‏الدعوة التي أطلقها المشاط واللقاءات على مستويات قيادية متعددة بين الحوثي والإصلاح ، وتبريد الجبهات التي لم تكن مشتعلة بالجدية المطلوبة لإسقاط الإنقلاب ، كل هذا لم يكشف جديداً ولم يقدم قراءة مختلفة عن السياق العام ، سياق التفاهمات بين الطرفين ، وترسيم مساحة تبادل الأدوار والمنافع المشتركة بينهما ، من السياسة وحتى الإتجار بالسلاح وتوزيع المغانم وتبادل الأوراق السياسية ، ومراكز السيطرة والنفوذ .


مايجمع الطرفان أكثر مما يبعث على التباعد في المواقف، ومايؤكد الأهداف أوسع نطاقاً من هامشية الإختلاف حول الوسائل، فقضيتهما المشتركة ونقطة تقاطع المصالح تبدأ وتنتهي جنوباً ، حيث الإصلاح مضار من فكرة حق الجنوب في إستعادة موقعه على خارطة الامم كدولة مستقلة ، وكذا حال الحوثي كلاً لحساباته وقراءاته الخاصة، وحيث أن تقوية القدرات العسكرية للقوات الجنوبية وتحرير المناطق ، قد أجهض مخططات إخوانية للتمدد على مسارح تدر له دخلاً مهولاً كمناطق الثروات ، وتمثل عُقد إستراتيجية على صعيدي الداخل ، وتحسين مركزه وحصصه على مستوى مخرجات التسوية.
الحوثي بدوره يرى في الجنوب وأداته السياسية العسكرية، حاجزاً يحول دون تمدده وإكمال مشروعه في البسط على كل اليمن، وفي سبيل ذلك يوظف لغة الدين وإستجداء العواطف، ودعوات توحيد الجبهة الداخلية على خلفية الصراعات الإقليمية والقضايا القومية، كما هو حادث الآن في غزة، لتعزيز تحالفاته المحلية أكان لجهة الإصلاح ،أو خلق كيانات تحمل مسميات طبق الأصل من أحزاب وقوى سياسية قائمة ،فيما يظل الهدف طي الكتمان المتواري خلق ثقافة التقية ،إعادة إنتاج الإمامة وإن بعنوان آخر .
في معركتهما التي تتجه بكامل ثقلها الدعائي والمسلح نحو الداخل وتحديداً في الجنوب ،تتكثف تقاربات الحوثي مع الإصلاح ،وتُوزع الأدوار ومربعات الحركة والفعل بينهما ، بتوظيف كل المتاح بما في ذلك فتح ممرات آمنة لتهريب السلاح ،عبر نقاط الجيش المسيطر عليه إخوانياً ، وتسليم المناطق بلا مواجهات عسكرية حقيقية ،وحتى دعم الإرهاب الموجه سياسياً والتطرف الممول من قبلهما ،وتوفير العتاد النوعي له والملاذات الآمنة.
اللقاء الحوثي مع قيادات الإصلاح، واللغة المتبادلة الدافئة بينهما، ودعوة المشاط لتبريد الجبهات وصياغة التحالفات، تآتي جميعها متسقة تماماً مع هدف واحد :
إضعاف الخصم السياسي جنوباً ،بما يمثله من قوة موازية على مستوى التسلح والسيطرة على كل جغرافيته تقريباً ، وحتى محاولة التشويش على مشروعه السياسي البديل ،القائم على الإفتكاك عن المركز ،وتثبيت حق تقرير المصير ،وتعطيل حيثية إستدعاء فكرة الدولة الدينية المستبدة.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

العثور على شخص مختل عقليًا متوفى على رصيف في إب وسط تجاهل حوثي

عثر مواطنون، يوم أمس الجمعة 16 مايو 2025م، على جثمان شخص يعتقد أنه مختل عقليًا، مجهول الهوية، وقد فارق الحياة على أحد الأرصفة في نقطة السحول بمحافظة إب، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا يوثق الجثة وهي ملقاة على جانب الطريق، دون أن تلقى أي استجابة من الجهات المعنية التابعة للميليشيا.

وبحسب مصادر محلية، فقد قام عدد من المواطنين بإبلاغ سلطات الحوثيين بالحادثة منذ يوم أمس، إلا أن الجهات المعنية لم تتخذ أي إجراء حتى لحظة كتابة هذا الخبر، ما أثار استياءً واسعًا في أوساط الأهالي الذين استنكروا هذا التجاهل اللاإنساني.

مقالات مشابهة

  • متى ستنحسر الموجة الحارة التي تؤثر على الأردن؟
  • محادثة هاتفية بين لافروف وروبيو.. ماذا دار بينهما؟
  • العثور على شخص مختل عقليًا متوفى على رصيف في إب وسط تجاهل حوثي
  • تصعيد الجبهات.. حيلة حوثية لمنع عودة التجار إلى الموانئ المحررة
  • بعد أول محادثات مباشرة بينهما منذ 2022.. أوكرانيا وروسيا تكشفان أبرز المخرجات
  • الأرصاد: استقرار نسبي وأمطار على بعض المناطق.. وارتفاع مرتقب للحرارة الإثنين
  • طقس معتدل يسبق تقلبات وأمطار متفرقة على بعض المناطق
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل خشية صواريخ الحوثي
  • رئيس كتلة الإصلاح البرلمانية يدين الإعتداءات الإسرائيلية على اليمن ويُحمّل الحوثي المسؤولية
  • قيادات الأزهر في مطروح تتابع سير امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية