سواليف:
2025-05-18@04:19:35 GMT

على الأعراف بين عامين : قِفا نحكِ

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

على الأعراف بين عامين : قِفا نحكِ

د. #حفظي_اشتية

#حكايات من صميم #الواقع، ووقائع #التاريخ، لم تخطر على خيال شهرزاد، ولا غلّفتها رموز #كليلة_ودمنة. والحكيُ قد ينصح أو يشير أو يسلّي أو يعظ أو يذكّر أو يحضّ أو يوحّد أو يستنهض…. وما أحوجنا إلى كل ذلك !!

ساميّون نحن من نسل سام بن نوح عليه السلام، هذه بلادنا، جزيرتنا العربية وما جاورها من مهاجرنا، نشأنا فيها منذ رسم فجر التاريخ خيوط أشعته الأولى، وخطّ مياسم سطوره البدائية.

مقالات ذات صلة سياسة التجويع والحصار بين قطاع غزة وشِعب أبي طالب 2023/12/29

كرّمنا الله فجعل بلادنا مهبط الديانات، واصطفى منا آخر الأنبياء لآخر الرسالات، فملأنا الدنيا بها عدلا ونورا وعلما…. لكننا انقلبنا فرحين إلى دنيانا، وتخاذلنا، وتخلّينا عن معظم مواطئ أجدادنا، وتقوقعنا في موطننا، وما سلِمْنا، بل وصلنا إلى حال من الهوان تكاد فيه هويتنا وتاريخنا وكينونتنا تنطوي وتذوب وتغرق في بحر النسيان. وها هو الواقع المشهود يدل على ذلك:

ــ شعب من مليونين، في شُعَيْب محشور بين رمل البحر ورمل الصحراء يبطش به #عدو_محتل ظالم، يملك قوة عاتية جبارة، وجيوشا لجبة جرّارة، يؤازره بل يشاركه الغرب الظالم بكل جبروته وأساطيله وذخائره واستخباراته وأقماره وطائراته…. ويفتكون به قتلا وتدميرا وتهجيرا وجوعا وعطشا وبردا ومرضا وتشريدا…. والشعب المؤمن المضحّي الصامد الصابر ينادي ويستغيث، ونحن ننظر وننتظر ونخطب ونحلّل!! ولا تلوح أية بارقة أمل في هذا الليل الحالك إلا في سواعد فتية هناك، فهمتْ الإسلام حق الفهم، ووعتْ أمجاد العروبة وقيمها وشرفها، وشحنتْ صدورها بالكرامة والعزة فدافعت ببسالة وما زالت عن حياض الأمة ومقدساتها، وسحقت كرامة العدو، وحطمت صولجانه، وداست عنفوانه، وكشفت سوأته وهيلمانه، وبدّدت ومزقت صورته المزيَّفة وهو يكتسح الجيوش المؤلّلة، ويجوب مناطق شاسعة من بلاد العرب في بضعة أيام، فإذا به شهرا تلو شهر، محاصر في الحواري والأزقّة، يتقدم شبرا ويعود أمتارا، ويتذوق مرارة طعم البأس الإسلامي العربي الفلسطيني، الذي رمّم الصورة الشائهة السابقة، ورسم لوحة الشرف اللائقة بالدفاع عن الأوطان، وإعادة العزة للأمة، فهل يستحق مثلُ هذا الشعب مثلَ هذا الخذلان؟؟!! ألا يستحق أن ننصره بواجب الشرع الإسلامي أو مروءة الخلق العربي؟؟!!

لقد تناصر العرب في جاهليتهم، ورعَوا الذمام، وحمَوا الجوار، وأغاثوا الصريخ، وأعانوا الكَلَّ والضعيف، وصانوا العِرض العربي…. والأمثلة تستعصي على الحصر :

ــ أوغر الوشاة صدر كسرى على النعمان بن المنذر، وأوقعوا بينهما، فاختبر كسرى وفاء النعمان، فطلب منه جوادا عربيا أصيلا، فأبى النعمان. ثم كانت الطامّة حين طلب أن يزوّجه إحدى بناته، فرفض النعمان ذلك بإباء، فاستدعاه كسرى. علم النعمان أنه مقتول لا محالة، فاستودع أهله وسلاحه هانئَ بنَ مسعود الشيباني، ومضى إلى حتفه المحتوم. طلب كسرى من هانئ وديعة النعمان، فرفض، وفرض عليه الشرف العربي أن يدافع حتى الموت عن أمانته، فكانت معركة ذي قار نجما ساطعا يهدي الباحثين عن المروءة وكريم الخلق. فأين نحن منها الآن؟؟

ــ قُتل ملك كندة والد الشاعرِ امرئِ القيس، فلاحَق قتلةَ أبيه، ونال منهم، لكنه لم يشفِ غليله، وحمله القهرُ وثقلُ الثأرِ على طلب النصرة من قيصر الروم، فاستودع أهله وسلاحه السموألَ بنَ عادياء، وهو يهودي، لكنه عربي تسربل بالمروءة العربية، وله الحصن الأبلق في تيماء.

مضى امرؤُ القيس في طريقه نحو هدفه ليلقى حتفه قرب أنقرة ويدفن هناك.

جاء أحد أعدائه إلى السموأل يطلب الوديعة، فرفض، فحوصر في حصنه، وطال الحصار، إلى أن عاد أحد أبنائه من رحلة صيد، فخُيِّر السموأل بين قتل ابنه أو تسليم أمانته، فاختار الأولى دون تردد، خسر ابنَه، لكنه كسب ذكرا حميدا أبد الدهر في الذود عن الأمانة وشرف العروبة. فأين نحن منه الآن ؟

لقد وُجد بين ظهرانينا من يدعو إلى دولة فلسطينية هزيلة منزوعة السلاح، فعرض بذلك هدية للعدو مجانية قبل أي تفاوض، وكأنّ عدونا المدجّج يعرف الرحمة، أو يراعي إلًّاً أو ذمة بوجود السلاح، فكيف الحال بدونه؟؟!!! وكأنّ أرض فلسطين ومقدساتها ومقدراتها وحرائرها وشعبها المظلوم المستغيث ليست كلها أمانة في ذمة العرب والمروءة العربية والشريعة الإسلامية!!!

وما بالنا نذهب بعيدا، وما زال بيننا إلى الآن من كريم خلق العشائر العربية شواهد تلي شواهد، أنّ حربا ضروسا يمكن أن تشبّ من أجل مستغيث أو دخيل أو جار أو قصير، أو صارخة تدبّ الصوت طلبا للفزعة والنجدة.

ألا تستحق فلسطين ومقدساتها مُغيثا ونصيرا؟؟!! وليس مطلوبا ــ حتى في الأماني ــ أن يكون الغوث بإعلان الحرب، وإن كان ذلك واجبا شرعيا وأخلاقيا، لكنّ الوسائل ما دون الحرب كثيرة وفي المتناول : فهذه المنطقة العربية تمدّ ذراعيها شرقا وغربا لتمسك بتلابيب التجارة العالمية جوا وبرا وبحرا….. فالبحر الأحمر عربي، وباب المندب عربي، والخليج عربي إسلامي ( وإن اختلفنا حتى على تسميته)، والبحر الأبيض منذ معركة ذات الصواري عربي، وما زال عربيا إسلاميا من إسطنبول وقبر أبي أيوب الأنصاري إلى طنجة ومضيق جبل طارق وموطئ حوافر حصان عقبة بن نافع في المحيط الأطلسي. فلماذا يحاصرنا هذا العالم الظالم بدل أن نحاصره نحن، ونغيث إخواننا برفع الحصار الجائر عنهم؟؟!!

موقعنا يحارب معنا، ونفطنا، واقتصادنا، وتجارتنا، وخيرات بلادنا، وتاريخنا، وحاجة العالم كله لنا، فلماذا لا نفعّل شيئا من ذلك في سبيل الحصول على أساسيات حقوقنا للوصول إلى أبجديات واجبات أخلاقنا في الدفاع عن إخواننا المحاصرين المظلومين المستغيثين، وكل ما يطلبونه هو مأوى آمن، ورغيف خبز، وجرعة ماء، وحبة دواء؟؟!!

أنخذلهم ونُسْلمهم إلى أقدارهم وهم رأس الحربة في الدفاع عنا جميعا؟؟!! ألم نتّعظ من الحكاية الأبدية الدامية لملوك الطوائف في الأندلس؟؟!! ألم نعتبر من نبوءات النبهاء والحكماء والشعراء؟؟!!

في سنة 1929م ( يعني قبل نكبة فلسطين الأولى بعشرين سنة ) صرخ الجواهريّ وهو القرم الحكيم الألمعيّ قائلا :

فاضت جروح فلسطين مذكرةً                  جرحاً بأندلـــسٍ للآن ما التأما

يا أمةً غرّهــا الإِقبــــال ناسيةً                  أنّ الزمانَ طوى من قبلها أُمما

سيُلحقون فلســطيــنا بأنـــدلسٍ                  ويَعطفون عليها البيتَ والحرما

ويســلبونــكِ بغـــداداً وجِلــّقةً                   ويتركونكِ لا لحماً ولا عظما(جلّقة:يعني دمشق)

يا أمةً لخصــومها احتكـــمتْ                   كيف ارتضيتِ خصيماً ظالماً حَكَما؟؟!!

