"واشنطن بوست": محاولة واشنطن تمهيد الطريق أمام السلطة الفلسطينية لحكم غزة لم تلق تأييدا إسرائيليا
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن محاولات الولايات المتحدة لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتمهيد الطريق أمامها لتولي زمام الحكم في قطاع غزة بعد انهاء هذه الحرب، لم تلق تأييدا إسرائيليا.
وذكرت الصحيفة في مقال نشرته، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين تعمل على تعزيز موقف السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس، بغية نقل السيطرة على قطاع غزة إليها بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس"، لافتة إلى أن جهود إدارة بايدن لم تلق أي تأييد من قبل القيادة الإسرائيلية حتى اللحظة.
ووفقا للمقال تحاول واشنطن تمهيد الطريق أمام السلطة الفلسطينية نحو قطاع غزة من خلال جلب قادة جدد إلى السلطة، وتدريب قوات الأمن الفلسطينية، إلا أنها حتى اللحظة لم تتمكن من التغلب على العقبة الأولى بهذا الصدد والمتمثلة بالرفض الإسرائيلي، ورفضها تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية اللازمة لدفع رواتب المسؤولين وضباط الشرطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلين أمريكيين رفيعي المستوى ترددوا مؤخرا إلى مقر إقامة عباس في مدينة رام الله خلال الأسابيع الأخيرة، في محاولة منهم لجلب قيادات جديدة إلى السلطة وإجراء تغييرات جذرية في المناصب، بدعوى تحسين الوضع السيئ للسلطة التي لا تحظى بشعبية بين الفلسطينيين، لاستعادة ثقتهم بها.
وأضاف المقال أن "السلطة الفلسطينية رفضت في البداية فكرة العودة إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس" منذ عام 2007، لكنها أصبحت تدريجيا أكثر تقبلا لهذه الفكرة بغية اغتنام الفرصة لاستعادة الوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية".
وأوضح المقال أن السلطة الفلسطينية ربطت أي جهود في هذا الاتجاه بأفق سياسي واضح يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة"، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية تشكك في قدرة الولايات المتحدة على ضمان مثل هذا الشرط في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية".
ويعتقد مؤلفو المقال أن المحاولات الفاشلة من قبل الولايات المتحدة لإلغاء حظر عائدات الضرائب بمبلغ 140 مليون دولار المخصصة لقطاع غزة والمجمدة من قبل إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر لا تساهم في تعزيز ثقة الفلسطينيين في المبادرة الأمريكية.
وكانت أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في وقت سابق نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير بأنه لا توجد مفاوضات حول صفقة تبادل في الوقت الراهن، وتل أبيب ترفض حكم السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لقطاع غزة.
وكان نتنياهو قد صرح في وقت سابق بأن إسرائيل لن تعيد تكرار "خطأ أوسلو"، ولن تحكم قطاع غزة "جهات متطرفة" مثل "فتح" و"حماس" اللتين تتجادلان حول كيفية القضاء على إسرائيل، على حد تعبيره.
وقد دخلت الحرب على قطاع غزة يومها الـ81 حيث تستمر القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع، وسط اشتباكات عنيفة ومخاوف دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية.
المصدر: واشنطن بوست
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: السلطة الفلسطينية السلطة الفلسطينية قطاع غزة قدرة الولايات المتحدة البيت الأبيض الجهاد الإسلامي الحرب على غزة السلطة الفلسطينية بنيامين نتنياهو جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية جو بايدن حركة حماس حركة فتح حزب الليكود سرايا القدس قطاع غزة كتائب القسام محمود عباس السلطة الفلسطینیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".