الإفتاء توضح حكم قص أظافر الميت وحلاقة شعره
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأصل أن يُدفن الميت بجميع أجزائه على ما مات عليه، ويُستحب في حقه تنظيف جسده وإزالة الأوساخ والدَّرن عنه وتطييبه ونحو ذلك، مِن غير إزالة شيءٍ مِن أجزائه ولو كان شعرًا أو ظفرًا.
الإفتاء تكشف السورة المستحب قراءتها ليلة النصف من شعبان ما هو يوم الشك ولماذا يحرم الصيام فيه؟.. الإفتاء تجيب
أوضحت الإفتاء، أن جمهور الفقهاء قد اتفقوا على كراهة قص أظفار الميت أو حلق شعر المناطق الخاصة ما لم توجد حاجة داعية إلى فِعْلِ ذلك، فإذا وجدت الحاجة فلا حرج في فِعْلِه، ويُضَمُّ معه، ويُجعَل في أكفانه، مع مراعاة احترام الميت، وعدم انتهاك حرمته، بحيث تُستخدَم كل الوسائل الممكنة في تحقيق ذلك.
قال شمس الأئمة السَّرَخْسِي الحنفي في "المبسوط" فيما يُفْعَلُ بالميت عند تجهيزه: [ولا يُسَرَّح؛ لأنَّ ذلك يفعله الحي للزينة، وقد انقطع عنه ذلك بالموت، ولو فُعِلَ ربما يتناثر شعره، والسُّنَّة دفنه على ما مات عليه، ولهذا لا تُقص أظفاره ولا شاربه، ولا ينتف إبطه، ولا تُحلق عانته].
وجاء في "المدونة" للإمام مالك: [قال ابن القاسم: قال مالك: أكره أن يتبع الميت بمجمرة، أو تُقلم أظفاره، أو تُحلق عانته، ولكن يُترك على حاله].
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب": [(فصل: ويكره التقليم) لأظفار الميت غير المحرم (وإزالة شعر الميت) المذكور كشعر إبطه وعانته ورأسه، وإن اعتاد إزالته حيًّا؛ لأنَّ أجزاء الميت محترمة، فلا تنتهك بذلك، ولم يثبت فيه شيء، بل ثبت الأمر بالإسراع المنافي لذلك، ولأن مصيره إلى البِلَى، فصار (كما) لو كان أقلف (لا يختن) وإن كان بالغًا؛ لأنَّه جزء فلا يقطع، كَيَدِهِ المُسْتَحَقَّةِ في قطع سرقة أو قَوَد، ومحل كراهة إزالة الشعر إذا لم تدع إليها حاجة، وإلا كأن لبد شعر رأسه حيًّا بصمغ أو نحوه، بحيث لا يصل الماء إلى أصله إلا بإزالته، وجبت].
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حكم استخدام الماء الدافئ في الوضوء أثناء البرد الشديد.. الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية أن استعمال الماء الدافئ في الوضوء عند البرد الشديد جائز شرعًا وأولى من الماء البارد إذا كان الأخير يسبب ضررًا أو يمنع المسلم من إتمام وضوئه على الوجه المطلوب.
استخدام الماء الدافئ
وأوضحت الدار أن الإسلام يراعي درء المفاسد مقدمًا على جلب المنافع، لذا يُعتبر استخدام الماء الدافئ وسيلة لتسهيل إسباغ الوضوء، خصوصًا مع توفر الأدوات الحديثة التي تجعل الوضوء أكثر سهولة وراحة.
وأشارت الإفتاء إلى أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن "إسباغ الوضوء على المكاره" مقيد بالمكاره أو المشقة غير الشديدة، أي المشقة التي لا تمنع إتمام العبادة على الوجه الكامل.
ففي الحالات التي يسبب فيها الماء البارد ضررًا جسديًا أو يمنع من غسل الأعضاء كاملة، يُستحب استخدام الماء الدافئ، ويُكتب للمسلم ثواب إتمام الوضوء كما لو توضأ في ظروف مريحة.
إسباغ الوضوء
وفي هذا السياق، قال الشيخ الزرقاني في شرحه على "مختصر خليل": "يُثاب التارك امتثالًا لشدة الحر أو البرد؛ لمنعهما الإسباغ أو للضرر، وخبر 'إسباغ الوضوء على المكاره' يقيد بغير الشدة التي تمنع وقوع العبادة على كمال المطلوب فيها". كما أشار العلامة ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" إلى أن المكلف يُثاب إذا ترك الماء البارد الشديد خوفًا من الضرر، لأن الحديث يتعلق بالمشقة المقبولة التي لا تمنع الكمال، بينما استُخدم الماء الدافئ لتسهيل الإتمام.
وأكد العلامة ابن قدامة في "المغني" أن الوضوء بالماء المسخن جائز ولا يُكره، إلا إذا كان الماء حارًا يمنع إسباغ الوضوء، وأن بعض الصحابة مثل عمر وابنه وابن عباس وأنس رضي الله عنهم توضأوا بالماء المسخن، وهو ما اتفق عليه أهل الحجاز وأهل العراق.
بهذه التسهيلات الشرعية، يضمن الإسلام للمسلم إتمام عبادته بالشكل الكامل مع مراعاة التخفيف عن نفسه عند المشقة، مع الحفاظ على الأجر والثواب المرتبط بإسباغ الوضوء.