قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تل أبيب ستدرس ما سماها "فترات توقف تكتيكية صغيرة" في القتال في غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو السماح بخروج الأسرى الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

لكنه أكد مجددا رفض وقف إطلاق النار بدون إطلاق سراح جميع الأسرى في القطاع.

جاء ذلك في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية سُئل خلالها عمن يجب أن يحكم غزة بعد انتهاء القتال.

ورد بالقول "أعتقد أن إسرائيل ستتحمل لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية"، في إشارة إلى الهجوم الكبير الذي شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وردا على سؤال عما إذا كان منفتحا على هدنة إنسانية في غزة، قال نتنياهو "لن يكون هناك وقف عام لإطلاق النار في غزة بدون إطلاق سراح رهائننا"، وفق تعبيره.

وأضاف "فيما يتعلق بفترات التوقف التكتيكية الصغيرة، ساعة هنا وساعة هناك، فقد حدثت من قبل. أعتقد أننا سنبحث الأوضاع من أجل تمكين دخول البضائع والسلع الإنسانية أو الرهائن من المغادرة".

ولليوم الـ32 من الحرب على غزة، تكثف إسرائيل من غاراتها على القطاع مستهدفة أحياء سكنية ومرافق حيوية ومستشفيات؛ ما أدى لاستشهاد أكثر من 10 آلاف حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال.

في حين تتصدى فصائل المقاومة لمحاولات جيش الاحتلال التوغل داخل القطاع وأوقعت خسائر كبيرة في صفوفه تضاف إلى أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي و240 أسيرا في عملية طوفان الأقصى التي بدأتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وترفض إسرائيل الضغوط الدولية المتزايدة من أجل وقف إطلاق النار وتصر على تحقيق ما تصفه بأهداف حربها على غزة بإنهاء قدرات حركة حماس وإطلاق سراح الأسرى لديها.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: ترامب أجبر نتنياهو على وقف النار وتسونامي نفسي يهدد إسرائيل

تناولت صحف ومواقع عالمية تداعيات وقف إطلاق النار في غزة، كاشفة عن ضغوط مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب، في حين حذّرت أخرى من موجة اضطرابات نفسية تهدد المجتمع الإسرائيلي بعد حرب غزة.

وكتب روي شوارتز في صحيفة الغارديان البريطانية، أن مبعوثي ترامب إلى إسرائيل، يركّزون على منع انهيار الهدنة دون طرح رؤية واضحة للمرحلة المقبلة.

وأوضح أن واشنطن تكتفي بمحاولات تهدئة مؤقتة في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية وتزايد الدعوات داخل الكنيست لتوسيع الحرب.

وأشار الكاتب إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتجاهل الخسائر المدنية الفلسطينية ويغيب عنه البعد الإنساني، مما يضعف فرص التسوية ويعمّق العداء.

واعتبر أن استمرار الغموض الأميركي قد يؤدي إلى انهيار ما تبقى من خطة ترامب للسلام ما لم تُتخذ خطوات ملموسة للمرحلة المقبلة.

أما صحيفة ليبراسيون الفرنسية فوصفت ما جرى بأنه "إجبار أميركي" لنتنياهو على إخماد صوت الأسلحة في غزة، مشيرة إلى أن ترامب استخدم مزيجا من الترهيب والتحذيرات القوية خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله "لا يمكنك محاربة العالم، يمكنك خوض معارك فردية لكن العالم ضدك"، واعتبرت أن هذه المكالمة كانت حاسمة في إنهاء العمليات العسكرية.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب، الذي يحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل، مارس ضغوطا خفية على نتنياهو لإنهاء القتال خشية انفلات الموقف، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يجد بدا من القبول بوقف النار حفاظا على دعم واشنطن.

تسونامي اضطرابات نفسية

من جانبها، حذّرت صحيفة لوموند الفرنسية من "تسونامي اضطرابات نفسية" يهدد إسرائيل بعد حرب غزة، مشيرة إلى أن الصدمات التي خلّفتها المعارك تنذر بأزمة عميقة في بنية المجتمع الإسرائيلي.

