البطريرك ميشيل صبّاح: حرب غزة تتكرر والحل هو السلام
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال البطريرك ميشيل صبّاح في تصريح له: مضى على الحرب في غزة عشرة أيام تقريبا. ولم تبقَ اليوم حربًا، بل صارت جريمة، صارت قرارًا بقتل وترحيل كل أهل غزة، مليونين من البشر. الحرب يجب أن تتوقف. يقول المزمور: "أيُّهَا المـُلُوكُ الآنَ تَعَقَّلُوا، وَيَا قُضَاةَ الأَرضِ اتَّعِظُوا" (مزمور ٢: ١٠). هذا كلام يتوجه اليوم إلى إسرائيل، وإلى وأصدقاء إسرائيل، وإلى حماس وأصدقاء حماس، وإلى الشعب الفلسطيني كله.
قد تتوقف الحرب في غزة ولن ينتهي الصراع. كما حدث في الحروب السابقة على غزة. ليس هذا هو المطلوب. ويمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهذا أيضًا ليس الحل. والانتقام ليس الحل، وإبادة غزة ليس الحل. ليس في هذه الحلول سلام لا لإسرائيل، ولا لفلسطين، ولا للمنطقة، ولا للعالم، لان القضية صارت عالمية.
تبادل الأسرى، هي الخطوة الأولى للعودة إلى الإنسانية، إنْ قبل بها الأقوياء والمصمِّمون على إبادة غزة. وقبل ذلك، يجب أن تتوقف طبعًا إبادة غزة وترحيل أهلها. ثم يجب تحرير الرهائن والأسرى لدى حماس، وتحرير الرهائن والأسرى لدى إسرائيل. ولكن، لدى إسرائيل ألوف الأسرى الفلسطينيين، أسرى هذه الحرب، والأسرى منذ سنين طويلة. والشعب الفلسطيني كله أسير. تحرير الأسرى يعني أن يعود الجميع أحرارًا إلى بيوتهم وذويهم. وهل يعود فعلًا الشعب الفلسطيني كله حرًّا؟
الإنسانية تقتضي أن تتوقف المأساة اليوم في غزة، وأن يتعلّم جميع المسؤولين الدرس من هذه الحرب والحروب السابقة. فيُلقَى الأساس المتين لسلام عادل ونهائي لا نرى من بعده حربًا جديدة في غزة، أو في أي مكان في فلسطين. الحرية للجميع، والعدل للجميع، والمساواة للجميع، والسلام للجميع.
هل هذه الخطوة ممكنة؟ هل تحرير الشعب الفلسطيني من احتلال إسرائيل ممكن؟ فيُحرَّر كل باقي الأسرى في مختلف مراحل الصراع، لدى حماس ولدى إسرائيل؟ هل يمكن عقد مؤتمر دولي يقرِّر وينفِّذ في أشهر، ولا تبقى قراراته حبرًا على ورق، فيعطي لإسرائيل ما يحق لإسرائيل، ويعطي الشعب الفلسطيني ما يحق للشعب الفلسطيني؟ الحرية نفسها، الكرامة نفسها، والدولتان، والقدس عاصمة لكل من الدولتين، على الصيغة التي يتفقان عليها، القدس العربية عربية، والقدس الإسرائيلية إسرائيلية؟
هذه هي القضية الأساس التي تنفجر من فترة لأخرى في غزة أو جنين أو في أي مكان، هي قضية شعب أسير منذ أكثر من سبعين سنة. والأسرة الدولية تنظر وتعرف وكأنها راضية بالنظام القائم، وهيئة الأمم لديها قرارات للحل، ولا تجرؤ على تطبيقها. القضية سياسية وإنسانية، أسرى ورهائن يجب أن يعودوا إلى أهلهم وأحبائهم في إسرائيل، وأسرى ورهائن أيضًا يجب أن يعودوا إلى أهلهم وأحبائهم في فلسطين. وسلام وأمان للجميع.
كلا الشعبين قادران على صنع السلام، وعلى أن يعيشا في أرض خلقها الله لتكون أرض سلام وخلاص للبشرية. الشعب الفلسطيني والإسرائيلي قادران على أن يعيشا بسلام جنبًا إلى جنب، كل واحد مستقل في دولته. ومتى صنعت إسرائيل السلام مع الشعب الفلسطيني، إذاك، وإذاك فقط ستجد أمنها، ولن تتكرر الحروب، وسيكون سلام حقيقيّ ثابتٌ وشامل لكل شعوب المنطقة.
تكررت الحرب على غزة أكثر من مرة. أيُّهَا المـُلُوكُ الآنَ تَعَقَّلُوا، وَيَا قُضَاةَ الأَرضِ اتَّعِظُوا". يا حكام الأرض لا تدعوها تتكرّر. تبادلوا الأسرى. تبادلوا القلوب وفي القلوب فقط يجد الإسرائيلي والفلسطيني أمنه.
"أيُّهَا المـُلُوكُ الآنَ تَعَقَّلُوا، وَيَا قُضَاةَ الأَرضِ اتَّعِظُوا" (مزمور ٢: ١٠). الآن أوقفوا الحرب. عودوا إلى الإنسانية. واصنعوا السلام العادل والنهائي للشعب الفلسطيني وللشعب الإسرائيلي. "أيُّهَا الَّذِينَ يَحكُمُونَ الأرضَ أحِبُّوا البِرَّ"، (حكمة ١:١-٢)، واصنعوا السلام في أرض الله والإنسان.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
قبائل مربع مدينة الحديدة تجدد استعدادها لمواجهة العدو الصهيوني ونصرة الشعب الفلسطيني
الثورة نت / يحيى كرد نظّمت قبائل مديريات مربع مدينة الحديدة، اليوم، وقفة قبلية مسلّحة، دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتأكيداً على الجهوزية التامة للتصدي للعدوان الصهيوني، وذلك تحت شعار: “لنصرة غزة.. بقوة الله هزمنا أمريكا وسنهزم إسرائيل”. وخلال الوقفة بمشاركة محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري، وعدد من الوكلاء والعلماء والشخصيات الاجتماعية والعسكرية والأمنية. وأكد المشاركون استعدادهم الكامل لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي على اليمن، وتضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه ما وصفوه بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني الغاشم. كما أعلن أبناء قبائل مربع المدينة براءتهم من كل من تواطأ أو شارك في العدوان على اليمن، مؤكدين وقوفهم إلى جانب المقاومة الفلسطينية ومباركتهم لفشل الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني. وأكد المحتشدون استمرارهم في التحشيد والتدريب ضمن برامج “طوفان الأقصى”، واستعدادهم للالتحام مع القوات المسلحة اليمنية، نصرةً للأقصى ودفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره. وجدد أبناء القبائل تفويضهم الكامل لقائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لاتخاذ ما يراه مناسباً في مواجهة العدوان، مستنكرين في الوقت ذاته استمرار الكيان الصهيوني استهداف المستشفيات والمنشآت المدنية وقتل للمدنيين الأبرياء في غزة. وطالبت القبائل الجهات القضائية بتنفيذ قانون الخيانة العظمى بحق المتعاونين مع قوى العدوان، مشيدةً بموقف الشعب اليمني وقبائله في إعلان البراءة من العملاء والجواسيس الأمريكيين والإسرائيليين. وتخلل الوقفة كلمات لعدد من المشايخ، شددت على أهمية مواصلة التحشيد للمواجهات العسكرية، والاستعداد الكامل لأي مواجهة مع العدو الصهيوني، مجددين العهد لقائد الثورة على البقاء في أتم الجهوزية نصرةً لغزة ودفاعاً عن اليمن. وأشاد البيان الصادر عن الوقفة بثبات الموقف الشعبي في الدفاع عن غزة ودعم المقاومة الفلسطينية، مشيدين ببطولات وصمود المجاهدين في القطاع، وعمليات القوات المسلحة اليمنية في عمق العدو. وأعلن البيان البراءة من كافة العملاء والخونة، داعياً الأجهزة الأمنية والقضائية إلى تنفيذ القانون بحقهم. كما نوّه البيان بالمواقف الوطنية للقيادة الثورية والجيش والشعب اليمني في نصرة القضية الفلسطينية، مؤكداً الاستعداد التام لمواجهة أي تصعيد أمريكي أو صهيوني جديد ضد اليمن، ومثمناً في الوقت ذاته تضحيات القبائل اليمنية التي قدّمت الشهداء دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة.