بوابة الوفد:
2025-12-01@22:21:22 GMT

مفاجآت الدبلوماسية المصرية

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

انا واحد من الناس -وغيري الكثير- ممن عبروا عن أملهم في إعلان موقف مصري يتقدم الموقف العربي تجاه تطورات الحرب على غزة، وأن يعلو صوت هذا الموقف ليصل قويا في الأفاق.

 منذ بداية الأزمة في اكتوبر الماضي التزمت القاهرة موقفا هادئا ورزينا وبالغ العقلانية رغم التجاذبات ورغم التساؤلات ورغم ورغم.. الخ. لم تنسق مصر وراء المهاترات ووراء التشنجات، ولكنها في المقابل أيضا لجأت الى ما يمكن اعتباره مخزونا للحكمة حتى كاد أن ينفد.

ولكن يبدو -كما يقال- أن للصبر حدودا، وعلى هذا كان موقف مصر الأخير المتمثل في التقدم بمذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

 صحيح أنه من منظور البعض، ربما جاء متأخرا لكن المثل أيضا يقول أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي على الإطلاق. وربما أيضا من منظور هذا البعض وغيره ربما تكون النتيجة، سياسيا وقانونيا، محدودة، ولكن المبادرة بالفعل ذاتها تستحق التنويه والإشادة في ضوء دلالاتها على موقف مصر الذي حاول كثيرون النيل منه على خلفية تطورات الأزمة. وهي محاولة للأسف ساهم فيها العدو -إسرائيل-  ذاته الذي عملت القاهرة على انتشاله من الأزمة بإيجاد حلول تنهي المأساة الحاصلة في غزة، فراح يتهمها امام محكمة العدل الدولية بأنها هي التي تمنع وصول المساعدات إلى أهالي غزة. تصور!!

وبعيدا عن مضمون المرافعة الشفوية التي من المفترض أن تكون مصر قد قدمتها أمس أمام محكمة العدل الدولية بعد كتابة هذه السطور، فإنه وبغض النظر عن مسار الأمور بعد ذلك، فقد سجلت القاهرة موقفا جيدا باعتبارها أول دولة عربية تقوم بهذا الأمر، فضلا عن خصوصية وضعها كأول دولة تنخرط في علاقات سلام مع اسرائيل. ويتعزز هذا الجانب في ضوء حقيقة قوة المذكرة التي قدمتها مصر وتتضمن التأكيد على عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي الذي دام أكثر من 75 عاما بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وكذلك سياسات ضم الأراضي وهدم المنازل وطرد وترحيل وتهجير الفلسطينيين، بالمخالفة للقواعد الآمرة للقانون الدولي العام، ومنها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحظر الاستيلاء على الأراضي من خلال استعمال القوة المسلحة».

واذا كان المجال ليس للتفاخر، كما هو ليس وقتا لجلد الذات، فإن الظروف تحتم على مصر اتخاذ موقف يتجاوز الهدوء الى الحزم بعد ان أصبح الحريق على الأبواب في ظل نوايا اسرائيلية بشن عمليات على رفح، دون الاستماع لصوت الحكمة والعقل الذي تدعو اليه مصر باعتبار التأثير البالغ الخطورة والسوء لتلك الخطوة على الأمن القومي المصري في ضوء ما يحيط بتلك العملية من احتمالات هجرة قسرية للفلسطينيين الى سيناء.

أيا كان فإن الدبلوماسية المصرية تتحرك في بحار متلاطمة الأمواج، وهو ما يفرض عليها التأني والحكمة ومراعاة التوازنات الدولية بل والإقليمية، وهو ما يعني أن المذكرة المصرية أمام محكمة العدل الدولية، ربما لا تكون سوى قطرة في بحر من الإجراءات التي ربما يجب علينا المبادرة باتخاذها، في ظل القيود والتشابكات التي تعيق الإقدام على مزيد من العمليات التي يفرض الواقع الراهن المبادرة بسلوكها.

