عربي21:
2025-05-10@06:40:09 GMT

الإنزال الجوي هو الحل الوحيد لإنقاذ غزة

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

يقترب العدوانُ الاسرائيلي على غزة من إتمام أربعة شهور متواصلة، وبات واضحا أن إسرائيل تستخدم سياسة التجويع والحصار للمدنيين كأحد الأسلحة في هذه الحرب، وهي جريمة مكتملة الأركان، تُشكل انتهاكا لا لبس فيه للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على ضرورة حماية هؤلاء المدنيين وتوفير الأساسيات الضرورية لهم، لا تجويعهم خلال العمليات العسكرية والقتالية.

 

إسرائيل تشنُ حربا مفتوحة ضد المدنيين في غزة، ولم يعد هناك أي شك في أنها حرب مقصودة في سياق العقاب الجماعي لكل السكان في القطاع، ولذلك فليس أمام الدول المانحة، بما فيها الدول العربية والإسلامية، سوى استخدام أسلوب "الإنزال الجوي الإنساني"، من أجل إمداد السكان المدنيين بالمساعدات الإنسانية الضرورية من الطعام أو الدواء أو غير ذلك، حيث دخلت غزة منذ عدة أسابيع في حالة "مجاعة"، وهي مجاعة وصفتها الأمم المتحدة في أحد تقاريرها بأنها في أعلى درجاتها.

"الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية" هو أسلوب قديم ومعترف به دوليا من أجل إيصال المساعدات لمستحقيها، حيث تقول منظمة "الصليب الأحمر"؛ إن هذا الأسلوب يتم استخدامه "عندما تكون البنية التحتية ضعيفة، أو لا وجود لها من الأساس، أو عندما تتسبب الأحداث المناخية في عزل المجتمعات المحلية بصورة مؤقتة، أو عندما يستعصي على المنظمات الإنسانية الوصول إلى المجتمعات المحلية نتيجة انعدام الأمن، فعندئذٍ يمكن إيصال المساعدات المنقذة للحياة بصورة عاجلة باستخدام الإنزال الجوي". 
 
كما أن الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية تم استخدامه في مرات عديدة عبر التاريخ، آخرها وأهمها الإنزال الجوي الأردني الذي تم تنفيذه مرتين خلال هذه الحرب على غزة، حيث كان الأردن أول من بادر إلى ذلك خلال هذه الحرب، وتمكن بالفعل من إنزال مواد طبية على المستشفيين الميدانيين التابعين للجيش الأردني في غزة، وتمكن بالفعل تبعا لذلك من ضمان استمرارهما في العمل واستمرارهما في تقديم الخدمات الطبية لمحتاجيها من أبناء القطاع.

وتاريخيا ثمة العديد من المبادرات المشابهة، حيث إن حصار برلين الذي استمر من منتصف العام 1948 حتى منتصف العام 1949 تم التغلب عليه بإنزال المعونات الإنسانية جوا، وإنقاذ ملايين الألمان المحاصرين هناك، وكذا الحال بالنسبة لحصار مدينة "دنكيرك" البريطانية خلال العام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية عندما بدأ الجنود البريطانيون يتساقطون جوعا وعطشا، قبل أن يتم إنقاذهم بمساعدات إنسانية تم إنزالها جوا.

في حالة غزة، فإن الأردن قدم مثالا ناجحا على إمكانية تنفيذ "إنزال جوي إنساني"، وهذا يعني أن العذر المتداول لعدم إيصال المساعدات إلى غزة لا معنى له، فإسرائيل لا تستطيع من الناحية العملية أن تتصدى لطائرة تابعة لدولة ما، وتقوم بإسقاط مساعدات إنسانية وأدوية وأغذية للنازحين المدنيين في غزة. وهذا يعني أن العديد من الدول وربما المنظمات الإنسانية أيضا تستطيع أن تفعل ذلك، كما فعل الأردن تماما، كما أن الأردن ذاته يستطيع أن يعاود الكرة مرارا من أجل إنقاذ من يُمكن إنقاذه من المدنيين. 

وكذا الحال بالنسبة لمصر التي تقول بأن إسرائيل هي التي تعرقل إدخال المساعدات إلى غزة، وأن معبر رفح مفتوح على مدار الساعة، فإذا ما كان الإسرائيليون يعرقلون دخولها برا، فلا حل لهذه المساعدات المكدسة سوى بتحميلها في طائرات، ومن ثم إلقائها فوق رؤوس المدنيين على الأرض ليلتقطوها ويؤمنوا أكلهم وشربهم ودواءهم.

وإذا لم يحصل الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية على غزة، فإن المنطقة بأسرها تكون قد شاركت في حصار غزة وتجويع سكانها، وهي جريمة حرب إسرائيلية سيسجلها التاريخ إلى الأبد، خاصة أن بعض التقارير تشير إلى أن الذين سيفقدون حياتهم في غزة بسبب الجوع والمرض، أكثر بكثير من الضحايا المباشرين لهذه الحرب. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإنزال الجوي فلسطين غزة إنزال جوي محمد عايش مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإنزال الجوی فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يستعد لإعلان خطة شاملة لإنهاء الحرب في غزة تحت إشراف أمريكي مباشر

كشفت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم الإعلان عن خطة شاملة تهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.

ووفقاً لصحيفة "إسرائيل هيوم"، تتضمن الخطة اتفاقًا على وقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف أمريكي مباشر. كما تشمل الخطة إقامة مراكز لتوزيع الإمدادات الإنسانية، يديرها الجيش الأمريكي بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تنظيم عملية إعادة إعمار واسعة للبنية التحتية في القطاع، والتي دمرت خلال التصعيد الأخير.

الولايات المتحدة تمهد لتفويض مؤسسة جديدة لإدارة المساعدات في غزةعلى بُعد خطوات.. أمريكا تعلن التوصل إلى حل لإيصال المساعدات الغذائية إلى غزة6 دول أوروبية ترفض أي تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزةنقص الوقود.. توقف 75% من مركبات الدفاع المدني في غزة عن الخدمةإسرائيل تتوعد إيران: سنفعل بكم ما فعلناه بحماس في غزةبوليفيا تطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية في غزة والبدء بحل سياسي عادل ودائم12 شهرًا من الدم.. نتنياهو يراوغ لإطالة أمد حرب غزة حتى 2026| تقرير خاصترامب يتحدث عن تطورات مرتقبة في ملف غزة والإعلان خلال ساعات

ورغم التقدم الذي تم إحرازه في التفاهمات، تبقى أكبر عقبة أمام تنفيذ الخطة هي رفض كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسليم سلاحها والخروج من قطاع غزة.

وتضغط الدول العربية، بقيادة مصر والسلطة الفلسطينية، بشكل مكثف على الحركة من أجل قبول الاتفاق، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة في غزة بعد الزيارة المرتقبة للرئيس ترامب إلى المنطقة.

الولايات المتحدة تمهد لتفويض مؤسسة جديدة لإدارة المساعدات في غزةعلى بُعد خطوات.. أمريكا تعلن التوصل إلى حل لإيصال المساعدات الغذائية إلى غزة6 دول أوروبية ترفض أي تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزةنقص الوقود.. توقف 75% من مركبات الدفاع المدني في غزة عن الخدمةإسرائيل تتوعد إيران: سنفعل بكم ما فعلناه بحماس في غزةبوليفيا تطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية في غزة والبدء بحل سياسي عادل ودائم12 شهرًا من الدم.. نتنياهو يراوغ لإطالة أمد حرب غزة حتى 2026| تقرير خاصترامب يتحدث عن تطورات مرتقبة في ملف غزة والإعلان خلال ساعات

أشارت التقارير إلى أن إسرائيل لم تكن طرفًا في بلورة تفاصيل الخطة بشكل كامل، وقد تُعرض على القيادة الإسرائيلية كأمر واقع. تشمل البنود المحتملة منح حركة حماس دورًا في الإدارة المدنية المستقبلية للقطاع، إضافة إلى ضمانات بشأن حصانة قادتها ودمج عناصر الشرطة التابعة لها في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

هذه البنود تضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام تحدٍّ صعب، حيث يتعين عليه اتخاذ قرار بين قبول اتفاق لا يلبي كامل المطالب الإسرائيلية أو مواجهة أزمة ائتلافية داخل حكومته.

في الوقت نفسه، تعمل بعض الأطراف داخل الإدارة الأمريكية والكونجرس على طمأنة تل أبيب، مؤكدين أن أي تسوية لن تكون على حساب المصالح الأمنية الإسرائيلية. من المقرر أن تكون زيارة ترامب إلى المنطقة فرصة لتوضيح تفاصيل الخطة والتوصل إلى اتفاق يحقق توازناً بين مصالح جميع الأطراف.
 

طباعة شارك دونالد ترامب ترامب إسرائيل غزة قطاع غزة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • الأردن يتصدر جهود الإنزال الجوي في غزة بـ125 عملية من أصل 391
  • مطالب جديدة للمنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ الأرواح في غزة
  • دون تدخل إسرائيلي.. خطة أمريكية لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة
  • ترامب يستعد لإعلان خطة شاملة لإنهاء الحرب في غزة تحت إشراف أمريكي مباشر
  • المنظمة الماليزية: لا رسوم أردنية على المساعدات لغزة والإنزال الجوي تم بدعم رسمي
  • السيسي يتحدث عن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • هجوم بطائرات مسيّرة على مستودعات نفطية بولاية النيل الأبيض .. جوتيريش: التفاوض “الحل الوحيد” للأزمة.. وتمدد النزاع “يدق ناقوس الخطر”
  • الإمارات.. دعم لا يتوقف لإنقاذ السودان
  • اقْتِصَادَاتُ الحَل التَفَاوُضِي فِي السُودِان
  • المساعدات الإنسانية في غزة بين الهوان العربي والهولوكوست الصهيوني