المسلة:
2025-06-18@00:06:56 GMT

سيكولوجية الابادة الجماعية في غزة 

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

سيكولوجية الابادة الجماعية في غزة 

20 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

ابراهيم العبادي

يصنف الصراع بين المسلمين واليهودالصهاينة على ارض فلسطين بانه من نوع الصراعات المتصلبة ،والصراعات المتصلبة بحسب عالم النفس ديفيد بارتال هي تلك التي تمتد لاكثر من جيل وتنطوي على مواجهات عديدة عبر الزمن تنتج الكثير من الكراهية والبغضاء وتتسم بعنفها الشديد وتتجاوز قتل الجنود والمعارضين المسلحين الى قتل المدنيين بما في ذلك النساء والاطفال وتدمير الممتلكات واقتراف الفضائع وتخلق مشكلة لاجئين ،تتصف هذه الصراعات ايضا بانها من النوع الذي يصعب معالجته لانها تكون شاملة للوجود المادي ،الارض ،الموارد ،المياه ،والوجود غير المادي ،كالهوية والقيم والمقدسات والدين ،تصعب تسوية هذه الصراعات لانها ذات طبيعة صفرية ،Zero sum ,فهي تنطوي على نفي الاخر وكل مكسب يحصل عليه طرف يمثل خسارة للطرف الاخر ،وتحتل قضايا هذا الصراع المركزية في التفكير والاهتمامات لانها تتعلق بالامن والوجود والحاضر والمستقبل والفرص والتهديدات ،ولذا تنتقل من جيل الى اخر ،فالشعب الفلسطيني الذي عانى من الاحتلال صار يعرف اجياله على النحو التالي ،جيل النكبة 1948،وجيل النكسة 1967،وجيل الانتفاضة 2000 ،وكل جيل يحمل في ذاكرته قضايا مأساته التاريخية مستذكرا قسوة الطرف المعادي وظلم المجتمع الدولي وتغطيته لجرائم الاحتلال ،الذي اقتلع شعبا من ارضه بالتهديد والتشريد والقتل الجماعي ليصل الى مرحلة الابادة الجماعية .

والابادة تعريفا هي الفعل المؤدي الى محو مجموعة بشرية كاملة عن طريق قتلهم قصدا وعمدا وخلق الظروف المواتية لموتهم او منع تناسلهم عبر التجويع ونشر الامراض وتحطيم الوجود كليا او جزئيا .يرى عالم النفس ارفين ستوب ان القتل الجماعي هو محطة على طريق الابادة الجماعية ،وقد قاومت المجموعة الدولية بزعامة الولايات المتحدة تعريف ماحصل في رواندا

عام 1994 بانها ابادة جماعية لعرقية التوتسي للتنصل من الالتزام الاخلاقي الذي يفرض التدخل الفعال لمنع الابادة الجماعية .
لاتحصل الابادة الجماعية الا بعد ان يصبح الصراع شاملا وصفريا ،اما نحن او هم ،وعلاقة النفي بين الانا والاخر تستلزم تعبئة نفسية تقوم على الكراهية الشديدة وتمتد على متصل نفسي طرفه الاول رفع قيمة الذات وتمجيدها وطرفه الثاني تبخيس الاخر والحط من قيمته وتجريده من صفاته الانسانية لنبذه وتصوير عملية ابادته بانه عمل مشروع واخلاقي لانه (همجي ، وحشي ،ارهابي ،قاتل ،بربري ) ويمكن اسباغ صفات سياسية معاصرة عليه كونه نازي،فاشي، مخرب ،ان هذا التبخيس يقوم بوظيفة نفسية هي نزع الشرعية كما يسميها بارتال ، اذ يساعد نزع الشرعية على التخفيف من التوتر والقلق وعذاب الضمير المرتبط عادة بالافعال العنيفة التي يمارسها الانسان ،فيحتاج الى اقناع نفسه واقناع الاخرين بان مايقوم به عمل مشروع للدفاع عن النفس والقضاء على التهديد ،ويتعزز ذلك بلوم الضحية وتحميله المسؤولية عما يحصل له ،

ان الابادة الجماعية التي تحصل في غزة منذ يوم 7 اكتوبر ،لم تكن رد فعل ضد تهديد امني فحسب ،بل كانت عمل ينم عن ايديولوجيا التفوق المتسم بشحنة عدوانية كبيرة مصحوبة بجنون الانتقام والثأر لما قامت به حماس يوم 7 اكتوبر /تشرين الاول ،وماكانت عملية الابادة لتتم بهذه الفضاعات دون تفويض سياسي من القوى الدولية الحامية للدولة العبرية ،فقد سمح لهذه الابادة ان تستمر بدعوى القضاء النهائي على تهديد حماس واقتلاع مؤسساتها وسلطاتها وبناها التحتية ،واصبح شعب غزة ومؤسساته الخدمية مستحقا للقتل والموت والتشريد والتحطيم لانه (حيوانات بشرية )بوصف وزير الحرب يوآف غالانت ،فيما لم يتردد وزير التراث وشؤون القدس عمحاي شلومي في الترويج لخيار القنبلة الذرية لتدمير غزة وانهاء التهديد على طريقة قنبلتي هيروشيما وناكازاكي التي القتهما الولايات المتحدة عام 1945 لحمل اليابان على الاستسلام ،وكان الجدل الاخلاقي يومها وبعدها يدور بين القبول بمشروعية قتل 140 الف انسان ياياني لوقف الحرب ، او الاستمرار في الحرب ومقتل عشرات الالاف او اكثر ، ولم يكن الجدل يتركز على المشروعية الاخلاقية لاستخدام وسائل التدمير الجماعي واسلحة الدمار الشامل من عدمها ،المثير في حرب غزة ان الكثير من الساسة الغربيين عاد يبرر الابادة الجماعية التي مارستها حكومة الحرب الاسرائيلية وواصلوا سياسة رفض وقف الحرب مكتفين بالدعوة الى هدنة مؤقتة وادخال المساعدات لانهم يريدون لجيش الاحتلال ان يقضي نهائيا على تهديد الحركات الاسلامية حتى لوكانت الكلفة البشرية القضاء على عشرات الالاف من المدنيين وتحطيم وجودهم ،وهذا تكريس لنظرية ومنطق الاستبعاد الاخلاقي والانساني (للاخر )كما تقول عالمة النفس الامريكية سوزان اوبوتو ،بل هو تبرئة للمجرم ومكافئته على فعله, بذريعة قيامه باداء (واجب اخلاقي)!!!!؟ ،لكن ماذا عن وجهة النظر المنطقية التي عبر عنها الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش (احداث غزة لم تأت من فراغ ) ؟ لاشيء غير الصمت من زعماء الغرب ،اما وزير الخارجية الاسرائيلي فقد اعتبرها كفرا سياسيا لايجوز النطق به ،فواجب العالم اجمع حسبما يقول هو الوقوف مع دولته في الصدمة النفسية والامنية التي تعرضت لها ،ولان عقدة التفوق وحيونة الاخر Dehumanization هي المهيمنة على العقل السياسي والديني الصهيوني فقد استمرت حرب الابادة (حتى على اطفال غزة الخدج ) كاشفة عن عقيدة عسكرية تحتقر الحياة البشرية لمن تصنفهم خصوما لها دونما وازع اخلاقي او خشية من مسائلة بل ان غالبية المجتمع صار معبئا بايديولوجية الابادة ، ينطق عنهم وزير الحرب موجها جنوده للقتال والقضاء على حماس : (انتم تعرفون كيف تفعلون ذلك بطريقة فتاكة ).!

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الابادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني يتوعد الصهاينة بدفع ثمن جرائمهم

الثورة نت/..
أكد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، اليوم الاثنين، أن القوات المسلحة الايرانية المقتدرة ستظهر للعالم أن مجرمي الحرب الجبناء الذين يختبئون في مخابئ “تل أبيب” سيدفعون ثمن جرائمهم وسيتم تصفيتهم.

وفي تصريح صحفي قال عراقجي: إن ” بنيامين نتنياهو مجرم حرب مطلوب. وهو أيضًا محتال خدع رؤساء أميركا لما يقرب من ثلاثة عقود ليدخل الحرب خدمة للأجندة “.

وأضاف: “تشير جميع الأدلة إلى أن هدف هجوم نتنياهو المجرم على إيران، والذي أسفر عن سقوط مئات المدنيين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، كان منع التوصل إلى اتفاق بين إيران وأميركا، وهو اتفاق كنا على الطريق الصحيح لتحقيقه. إنه يريد مرة أخرى خداع الرئيس الأميركي تمامًا، والأهم من ذلك، خداع دافعي الضرائب الأميركيين “.

وتابع : “ستُظهر قواتنا المسلحة الجبّارة للعالم أن مجرمي الحرب الذين يختبئون في مخابئ تل أبيب سوف يدفعون ثمن جرائمهم. وسنواصل مطاردة هؤلاء الجبناء مهما طال الزمن لضمان عدم تمكنهم من استهداف شعبنا مجددًا “.

واردف: “إذا كان الرئيس ترامب يؤمن حقًا بالدبلوماسية ويريد وقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية بالغة الأهمية. يجب على إسرائيل وقف عدوانها، فبدون وقف كامل للعدوان العسكري ضدنا، ستستمر ردود افعالنا. يكفي اتصال هاتفي من واشنطن لإسكات شخص مثل نتنياهو. قد يُمهد هذا الطريق للعودة إلى الدبلوماسية “.

واضاف وزير الخارجية الايراني: “على العكس من ذلك، فإن تورط أميركا في “أم الحروب الأبدية” سيقضي على أي إمكانية لحل تفاوضي، وستكون له عواقب وخيمة وغير متوقعة، وربما لا يمكن تصورها، على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي .

وقال: دعونا لا ننسى: إيران لم تبدأ هذه الحرب، وليس لديها أي مصلحة في استمرار سفك الدماء. لكننا سنقاتل بشرف حتى آخر قطرة دم لحماية أرضنا وشعبنا وكرامتنا وإنجازاتنا”.

مقالات مشابهة

  • نتيجة الحرب بين إسرائيل وإيران.. انخفاض في أعداد السفن التي تمر عبر مضيق هرمز
  • خبير: العالم منشغل بإيران وإسرائيل.. وفي غزة تستمر الإبادة الجماعية بصمت
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • وزير الخارجية الإيراني يتوعد الصهاينة بدفع ثمن جرائمهم
  • احتجاجات في نيويورك تطالب بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة
  • ذاكرة النقصان.. توثيق روايات أهل غزة عن الإبادة الجماعية
  • ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟
  • مظاهرات في لاهاي وبروكسل تنديدا بالإبا.دة الجماعية في غزة
  • البرازيل تدرس قطع التعاون العسكرى مع إسرائيل ردا على الإبادة الجماعية فى غزة
  • عاجل| وزير الخارجية الإيراني: دفاعنا هو رد على الاعتداء الذي تعرضنا له وسنتوقف عندما يتوقف العدوان علينا