غير أننا في تطلعنا الى مواقف الدبلوماسية المصرية نأمل أن تنحاز للمواقف التي تليق بقامة مصر وتاريخها.. فمصر ليست مجرد رقم في المنطقة وإنما رقم مؤثر وفاعل على مدار الأزمان. وكل الأمل أن تكون تلك الخطوة بداية لخطوات أخرى تلجم العربدة الإسرائيلية في غزة وغير غزة، رغما عن كل من يحاول تثبيط الهمم بالتلويح بأن مصر أخرجت نفسها من القضية!!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات موقف مصري تطورات الحرب على غزة القاهرة التجاذبات الممارسات الإسرائيلية الأراضى الفلسطينية مصر العدل الدولیة

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي جراند سلام» للجودو.. مفاجآت فنية ونجاحات تنظيمية

أبوظبي (الاتحاد)
شهد ختام بطولة أبوظبي جراند سلام التي أقيمت برعاية، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، بمشاركة 52 دولة نقلة فنية نوعية في مجال اللعبة، كما كان متوقعاً من خبراء الجودو، حيث خرجت المنافسات بمستويات تكتيكية وفنية تناسبت مع النجاحات الفنية والتنظيمية التي سخرتها اللجنة العليا المنظمة، بدعم من مختلف الجهات وترجمه لتوجيهات القيادة الرشيدة التي وفرت متطلبات النجاح دون استثناء.
وجاء اليوم الثالث والأخير من منافسات البطولة للوزن الثقيل من الجنسين حافلاً بالمنافسات القوية والمفاجآت التكتيكية والتحولات الدراماتيكية المذهلة، خلال نزالات الكبار من الجنسين بمشاركة أبطال العالم ونجوم الدورات الأولمبية، مما ساهم في خروج الختام يشكل رائع ومثير، مع عودة المنتخب الروسي المتعطش للألقاب ومنصات التتويج.
وحرص محمد بن ثعلوب الدرعي رئيس اتحاد الإمارات للجودو رئيس اللجنة العليا المنظمة مع إنزال علم البطولة، على توجيه الشكر الجزيل لكافه الجهات التي ساهمت في إنجاح بطولة أبوظبي جراند سلام 2025، وخص بالشكر الاتحاد الدولي للجودو على ثقته الدائمة في قدرات شباب الإمارات على إنجاح فعالياته الرياضية المجتمعية المختلفة، كما توجه بالشكر إلي كافة وسائل الإعلام المحلية والخارجية على نقل أحداث البطولة الناجحة للعالم الخارجي وبشكل عكس الوجه الحضاري لإمارات المحبة والسلام.

أخبار ذات صلة روسيا تتصدر بطولة أبوظبي جراند سلام للجودو «جودو الإمارات» يحصد «البرونزية» في «أبوظبي جراند سلام»

مقالات مشابهة

  • محامي رمضان صبحي يكشف مفاجآت جديدة في قضية المنشطات
  • سوريا تفجر أولى مفاجآت كأس العرب 2025
  • «أبوظبي جراند سلام» للجودو.. مفاجآت فنية ونجاحات تنظيمية
  • لبنان بين نار الجبهة الجنوبية وبرودة الدبلوماسية
  • المنفي يشارك بافتتاح «مؤتمر الدبلوماسية» في طرابلس
  • الدبلوماسية المصرية تعمل على الأرض لإنهاء الأزمة بغزة.. تفاصيل
  • بشارة واكيم.. المحامي الذي ترك روب العدالة ليصنع مجد الكوميديا المصرية
  • مفاجآت عن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التصميم في مصر
  • تقارير: دمشق ترحب بالاستثمار الدنماركي .. ومباحثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية
  • مفاجآت من العيار الثقيل .. هل تنازلت حماس عن سلاحها؟ .. تفاصيل تكشف الغموض