عربي21:
2025-05-11@08:20:06 GMT

أمم وقرى

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

لولا مراسلنا في جهات الأرض الأربع، شوقي الريس، لما عرفت أن قمة عدم الانحياز قد عقدت في العاصمة الأوغندية كمبالا، سابقاً عاصمة ملك أسكوتلندا، المارشال عيدي أمين. آخر قمة حضرتها للكتلة كانت العام 1994 في جاكرتا. (وكان شوقي يغطيها أيضاً). اعتقدت يومها أن الحركة سوف تعيش قمة أخرى أو قمتين. ولا أزال، مع أن وزير خارجية أوغندا مصرّ على أنها قابلة للحياة.



ظهرت الحركة أواخر الخمسينات مع انحسار الاستعمار عن معظم الكرة الأرضية. وادعت أنها مستقلة عن الدولتين الكبريين، أميركا وروسيا، مع أنها كانت في الواقع أقرب إلى السوفيات، كما كانت تضم بين أركانها رئيس وزراء الصين، شو آن لاي. أما الزعماء الآخرون، فكانوا الأوروبي الوحيد المارشال تيتو، وجواهر لال نهرو، وجمال عبد الناصر، وكوامي نكروما رئيس غانا. استضاف تيتو في بلغراد العام 1961 أول تجمع عالمي يقلق الغرب. لكن بعد وفاته تفككت يوغوسلافيا وتحاربت وعادت بلاد البلقان إلى عادتها القديمة.

ولم يعش زهو الحياد طويلاً. طفقت الانقلابات العسكرية تخرّب الدول الجديدة، وعمّ الفساد، وأخذت الحروب الأهلية، كما في إندونيسيا، أحجاماً مريعة. وبدل أن يستقل المستقلون عن صراع الكبار، أصبحوا جزءاً منه.

كانت الشيوعية أهم نقاط وأسباب الصراع، فلما انتهت كعقيدة، تغير شكل الصراع. وبدا وكأنه لا حاجة بعد لصرف المليارات في محاربتها. ومعها زال وهج الحركة وحماس الشعوب. ومع غياب المؤسسين الكبار فقد التجمع التاريخي ألقه الأول. واشتدّت صراعات الحدود والقبائل والثروات الطبيعية، وأطفئت أضواء المهرجان.

أعطيت الحركة أسماء شاعرية كثيرة، لكنها لم تساعد في شيء: «الحياد الإيجابي». «التكتل الآسيوي الأفريقي». «عدم الانحياز». لا شيء.

عاد العالم إلى شريعته، أي «شريعة الغاب». تأمل اللوحة أمامك: العالم يهتز خوفاً ونفياً بسبب مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين، ويفشل في وقف إطلاق المدافع والصواريخ والقنابل الفوسفورية على آلاف الأطفال، كل يوم.

كيف يمكن لك أن تسمع بانعقاد قمة عدم الانحياز، ودوي المدافع في غزة يملأ الدنيا؟ الغريب في عالم الغرائب، أن قوة الاستعمار زالت في وقت واحد مع قوة التحرر. وانعدمت، كالمعتاد، قوة الفرد وحقوقه، ومصائره.
 
الزميل شوقي الريّس وأنا، من منطقة واحدة. ومنذ سنوات طويلة ونحن نلتقي، إما كأصدقاء في القرى الصغيرة، أو كزملاء في العواصم الكبيرة. في القرى نشعر كم نحن ضعفاء، لا نملك في قرارنا شيئاً كأفراد، وفي العواصم ندرك كم نحن ضعفاء كدول صغيرة، لا نملك سوى حق اليأس، ومرارة الانتظار.

(الشرق الأوسط اللندنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة أنغولا دول عدم الانحياز مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لم تعد كما كانت

 

 

عائض الأحمد

في خضمّ العلاقات الاجتماعية، سواء داخل الأسرة أو خارجها، نعيش على أمل أن تستمر الروابط القوية التي صنعناها بحب وصدق. نعتقد أن من نحبهم سيكونون دومًا في صفنا، داعمين، منصتين، متفهمين. لكن الحياة تُفاجئنا أحيانًا بوجه مختلف… ببرود من أحببنا، وبجفاء ممن منحناهم كل شيء.

