خطة "غزة الجديدة" – و4 ميليشيات تدعمها إسرائيل لهزيمة حماس
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
ربما وافقت إسرائيل على وقف القتال في غزة، ولكنها تدعم الجماعات المسلحة التي تخطط لمقاتلة حماس حتى النهاية، بحسب تقرير لقناة "سكاي نيوز" البريطانية.
وأكدت قناة سكاي نيوز للمرة الأولى أن 4 ميليشيات معادية لحماس تحظى جميعها بدعم إسرائيل، وتعتبر نفسها جزءا من مشروع مشترك لإبعاد حماس عن السلطة.
وتعمل كل هذه المجموعات انطلاقا من مناطق لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، خلف ما يسمى بـ "الخط الأصفر" - وهو الحدود لنشر القوات الإسرائيلية التي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ويقول حسام الأسطل، زعيم واحدة من هذه الميليشيات، لشبكة سكاي نيوز من قاعدته في جنوب غزة: "لدينا مشروع رسمي - أنا وياسر أبو شباب ورامي حلس وأشرف المنسي"، مضيفا "كلنا مع غزة الجديدة. قريبًا سنحقق السيطرة الكاملة على قطاع غزة وسنجتمع تحت مظلة واحدة".
ويوجد مقر ميليشيا الأسطل على طريق عسكري يمتد على طول الخط الأصفر، على بعد أقل من 700 متر من أقرب موقع للجيش الإسرائيلي.
غزة الجديدة
يقع المقر في المنطقة، التي أصبحت الآن عبارة عن خليط من الأنقاض والسواتر العسكرية، وكانت في السابق ضاحية خضراء لمدينة خان يونس، ثاني أكبر مدن قطاع غزة.
يقول الأسطل إنه نشأ في هذه المنطقة، لكنه اضطر إلى الفرار في عام 2010 بعد أن طاردته حماس بسبب تورطه في جماعات مسلحة متحالفة مع منافستها، السلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقراً لها.
أمضى الأسطل السنوات الإحدى عشرة التالية في الخارج، حيث عمل لصالح أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في مصر وماليزيا.
وبعد شهرين من عودته إلى غزة، اتُهم بالتورط في اغتيال أحد أعضاء حماس في ماليزيا عام 2018 وحُكم عليه بالإعدام.
يقول: "عندما بدأت الحرب، تركونا محتجزين، على أمل أن يقصف الإسرائيليون السجن ويتخلصوا منا. بعد شهرين، كسرنا الأبواب وهربنا".
ويقول إن أسلحته، وخاصة بنادق كلاشينكوف، يتم شراؤها من مقاتلي حماس السابقين في السوق السوداء، في المقابل، يتم إدخال الذخائر والمركبات عبر معبر كرم أبو سالم بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وهو المعبر الحدودي ذاته الذي يستخدمه زعيم ميليشيا آخر، ياسر أبو شباب.
وكانت قناة سكاي نيوز قد كشفت في وقت سابق أن ميليشيا أبو الشباب تقوم بتهريب المركبات إلى غزة بمساعدة الجيش الإسرائيلي وتاجر سيارات عربي إسرائيلي.
ويوضح الأسطل إنه يتعامل مع نفس وكيل السيارات. ويبدو أن إحدى سياراته تحمل كتابة بالعبرية على جانبها، وقد خدشت جزئيًا.
ويقول إن ميليشياته تتلقى أيضًا شحنات أسبوعية من المواد اليومية اللازمة لدعم المدنيين الذين يعيشون في المخيم: "نحن نقدم حاليًا الدعم الطبي والتعليمي الأساسي لنحو 30 أسرة".
ويمكن للأطفال الحصول على التفاح والموز، والطعام والشراب، ورقائق البطاطس، وما إلى ذلك. على النقيض من ذلك، في المنطقة الأخرى، في الخيام، تجد أطفالًا في الخامسة أو العاشرة أو حتى الخامسة عشرة من العمر يعيشون على القليل من العدس والمعكرونة.
يقول إن هذه الإمدادات تصل عبر شحنات أسبوعية.
وأكدت قناة سكاي نيوز أيضا أن الميليشيات الأخرى التي تعمل في شمال غزة تتلقى إمدادات من إسرائيل.
وقال أحد أفراد الميليشيا الأخرى العاملة في شمال غزة والتي يقودها رامي حلس لشبكة سكاي نيوز إن التنسيق مع الجيش الإسرائيلي يتم بشكل غير مباشر من خلال مكتب التنسيق والارتباط الإقليمي، وهو جزء من وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولكنه يضم أيضًا مسؤولين من السلطة الفلسطينية.
وهذا يتوافق مع ما أخبرنا به الأسطل، وجندي إسرائيلي متمركز في معبر كرم أبو سالم، وقائد كبير في ميليشيا أبو شباب، من أن التنسيق مع الجيش يتم بطريقة غير مباشرة، وأن السلطة الفلسطينية تلعب دورا رئيسيا.
ويقول الأسطل: "هناك أشخاص في مجموعتي ما زالوا حتى يومنا هذا موظفين لدى السلطة الفلسطينية".
ومع أن السلطة الفلسطينية لم ترد على أسئلة سكاي، فإنها نفت في وقت سابق أي علاقة لها بهذه الميليشيات، بينما يقول الأسطل إن "السلطة الفلسطينية لا تستطيع الاعتراف بأن لها علاقة مباشرة معنا".
ويوضح "لديها ما يكفي من المشاكل، ولا تريد أن تزيد من هذا العبء. كما تعلمون، لو انتشر خبر ارتباطهم بالميليشيات أو قوات الاحتلال، لَتَخَيَّلوا كيف سيبدو الأمر".
التنسيق العسكري
وعلى الرغم من اعترافه بالتعاون مع إسرائيل لتأمين الإمدادات، ينفي الأسطل قيامه بتنسيق العمليات العسكرية مع الجيش الإسرائيلي.
وكانت قناة سكاي نيوز قد ذكرت في وقت سابق أن طائرات إسرائيلية تدخلت في معركتين خاضتهما ميليشيا أبو الشباب سابقا.
واتهمت حماس ميليشيا الأسطل بالتنسيق العسكري المباشر بعد مقتل عدد من مقاتليها عندما تدخلت إسرائيل خلال معركة بين المجموعتين في 3 أكتوبر.
يقول الأسطل: "لا أتحكم بالغارات الجوية الإسرائيلية. الإسرائيليون ببساطة رأوا مجموعات حماس المسلحة وضربوها".
في أبريل، قبل شهرين من تأسيسه الميليشيا، تعرّضت خيمة الأسطل لقصف إسرائيلي. أسفر القصف عن مقتل ابنته نهاد، البالغة من العمر 22 عامًا، والتي كانت حاملًا في شهرها السابع.
يقول: "يتهمني الناس بالعمالة. كيف يمكن لأحد أن يتحدث عني بهذه الطريقة؟ هل كان الإسرائيليون يمزحون معي بصاروخ؟"
ويعتقد أن الضربة كانت تستهدف أحد أعضاء حماس الذي يعيش في مكان قريب.
ويضيف "لو قمت بإحصاء كل الجرائم المرتكبة ضد الأطفال والنساء، فإن اللوم لن يقع على إسرائيل، بل على حماس، التي اختبأت بين الناس".
دعم خارجي
قالت مصادر متعددة لشبكة سكاي نيوز إن الميليشيات تتلقى أيضًا دعمًا من قوى خارجية.
وأوضح الأسطل أن هذه الدول تدعم مشروع الجماعات المسلحة الذي يحمل اسم "غزة الجديدة".
وقال "قريباً جداً، إن شاء الله، سترون ذلك بأنفسكم؛ سنصبح الإدارة الجديدة لغزة. مشروعنا هو غزة الجديدة. لا حرب، في سلام مع الجميع - لا حماس، لا إرهاب".
بعد يومين من حديث سكاي نيوز مع الأسطل، استخدم صهر دونالد ترامب ومستشاره الكبير جاريد كوشنر العبارة نفسها، بينما اقترح تقسيم غزة إلى أجل غير مسمى على طول الخط الأصفر.
