سودانايل:
2025-05-19@23:53:21 GMT

بابنوسة القِميرة !!

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

بقلم: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

●إن ما يجري الآن من معارك طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة ومقتل العشرات وتشريد الآلاف من المواطنين، قد وقعت من قبل بمدن سودانية أخرى ، وبسط الطرف المنتصر فيها سيطرته وهيمنته، فهذه هي مآسي الحرب وآلامها من قتل وتشريد ونهب للمتلكات وتدمير للمرافق العامة.



●إن بنية الدولة السودانية مختلة تاريخياً وتحتاج إلى تغيير جذري شامل وبناء دولة مواطنة متساوية بين جميع السودانيين والإجابة على كافة الأسئلة التي قادت إلى الحروبات وعدم الإستقرار السياسي منذ أول تمرد إندلع في السودان بمدينة توريت في عام 1955م، ولكن الحرب ليست الوسيلة المثلي طالما توفرت وسائل سلمية وأقل كلفة مادية وبشرية، فإن حركات الكفاح الثوري المسلح قد أضطرت إضطراراً لحمل السلاح ضد الحكومات التي ظلت ترفض المساواة والعدالة بين أبناء وأقاليم السودان المختلفة، وفك سيطرة أقلية صفوية على مقاليد الأمور وفرض مشاريع سياسية أحادية في وطن متعدد ومتنوع ثقافياً وعرقياً ودينياً.

●إن هذه الحرب وسابقاتها قد خلقت تشوهات عميقة في جسد المجتمع السوداني، وضاعفت من حدة الأزمات والتباينات العرقية والمناطقية التى كانت موجودة أصلاً بفعل ممارسات وسلوك الحكومات المتعاقبة، وفرضت واقعاً جديداً ومتغيرات عسكرية وسياسية وأمنية وقانونية وأوضاعاً إنسانية وإجتماعية حرجة ومعقدة تحتاج لجهود وطنية مضنية وصادقة لتجاوزها.

●إن المؤسف حقاً وما يدعو للفزع من كل وطني غيور وصادق في إنتمائه لهذا التراب، إن كرة الصراع قد صارت تتحدرج بسرعة نحو خلق إصطفافات جديدة ذات طبيعة مناطقية وعرقية وتسميم المشهد بخطابات عنصرية متخلفة تعبر بجلاء عن أمراضنا الإجتماعية وضعف إنتماءنا الوطني ، ومثل هذه الأفعال قد تعصف بكيان الدولة المهتريء والمأزوم، ومكمن الخطورة في أن مسرح الحرب الأهلية الشاملة قد بات جاهزاً، فقط ينتظر عود ثقاب حتى يحترق السودان ومن فيه.

●إن الدول لا تُبني بالمرارات والغبائن والأحقاد والثأرات القديمة، ويتطلب من جميع فرقاء السودان تقديم كافة التنازلات مهما كانت مؤلمة من أجل سلامة بلادهم وشعبهم.

●هنالك دولاً وشعوباً من حولنا قد مروا بنفس تجربتنا بل أسوا منها، ولكن توفر لديهم قادة عظام، تناسوا كل المرارات والخلافات والدماء التي سالت، وقادوا بلدانهم نحو المصالحة الشاملة والسلام، ودفعوا كلفة الإنتقال من مربع الحرب والدمار إلى مربع الإستقرار والنماء والتداول السلمي للسلطة.

●دونما شك أن السودان لا يخلو من قادة عظام من عيار نيلسون مانديلا وبول كاغامي، ولكن لم تتاح لهم الفرصة أو يُسمع لما يقولونه من أفكار وآراء وإجتراح للحلول ، وقد تسيد المشهد عاطلو المواهب والرجرجة والدهماء، الذين ينظرون للوطن من خلال منظار مصالحهم الضيقة، وصدورهم المحشوة بالإنتقام والثأر، إرضاءًا لغرورهم المريض ولو على جثة وطن يتداعي للسقوط!.

●متى ينهض شعبنا من سباته العميق ويشكل وعي جمعي حقيقي وكيان وطني عريض على إمتداد السودان، رافض للحرب وخطابات الكراهية والعنصرية التي ما فتئت تفت من عضد الدولة والوجدان الوطني المشترك، عبر الأفعال وليس الأقوال وحدها، ويفرض شروط إيقاف وإنهاء الحرب والتحول المدني الديمقراطي عبر كافة الوسائل السلمية الممكنة، وبأعجل ما يكون حتى لا نبكي على وطن فرطنا فيه بتخاذلنا أو تواطوءنا؟!.

#قلبي_على_وطني

25 يناير 2024م

elnairson@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب

نقلت وكالة ‏رويترز، عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إنه لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".

وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

مقالات مشابهة

  • فصل الجيش عن الحزب والحركة
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يتعهد بإنهاء الأزمة والذهاب للمناطق التي تنطلق منها “مسيرات” المليشيا
  • عادل الباز يكتب: كيف نرد على عدوان الإمارات؟ (2)
  • حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • السودان.. الجدل يعود حول "الرصاصة الأولى"
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • المفاجأة التي لم تخطر على المتمرد عبد العزيز الحلو، حليف ميليشيا آل دقلو الإرهابية، أن الجيش على بُعد 43 كيلومترًا من كاودا