الدولة الفلسطينية والحلم اليهودى المزعوم
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
مازالت إسرائيل ماضية فى غيها، ولا زال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يراهن على تدمير غزة وتحقيق الحرب أهدافها كاملة، وذلك إنقاذا لمستقبله ومستقبل حزبه السياسى بعد الهجوم الكبيرالذى يتعرض إليه حالياً من الجبهة الداخلية الرافضة للحرب والداعية لعودة الرهائن بأى شكل، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة التى منيت بها دولة الاحتلال بسبب الحرب، والخسائر التى تعرض لها الاحتلال على المستوى العسكرى فى العدة والعتاد وقتل العشرات من الجنود وارتفاع الإصابات بين أفراد الجيش بصورة غير مسبوقة.
نتنياهو أعلن قبل ساعات أنه يتعين على إسرائيل السيطرة على المنطقة بأكملها من البحر إلى النهر!!
التصريح العنترى لرئيس وزراء الاحتلال جاء بعد تسريبات من الصحافة الأمريكية عن خطة سلام عربية أمريكية تتضمن إيقاف الحرب فى غزة وإعادة إعمار القطاع بالإضافة إلى التطبيع العربى الكامل مع إسرائيل مقابل السماح بإقامة دولة فلسطينية مستقبلًا.
بادر نتنياهو فى تصريح له عبر الإعلام العبرى ردا على التسريبات حول المشروع العربى الأمريكى بأن إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية، والكيان يعتمد على أن وجود الدولة الفلسطينية يعنى فى المقام الأول القضاء على الحلم اليهودى من المحيط إلى الخليج إلى الأبد، وأن الحرب الحالية هى الفرصة الأخيرة لتهجير الغزاويين من القطاع لبدء مرحلة التوسع المزعومة.
سقوط المقاومة الفلسطينية هى البداية الفعلية لتحقيق حلم إسرائيل بدولتها الكبرى، وهو الأمر الذى أصبحت إسرائيل تعلنه على الملأ دون خوف أو خجل.
وباتت الحرب على غزة مسألة خلاف وفرقة بين أعضاء مجلس حرب الكيان حول تقييم نتائج مجريات الحرب على غزة حتى يصل الأمر إلى مشاركة بينى غانتس وايزنكوت، فى مسيرات تطالب بتحديد أهداف الحرب وما يجب عمله خلال المرحلة المقبلة، فى الوقت الذى يواصل فيه نتنياهو ادعاءاته الكاذبة بانتصاراته المزعومة فى غزة، وقرب موعد تحقيق المعركة لأهدافها وتهجير الغزاويين إلى دول الجوار.
باختصار.. المقاومة فى غزة مازالت فى عز انتصارها عسكريا كونها استطاعت الصمود طوال 105 أيام أمام حرب الإبادة التى يرتكبها جيش الاحتلال فى القطاع مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا فى حربه جوا وبحرا وبرا على مدار الساعة، بل واستطاعت المقاومة أن تلحق بالمحتل العديد من الخسائر وتصيب أهدافا فى قلب تل أبيب وتنزل بجنوده ومواطنيه الفزع والرعب.
يحدث ذلك على الرغم من أن المقاومة محاصرة إقليميا وفاقدة للدعم ومحاربة دوليا، وقد اضطرت إسرائيل لسحب 20 ألف مقاتل من غزة مؤخرا خوفا من الهجمات التى يتعرض لها الجنود من قبل بواسل المقاومة.
تبقى كلمة.. إسرائيل تستخدم حاليا ورقة الضغط الوحيدة المتوفرة لديها بعدما استنفدت كل ألاعيبها للضغط على أهالى غزة وهى تجويع الغزاويين وذلك بعد يأسها من تحقيق انتصار ملموس على أرض المعركة.
مهما طال صيام الغزاويين فإن الله معهم يؤيدهم بنصر من عنده، ونصر الله قريب، وإفطاركم إما فى الجنة، أو على أرض وطنكم المحرر بإذن الله، ولا عزاء لفرق التنديد والشجب والصراخ والأيادى المكتوفة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدولة الفلسطينية باختصار إسرائيل الاحتلال نتنياهو تدمير غزة
إقرأ أيضاً:
12 شهرًا من الدم.. نتنياهو يراوغ لإطالة أمد حرب غزة حتى 2026| تقرير خاص
وسط تحركات سياسية مكثفة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تعقيد المشهد بشروط تعجيزية تتجاوز إطار التهدئة، وتفتح الباب أمام بقاء الاحتلال بل وتنفيذ مخططات تهجير قسري للفلسطينيين.
فبعد تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 17 يناير الماضي، عاد نتنياهو ليطرح شروطًا قاسية شملت تسليم الأسرى، ونزع سلاح المقاومة، وانتشار جيشه داخل غزة، ورسم مستقبل القطاع بما يخدم مصالح الاحتلال.
وقوبلت هذه المطالب برد من حركة حماس عبر مقترح "الرزمة الشاملة"، والذي نص على إطلاق الأسرى دفعة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال، وفتح المعابر، وبدء الإعمار تحت إشراف لجنة تكنوقراط فلسطينية وفق المقترح المصري.
سعت حماس عبر قيادة محمد درويش إلى تفعيل المسار السياسي، من خلال لقاءات مكوكية في القاهرة والدوحة وأنقرة، مدعومة بتأييد من الرأي العام الإسرائيلي، وتوجهات واشنطن التي عبّر عنها مبعوث شؤون الأسرى آدم بولر.
في المقابل، لجأ نتنياهو إلى تكتيكين؛ أولهما بحث سيناريوهات إدخال المساعدات عبر محور موراغ جنوب غزة، وسط مقترحات بجعل مدينة رفح منطقة خيام تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، في خطوة يُخشى أن تتحول إلى مركز اعتقال جماعي أو نقطة انطلاق لعملية تهجير قسري خارج القطاع، ما يفاقم المأساة الإنسانية ويقوّض الدور الإغاثي للأمم المتحدة.
أما الخطوة الثانية، فتمثلت بإيفاد رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة، ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر إلى القاهرة، في ما بدا أنه تحرك شكلي لاستنزاف الوقت والضغط الدولي، دون نية حقيقية لبلورة تسوية.
ومع تصاعد الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن نية استمرار الحرب حتى أكتوبر أو حتى 12 شهرًا إضافيًا، يبدو أن نتنياهو يراهن على استخدام الحرب كورقة انتخابية عشية الانتخابات البرلمانية المرتقبة منتصف 2026. السيناريوهات المتوقعة تشمل:
إما فرض استسلام فلسطيني تام يتيح له إعلان نصر سياسي وعسكري.أو الدخول في مفاوضات متأخرة يسوّقها كرغبة إسرائيلية لإنهاء الحرب بعد "تحقيق أهدافها".في الحالتين، يسعى نتنياهو إلى استثمار الحرب سياسيًا لتعزيز موقعه الانتخابي، مستندًا إلى خطاب الانتصار أو "الحل الواقعي" الذي يعيد الأسرى ويُنهي القتال.