جريدة الشروق التونسية: الأرض «بتتكلم يمني»
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
سوف يكتب التاريخ أن غزّة بصمودها وشموخها وبعزّتها قد حرّرت الإنسانية وأطلقت إرادات كل شعوب الدنيا لتندد بالغطرسة والظلم والطغيان.. فلا حصانة لطاغية ولا لجبّار بعد اليوم.. ولا صمت عن متغطرس مزهو بالقوة وبدعم أمريكا والغرب بعد الآن.
مقابل هذا الواقع المشرق الذي سيكتبه التاريخ بأحرف من نور، سوف يكتب أن غزّة عرّت العرب وفضحتهم.
عرّتهم أنظمة خانعة ذليلة إلا ما رحم ربك.. وشعوبا متخاذلة لا تقوى إلا على بعض من صراخ بين فينة وأخرى سرعان ما تعود بعده إلى سباتها العميق.. فلم يعد يحرّك هؤلاء وأولئك دم الأشقاء حين يسيل أنهارا في قطاع غزة.. ولم تعد تهزّ قلوبهم وضمائرهم صرخات المطحونين تحت قنابل وصواريخ بني صهيون.. فالقلوب ماتت والضمائر في صيغة المستتر..
وسط هذا المشهد السوداوي يبرز شعب عربي حمل إرادته وتصميمه بيمينه ونزل إلى الميدان.
شعب مبدع في ترجمة المشاعر اليعربية والانتماء العربي إلى أفعال.. فقد مجّت غزة الأقوال وهي تطلب الأفعال ثم الأفعال.. هذا الشعب جعل من نصرة أشقائنا في غزة الشعار والعنوان.. واتخذ من الآية الكريمة «العين بالعين والسنّ بالسنّ» راية وبوصلة تقوده في تحركاته..
قالها صريحة للصهاينة ولجحافل الجيوش والأساطيل العائمة في المياه والأراضي العربية: الحصار بالحصار.. حصار الكيان الصهيوني مقابل حصار غزة.. ارفعوا الحصار عن غزّة وأوقفوا العدوان نرفع الحصار عن مضيق باب المندب ونسمح بعبور السفن المتعاملة مع إسرائيل.
انه الشعب اليمني الذي تسلّح بقيم ومبادئ عروبته البكر التي لم تلوثها انتهازية ولا خضوع ولا يدانيها جبن ولا انبطاح.. عروبته التي تجعله يهبّ لنصرة الشقيق وقت الشدّة والضيق.. اليمنيون أثبتوا أنهم قوم أفعال لا أقوال.. وتحركوا ليترجموا دعمهم لأهلنا في غزة بطريقة عملية بعد أن أدركوا أن الطغيان الصهيوني ومن خلفه الغطرسة الأمريكية والغربية لا يتراجعان إلا متى ضربت مصالحهما في الصميم..
فقد عمدوا إلى إغلاق مضيق باب المندب الاستراتيجي والحيوي أمام عبور السفن التي تتعامل مع الكيان الصهيوني وهو ما اضطرها إلى قطع مسافات طويلة جدا لتجد لها مسارات أخرى تجنّبها العبور من باب المندب.
وبذلك فإن الشعب اليمني يكشف عن معدنه العربي الأصيل ويعلي قيم العروبة البكر في وجه الاستكبار العالمي.. وهو يعطي المثل والقدوة لكل شعوب العالم المنتفضة ضد الطاغوت والطغيان الأمريكي ـ الصهيوني..
وهو يبادر إلى إشعال شمعة بدل القعود والانخراط في سرديات طويلة للعن الظلام وتبرير القعود والعجز في زمن يتعرض فيه أشقاؤنا في غزة إلى حرب إبادة معلنة ومع سبق الاضمار والترصد.. حرب إبادة توفر فيها أمريكا حطب المحرقة الكبرى فيما يتكفل الصهاينة بإضرام النار..
انها ترجمة عملية لأسمى معاني التضامن مع أشقائنا الفلسطينيين ولأبهى مظاهر النصرة لشعب شقيق يتكالب عليه الصهاينة لإبادته واخراجه من أرضه يدعمهم في ذلك طاغية أمريكي ـ غربي يوفر المال والسلاح ويحمي العدوان في مجلس الأمن ويوفر له كل أسباب الاستدامة..
وأنها ضربة موجعة تلك التي يسدّدها اليمن لمعسكر العدوان.. ضربة قوية في مفعولها المباشر، قوية في رمزيتها لأنها ترسم لشعوب العالم طريق الخلاص من الغطرسة والطغيان.. وغدا تهبّ رياح اليمن على كل شعوب العالم.. وقد أصبحت أرض العرب تتكلم… يمني…
فياليت العرب يعودون إلى أصولهم اليمنية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
“عين الإنسانية” يدين العدوان الصهيوني على موانئ الحديدة والصليف
يمانيون../
أدان مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية بأشد العبارات، الهجمات الجوية الصهيونية التي استهدفت موانئ الحديدة والصليف مساء أمس الجمعة 16 مايو 2025، واصفاً إياها بـ”العدوان المتعمد والجريمة المركبة ضد الإنسانية والقانون الدولي”.
وأوضح المركز في بيان صادر عنه أن طائرات حربية تابعة لكيان الاحتلال الصهيوني شنّت عند الساعة الخامسة والنصف مساء الجمعة غارات مكثفة على الميناءين المدنيين، مستخدمة عشرات القنابل والصواريخ، وبمشاركة خمس عشرة مقاتلة حربية، بحسب وسائل إعلام العدو. وأسفرت الغارات عن استشهاد مواطن وإصابة تسعة من العمال بجروح متفاوتة، إلى جانب دمار واسع طال البنية التحتية للمرفقين الحيويين.
وأكد البيان أن استهداف المنشآت المدنية الخدمية، لا سيما الموانئ، يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، كما أنه يمثل اعتداءً مباشراً على حياة ملايين اليمنيين الذين تعتمد احتياجاتهم الغذائية والطبية الأساسية على هذه المنافذ البحرية.
وشدد مركز عين الإنسانية على أن هذا الهجوم ليس معزولاً، بل يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات الممنهجة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق اليمن، عقاباً لمواقفه الأخلاقية الداعمة للشعب الفلسطيني والمناهضة للجرائم التي تُرتكب يومياً في قطاع غزة.
كما حمّل المركز كيان الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف العدوان ومحاسبة قادة الكيان على جرائمهم بحق شعبي اليمن وفلسطين.
واختتم البيان بالتأكيد على أن صمت العالم إزاء هذه الجرائم يشجع العدو على التمادي في جرائمه، مشيراً إلى أن “شعار اليمنيين الرافض للظلم والإبادة، وإن أزعج آلة الحرب الصهيونية، إلا أنه سيظل صوتاً للحق لن يُسكت”، وأن العدالة الدولية والإرادة الإنسانية ستنتصر في نهاية المطاف.