بوابة الوفد:
2025-05-20@08:10:42 GMT

مفاجآت الدبلوماسية المصرية

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

انا واحد من الناس -وغيري الكثير- ممن عبروا عن أملهم في إعلان موقف مصري يتقدم الموقف العربي تجاه تطورات الحرب على غزة، وأن يعلو صوت هذا الموقف ليصل قويا في الأفاق.

 منذ بداية الأزمة في اكتوبر الماضي التزمت القاهرة موقفا هادئا ورزينا وبالغ العقلانية رغم التجاذبات ورغم التساؤلات ورغم ورغم.. الخ. لم تنسق مصر وراء المهاترات ووراء التشنجات، ولكنها في المقابل أيضا لجأت الى ما يمكن اعتباره مخزونا للحكمة حتى كاد أن ينفد.

ولكن يبدو -كما يقال- أن للصبر حدودا، وعلى هذا كان موقف مصر الأخير المتمثل في التقدم بمذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

 صحيح أنه من منظور البعض، ربما جاء متأخرا لكن المثل أيضا يقول أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي على الإطلاق. وربما أيضا من منظور هذا البعض وغيره ربما تكون النتيجة، سياسيا وقانونيا، محدودة، ولكن المبادرة بالفعل ذاتها تستحق التنويه والإشادة في ضوء دلالاتها على موقف مصر الذي حاول كثيرون النيل منه على خلفية تطورات الأزمة. وهي محاولة للأسف ساهم فيها العدو -إسرائيل-  ذاته الذي عملت القاهرة على انتشاله من الأزمة بإيجاد حلول تنهي المأساة الحاصلة في غزة، فراح يتهمها امام محكمة العدل الدولية بأنها هي التي تمنع وصول المساعدات إلى أهالي غزة. تصور!!

وبعيدا عن مضمون المرافعة الشفوية التي من المفترض أن تكون مصر قد قدمتها أمس أمام محكمة العدل الدولية بعد كتابة هذه السطور، فإنه وبغض النظر عن مسار الأمور بعد ذلك، فقد سجلت القاهرة موقفا جيدا باعتبارها أول دولة عربية تقوم بهذا الأمر، فضلا عن خصوصية وضعها كأول دولة تنخرط في علاقات سلام مع اسرائيل. ويتعزز هذا الجانب في ضوء حقيقة قوة المذكرة التي قدمتها مصر وتتضمن التأكيد على عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي الذي دام أكثر من 75 عاما بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وكذلك سياسات ضم الأراضي وهدم المنازل وطرد وترحيل وتهجير الفلسطينيين، بالمخالفة للقواعد الآمرة للقانون الدولي العام، ومنها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحظر الاستيلاء على الأراضي من خلال استعمال القوة المسلحة».

واذا كان المجال ليس للتفاخر، كما هو ليس وقتا لجلد الذات، فإن الظروف تحتم على مصر اتخاذ موقف يتجاوز الهدوء الى الحزم بعد ان أصبح الحريق على الأبواب في ظل نوايا اسرائيلية بشن عمليات على رفح، دون الاستماع لصوت الحكمة والعقل الذي تدعو اليه مصر باعتبار التأثير البالغ الخطورة والسوء لتلك الخطوة على الأمن القومي المصري في ضوء ما يحيط بتلك العملية من احتمالات هجرة قسرية للفلسطينيين الى سيناء.

أيا كان فإن الدبلوماسية المصرية تتحرك في بحار متلاطمة الأمواج، وهو ما يفرض عليها التأني والحكمة ومراعاة التوازنات الدولية بل والإقليمية، وهو ما يعني أن المذكرة المصرية أمام محكمة العدل الدولية، ربما لا تكون سوى قطرة في بحر من الإجراءات التي ربما يجب علينا المبادرة باتخاذها، في ظل القيود والتشابكات التي تعيق الإقدام على مزيد من العمليات التي يفرض الواقع الراهن المبادرة بسلوكها.

غير أننا في تطلعنا الى مواقف الدبلوماسية المصرية نأمل أن تنحاز للمواقف التي تليق بقامة مصر وتاريخها.. فمصر ليست مجرد رقم في المنطقة وإنما رقم مؤثر وفاعل على مدار الأزمان. وكل الأمل أن تكون تلك الخطوة بداية لخطوات أخرى تلجم العربدة الإسرائيلية في غزة وغير غزة، رغما عن كل من يحاول تثبيط الهمم بالتلويح بأن مصر أخرجت نفسها من القضية!!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات موقف مصري تطورات الحرب على غزة القاهرة التجاذبات الممارسات الإسرائيلية الأراضى الفلسطينية مصر العدل الدولیة

إقرأ أيضاً:

الحفيد «كلمة السر».. مفاجآت مدوية في حادث سرقة ملايين نوال الدجوي (خاص)

كشفت مصادر أمنية مسؤولة عن ملابسات حادث سرقة الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون MSA، بمدينة السادس من أكتوبر.

وقالت مصادر أمنية لـ«الأسبوع»، إن الدكتورة نوال الدجوي، اتهمت حفيدها بسرقة مبلغ 50 مليون جنيه مصري، 350 ألف جنيه استرليني، 3 ملايين دولار، علاوة على 15 كيلو ذهب.

وشكلت أجهزة الأمن بالجيزة، تحت إشراف اللواء سامح الحميلي مساعد أول وزير الداخلية، لقطاع الأمن، فريق بحث جنائي لكشف ملابسات سرقة أموال محلية وأجنبية ومشغولات ذهبية من مسكن الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون MSA، بمدينة السادس من أكتوبر.

وتلقى اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارًا من رئيس قطاع أكتوبر، بورود بلاغٍ من الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون، تفيد باكتشافها سرقة ملايين الجنيهات من عملات أجنبية ومحلية، علاوة على مشغولات ذهبية من مسكنها.

وانتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، وتحفظت قوات الشرطة على كاميرات المراقبة المركبة بمحيط الواقعة، فضلاً عن إجراء تحريات المباحث حول الواقعة، لسرعة التوصل إلى مرتكبها، وأُخطر حكمدار الجيزة، والعرض على النيابة العامة للتحقيق.

وتواصل الأجهزة الأمنية جهودَها لكشف ملابسات الواقعة، وتم اتخاذ كافة التدابير القانونية حيال الواقعة.

اقرأ أيضاًمشغولات ذهبية وملايين الجنيهات.. تشكيل فريق بحث جنائي لكشف ملابسات سرقة نوال الدجوي

اليوم.. محاكمة أحد المتهمين في قضية «خلية العجوزة الإرهابية»

مقالات مشابهة

  • مفاجآت في أسعار الذهب اليوم .. تعرف عليها
  • بن عطية: التغيير سيكون سلميا ولن تكون هناك حرب في طرابلس
  • العدل الدولية تحسم نزاع الغابون وغينيا الاستوائية بشأن جزر
  • الزمالك يستعرض المبالغ المالية التي دفعت للمحاكم الدولية
  • العفو الدولية تدعو إلى التحقيق في الضربات الجوية الأمريكية باليمن التي خلفت عشرات القتلى من المهاجرين
  • الحفيد «كلمة السر».. مفاجآت مدوية في حادث سرقة ملايين نوال الدجوي (خاص)
  • عبد المنعم سعيد: العملية الإسرائيلية في غزة بلا مفاجآت
  • برئاسة معالي وزير العدل .. العراق ينهي مناقشة تقريريه الخامس والسادس أمام اللجنة الدولية الخاصة بحقوق الطفل في جنيف
  • موقف مفاجئ من الأندية في اجتماع الرابطة المصرية.. تفاصيل
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء