل إلى سلام مع إسرائيل أثارت جدلًا كبيرًا بين الفلسطينيين على مرّ السنوات الماضية.

من سيخلف عباس؟

رغم أن عباس سبق وأعلن استعداده للتقاعد، ما أوحى بأنه يستعد لنهاية مسيرته السياسية، إلا أنه في الوقت نفسه يظهر رغبة واضحة في ضمان استمرار معسكره داخل السلطة. وفي هذا السياق، اتخذ خطوة بارزة هذا العام باختياره القيادي البارز في حركة فتح حسين الشيخ نائبًا له في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

وجاء هذا القرار وسط تصاعد الدعوات العربية والدولية لإصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية، استعدادًا لدور أكبر في إدارة قطاع غزة بعد الحرب. ويرى مسؤولون ومحللون فلسطينيون أن تعيين حسين الشيخ يفتح أمامه الطريق ليكون الخليفة المحتمل لعباس على رأس منظمة التحرير، وربما المرشح الأقوى لرئاسة السلطة الفلسطينية في حال جرت انتخابات.

Related محمود عباس يلتقي نظيره المصري ليطلعه على مستجدات القضية الفلسطينية محمود عباس: الفلسطينيون يواجهون "حربا ظالمة" على الوجود والهوية الوطنيةتهنئة ⁧‫محمود عباس لوزير الدفاع الإسرائيلي برأس السنة العبرية تثير الجدل والتساؤلات

يبلغ حسين الشيخ 64 عامًا، وهو أحد كوادر حركة فتح. أمضى أكثر من عشر سنوات في السجون الإسرائيلية بين أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، قبل أن يبرز لاحقًا في العمل الإداري والسياسي من خلال رئاسته للهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير، وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة العلاقة اليومية مع الجانب الإسرائيلي.

ويتقن الشيخ اللغة العبرية التي تعلمها خلال فترة اعتقاله. ويتيح القرار الأخير له تولي منصب الرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية لبضعة أشهر في حال شغور المنصب بوفاة "أبو مازن" أو عجزه عن ممارسة مهامه.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفلسطيني يبلغ الـ90 من عمره.. من هو الرجل الذي حكم 20 عامًا ومن سيخلفه؟
  • بودن حول العفو عن صنصال: نُثمن حكمة رئيس الجمهورية وندعوه للعفو عن بعض الحالات
  • ‏”تيته” تبحث مع وزير الخارجية الجزائري خارطة الطريق السياسية والتحديات التي تواجه تنفيذها ‏
  • هل يمهد الإفراج عن بوعلام صنصال لحل الأزمة بين فرنسا والجزائر؟
  • بعد الإفراج عن صنصال.. الرئيس الألماني يشكر الرئيس تبون
  • الرئيس تبون يتلقى التهاني من نظيره النيجري
  • بعد تدخل ألماني.. الرئيس الجزائري يمنح العفو عن «بوعلام صنصال»
  • لوبوان: المفاوضات السرية التي سمحت بإطلاق سراح بوعلام صنصال
  • جامعة الجزائر 2 تستقبل وفدا رفيع المستوى من الغرفة التجارية الصينية الجزائرية