لجريدة عمان:
2025-05-09@09:06:32 GMT

رفح .. الانتحار السياسي لنتانياهو

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

لا تكف المؤشرات التي ظللنا نستعرض دلالاتها فيما كتبنا من مقالات - حيال المصائر العدمية التي تحيط بإسرائيل عبر سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن تأكيد أن الأخير يمارس السقوط الحر في ما لا يجعل له سبيلاً سوى الانتحار السياسي.

وبالرغم من الضغوط التي تعبر عنها الإدارة الأمريكية نظريًا عبر تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن قرار نتانياهو باجتياح رفح والوقوع في المزيد من المتاعب الكارثية لإسرائيل يبدو أنه القرار الأخير للرجل.

يدرك نتانياهو -وهو الأكثر خبرةً في طرائق التأثير على الرأي العام الأمريكي من بين كافة رؤساء إسرائيل- متاعب الإدارة الأمريكية مع جملة من صعوبات اتخاذ القرار التي تواجهها؛ نتيجة للمشكلات التي أصبحت تطرأ في أوساط الرأي العام الأمريكي حول القلق من ذاكرة الرئيس بايدن، وأثر ذلك في كثير من القرارات المصيرية لهذه الإدارة، ناهيك عن الحيرة التي تحيط بالرئيس بايدن بين ضغطين، ضغط شعبي في أوساط الحزب الديمقراطي والشعب الأمريكي بضرورة لجم الدولة العبرية عمَّا ترتكبه من أضرار بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من خلال المجازر غير المقبولة في غزة، وضغط من طرف اللوبي الإسرائيلي الذي يدرك بايدن تأثيره الحاسم في الانتخابات المقبلة بداية نوفمبر القادم، خصوصًا وأنه منذ شهر مارس القادم سيدخل الرئيس بايدن المرحلة السياسية المعروفة بمرحلة «البطة العرجاء».

هذه الملابسات والظروف التي تحيط بإدارة الديمقراطيين في واشنطن بالنسبة لنتانياهو وضع مثالي لاتخاذ القرارات التي يدرك تمامًا أن مصلحته الذاتية تكمن فيها وهي البقاء متشبثًا بالسلطة في وجه أي محاولة من المعارضة لفرض انتخابات مبكرة أكثر من كونها قرارات عقلانية تصب في مصلحة أمن إسرائيل حيال معضلة عملية طوفان الأقصى التي لاتزال تداعياتها تهز إسرائيل منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.

انتحار نتانياهو السياسي وورطته اليوم، ستأتيه من ردود الفعل الظاهرة لسياساته العسكرية منذ 4 أشهر وفشل تلك السياسات عن تحقيق تقدم أو اختراق يحسب لها، ومع ذلك يصر نتانياهو على مواصلة ما يزعم أنه الطريق الصحيح لتصفية حماس من قطاع غزة.

نتانياهو في طريقه الهائج لاجتياح رفح، قد لا يدرك أنه يقترب من خطوط خطيرة تمس معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية منذ عام 1978 التي ظلت صامدة -كسلام بارد- لأكثر من 46 عامًا، لكنها - في ظل ما أبدته مصر وأمريكا والعالم من تحذيرات لنتانياهو على خطورة المجازفة التي يريد أن يقدم عليها باجتياح رفح- قد تكون منزلقًا خطيرًا.

وفيما تظل المساعي المكوكية بين أجهزة مخابرات دولية وإقليمية تضغط الوقت استباقاً لصفقة رابحة تقطع الطريق على اجتياح رفح، تبدو حماس، في الوقت ذاته، أكثر قدرة على إدارة التناقضات، حين وصفت الساعات الـ24 القادمة أنها الساعات الحاسمة على مصير الصفقة المقبلة، في ما يشبه لعبة عض الأصابع مع نتانياهو.

وإذا كان واضحاً أن نتانياهو، الذي أرسل وفد من رؤساء المخابرات الإسرائيلية إلى اجتماع القاهرة يوم أمس لمقابلة رئيس المخابرات الأمريكية ورئيس الوزراء القطري والمخابرات المصرية بدون أي تفويض، وإنما لسماع ما يجري في تلك المفاوضات، فإن حماس هي الأخرى تدرك أن اجتياح إسرائيل لرفح سيجعلها أكثر قدرةً على توريط الجيش الإسرائيلي في مزيد من المتاعب والخسائر، لأنه إذا كانت العملية الأخيرة للجيش الإسرائيلي، التي تمكن فيها من إرجاع مخطوفين من داخل قطاع غزة، قد أدت إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني في محيطها، فلنا أن نتصور كيف سيتمكن الجيش الإسرائيلي استعادة أكثر من 100 مختطف إسرائيلي وفق هذه الشروط في منطقة كرفح يكتظ فيها أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني نزحوا من داخل عزة إلى جنوبها؟

ردود الفعل على اجتياح رفح سيكون أخطر وفوق ما يتصور نتانياهو، لأن القدر الكبير من الضحايا الذي وصل حتى الآن إلى 28 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال في كافة قطاع غزة، خلال 4 أشهر، سيكون الضحايا في عملية اجتياح رفح أضعاف هذا الرقم.