عندما يُؤذيك الأقربون... ليس الألم في أن تُهاجَم من بعيد، بل أن يُصيبك الجرح من أقرب الناس إليك. أن تشعر بأن من شاركتهم تفاصيل حياتك هم أول من يشكك بك، أو يُقلل من مشاعرك، أو يُحمّلك وزر فترات ضعفك، وينسون أنك كنت لهم سندًا طويلًا في أوقاتهم الصعبة.

نتساءل وقتها: كيف لقلوب كانت يومًا تنبض بالحب أن تتحوّل إلى حصون مغلقة؟ لماذا أصبح علينا أن نطرق الأبواب مرارًا لعلّ أحدهم يتذكر أن لنا مكانًا في قلبه؟

عندما تصبح العلاقة عبئًا...
مع مرور الوقت، تتحوّل بعض العلاقات من ملاذ آمن إلى معركة صامتة. الطرف الآخر يُملي شروطه، يختار متى يسمعك، ومتى يرد على رسائلك، ومتى يقرر أن تكون مهمًا. تصبح العلاقة مرهونة بمزاجه، بينما تظلّ أنت في انتظار فتات من الاهتمام أو لمحة دفء.

وفي خضمّ هذا الانتظار، تدرك أن ما تحياه ليس حبًا، بل تعلقًا بذكرى علاقة جميلة، انتهت منذ وقت طويل، وإن بقي شكلها قائمًا.

الشغف... سيف ذو حدين
يقول البعض إن الشغف نعمة، لكن أحيانًا يكون لعنة. أن تشتعل داخلك نار الشوق لمن لا يُبادلك الشعور، كأنك تُضرم حريقًا في أرضٍ لا ماء فيها. وتظلّ تحترق، بصمت، بينما الآخر لا يرى سوى الرماد، تذره رياحك العاتية في أرض لم تكن تألفها.

متى تبدأ من جديد؟
حين تُرهقك العلاقة، وتستنزفك محاولات الإحياء المتكررة، فربما آن الأوان لتُعيد النظر. ليس كل انسحاب هزيمة، ولا كل تمسّك بطولة. أحيانًا، أكثر ما تحتاجه هو أن تحمي قلبك، وتُعيد ترتيب أولوياتك.

امنح نفسك مساحة، وافتح نافذتك للحياة من جديد. ستُفاجأ كم في العالم من دفء كنت تظنه مفقودًا.

ليست كل العلاقات تُكتب لها النجاة. وبعضها، وإن بدت متماسكة من الخارج، تنهار في الداخل ببطء. لا تُجبر نفسك على الاستمرار في علاقة لا تمنحك ما تستحق. الحب الحقيقي ليس فقط في البقاء، بل في الرغبة في البقاء.

لها: كنتُ سهلًا في العطاء، فصرتَ صعبًا في البقاء.
شيء من ذاته: لا أختبئ خلف الستار، بل خلف خيبتك في أن ترى الحقيقة.
نقد: من يعتاد التلاعب بالشك، لا يُحسن الدفاع عن الحقيقة.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لم تعد كما كانت
  • تعيين الفريق أحمد العمدة بادي نائب لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (ش)
  • العمدة   نائبا لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
  • الحركة الإسلامية تدفع الدولة السودانية للفناء
  • إطلاق إسم المستشار محمد شوقي النائب العام المصري على دفعة ال 48 من خريجي كلية الحقوق
  • ضد رغبة محمود عبد العزيز.. رانيا فريد شوقي تعلق على أزمة الإعلامية بوسي شلبي
  • شوقي غريب يحضر حفل تنصيب السفير المصري الجديد بموريتانيا
  • شوقي غريب بعد قيادة المريخ للفوز الثاني: الدوري الموريتاني قوي والقادم أفضل
  • برفقة كلبها .. رانيا فريد شوقي توجه رسالة مؤثرة له
  • بسنت شوقي تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها