رحبت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم، بإنشاء آلية أممية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع، وتعيين منسق أممي رفيع المستوى لتسهيل دخول وتنسيق ومراقبة والتحقق من المساعدات داخل القطاع.

واعتبرت مصر اعتماد قرار مجلس الأمن، اليوم، خطوة هامة وإيجابية على مسار التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية التي تطال المدنيين الفلسطينيين ومنظومة الخدمات الأساسية في القطاع، إلا أنها خطوة غير كافية لكون القرار لم يتضمن المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار باعتباره الضمانة لتوفير البيئة المواتية لتنفيذ مجمل بنود القرار، والسبيل الوحيد لوقف نزيف الدماء في غزة.

وأوضحت  مصر أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن يأتي تنفيذاً لقرار القمة العربية الإسلامية الأخيرة التي طالبت بكسر الحصار على قطاع غزة، حيث طالب بفتح الممرات المختلفة للنفاذ الإنساني إلى القطاع، وإنشاء آلية لمراقبة شحنات المساعدات تحت رعاية الأمم المتحدة لتخطي العراقيل التي وضعتها إسرائيل على دخول المساعدات، ورفض كافة محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، ويطالب بضرورة احترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وعدم تعريض حياة المدنيين للخطر والامتناع عن استهدافهم أو استهداف المساعدات الإنسانية.

واعتبرت مصر أن صدور مثل هذا القرار بمحتواه الإنساني بالأساس، يضع المجتمع الدولي أمام مسئوليته السياسية والإنسانية لسرعة تنفيذ بنوده، لوقف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع يومياً تحت نير القصف الإسرائيلي المستمر، وسياسة الحصار والتهجير القسري والتدمير الكامل للبنية التحتية.

وجددت مصر التأكيد على استمرارها في العمل الوثيق مع الأطراف الدولية الداعمة للسلام، من أجل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار يحافظ على أرواح المدنيين الفلسطينيين، ويخفف من وطأة الأزمة الإنسانية على سكان القطاع، ومن أجل إعادة إطلاق عملية سلام جادة وحقيقية تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ في إطار رؤية حل الدولتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الخارجية الخارجية سامح شكرى غزة

إقرأ أيضاً:

26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم

استُشهد 26 فلسطينيا في قطاع غزة بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم السبت، بينهم 11 من المجوّعين منتظري المساعدات، فيما تتفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع، حيث يمنع الاحتلال دخول شحنات الوقود إلى هناك منذ 16 أسبوعا.

وذكر "المركز الفلسطيني للإعلام أن 3 فلسطينيين استُشهدوا بنيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات الشركة الأميركية في منطقة الشاكوش شمال غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.

وقال المركز إن جيش الاحتلال "نفذ سلسلة غارات جوية على حيي الشجاعية والتفاح، وعلى مدينة جباليا شمالي القطاع، كما استهدف منطقة بطن السمين وسط مدينة خان يونس بقصف مدفعي".

وأفاد مصدر طبي باستشهاد 3 أطفال فلسطينيين وإصابة آخر بجراح خطيرة في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الأطفال في شارع المنصورة بحي الشّجاعية شرق مدينة غزة، وفق إفادة مصدر طبي.

وقالت مصادر طبية إن عددا من الفلسطينيين أُصيبوا برصاص جيش الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية قرب محور "نتساريم".

تداعيات حرب الإبادة

وحول تداعيات الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها أهالي القطاع، جراء حرب الإبادة الجماعية، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بأن 5100 طفل، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات قد دخلوا المستشفيات لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد في مايو/أيار.

وأوضحت أن هذا العدد يعني زيادة تقارب 50% عن أبريل/نيسان، وزيادة 150% عن فبراير/شباط عندما كان وقف إطلاق النار ساريا. وأضافت أنه بين 1 يناير/كانون الثاني و30 مايو/أيار، دخل أكثر من 16700 طفل لتلقي العلاج من سوء التغذية في غزة.

من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "الغذاء والماء والعلاجات الغذائية التي يحتاجها هؤلاء الأطفال بشدة تُمنع من الوصول إليهم".

وأوضح المتحدث الأممي -في تصريحات للصحفيين أمس- أن إسرائيل منعت وصول شحنات الوقود إلى غزة لمدة 16 أسبوعا. وأفاد بأن مسؤولي الأمم المتحدة تمكنوا من استعادة الوقود الموجود بالفعل في غزة من محطة التحرير برفح يوم الأربعاء الماضي.