إعلان

وأضافت أن 19 ألف جندي إسرائيلي يتلقون العلاج من اضطرابات ما بعد الصدمة، مع توقعات بارتفاع العدد إلى نحو 50 ألفا خلال عامين.

ولفتت إلى أن هذه الأرقام تعكس حجم الضغط النفسي داخل الجيش والمجتمع، في ظل غياب الدعم الكافي للجنود العائدين من جبهات القتال.

وتابعت الصحيفة أن عددا من جنود الاحتياط بدأوا بالتحرك سياسيا للمطالبة بحقوقهم، معتبرين أن الحكومة تتجاهل معاناتهم رغم أنهم "خاضوا الحرب نيابة عن المجتمع"، وهو ما ينذر بتنامي شرخ داخلي داخل المؤسسة العسكرية.

بدورها، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مستشار ترامب السابق ستيف بانون، أن مشاركة تركيا في القوة الدولية المزمع تشكيلها لإرساء الاستقرار في غزة أثارت غضب نتنياهو، الذي رفض أي دور تركي وعدّ أنقرة "طرفا معاديا".

وذكرت الصحيفة أن الموقف الإسرائيلي دفع واشنطن إلى استبعاد تركيا من القوة الدولية، على أن تتولى مصر قيادتها لنزع سلاح حركة حماس وتأمين إدارة فلسطينية مؤقتة في القطاع.

وأشار بانون إلى أن الولايات المتحدة لن تدعم أي توسع أو ضم إسرائيلي جديد، في تحول يعكس فتور الدعم الأميركي التقليدي لتل أبيب.

عفو رئاسي

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة هآرتس أن نتنياهو يسعى -وفق مؤشرات متزايدة- للحصول على عفو رئاسي من الرئيس إسحاق هرتسوغ لتجنّب الإدانة في قضايا الفساد المرفوعة ضده، رغم أن العفو لا يُمنح عادة إلا بعد صدور حكم قضائي نهائي.

وأشارت الصحيفة إلى أن مجرد تداول فكرة العفو في هذه المرحلة يثير قلقا واسعا في الأوساط القانونية والسياسية، إذ يرى خبراء أن مثل هذه الخطوة ستقوّض ثقة الجمهور بالمؤسسات القضائية.

وحذّر قانونيون من أن أي عفو قبل انتهاء المحاكمة سيواجه تدقيقا صارما من المحكمة العليا.

وقالت الصحيفة إن الغموض الذي يلفّ مستقبل نتنياهو يعكس أزمة ثقة متصاعدة داخل إسرائيل، حيث تتقاطع الضغوط الداخلية مع التحولات الإقليمية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتهم «حماس» بالمماطلة في تسليم جثث الأسرى
  • رئيس حركة “حماس” يدعو لمحاكمة إسرائيل ويكشف تفاصيل إدارة غزة بعد وقف إطلاق النار
  • صحيفة معاريف: انهيار “إسرائيل” وشيك إذا توقف الدعم الأمريكي
  • معاريف الصهيونية: انهيار “إسرائيل” مسألة وقت إذا توقف الدعم الأمريكي
  • المقاومة الفلسطينية: العدو الصهيوني يواصل خروقاته لاتفاق وقف الحرب
  • لجان المقاومة تعقب على اختراق الاحتلال لبنود وقف إطلاق النار
  • صحف عالمية: ترامب أجبر نتنياهو على وقف النار وتسونامي نفسي يهدد إسرائيل
  • أطباء بلا حدود: إسرائيل تستخدم المساعدات كسلاح
  • أطباء بلا حدود: "إسرائيل" ما تزال تستخدم المساعدات كأداة حرب بغزة
  • الاحتلال يتوقع استعادة المزيد من جثامين الأسرى خلال أسبوعين.. ماذا عن البقية؟