قال رامي إبراهيم الباحث في العلاقات الدولية، إن فوز مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم "لاي تشينج تي" برئاسة تايوان، وهو الأكثر تشددا فيما يتعلق بالاستقلال عن الصين قد يزيد من حدة التوتر في جنوب شرق آسيا وكامل منطقة المحيطين الهادئ والهندي خاصة وأن الصين أشارت في تصريحات سابقة إلى أن استقلال الجزيرة يعني الحرب.


وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن الغموض ما زال يحيط بملف تايوان على وجه الخصوص فعلى الرغم من تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه مازال متمسك بمبدأ "الصين الواحدة"، وذلك خلال لقاء القمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الذي جمع بينها في شهر نوفمبر الماضي، إلا أن أفعال الولايات المتحدة تتضارب مع تصريحاتها، حيث إنها تعد تايوان اقتصاديا وعسكريا في مواجهة الصين، كما أكد بايدن أن يرفض تغير وضع الجزيرة من خلال التدخلات الصينية.
وأوضح رامي إبراهيم، أن الولايات المتحدة ترفض تغير الوضع الراهن في تايوان خاصة وأنه يحقق مصالحها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، التي تشهد توترات مستمرة بين الصين وكل من اليابان والهند واستراليا وكوريا الجنوبية وبعض الدول الحليفة لواشطن، والتي ترى أن التحركات العسكرية لبكين في بحر الصين نوع من الاستفزاز واستعراض القوة، بينما ترى الصين أن التحالفات العسكرية التي تنشأ في المنطقة موجهة ضدها. 
ورأى الباحث في العلاقات الدولية، أن سياسات رئيس تايوان الجديد هي التي ستحدد مدى وحجم التوتر بين الأطراف الثلاثة (الصين – واشنطن - تايوان)، خاصة وأن بكين ترفض تصريحاته التي تعهد فيها بالحفاظ على "الوضع الراهن" وعرض على التحدث مع بكين "في ظل مبادئ المساواة والكرامة"، وهو ما رفضته الأخيرة وتراه يثير غضبها.
واعتقد رامي إبراهيم، أن الصين ليس لديها أي مجال لتقديم أية تنازلات بشأن تايوان، بمهما بلغ حدة التوتر مع الولايات المتحدة خاصة وأن الجزيرة تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة للصين ليس فقط بسبب أنها جزء من أراضيها بل لأنها تمثل القاعدة العسكرية التي تريد أمريكا تطويق الصين بها لاسيما في ظل التحولات التي يشهدها النظام العالمي الجديد واتجاه العالم إلى نظام متعدد الأقطاب.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن جزيرة تايوان تعتبر ضمن مجموعة جزر تمتد إلى عدد من الدول المحيطة بالصين والحليفة لواشنطن، ومنها انطلق أيضا الهجوم الياباني على الصين في الحرب العالمية الثانية، وتمسك الصين بالجزيرة لأنها تعلم أن استمرار تايوان خارج سيطرة بكين يعني تطويق أمريكي لها ويفقد الصين القدرة على الهيمنة الإقليمية في ظل التحولات الدولية، هذا بالإضافة إلى الأهمية القومية والاقتصادية.
وأبدى رامي إبراهيم، تخوفه من تصعيد رئيس تايوان الحالي، حدة التوترات مع الصين التي حاولت الولايات المتحدة منذ القمة الأخيرة التهدئة المرحلية لتجنب الصدام، وسعت إلى استئناف المحادثات العسكرية مرة أخرى بين بكين وواشنطن، بهد خفض حدة التوتر حتى لو بصفة مؤقتة.
وتابع: أن أي تصعيد ستكون تداعياته كارثية على الاقتصاد العالمي خاصة وأن الصين ترى أن الاستقلال يعني الحرب، كما لم تستطيع الولايات المتحدة التخلي عن تايوان وذلك لعدة اسباب منها أن هذا التخلي يعني تراجع الهيمنة الأمريكية في هذه المنطقة كما ستفقد مصداقية حلفائها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، هذا بخلاف الأهمية الاقتصادية للجزيرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رامي أبراهيم الباحث في العلاقات الدولية لاي تشينج تي الولایات المتحدة رامی إبراهیم حدة التوتر خاصة وأن

إقرأ أيضاً:

بكين تطالب واشنطن بإجراءات ملموسة لمعالجة مشاكلها في مجال حقوق الإنسان والاستجابة لتطلعات شعبها والشواغل الدولية

بكين-سانا

أكدت الصين أن حالة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية تتدهور بشكل متواصل، داعية الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة مشاكلها في هذا المجال والاستجابة لتطلعات الشعب الأمريكي والشواغل الدولية.

وأصدر المكتب الإعلامي في مجلس الدولة الصيني تقريراً عن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة لعام 2023، كاشفاً من خلاله عن تدهور حالة حقوق الإنسان بالحقائق والأرقام، وقال التقرير: “إن حقوق الإنسان باتت قضية مثيرة للاستقطاب بشكل متزايد في الولايات المتحدة ففي حين أن الأقلية الحاكمة تحتفظ بالهيمنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فإن غالبية الناس العاديين يعانون من ازدياد حدة التهميش، مع تجاهل حقوقهم وحرياتهم الأساسية”.

وأشار التقرير إلى أن الحقوق المدنية والسياسية تحولت إلى مجرد كلام في الولايات المتحدة، لافتاً إلى تفاقم مشكلات مثل العنف المسلح، والمعارك الحزبية، ووحشية الشرطة، وعدم فعالية المساءلة في منظومة إنفاذ القانون، والاحتجاز الجماعي، والعمل القسري، والاستقطاب السياسي، والتلاعب بالانتخابات، وتراجع مصداقية الحكومة.

وأضاف التقرير: “إن مرض العنصرية المزمن لا يزال قائماً، فالأمريكيون من ذوي الأصول الأفريقية يواجهون تمييزاً عنصرياً خطيراً وعدم مساواة في مجالات مثل إنفاذ القانون والخدمات الطبية، فيما يعاني الأمريكيون من ذوي الأصول الآسيوية أيضاً من تزايد حدة التمييز الممارس ضدهم، ناهيك عن استمرار انتهاك حقوق الأمريكيين الأصليين”.

وأكد التقرير أن الأيديولوجية العنصرية تنتشر بشدة في الولايات المتحدة وتمتد عبر الحدود، كما أن تزايد عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية يجعل الحياة في غاية الصعوبة بالنسبة للفقراء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ترفض التصديق على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأوضح التقرير أن ظاهرة “الفقر بين العمال” تنتشر على نطاق واسع، وتتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مبيناً أن الولايات المتحدة لم تصدق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ولا تزال هي الدولة العضو الوحيدة في الأمم المتحدة التي لم تصدق على اتفاقية حقوق الطفل، محذراً من الانتهاكات المستمرة لحقوق المرأة والطفل في البلاد، وفيما يتعلق بحقوق الإنسان خارج أراضي الولايات المتحدة، قال التقرير: “إن الولايات المتحدة تسعى منذ فترة طويلة إلى الهيمنة، وتمارس الأحادية وسياسات القوة، وتصنع الأزمات الإنسانية”.

وحذر التقرير من أن مشاكل حقوق الإنسان المختلفة في البلاد تهدد بشكل خطير قضية حقوق الإنسان العالمية وتعيق تطورها بشكل سليم، مشيراً إلى أن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة هي بالأساس امتياز لا يتمتع به سوى عدد قليل من الناس.

مقالات مشابهة

  • الصين: الولايات المتحدة تنتهك التزاماتها بدعمها القوى الانفصالية في تايوان
  • الولايات المتحدة تلوح بعقوبات على شركات صينية بحجة دعم مجمع الصناعات الدفاعية الروسي
  • أستاذ دراسات دولية يوضح تحديات العلاقات الصينية الأمريكية
  • قيس سعيد يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين
  • تايوان تنتقد خطة الصين لتوسيع تعليق معدلات التعريفات الجمركية التفضيلية
  • في اجتماع بسنغافورة.. خلاف بين وزيري الدفاع الأميركي والصيني بشأن تايوان
  • وزير الدفاع الصيني يطالب أمريكا بعدم التدخل في العلاقات بين الصين وتايوان
  • وزيرا دفاع أمريكا والصين يعقدان أول مباحثات وجها لوجه منذ 2022.. وهذا ما بحثاه
  • بكين تطالب واشنطن بإجراءات ملموسة لمعالجة مشاكلها في مجال حقوق الإنسان والاستجابة لتطلعات شعبها والشواغل الدولية
  • الخارجية الروسية تشبه سياسة الولايات المتحدة في تايوان بسياستها في أوكرانيا