وقال كوشنر للصحفيين يوم الأربعاء "لن تذهب أموال إعادة الإعمار إلى المناطق التي لا تزال حماس تسيطر عليها".
وأضاف "هناك اعتبارات تجري الآن في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، طالما كان من الممكن تأمين ذلك، لبدء البناء كغزة جديدة من أجل توفير مكان للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة للذهاب إليه، ومكان للحصول على وظائف".
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه النتائج، بينما لم تستجب حماس والسلطة الفلسطينية ومنسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية، وهو الجهاز الإسرائيلي المسؤول عن إدارة الحدود بين إسرائيل وغزة، لطلبات بالتعليق.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل القوات الإسرائيلية غزة أشرف المنسي الأسطل الخط الأصفر خان يونس قطاع غزة حماس شمال غزة السلطة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي غزة الجديدة دونالد ترامب جاريد كوشنر إعادة الإعمار أخبار فلسطين أخبار غزة الحرب على غزة وقف الحرب على غزة غزة الجديدة ياسر أبو شباب أشرف المنسي حماس إسرائيل القوات الإسرائيلية غزة أشرف المنسي الأسطل الخط الأصفر خان يونس قطاع غزة حماس شمال غزة السلطة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي غزة الجديدة دونالد ترامب جاريد كوشنر إعادة الإعمار أخبار فلسطين السلطة الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی قناة سکای نیوز غزة الجدیدة مع الجیش
إقرأ أيضاً:
أحمد المسلماني: لا إعمار لغزة مع بقاء حماس في السلطة بسلاحها
أكد أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن الخلاف القائم بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن حول تطورات اتفاق غزة هو "استراتيجي في الرؤية"، نافياً أن يكون خطيراً، ومشدداً على أن وقف إطلاق النار سينجح رغم محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح خلال لقاء مع "سكاي نيوز عربية" أن مسألة نزع سلاح حماس التي أصبحت عنواناً للمرحلة الثانية هي أمر "تكتيكي وليس استراتيجي"، محذراً من محاولات نتنياهو لـ "تفكيك الاتفاق" عبر اختزال البنود العشرين في بند واحد.
وقال المسلماني إن القضية الأساسية ليست نزع السلاح، بل هي: "هل تريد السلام أم لا تريد السلام؟ هل ستترك غزة أم لن تتركها؟ وهل ستترك فرصة للإعمار وعودة الناس؟".
وأشار المسلماني إلى أن الموقف المصري والأهداف الاستراتيجية تتفق مع رؤية عربية قدمت في مبادرة القاهرة، هدفها النهائي هو الوصول إلى سلام وإقامة دولة فلسطينية.
ونوه إلى أن الموقف المصري لا يقتصر على التفاوض على نزع السلاح، بل يتركز على مجموعة من الأولويات التي يجب تحقيقها أولاً.
وتابع :"يجب أن ينسحب (الجيش الإسرائيلي) في كل الأحوال... هذا احتلال يجب أن ينتهي"، مشيراً إلى أن الانسحاب من غزة أساسي ولا يحتاج إلى اتفاق.
وأردف: “أكدت مصر طرحها لوجود قوات حفظ سلام من مجلس الأمن في غزة لحماية المرحلة الانتقالية وتسهيل رفع الركام وانتشال الجثث”.
وأكد المسلماني أن مصر تشجع على أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية هي السلطة الحاكمة في كل فلسطين، داعماً شرعية الدولة أولاً ثم السلطة ثانياً.
وفي إطار الموقف العربي العام، أقر المسلماني بوجود مطلب عربي واضح ينص على أنه "لا إعمار مع بقاء حماس في السلطة بسلاحها"، وأن هذا الأمر يناقش بين وزراء الخارجية العرب.
وأكد أن جدول الأعمال الذي طرحته مصر وأيدته الدول العربية يركز على الانسحاب وإقامة الدولة الفلسطينية، رافضاً الانسياق خلف "متاهات" نتنياهو لتفجير عملية السلام.
اقرأ المزيد..