وإزاء هذا الجنون الذي تقدم عليه سياسات نتانياهو الهوجاء؛ سيدرك الجميع أن الرجل يقدم على انتحار سياسي قد لا ينهي حياته السياسية فحسب، بل كذلك قد يؤدي به إلى السجن، وهذا ما ستكشفه الأسابيع والشهور القادمة لا محالة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اجتیاح رفح أکثر من

إقرأ أيضاً:

هآرتس: ما مخاوف إسرائيل من زيارة ترامب الشرق أوسطية وهل سيتخلى عن طموحاته بالتطبيع الإسرائيلي السعودي؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع يكشف عن مشكلة اعتماد إسرائيل على دعمه، وهو دعمٌ متقلبٌ للغاية ويعتمد على ما يناسب الرئيس في تلك اللحظة.

 

وذكرت الصحيفة في تقرير لها "هل نتنياهو قادر على التعامل مع تراجع ترامب في موقفه بشأن اليمن" ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن العملية الأمريكية بدأت ضد الحوثيين بتهديداتٍ بتركيعهم وتلقينهم درسًا لن ينسوه أبدًا. وعندما لم يُجدِ ذلك نفعًا - لأنه، كما هو متوقع، من الصعب ردع قيادة دولة تُعدّ، في الأصل، من أفقر دول العالم - رحل ترامب ببساطة، مُروّجًا كذبةً أخرى للشعب الأمريكي (الذي لا يُبالي أصلًا) حول نصرٍ ساحقٍ يُفترض تحقيقه في ساحةٍ بعيدة.

 

وأضافت "لم يكن لدى الحكومة متسع من الوقت للتفاخر بالغارة الجوية الثانية على اليمن خلال يومين يوم الثلاثاء. وبالفعل، حلقت عشرات الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لمسافة تقارب 2000 كيلومتر، مُلحقةً أضرارًا جسيمة بمطار العاصمة اليمنية صنعاء، ردًا على الصاروخ الحوثي الذي سقط بالقرب من مطار بن غوريون الدولي يوم الأحد.

 

وقالت "تستطيع إسرائيل التعامل مع الخطر والأضرار الناجمة عن اليمن، على الرغم من أن الصاروخ الذي أصاب مطار بن غوريون قد أثّر بشدة على خدمات الخطوط الجوية الأجنبية.

 

وأكدت الصحيفة العبرية أن ما يُثير قلق نتنياهو أكثر هو تزايد احتمالية توقيع ترامب قريبًا على اتفاقٍ جديد مع إيران.

 

وقالت "قد يُعلن ترامب، الذي وعد بـ"خبرٍ عظيم"، عن اتفاقٍ مع طهران مشابهٍ للاتفاق السابق. إذا حدث ذلك، فسيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع الرأي العام بأنه أعاد النظر في موقفه، وإلا سيُخاطر بمواجهة مع واشنطن.

 

وتابعت "لكن حتى صور الحرائق الهائلة في صنعاء، التي استقبلتها بعض البرامج التلفزيونية الإسرائيلية بحفاوة، لم تبقَ في عناوين الأخبار طويلًا. ويرجع ذلك إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ساعات قليلة أن الهجمات الأمريكية على الحوثيين ستتوقف".

 

في تبريره لقراره إنهاء الحملة، التي تعرّض فيها اليمن لقصف جوي مكثف، قال ترامب إن الحوثيين "استسلموا" وطلبوا من الأمريكيين وقف القصف مقابل وعد بوقف هجماتهم على طرق الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. تختلف رواية الحوثيين لما تم الاتفاق عليه، ولكن عمليًا، المهم هو انتهاء القتال، وأن إسرائيل ليست طرفًا في الاتفاق.

 

أعلن الحوثيون أنهم سيواصلون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل "حتى وصول المساعدات إلى غزة". ووفق الصحيفة فإن ذلك، يُمثّل تغييرًا ملحوظًا في موقفهم.

 

تضيف "هارتس" هذه هي المرة الثانية خلال شهر التي يُبلغ فيها ترامب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأخبار غير سارة في وقت قصير. ففي بداية أبريل، دعا نتنياهو إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع عاجل، ليُعلن رئيس الوزراء حينها عن بدء محادثات مع إيران بشأن تقييد برنامجها النووي.

 

"يُطلق المتحدثون باسم الحكومة على ترامب لقب الصديق الحقيقي لإسرائيل، ولكن يبدو مرارًا وتكرارًا أنه يتخذ قراراته بناءً على المصالح الأمريكية البحتة، بينما يُغير مواقفه بشكل متقلب دون استشارة نتنياهو". وفق التقرير.

 

يوم الأربعاء، وعد الرئيس بـ"أخبار هامة" قريبًا، ربما حتى قبل زيارته الخليج الأسبوع المقبل. قد يكرر خطوة مماثلة في الشأن الإيراني، معلنًا عن اتفاق "عظيم" مع النظام في طهران، لا يختلف عمليًا كثيرًا عن الاتفاق الذي وقّعته إدارة أوباما عام 2015، والذي شجبه ترامب ونتنياهو على مدى العقد الماضي.

 

تؤكد الصحيفة "إذا حدث هذا، فلن يكون أمام نتنياهو خيار سوى قبوله وهو يصرّ على أسنانه. ولكن على عكس التهديد القادم من اليمن، تُعدّ إيران قضية استراتيجية بالغة الأهمية يتعامل معها رئيس الوزراء منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. ولتجاوز هذا التذبذب، سيتعين على نتنياهو مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي بصراحة وتفصيل أكبر".

 

من ناحية أخرى، إذا تم توقيع الاتفاق بالفعل، فإن إصدار أوامر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية ضد المواقع النووية الإيرانية سيحمل خطرًا مزدوجًا - أن تجد إسرائيل صعوبة في تعطيل المواقع، وكثير منها عميق تحت الأرض، دون مساعدة أمريكية، وأن مثل هذه الخطوة ستخلق احتكاكًا مع إدارة ترامب".

 

وتوقعت هارتس أن تُسفر زيارة ترامب إلى الخليج عن إنجازات في مجال واحد (صفقات ضخمة مع دول الخليج)، وربما في مجال آخر (انفراجة في المفاوضات المتعثرة بشأن صفقة أسرى غزة). ويبدو أن تلميحات ترامب مرتبطة بالقضية الأولى. ويبدو أن السعوديين، على وجه الخصوص، حريصون على الجمع بين الاتفاقيات مع الأمريكيين وإزالة التهديد الإيراني من جدول الأعمال.

 

وطبقا للتقرير فإن هذا قد يُحدث هذا ديناميكية مثيرة للاهتمام بين ترامب ونتنياهو: بعد إنهاء الهجمات الأمريكية على اليمن، وبافتراض أن الرئيس يسعى بالفعل إلى اتفاق مع إيران، هل سيتخلى ترامب عن طموحاته بالتطبيع الإسرائيلي السعودي، أم أنه سيشترط وقف إطلاق النار في غزة؟ من ناحية أخرى، هل سيسمح لنتنياهو بفعل ما يشاء في غزة، كمكافأة تعويض عن الضرر الذي لحق بموقفه في قضايا أخرى؟

 

تفيد الصحيفة أن المؤسسة الدفاعية، التي تُكافح هي الأخرى لاستيعاب التطورات في ظل سلوك ترامب المتقلب، تشعر بأن الأمور بدأت تتحرك.

 

وقالت إذا صدر إعلان قريبًا عن ترتيبات جديدة للمساعدات الإنسانية لغزة، مثل توريد الوقود واتفاقيات مع شركات أمريكية لتوزيع الغذاء، فقد يُشير ذلك إلى تفاهمات أعمق تم التوصل إليها خلف الكواليس. يأتي هذا في وقت يستدعي فيه جيش الدفاع الإسرائيلي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط ويهدد بتوسيع عملياته البرية في قطاع غزة، بعد انتهاء زيارة ترامب للمنطقة.


مقالات مشابهة

  • هآرتس: ما مخاوف إسرائيل من زيارة ترامب الشرق أوسطية وهل سيتخلى عن طموحاته بالتطبيع الإسرائيلي السعودي؟ (ترجمة خاصة)
  • عاجل من صنعاء.. المجلس السياسي الأعلى يكشف كيفية الرد على العدوان الإسرائيلي وتوقيته
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • تجويع غزة.. عندما تستخدم إسرائيل أكثر الأسلحة خسة في التاريخ
  • أكثر من 100 منظمة حقوقية تطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على إسرائيل
  • “شعرنا بالفزع”.. أكثر من 70 مشاركا سابقا يطالبون باستبعاد إسرائيل من “يوروفيجن 2025”
  • أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة يوروفيجن 2025
  • ما هو “محور موراج” الذي تريد إسرائيل حشر الغزاويين فيه؟
  • المكتب السياسي لأنصار الله: استهداف العدو الإسرائيلي للمنشآت والأعيان المدنية في صنعاء وعدد من المناطق يمثل دليلا إضافيًا على عجز الكيان وإفلاسه
  • إسرائيل تكشف عن الأهداف التي قصفتها في مطار صنعاء الدولي قبل قليل