إعلان

وأوضح أن كمية محدودة من هذا الوقود سُلّمت أمس الأول الخميس إلى المرافق العامة في جنوب غزة، مما سمح باستمرار تشغيل محطات تحلية المياه وخدمات نقل المياه بالشاحنات ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي.

وذكر دوجاريك أن الوقود أُرسل أيضا إلى شمال غزة يوم الجمعة، لكن "عدم استقرار الوقود ونقصه لا يزالان يحدان من العمليات، مما يؤدي إلى انخفاض ساعات العمل والقدرة الاستيعابية".

ونقل عن مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن السلطات الإسرائيلية أصدرت أمر إخلاء آخر لحيَين سكنيَين تعيش فيهما مئات العائلات في محافظة غزة، مشيرا إلى إطلاق صواريخ فلسطينية من تلك المنطقة.

نازحون مجوّعون يتجمعون عند شاطئ غزة وقت الغروب (الأوروبية) (EPA)

سباق مميت على الطعام 

وفي تقرير ميداني لها من القطاع، قالت "وكالة أسوشيتد برس" إن الفلسطينيين هناك يواجهون صراعا مميتا كل يوم على أمل الحصول على الطعام.

وذكرت الوكالة أن الجنود الإسرائيليين يطلقون وابلا من النيران على الحشود التي تعبر المناطق العسكرية للوصول إلى المساعدات، فيما ينتظر اللصوص المدججون بالسكاكين في كمين لمن ينجح في الحصول على شيء من المساعدات.

ونقلت الوكالة عن فلسطينيين مجوّعين في القطاع القول "إن الفوضى تتفاقم مع إجبارهم على التنافس لإطعام عائلاتهم".

كما ذكرت أن الحظ يحالف قلة منهم في الحصول على بعض أكياس العدس، أو علبة نوتيلا، أو كيس دقيق، فيما يعود الكثيرون خاليي الوفاض، ويضطرون إلى تكرار المحاولة مرة أخرى في اليوم التالي.

ويقول شهود عيان فلسطينيون إن القوات تطلق النار لمنع الحشود من تجاوز نقطة معينة قبل فتح المراكز، أو لأن الناس يغادرون الطريق الذي حدده الجيش. يصفون وابلا كثيفا من الدبابات والقناصة والطائرات المسيرة، وحتى المدافع المثبتة على الرافعات.

وتؤكد منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني عدم وقوع أي إطلاق نار داخل مراكزها أو بالقرب منها. وقال متحدث باسمها، شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب قواعد منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الحوادث تقع قبل فتح المواقع، وتشمل طالبي المساعدة الذين يتحركون "في أوقات محظورة. أو يحاولون اختصار الطريق".

وتنقل الوكالة عن جميل عتيلي، ووجهه يتصبب عرقا، ولدى عودته من مركز غذائي تديره مؤسسة غزة الإنسانية، وهي شركة مقاولات خاصة مدعومة من إسرائيل "هذه ليست مساعدة، إنها إذلال، إنها موت".

ويقول جميل -الذي أُصيب بجرح سكين في خده وسط التدافع للحصول على الطعام- إن حارسا من شركة المقاولات رشه برذاذ الفلفل على وجهه. ومع ذلك، خرج خالي الوفاض لإطعام أفراد عائلته الـ13، مضيفا وهو يكاد يبكي "ليس لدي ما أطعم به أطفالي. قلبي محطم".

أما أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فتقول "لا أرى كيف يمكن أن يزداد الوضع سوءا، فهو بالفعل وضع كارثي. لكن بطريقة ما، يزداد الوضع سوءا".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أميركي، إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة أكثر من 185 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: آلية المساعدات الإسرائيلية فخ للموت تؤدى لفقدان الأرواح
  • السيد الرئيس أحمد الشرع يصدر مرسوماً بزيادة بنسبة 200% على الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين المدنيين والعسكريين
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون مع منظمات أخرى
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون من منظمات أخرى
  • 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
  • 21 شهيدا بنيران الاحتلال في قطاع غزة بينهم 11 من منتظري المساعدات
  • 96 يوما على عودة الحرب .. عشرات الشهداء والجرحى في مختلف مناطق قطاع غزة
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • شلال دم لا يتوقف والعدو يتمادى في استهداف الأبرياء بغزة: استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين من الجوعى ومنتظري المساعدات
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية