عربي21:
2025-06-27@16:32:16 GMT

الإنزال الجوي هو الحل الوحيد لإنقاذ غزة

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

يقترب العدوانُ الاسرائيلي على غزة من إتمام أربعة شهور متواصلة، وبات واضحا أن إسرائيل تستخدم سياسة التجويع والحصار للمدنيين كأحد الأسلحة في هذه الحرب، وهي جريمة مكتملة الأركان، تُشكل انتهاكا لا لبس فيه للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على ضرورة حماية هؤلاء المدنيين وتوفير الأساسيات الضرورية لهم، لا تجويعهم خلال العمليات العسكرية والقتالية.

 

إسرائيل تشنُ حربا مفتوحة ضد المدنيين في غزة، ولم يعد هناك أي شك في أنها حرب مقصودة في سياق العقاب الجماعي لكل السكان في القطاع، ولذلك فليس أمام الدول المانحة، بما فيها الدول العربية والإسلامية، سوى استخدام أسلوب "الإنزال الجوي الإنساني"، من أجل إمداد السكان المدنيين بالمساعدات الإنسانية الضرورية من الطعام أو الدواء أو غير ذلك، حيث دخلت غزة منذ عدة أسابيع في حالة "مجاعة"، وهي مجاعة وصفتها الأمم المتحدة في أحد تقاريرها بأنها في أعلى درجاتها.

"الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية" هو أسلوب قديم ومعترف به دوليا من أجل إيصال المساعدات لمستحقيها، حيث تقول منظمة "الصليب الأحمر"؛ إن هذا الأسلوب يتم استخدامه "عندما تكون البنية التحتية ضعيفة، أو لا وجود لها من الأساس، أو عندما تتسبب الأحداث المناخية في عزل المجتمعات المحلية بصورة مؤقتة، أو عندما يستعصي على المنظمات الإنسانية الوصول إلى المجتمعات المحلية نتيجة انعدام الأمن، فعندئذٍ يمكن إيصال المساعدات المنقذة للحياة بصورة عاجلة باستخدام الإنزال الجوي". 
 
كما أن الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية تم استخدامه في مرات عديدة عبر التاريخ، آخرها وأهمها الإنزال الجوي الأردني الذي تم تنفيذه مرتين خلال هذه الحرب على غزة، حيث كان الأردن أول من بادر إلى ذلك خلال هذه الحرب، وتمكن بالفعل من إنزال مواد طبية على المستشفيين الميدانيين التابعين للجيش الأردني في غزة، وتمكن بالفعل تبعا لذلك من ضمان استمرارهما في العمل واستمرارهما في تقديم الخدمات الطبية لمحتاجيها من أبناء القطاع.

وتاريخيا ثمة العديد من المبادرات المشابهة، حيث إن حصار برلين الذي استمر من منتصف العام 1948 حتى منتصف العام 1949 تم التغلب عليه بإنزال المعونات الإنسانية جوا، وإنقاذ ملايين الألمان المحاصرين هناك، وكذا الحال بالنسبة لحصار مدينة "دنكيرك" البريطانية خلال العام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية عندما بدأ الجنود البريطانيون يتساقطون جوعا وعطشا، قبل أن يتم إنقاذهم بمساعدات إنسانية تم إنزالها جوا.

في حالة غزة، فإن الأردن قدم مثالا ناجحا على إمكانية تنفيذ "إنزال جوي إنساني"، وهذا يعني أن العذر المتداول لعدم إيصال المساعدات إلى غزة لا معنى له، فإسرائيل لا تستطيع من الناحية العملية أن تتصدى لطائرة تابعة لدولة ما، وتقوم بإسقاط مساعدات إنسانية وأدوية وأغذية للنازحين المدنيين في غزة. وهذا يعني أن العديد من الدول وربما المنظمات الإنسانية أيضا تستطيع أن تفعل ذلك، كما فعل الأردن تماما، كما أن الأردن ذاته يستطيع أن يعاود الكرة مرارا من أجل إنقاذ من يُمكن إنقاذه من المدنيين. 

وكذا الحال بالنسبة لمصر التي تقول بأن إسرائيل هي التي تعرقل إدخال المساعدات إلى غزة، وأن معبر رفح مفتوح على مدار الساعة، فإذا ما كان الإسرائيليون يعرقلون دخولها برا، فلا حل لهذه المساعدات المكدسة سوى بتحميلها في طائرات، ومن ثم إلقائها فوق رؤوس المدنيين على الأرض ليلتقطوها ويؤمنوا أكلهم وشربهم ودواءهم.

وإذا لم يحصل الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية على غزة، فإن المنطقة بأسرها تكون قد شاركت في حصار غزة وتجويع سكانها، وهي جريمة حرب إسرائيلية سيسجلها التاريخ إلى الأبد، خاصة أن بعض التقارير تشير إلى أن الذين سيفقدون حياتهم في غزة بسبب الجوع والمرض، أكثر بكثير من الضحايا المباشرين لهذه الحرب. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإنزال الجوي فلسطين غزة إنزال جوي محمد عايش مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإنزال الجوی فی غزة

إقرأ أيضاً:

أحد مهندسي صفقة شاليط: ترامب الوحيد القادر على وقف حرب غزة

قال غيرشون باسكين، أحد مهندسي صفقة جلعاد شاليط، إنه إذا واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهجه الحالي في قطاع غزة، فلن يعيد الأسرى وسيقتل مزيدا من الجنود، مؤكدا أنه إذا لم يقرر إنهاء الحرب فعلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالبته بذلك.

وأضاف غيرشون -في مقابلة للجزيرة- "الرئيس ترامب يدعم نتنياهو وعلى رئيس الوزراء رد الجميل له بإنهاء الحرب"، مشيرا إلى أن الأخير يريد استمرار الحرب "خوفا على منصبه" والسبيل الوحيد تدخل ترامب.

وشدد على أنه طالما بقي الجنود الإسرائيليون في غزة فسيظلون أهدافا لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرا إلى أن الحركة يمكنها حتى في الظروف الحالية صنع أسلحة جديدة، وفق تعبيره.

كما قال، إنه من غير المحتمل أن يجبر الرأي العام الإسرائيلي نتنياهو على إنهاء الحرب، خاصة وأن رئيس الوزراء يمنع أي نقاش بناء بشأن اليوم التالي للحرب في غزة.

وأكد أن الإسرائيليين لن ينسوا أن نتنياهو مسؤول عن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وعليه أن يوقف الحرب.

هجوم دام

يشار إلى أن تصريحات غيرشون تأتي عقب هجوم دام شنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في خان يونس خلف 7 قتلى عسكريين إسرائيليين ونحو 15 جريحا، مما أثار ردود فعل غاضبة داخل إسرائيل ومطالبات بموقف حرب غزة، كما أوقفت الحرب الأخيرة على إيران.

وقد أبدت حركة حماس مرارا استعدادها لعقد صفقة، تطلق بموجبها الأسرى مع وقف إطلاق نار دائم وانسحاب الاحتلال من غزة، لكن نتنياهو وضع عراقيل عدة، منها مطالبته بنزع سلاح الحركة، وألّا يكون لها أي دور في القطاع مستقبلا.

ويتعرض نتنياهو للضغوط الإسرائيلية، لا سيما من عائلات الأسرى وزعماء المعارضة، وسط اتهاماته بإفشال إبرام صفقة، وإصراره على مواصلة الحرب "لأغراض تتعلق بمصالحه ومستقبله السياسي".

إعلان

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل حرب إبادة في غزة، خلفت نحو 188 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة متفاقمة.

مقالات مشابهة

  • «الإغاثة الطبية في غزة»: استهداف متعمد للجائعين خلال استلام المساعدات الإنسانية
  • الإغاثة الطبية بغزة: جنود الاحتلال اعترفوا بإطلاق النار للمناطق العلوية بأجساد المدنيين
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم المساعدات كوسيلة لاستهداف المدنيين في غزة
  • إسرائيل توقف مؤقتاً إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • أحد مهندسي صفقة شاليط: ترامب الوحيد القادر على وقف حرب غزة
  • خامنئي: الولايات المتحدة تدخلت لإنقاذ إسرائيل من التدمير الكامل
  • مجازر الطحين في غزة.. لماذا تقتل إسرائيل المدنيين في طوابير المساعدات؟
  • الأونروا: المساعدات الإنسانية تنتظر خارج حدود غزة وهي جاهزة للدخول
  • تأثير الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والبنية التحتية بإيران
  • الاونروا: آلية المساعدات في غزة "فخ موت" يهدد حياة المدنيين