حوالي مائة عام مرّت على هذه القصيدة، فهل وجدنا ما قاله الجواهريّ حقا وصدقا ؟؟!! وهل بقي لدينا شكٌ أن باقي نبوءته سيتحقق؟؟!!

لقد أدرك الثور الأحمر في مشهد الموت، بعد تخلّيه عن رفيقَيه أنه أُكل يوم أُكل الثور الأبيض. وعسى أن نكون نحن أشدّ إدراكا منه قبل فوات الأوان، فنندم، ولات ساعة مَندم!!!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حكايات الواقع التاريخ كليلة ودمنة

إقرأ أيضاً:

بغداد تحتضن القمة العربية الـ34.. .فلسطين في صدارة الملفات وسط أزمات إقليمية مشتعلة

تنطلق اليوم السبت 17 مايو 2025، في العاصمة العراقية بغداد، أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، في لحظة دقيقة يمر بها العالم العربي، تتداخل فيها الأزمات السياسية مع التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية، وعلى رأسها استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واحتدام الصراعات في عدد من الدول مثل السودان واليمن وسوريا ولبنان.

ويشارك في القمة عدد من الزعماء والقادة العرب، في ظل حالة من الحذر والترقب لما ستؤول إليه المناقشات، التي يُتوقع أن تكون محورية في تحديد ملامح المرحلة المقبلة من العمل العربي المشترك.

القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمة

وتتصدر القضية الفلسطينية جدول الأعمال، حيث أكدت مصادر دبلوماسية أن مسودة البيان الختامي للقمة تتضمن إدانة صريحة للعدوان الإسرائيلي، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وتقديم الدعم الكامل للفلسطينيين في قطاع غزة.

ويعول مراقبون على أن تنجح القمة في الخروج ببيان موحد يعكس الحد الأدنى من التوافق العربي، تجاه التحديات الواسعة التي تشهدها الساحة العربية، لا سيما تجاه ملف تهجير الفلسطينيين، والمسار السياسي في سوريا، والتوترات في البحر الأحمر.

ومن المتوقع، أن تتناول القمة الأوضاع في السودان، حيث لا تزال الاشتباكات المسلحة مستمرة بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، إلى جانب مناقشة الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، والتطورات في اليمن، فضلًا عن الموقف من التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للدول.

منها فلسطين والأمن العربي والمخدرات والمناخ.. بنود مسودة «إعلان بغداد»

وكشف المتحدث باسم الحكومة العراقية، الدكتور باسم العوادي، أن مسودة البيان الختامي للقمة العربية الرابعة والثلاثين، المنعقدة في بغداد، تتضمن ثمانية بنود رئيسية تعكس أولويات المرحلة الراهنة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وتغير المناخ، والأمن العربي المشترك، ومواجهة ظاهرة المخدرات.

وأوضح العوادي، أن المسودة اعتمدها مجلس وزراء الخارجية العرب، وشملت تقارير متكاملة حول الأزمات في 11 دولة عربية، إلى جانب مناقشة مبادرات للتعاون في مجالات الأمن الغذائي والمائي، وتحديث آليات العمل العربي المشترك، ومقترحات لتعزيز دور الجامعة العربية.

وأشار إلى أن بند فلسطين يتصدر جدول الأعمال، باعتباره القضية المركزية التي تحظى بإجماع عربي، فيما يتناول البند الثاني قضايا التهجير، والمساعدات الإنسانية، ودعم الأونروا، وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، كما تناولت المسودة ملف الإرهاب، حيث شددت على ضرورة بناء استراتيجيات أمنية جماعية، وتبادل المعلومات، والتعاون في التصدي للتهديدات المشتركة.

مبادرة التكيف والمناخ العادل

في السياق ذاته، تضمنت المسودة بندًا خاصًا بالتغيرات المناخية، حذر فيه الوزراء من التداعيات البيئية الخطيرة على المنطقة العربية، وضرورة تفعيل مبادرات التكيف والمناخ العادل.

وأكد العوادي، أن القمة العربية في بغداد تسعى إلى أن تكون منصة فعلية لإطلاق مبادرات تنفيذية، بدلًا من الاكتفاء بالخطابات، مشددًا على أن العراق يأمل أن يعكس «إعلان بغداد» تطلعات الشعوب العربية في التكاتف والمضي نحو حلول جماعية.

تقريب وجهات النظر ومواجهة الانقسامات

وقال العوادي، إن القمم العربية لم تعد مجرد مناسبات بروتوكولية، بل أصبحت أداة جوهرية لتقريب وجهات النظر العربية، وتوحيد الرؤى حيال القضايا الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمات الإقليمية الأخرى.

وأشار العوادي، إلى أن القمة العربية الرابعة والثلاثين تمثل فرصة مهمة لتعزيز العمل العربي المشترك، مؤكدًا أن المشاركة الواسعة للقادة العرب تعكس جدية الدول في تبني سياسات أكثر واقعية واستباقية.

ولفت إلى أن الحضور الدولي الرفيع، وعلى رأسه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يبرز أهمية القمم العربية كمحرك سياسي في الإقليم، مضيفًا أن العالم أصبح يُصغي لما يصدر عن هذه القمم من مواقف ومبادرات.

تجاوز الخلافات والتركيز على قضايا مصيرية

وأضاف أن العراق يسعى من خلال استضافته للقمة إلى تقديم نموذج جديد في العمل العربي المؤسسي، يقوم على تجاوز الخلافات الثنائية والتركيز على القضايا المصيرية، وخاصة ما يتعلق بفلسطين، والتحديات الإنسانية والبيئية، ومكافحة المخدرات.

وأكد العوادي أن المطلوب من القمة ليس فقط إصدار بيانات، بل تبني آليات تنفيذ واضحة، تضمن تحول المخرجات إلى واقع ملموس، مستشهدًا بمبادرة «صندوق التعافي العربي» كمثال على طرح عراقي يسعى لتفعيل العمل العربي الجماعي.

وشدد على أن توحيد الصف العربي هو السبيل الوحيد لتعزيز قدرة الدول العربية على التأثير في المعادلات الإقليمية والدولية، معتبرًا أن إعلان بغداد يجب أن يكون خارطة طريق للمرحلة المقبلة.

العراق يستعيد دوره العربي

وتُعد استضافة بغداد للقمة محاولة واضحة من العراق لاستعادة دوره العربي بعد سنوات من الانكفاء والعزلة بسبب الحروب والانقسامات الداخلية. وتسعى الحكومة العراقية، من خلال هذه الاستضافة، إلى إيصال رسالة مفادها أن العراق عاد ليكون شريكًا فاعلًا في النظام العربي، وقادرًا على احتضان الحوارات وبناء الجسور بين الدول المتباينة في المواقف.

ويرى مراقبون أن القمة تمثل فرصة تاريخية لإعادة توحيد الموقف العربي تجعله قادرا على تقديم حلول حلول حقيقية للأزمات الراهنة بالمنطقة، وكيفية التعامل مع التحديات العابرة للحدود، من تغير المناخ إلى الأمن الغذائي وملف اللاجئين.

اقرأ أيضاًرئيس فلسطين: قمة بغداد منصة استراتيجية لإيصال صوت الشعب الفلسطيني

أبو الغيط يلتقي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي على هامش قمة بغداد

تحديات إقليمية متشابكة.. ملفات مهمة على طاولة الزعماء العرب في قمة بغداد

مقالات مشابهة

  • أمير قطر: القمة العربية الـ 34 انعقدت في ظروف إقليمية ودولية تستوجب تعاونا عربيًا ودوليًا لحل الأزمات
  • الرئيس عباس أمام القمة العربية التنموية: نؤكد أهمية دعم موازنة فلسطين
  • القمة العربية الـ34 ببغداد .. فلسطين أولاً والتحديات الإقليمية في الواجهة
  • الحرب والمعارك خلال عامين تشوه ملامح العاصمة الخرطوم
  • رئيس الصومال: فلسطين محور القضايا العربية واختبار حقيقي لوحدة الصف
  • من بغداد.. العليمي يوجه رسائل حاسمة في القمة العربية ويطالب بموقف عربي موحّد تجاه الحوثيين
  • بغداد تحتضن القمة العربية الـ34.. .فلسطين في صدارة الملفات وسط أزمات إقليمية مشتعلة
  • ياسر جلال يتصدر تريند جوجل بعد الإعلان عن مشاركته في فيلم "Expendables" بنسخته العربية: تجربة عالمية بطابع عربي مشوّق
  • العراق يقترح إنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار الدول العربية المتضررة من الحروب 
  • توافق عربي حول السودان وسد النهضة… قرارات جامعة الدول العربية