حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم (2-4)
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
تباين الرؤى بين مراكز القوى داخل حزب الأمة
زين العابدين صالح عبد الرحمن
فكرة الوسطية التي كان يرعاها الإمام الصادق؛ كانت فكرته الشخصية، فشل أن يجعلها المرجعية الفكرية للحزب، إلا عند نخبة قليلة داخل الحزب، ربما يكون ذلك لتباين الأفكار وسط نخب الحزب، و ربما يكون الإمام قد أحدث نقلة نوعية في مسيرة الحزب لم تستطيع القاعدة التجاوب معها بالصورة التي تمكنها في ثقافة الحزب، الأمر الذي قد تبين بعد رحيل الإمام، أن الرؤى مختلفة.
أي متابع لحزب الأمة؛ يشعر بأن الحزب تتصارع فيه أربعة تيارات رئيس داخل الحزب... التيار الأول كان يتفق مع الإمام في المسعى، لكنه ما كان يريد أن يزاحم الإمام في اجتهاداته الفكرية، حتى لا يحدث نوع من التشويش على الفكرة، و هو تيار تمثله نخب قليلة تشتغل بالشغل الذهني لكنها لا تملك القوى الاجتماعية الكبيرة الداعمة، و التي تمكنها الدخول حلبة الصراع بقوة و شكل مكشوف.. الثاني تيار جديد ريديكالي كان قد وثق علاقته بالقوى الشبابية التي ظهرت كتيار له أثر داخل الحزب خلال ثورة ديسمبر، و هو ذات التيار الذي اعترض على حديث الإمام عندما قال " بوخت مرقه" و صعد على قمة التيار عناصر من بيت الإمام على سلم النسب و ليس اعتمادا على القدرات الفكرية و التنظيمية، و أيضا علاقة البعض منهم بالسياسة تنقصها التجربة. الدافع الأساسي الذي دفع هؤلاء أستثمار تيار الثورة التسابق بسبب الخلاف المستتر داخل أسرة الإمام نفسه. و هو التيار الذي كان قد أقنع الإمام قبل وفاته بفك تجميد نشاط الحزب في قوى الحرية و التغيير. و عللوا ذلك أن مجموعة " قحت المركزي" تفتقد إلي القاعدة الاجتماعية العريضة، و إن مشاركة حزب الأمة في التكوين السلطوي سوف يكون له 60% من مقاعد السلطة التنفيذية، و التشريعية إذا تكون المجلس التشريعي، و بالتالي يستطيع حزب الأمة أن يحافظة على قيادة العمل السياسي. و بالفعل طلب الحزب 60% من المحاصصة.
جاء وباء الكرونة و ذهب الإمام إلي الأمارات و توفي هناك بعد أيام قليلة في رحلة العلاج. فهل كانت الأمارات وراء سرعة رحول الإمام؟ هو الشك الذي لا توجد الإجابة عليه حتى الآن، و حتى الشك بدأ من بيت الإمام، و أن كانت الأحداث السياسية التي عقبت رحول الأمام تزيد من الشك، خاصة أن انف الأمارت دخلت في الشأن السياسي السودان منذ أيام الاعتصام، ثم بنت علاقتها مع بعض القيادات السياسية. كما موقف الإمام الذي كان رافضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني يزيد الشك اتساعا... التيار الثالث هو تيار محافظ يلتزم بالتعاليم الأنصارية و يقف مع المنتصر، و الذي يجب أن يكون من بيت الإمام. التيار الرابع هو تيار أنتهازي يتنقل بين التيارات المختلفة و هؤلاء يقفون مع مصالحهم و لا يتورعون من لعب الخشن إذا كان مكتوبا أو عضليا، و هي مجموعة قدراتها السياسية متواضعة لذلك تحاول أن تتسلق على أكتاف البعض، هؤلاء لم يكن لهم دورا بارزا في عهد الإمام، و لكن كانت أدواتهم مسرحية، من خلال مراقبتي إلي الإمام في القاهرة للإمام كان مناهض للتيار دون أن يدخل معهم في أي احتكاكات.
إذا انتقلنا إلي محطة أخرى، معرفة الأسباب التي جعلت التيار لريديكالي يخرج من الثقافة العامة لحزب الأمة، أن فكرة الإمام في عملية التحول الديمقراطي تعتمد على تفاهم بين المدنيين و العسكريين حتى تنجز مهام الفترة الانتقالية بسرعة و تنتقل البلاد إلي الشرعية الانتخابية، باعتبار الانتخابات سوف تفرز القوى السياسية و تقلل فرص بروز التحديات. لكن التيار الريديكالي نظر إليها نظرة أخرى تتمثل في: أن مناطق النزاعات و الصراعات الأهلية جميعها كانت داخل مناطق نفوذ حزب الأمة، و هي نزاعات قد فرضت قيادات جديدة تتبعها قاعدة اجتماعية مخصومة من رصيد الحزب، و هو التحدي الذي سوف يواجه مستقبل الحزب، كيف يستطيع أن يوقف هذه النزاعات و يستقطب القيادات التي فرضت نفسها على الساحة؟ خاصة أن قيادة الحركات قد أكدت من خلال فغالياتها و نشاطها السياسي أنها تريد الاستمرارية في العمل السياسي، و من خلال مؤسسات جديدة مغايرة للنفوذ القديم في المنطقة و معروف هو نفوذ " حزب الأمة"، كما ظهرت ميليشيا الدعم السريع كتيار يملك المال و السلاح و قد أظهرت الفترة الانتقالية أن قيادتها تريد أن تحافظ على أمتيازاتها بوجودها في السلطة.
قبل رحيل الإمام قبل كان قد قرأ فكرة الاستمرارية في السلطة في وجه محمد حمدان دقلو قائد الميلشيا، لذلك كان الصادق قد صرح إذا كان حميدتي يريد السياسة عليه أن يخلع البزة العسكرية و يكون حزبا... و عندما سئل عن إمكانية استيعابه داخل حزب الأمة؟ قال الإمام لا مانع لديهم.. أن الإمام كان بالفعل يريد حميدتي أن يكون أحد قيادات الحزب، و بالتالي يوفر للحزب الإمكانيات المادية, و يعزز مناطق نفوذ حزب الأمة، لكن رحيل الإمام جاء بخيارات أخرى، و بقيت فكرة حميدتي معلقة في الأذهان. فالتيار الريديكالي يحتاج لدعومات كبيرة في مواجهة الصراع السياسي من جانب و أيضا يحتاج إلي المال حتى تستطيع مؤسسات الحزب أن تقوم بدورها. كان رئيس الحزب المكلف غير قادر أن يوفق بين التيارات المتصارعة يرجع ذلك أيضا لضعف الخبرة السياسية، و كانت التيارات تتصارع على ثلاث هيئة رئاسة الحزب و هيئات الأمانة العامة و المكتب السياسي.. استطاع التيار الريديكالي أن يقنع رئيس الحزب المكلف بفكرة استمرار الحزب مع " قوى الحرية و التغيير المركزي" باعتبار أن الحزب استطاع أن يبني علاقات جيدة مع ممثلي الدول الخارجية، و أيضا مع دولة الأمارات العربية، و أن هؤلاء سوف يدعموا التيار من أجل الوصول للسلطة. أن رئيس حزب الأمة المكلف برمة ناصر هو صاحب فكرة تسليح المراحيل في فترة رئاسة الإمام لرئاسة و الوزراء، و هي ذات الفكرة التي أسس على ضوئها رئيس النظام السابق فكرة الجنجويد، و بالتالي التعامل معها في فترات تاريخية مغايرة ليس صعبا. نواصل... نسأل الله حسن البصيرة
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: داخل الحزب الإمام فی حزب الأمة من خلال
إقرأ أيضاً:
هواوي تنافس آبل: معالج Kirin X90 قادم للحواسب الذكية
مايو 13, 2025آخر تحديث: مايو 13, 2025
المستقلة/- في خطوة لافتة تعكس طموح شركة هواوي في التوسع نحو سوق الحواسب المحمولة والأجهزة الذكية عالية الأداء، كشفت تسريبات تقنية أن الشركة تعمل على تطوير معالج جديد تحت اسم Kirin X90، سيكون أول معالج مخصص للحواسب من إنتاج قسم HiSilicon التابع لها.
وبحسب المعلومات المتداولة على عدة مواقع تقنية، فإن المعالج المرتقب صُمّم ليكون منافسًا قويًا لمعالجات الفئة “M” التي تطورها شركة آبل، والتي أثبتت تفوقًا كبيرًا في مجال الأداء واستهلاك الطاقة. وسيكون Kirin X90 مخصصًا للعمل على الأجهزة التي تعتمد نظام HarmonyOS، ما يعزز توجه هواوي نحو الاستقلال التقني الكامل.
بنية قوية وأداء مرنيتميّز معالج Kirin X90 ببنية هندسية تتكون من 10 أنوية، ما يجعله نسخة مطوّرة عن معالج Kirin 9010 المستخدم حاليًا في هواتف Pura 70. وتوزع هواوي الأنوية في هذا المعالج كما يلي:
4 أنوية أساسية تعتمد على بنية Taishan V121، مخصصة للمهام الثقيلة.
4 أنوية للأداء تعتمد على بنية Taishan V120، متوازنة بين القوة والكفاءة.
نواتان موفرتان للطاقة تستندان إلى بنية Cortex-A510، لضمان استهلاك منخفض عند تنفيذ المهام البسيطة.
هذا التصميم المتقدم سيمنح المعالج القدرة على توزيع الحمل بذكاء بين الأنوية، اعتمادًا على نوع المهمة المطلوبة، مما يعزز الكفاءة ويطيل عمر البطارية في الأجهزة المحمولة.
دعم قوي للذاكرة والتخزينسيتمكن المعالج الجديد من العمل مع ذواكر وصول عشوائي (RAM) من نوع LPDDR5-6400 بسعات تصل إلى 32 غيغابايت، ما يمنحه قدرة كبيرة على معالجة المهام المتعددة. كما سيدعم ذواكر تخزين SSD بسعات تصل إلى 2 تيرابايت، ما يجعله مناسبًا لأجهزة الحواسب عالية الأداء، سواء للمستخدمين العاديين أو المحترفين.
ومن حيث الاتصال ونقل البيانات، سيدعم Kirin X90 ما يصل إلى 3 منافذ من نوع USB-4، وهي ميزة مهمة تضعه في مصاف المعالجات المتقدمة عالميًا.
خطوة استراتيجية نحو الاستقلاليرى محللون أن تطوير هذا المعالج يشكّل نقلة نوعية لهواوي، التي تسعى منذ سنوات إلى كسر التبعية للمعالجات الغربية بعد العقوبات الأمريكية. كما يعكس تصميم المعالج اعتماد هواوي على بنية مطورة محليًا في معظم الأجزاء، مما يدعم رؤيتها في بناء منظومة تكنولوجية متكاملة مستقلة عن الغرب.
وفي حال صدقت هذه التسريبات، فإن هواوي تستعد لمنافسة جدية في سوق المعالجات المخصصة للحواسب المحمولة، وهو سوق تهيمن عليه شركات كبرى مثل Apple وIntel وAMD.
ويبقى السؤال: هل يتمكن Kirin X90 من إثبات نفسه فعليًا في اختبارات الأداء على أرض الواقع؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة مع اقتراب الإعلان الرسمي عن أول حواسب تعمل به.