هذا جديد إعداد النصوص القانونية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
وضعت الأمانة العامة للحكومة في متناول أعوان الدولة المعنيين بإعداد النصوص القانونية ومهنيي القانون والباحثين “دليل إعداد النصوص القانونية”. والذي تمت صياغته وفق مقاربة منهجية علمية وعملية، انطلاقا من تشخيص عميق للمسار المتبع حاليا في إعداد النصوص القانونية. مع تثمين الخبرة الوطنية الشربة المكتسبة في هذا المجال.
كما يتضمن الدليل المبادئ والقواعد والمنهجية الواجب اتباعها في مختلف مراحل إعداد مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية والمصادقة عليها. حيث يسلط الضوء على التقنيات التي يتعين استعمالها في مجال الصياغة القانونية.
هذه شروط ومبادئ إعداد النصوص القانونية
ويتعين في إعداد وصياغة النصوص القانونية، احترام مجموعة من المبادئ والشروط لاسيما العلم بالقاعدة القانونية. حيث يعتبر مبدأ العلم بالقاعدة القانونية شرطا مهما لتحقيق الأمن القانوني. إذ لا يمكن الاحتكام للقانون إذا كان الوصول إليه صعب أو غير ممكن. وفي هذا السياق نصت المادة 78 الفقرة (2) من الدستور على ألا يحتج بالقوانين و التنظيمات إلا بعد نشرها بالطرق الرسمية. كما نصت المادة 4 من القانون المدني على أن تطبق قوانين الجمهورية بعد يوم من نشرها في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. لذا تلتزم الدولة بإعلام مواطنيها بالقاعدة القانونية سواء كانت تشريعية أو تنظيمية. كما تحرص على أن يكون النص القانوني مفهوما من طرف المخاطبين به، وأن تتخذ كل الإجراءات الضرورية الكفيلة بتوضيحه.
إضافة إلى عدم رجعية النص القانوني، حيث يقتضي هذا المبدأ ألا يكون للنص القانوني أثر على الماضي. ولا يسري إلا على الأفعال والمعاملات التي تمت بعد نشره ودخوله حيز التنفيذ. وذلك لتفادي أي مساس بالمراكز القانونية الناشئة قبل صدور النص القانوني، وبمصالح الأفراد. وقد أكد الدستور هذا المبدأ في مجال قانون العقوبات والتشريع الجبائي. حيث نصت المادة 43من الدستور : “لا إدانة إلا بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل “المجرم. ونصت المادة 82 منه “لا تحدث بأثر رجعي أية ضريبة، أو جباية، أو رسم أو أي حق كيفما كان نوعه.” مثلما كرس القانون المدني هذا المبدأ في المادة 2 (الفقرة الأولى) ، والتي تنص على أنه: “لا يسري القانون إلا على ما يقع في المستقبل ولا يكون له أثر رجعي”، غير أنه يوجد استثناء على هذا المبدأ خصوصا في مجال الاستفادة من بعض الحقوق بأثر رجعي.
اختصاص وصلاحية السلطة المبادرة بمشروع النص القانونيكما يتعين قبل إعداد مشروع النص القانوني التأكد من اختصاص وصلاحية السلطة المبادرة بمشروع النص القانوني. إذ تعتبر مسألة الاختصاص ذات أهمية لارتباطها بتنظيم وعمل السلطات العمومية. الذي ينبغي أن تراعي فيه، بأكبر قدر من العناية مبادئ الانسجام والتكامل والفعالية.
وتختلف صلاحية الاقتراح النصوص القانونية باختلاف طبيعة هذه النصوص وكذا المجال الذي تتناوله. ويتعين في هذا الإطار التمييز بين النصوص التشريعية والمتمثلة في القوانين العضوية والقوانين العادية والأوامر وبين النصوص التنظيمية. والمتمثلة في المراسيم الرئاسية والمراسيم التنفيذية والقرارات الوزارية المشتركة والقرارات والمقررات.
وتعود هذه الصلاحية لكل من الوزير الأول أو رئيس الحكومة، حسب الحالة، وذلك في إطار مبادرة تخص برنامج او مخطط عمل الحكومة ككل. أو تخص قطاعا وزاريا معينا، فيبادر بالمشروع حينئذ الوزير المعني ضمن برنامج او مخطط عمل الحكومة و هذا في حدود صلاحياته. كما لرئيس الجمهورية أن يعطى توجيهات مباشرة للوزير الأول للمبادرة بنص تشريعي في إطار مخطط العمل لتطبيق البرنامج الرئاسي.
وتجدر الإشارة إلى أنه وطبقا لأحكام المادة 142 من الدستور، يجوز لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في المسائل العاجلة وتتخذ هذه الأوامر في مجلس الوزراء. وذلك في حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو خلال العطلة البرلمانية. على أن يعرض تلك الأوامر على كل غرفة برلمانية في بداية الدورة البرلمانية القادمة لتوافق عليها. كما يجوز له أن يشرع بالأوامر في الحالة الاستثنائية المنصوص عليها في المادة 98 من الدستور. وفي هذه الحالة يخطر رئيس الجمهورية المحكمة الدستورية وجوبا بشأن دستورية هذه الأوامر قبل إصدارها.
وصلاحية السلطة التشريعية بالمبادرة باقتراحات القوانين تعود صلاحية المبادرة بمشاريع القوانين كذلك إلى ثواب المجلس الشعبي الوطني. وكذا اعضاء مجلس الأمة، وتكون الاقتراحات القوانين قابلة للمناقشة حسب الكيفيات المحددة في النظام الداخلي لكل غرفة.
صلاحيات رئيس الجمهوريةوطبقا لأحكام المادة 91 المدتان (6 و 7 و المادة 141 الفقرة الأولى) من الدستور، يتمتع رئيس الجمهورية بممارسة السلطة التنظيمية في المجالات غير المخصصة للقانون، كما هي محددة في الدستور. وهي الصلاحية التي يمارسها عن طريق المراسيم الرئاسية.
صلاحيات الوزير الأول أو رئيس الحكومة حسب الحالةويندرج تطبيق القانون في المجال التنظيمي الذي يعود إلى الوزير الأول أو رئيس الحكومة حسب الحالة، وهي الصلاحية التي يمارسها عن طريق المراسيم التنفيذية طبقا لأحكام المادتين 112 المدتان 3 و5 و141 الفقرة (2) من الدستور.
صلاحيات أعضاء الحكومة:وتعود المبادرة بالنصوص التنظيمية أيضا لأعضاء الحكومة في حدود الصلاحيات المحددة لكل واحد منهم. وتتم ممارستها لاسيما عن طريق القرارات والمقررات المتخذة بصفة فردية أو مشتركة، إذا كانت المسألة المراد معالجتها تخص عدة دوائر وزارية أو قطاعات. ولضمان التحكم في الآثار التي قد تترتب على بعض القرارات يتعين على أعضاء الحكومة عند اتخاذهم لهذه القرارات التي لها أثر مالي. أو تأثير مباشر أو غير مباشر على معيشة المواطن أو على الاقتصاد الوطني، عرضها على الوزير الأول أو رئيس الحكومة. حسب الحالة، قبل إرسالها للأمانة العامة للحكومة للنشر.
لمزيد من المعلومات يمكن تصفح الرابط التالي:
https://www.joradp.dz/TRV/A2023G01.pdf
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة هذا المبدأ من الدستور على أن
إقرأ أيضاً:
»دم النار..على جدران غزة«
صدر كتاب “دم النار-توقيعات على جدران غزة” للشاعر والكاتب الفلسطيني المتوكل طه،بطبعتين؛عربية عن هيئة سلسلة الإبداع العربي في القاهرة،وطبعة فلسطينية عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.وهو المنتج الخامس والخمسين للمتوكل،الذي صدر له العديد من المجموعات الشعرية والنصوص والروايات والدراسات والأبحاث.
وقال أ.د.الشاعر راشد عيسى عن الكتاب:”هذه نصوص خارقة للتجنيس الأدبي.إنها تخاطرات نارية شاهقة تجمع بين بلاغة الشِعرية العميقة وإيماءات القصة القصيرة وحكم العرّاف الدّهري،حين تتقاطر من سرة السماء على سرة الأرض.
إنها أحرّ عتاب لغوي روحاني لقانون الغاب الذي يسود العالم.
أنت محظوظ في أنك استطعت أن تطوّع ربّة الالهام لقلمك ورؤياك فترسم لوحات الألم كما لم يرسمه بيكاسو في لوحته الجيوكاندا.
كتابة ذهولية تتعالى عن قدرات اللغة وتحتمي بقوى المجاز والاستعارة والتكنية.
هذه نصوص أشبه بفيوض نبيّ خانه الأقربون والأبعدون فلاذ بصومعته يعيد النظر بمفهوم الانسان وأكاذيب القيم المزعومة.إنها تشاهقات خالدة في وجه الحقيقة الدميم.طوبى لأنهار رؤاك وهي تتدفق بجنون في بحار الهلع والألم، الذي لا يطيقه عميد الأباليس.شكرا كبيرا يا عازف موسيقى الخلاص”.
وقالت د.الشاعرة دعاء بياتنة:”لم أستطع إلا أن أبكي أمام هذه النصوص التي تجرح الأعصاب تارة ثم ترشّ من الغيم شلالا من الطاقة الجَمالية الشِعرية تارة..
نصوص ومشاهد ولوحات وتشظٍ ورموز وسياسة،كل شيء هنا.. البركان حين ينفجر يكون عارمًا ويثور على كل شيء.إنه عالم سحري تكتبه كلماتك..ليبقى هناك ..بعدنا”.
وقال المفكر أحمد غنيم:”كنت اعلم أن الكلمة سيف وأحيانا نبوءة وأحيانا بداية الخلق ، لكن أن تكون الكلمة قيامة فهذا جديد عليّ..اكتشفته في هذا النص،هي قيامة،قبل موعدها أو بعد موعدها لا يهم،هي القيامة تحدد الزمن ما قبل وما بعد”.
وقال السياسي محمد الحوراني:”انا اعترف انها تكثيف سياسي لحالة محبطة،أنت تمتلك قدرة التكثيف الرائع.
لا أستطيع وصف مشاعري وانا اقرأ،هو ليس حزنا بالضبط،ليس اعتزازا،ليس فخرا ،ليس غضبا،ليس فرحا،ليس أملا،ليس إحباطا،ليس حكمة،ليس جنونا،ليس أي من هذه بالضبط.هو كل هذا بالضبط.شكرا صديقي.
إنك تعيدنا إلى الاحساس بإنسانيتنا التي فقدت لونها،شكرا لأنك تعيد لنا صوتنا،شكرا لأنك تعيد لنا ذاتنا”.
وظَهَّر غلاف الكتاب الخلفي الشاعر مراد السوداني أمين عام اتحاد الكُتّاب،على النسخة الفلسطينية،بكلمة مكثفة،جاء فيها:”توقيعات على جدران غزة للشاعر المتوكل طه، نصوص مسفوحة كسيال وردة الشهداء المهروسة تحت جنازير دبابات الغول الاحتلالي..نصوص جوالة في تفاصيل اليومي وأهوال مقتلة غزة التي أعلنت مركزانية التوحش العالمي مذخرة بملغوم الإبادة الأمريكية وإطلاق يد الوحش الاحتلالي لإعادة إنتاج مجازره ودماره ومحوه لإعادة هندسة الزمان والمكان في ( غزة – نياذا) وفق استراتيجيات ذابحة تعمم المحل واليباس.هذه النصوص بما تحمله من وجع اللحظة وناقع الخسران وجنون ما حل بالأهل على أرض غزة الفداء والرمل المحارب إنما هو شهادة حية على الرعب المزلزل والمتنزل من وحوش الطيور الحديدية وقذائف الدمار المفزع على أهلنا في غزة..تحوس النصوص بين الركام وتحت الردم والأشلاء الممزقة والجثث المتحللة وتلتقط بدقة آهات البسطاء وهجاجهم المر محمولين على جوع وعطش وعراء ينهش الأضلاع، ويتم ينهب الطفولة وصراخ ودموع الصغار المعلق بين السماء والأرض.غزة – نياذا..طروادة الجديدة إذ تنهض الضحية بعناد نبوي لتواجه أبشع مقتلة عرفها التاريخ ضد غزة المنازلة والمجالدة والتي تقف بثبات ضد آلة التوحش الاحتلالي.
“غزة – نياذا ” كتاب البطولة والتحدي الباقي في حماة انهيار القيم الإنسانية وسط الفرجة الكونية على دم غزة الصاهل حد السماء رفضاً لا ينكسر.وهذه النصوص توقيعات بحبر ساخن على جدران المعنى الجليل..ومن يكتب يقاوم..ومن يقاوم ينتصر”.
وعلّق الصحفي ناصر اللحام على الكتاب فقال:”هناك حاجة للنص الأدبي الشعري لوصف صورة واقع سياسي نغرق بتفاصيله بينما نحاول السباحة باستخدام خلفاياتنا العقائدية والايدلوجية. شكرا أخي المتوكل على هذا النص الرائع.
إننا نحتاج هذه الفنتازيا وسط كومة الخراب لتدلّنا على الأشياء بوضوح.
..شكرا ولا تتوقف في مرحلة التعبئة العامة للموت.
والكتاب ملحمة انسانية معبرة بعمق عن واقع مأساوي ومواقف مشّرفة وعكسها.
ابداع عظيم.. هو نص إبداعي بين القصيدة والنثر والمقال تأخذ من المقال الحدث وتقدمه كنص أدبي وتستعين بالرمزية الشعرية.نعم إنه نص أدبي سياسي فيه من النثر والشِعر ما يجعله أكثر من صورة شعرية،لوحة إبداعية