تؤمن حركة "إنصاف" الباكستانية ورئيسها عمران خان، بقدرتهما على تحقيق الفوز في الانتخابات العامة التي ستجري في البلاد هذا الأسبوع، رغم المنع والسجن.

ويطمح الحزب إلى تجاوز "حملة القمع" التي تشنها السلطات على الحزب ومرشحيه، بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي وأوجه سياسية جديدة، في وقت يتواصل فيه سجن زعيمه، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".



وأُطيح عمران خان من رئاسة الوزراء بحجب الثقة عنه في أبريل 2022، وقال إن المنظومة العسكرية الحاكمة لفقت ما ينسب إليه من مخالفات يتخطى عددها المئتين، لمنعه من خوض الانتخابات المقررة في الثامن من فبراير الجاري.

وفيما رفضت طلبات ترشيح عشرات المسؤولين في الحزب، يضطر آخرون منهم للترشح بصفة مستقلة، وقد تعرض عدد كبير منهم لمضايقات أو اضطر للتواري عن الأنظار.

واندلعت احتجاجات قوية في أعقاب اعتقال عمران خان، شابتها أعمال عنف، كما ألقي القبض على المئات من أنصاره، بتهمة التورط في مهاجمة المباني العسكرية، بما في ذلك مقر إقامة أكبر مسؤول عسكري في لاهور.
 
وفي الأسابيع والأشهر التي تلت الاحتجاجات، أعلن سياسيون استقالتهم من حزب حركة الإنصاف أو اعتزال السياسة تماما. وكان من بين هؤلاء أفراد من قيادته العليا، وهو ما قالت السلطات إنه مؤشر على أن أنصار خان القدامى لا يريدون الارتباط بحزب يتحمل مسؤولية الاضطرابات، فيما تقول الحركة إن الاستقالات كانت قسرية.

تسير ريحينا دار  بين شوارع مدينة سيالكوت الواقعة في مقاطعة البنجاب. تحت قرع الطبول بينما تمطرها بتلات الورد من الأعلى.

إذا كان دخولها إلى عوالم السياسة بشكل غير متوقع في السبعينيات من عمرها يفاجئها ومعارفها، إلا أنها لم تظهر ذلك للحظة، متجاهلة المخاوف التي دفعت العديد من زملائها المدعومين من الحركة إلى العمل بعيدا عن الأنظار  أو التقاعد من السياسة.

تقول بثقة شخص عمل مع الناخبين لسنوات: "إنه لأمر جيد جدا أن يقف معي أبناء وبنات وإخوة وأمهات مدينتي سيالكوت الفخورين".

وتضيف: "أنا مع عمران خان وسأبقى مع عمران خان. حتى إذا تركت وحدي، سأظل أحمل علم عمران خان وأخرج إلى الشوارع".

كان عضو الحركة الآخر، عاطف خان، وزيرا إقليميا في خيبر بختونخوا في شمال باكستان، قبل الإطاحة بعمران خان، أما الآن فهو مختبئ منذ شهر مايو، وكجزء من حملة الحزب، يظهر في مقاطع فيديو يتم بثها على شاشات يبلغ طولها ثلاثة أمتار ينقلها أنصار حركة الإنصاف بين ساحات البلدة.

ويقول خان إن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها إيصال رسالته إلى الناخبين فيما يواصل الفرار من السلطات، معتقدا أنه لن يحصل على محاكمة عادلة.

وقال خان لـ"بي بي سي": إنها تجربة مختلفة تماما لحملة انتخابية، ليست بين الحشود، ولا على المسرح، وليس بين الناس، لكننا نحاول إدارتها".



وتابع أن "أكبر قاعدة دعم للحركة هي الناخبين الشباب. إنهم يستخدمون الوسائط الرقمية والهواتف المحمولة، ولهذا السبب اعتقدنا أننا يجب أن نكون أكثر تفاعلا معهم من خلال ذلك. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به، يمكننا القيام بحملات من خلال وسائل الإعلام الرقمية ".

وأشارت "بي بي سي" إلى أن التكنولوجيا تلعب دورا حاسما في حملة مرشحي الحركة.

وتضم الصفحات الرسمية للحزب على منصات إكس وإنستغرام وتيك توك، ملايين المتابعين، أي أكثر من الحزبين الرئيسيين الآخرين – حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – مجتمعين.

وعمران خان هو الزعيم الوحيد للأحزاب الثلاثة الذي يتوفر على حساب شخصي على كل من هذه المنصات الثلاث أيضا، مما يعني، وفق البي بي سي: "وصول رسائل الحزب مباشرة إلى أيدي الناس".

ويسعى مديرو الحملة الانتخابية أيضا إلى استخدام التكنولوجيا لمساعدة الناخبين على معرفة المرشحين المستقلين الذين تدعمهم الحركة.

وتشير "بي بي سي" إلى القمع الذي تواجه به السلطات تجمعات ومسيرات الحركة. وفي أواخر يناير، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من أنصار الحركة في كراتشي، حيث قالت السلطات إنهم لم يحصلوا على التصاريح اللازمة للتجمع.

واعتبرت الحركة، أن الحادثة كانت أحدث مثال على كيفية منعهم من القيام بحملاتهم الانتخابية. وتحدث كل فريق من أعضاء حملة المرشحين الذين تحدثت معهم "بي بي سي" عن تعرض أنصارهم لـ"الترهيب".

وزعمت حركة PTI أنه كانت هناك حملة مضايقات واختطاف وسجن وعنف ضد مرشحيها لمنعهم من الترشح.

في المقابل، قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، مرتضى سولانجي، لبي بي سي: "نعتبر هذه الادعاءات سخيفة ولا أساس لها من الصحة".

وتابع: "نعم، تم القبض على أشخاص، لكن هذه الاعتقالات تمت لأن بعضها يتعلق بأحداث الشغب والبعض الآخر يتعلق بقضايا جنائية أخرى".

"ومع ذلك، فإن أعضاء الحركة أحرار في التعبير عن معارضتهم وادعاءاتهم حتى لو كانت لا أساس لها من الصحة وتنشرها وسائل الإعلام. وفي الوقت نفسه، لديهم خيارات قانونية أخرى متاحة، بما في ذلك التوجه نحو أعلى المحاكم في البلاد".



وتمتلئ القنوات التلفزيونية الباكستانية بتغطية التجمعات الانتخابية لمنافسي خان، نواز شريف، عن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، أو بيلاوال بوتو عن حزب الشعب الباكستاني، فيما كانت التغطية الوحيدة التي حظيت بها الحركة في الأسبوع الذي سبق الانتخابات، تتعلق بأحكام السجن التي صدرت بحق مؤسسها.

وقضت محكمة باكستانية، السبت، بعدم شرعية الزواج الثالث لرئيس الوزراء السابق عمران خان بموجب الشريعة الإسلامية، وحكمت على الزوجين بالحبس سبع سنوات، وفق حزبه.

والقرار القضائي الصادر السبت، هو الثالث خلال أسبوع ضد نجم الكريكت السابق، بعدما حكم عليه بالحبس عشر سنوات لإدانته بتسريب وثائق سرية وأيضا بالحبس 14 سنة لإدانته وزوجته بشرى بيبي بالفساد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الباكستانية عمران خان الانتخابات السجن باكستان السجن الانتخابات عمران خان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عمران خان بی بی سی

إقرأ أيضاً:

تصاعد حالة التوتر بين الانتقالي وقبائل الصبيحة في لحج

الجديد برس|

شهدت منطقة رأس عمران شمال غرب عدن توترات مسلحة للأسبوع الثاني على التوالي بين فصائل الانتقالي ومسلحين من أبناء قبائل الصبيحة في لحج، بسبب محاولات الانتقالي تفكيك النسيج القبلي في المنطقة.

بحسب مصادر محلية، تحاول القوات المدعومة بالآليات العسكرية الإماراتية تضييق الخناق على معسكر “اللواء التاسع صاعقة”، دون تحقيق تقدم في المفاوضات بين قائد اللواء فاروق الكعلولي وقيادات الانتقالي.

وأوضحت أن مشايخ قبيلة الكعللة التي يتحدر منها فاروق الكعلولي ناشدوا أبناء قبائل الصبيحة في المضاربة ورأس العارة وطور الباحة بسرعة التحرك إلى رأس عمران لوضع حد للتصرفات التي يحاول رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي فرضها على أبناء الصبيحة لدوافع مناطقية.

وبحسب المصادر فإن الحملة العسكرية التي أرسلها الانتقالي من أبناء الضالع ويافع إلى رأس عمران للسيطرة على اللواء هدفها اذلال أبناء قبائل الصبيحة تحت مسمى “التمرد العسكري” عقب رفض القيادي الكعلولي مغادرة قواته المنطقة واستبدالهم بعناصر من منطقتي الضالع ويافع.

وبينت المصادر استمرار توافد واحتشاد أبناء قبائل الصبيحة إلى منطقة رأس عمران بسبب تحول التوترات إلى صراع قبلي مناطقي جراء التعزيزات التي يرسلها الانتقالي من الضالع ويافع.

ودعت مشايخ قبائل الصبيحة إلى العمل على مساندة قائد “اللواء التاسع” الكعلولي، حتى لا تكون الصبيحة لقمة صائغة أمام قيادات الانتقالي الموالية للإمارات.

مقالات مشابهة

  • رونالدو يقود البرتغال للفوز على إيرلندا ويعزز رقمه القياسي
  • رونالدو يقود البرتغال للفوز على أيرلندا وديا
  • تصاعد حالة التوتر بين الانتقالي وقبائل الصبيحة في لحج
  • ما المكاسب التي حققها البارتي واعادته للمشاركة بالانتخابات؟
  • مرصد الأزهر: مقتل وإصابة 214 على يد طالبان الباكستانية خلال شهر مايو
  • رئيس الحكومة الباكستانية يعلق على نتائج انتخابات الهند
  • من التجارة إلى المناخ.. أبرز الملفات التي قد تتأثر بالانتخابات الأوروبية
  • اليمين المتطرف يعزز مواقعه بالانتخابات الأوروبية ويحدث زلزالا في فرنسا
  • السعودية.. السلطات تحبط محاولات عمالة عربية "للتلاعب بأرواح الناس من أجل حفنة من المال" (فيديو)
  • كيف سيصبح واقع مسلمي الهند في الولاية الثالثة لحكومة مودي؟