موقع النيلين:
2025-05-10@12:23:28 GMT

تحولات الصناعات العسكرية في العالم

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


يعيش العالم على وقع تغيّرات جيوسياسية كبرى تدفع القوى العظمى والقوى الصاعدة إلى الدخول في سباق تسلّح محموم، لاسيما بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وتجنُّد كل الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، من أجل إضعاف روسيا، وفق ما صرّح به وزير الدفاع الأمريكي. وتشهد الصناعات العسكرية في العالم تحولات استثنائية متلاحقة على مستوى التقنيات المتقدمة، وعلى مستوى القدرات الإنتاجية في مجالات الأسلحة الثقيلة، وصناعة الطائرات، التقليدية والمسيّرة، إضافة إلى تركيز الدول على صناعة الذخائر تحسباً لاندلاع حروب ومواجهات جديدة على مستوى العديد من بؤر التوتر.

وبالنسبة إلى الصناعات العسكرية، تتصدّر الولايات المتحدة -حتى الآن- قائمة المنتجين والمصدّرين، وقد استفاد مركّبها الصناعي- العسكري، من الحرب في أوكرانيا لتعزيز طاقته الإنتاجية، والاستجابة من ثم للطلبات الكبيرة على السلاح القادمة من القارة العجوز التي يسود لدى دولها شعور ضاغط بضعف الأمن في مواجهة التهديدات الروسية؛ وتشير الإحصائيات إلى أن تزايد الإنفاق العسكري العالمي أخذ منحى تصاعدياً لافتاً للنظر بداية من نهاية التسعينات، من القرن الماضي، بخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول سنة 2001 والتي تزامنت مع عودة روسيا لممارسة دورها الجيوسياسي في العالم، في مواجهة ما تراه محاولة غربية للهيمنة على العالم من خلال توسيع حلف «الناتو» وجعله على مشارف حدودها مع أوروبا.

ويمكن القول إنه في الفترة ما بين 2016 و2020 استطاعت الدول الغربية أن تهيمن على القسم الأكبر من صادرات الأسلحة في العالم، حيث نالت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، حصة الأسد في سوق الأسلحة، على الرغم من احتفاظ روسيا بمرتبتها الثانية في قائمة كبار المصدرين، كما أن الصين، ورغم التطور الهائل الذي عرفته صناعاتها العسكرية في الفترة نفسها، إلا أنها لم تحتل سوى المرتبة الخامسة خلف ألمانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة؛ ويرجع المراقبون ذلك إلى توجيه الصين للجزء الأكبر من إنتاجها العسكري لتلبية احتياجاتها الدفاعية، لمواجهة التهديدات الإقليمية، وللتصدي لمناورات واشنطن الهادفة إلى حصارها عبر شبكة القواعد الأمريكية المنتشرة في تايوان، والفلبين، وكوريا الجنوبية، واليابان.

وتعكس الميزانية العسكرية الأمريكية المذهلة، التي باتت تقترب من عتبة 900 مليار دولار في السنة، حرص واشنطن على المحافظة على ريادتها بالنسبة للإنتاج والتصدير العسكري، وتعكف في المرحلة الراهنة على ابتكار وتطوير أنظمة دفاعية وهجومية فتاكة، تعتمد بالدرجة الأولى على الخبرة الكبيرة التي حصل عليها أقطاب الصناعات العسكرية في أمريكا في مجال التكنولوجيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، وبالتالي فإن الخبراء الدوليون يؤكدون أن القدرات العسكرية لواشنطن ستظل ذات تأثير حاسم في المشهد العسكري عالمياً، لعقود من الزمن، لاسيما بالنسبة إلى الأسلحة الهجومية التي تستخدم تقنيات إلكترونية بالغة التطور، والتعقيد.

وبالتالي، فإنه، وفي مواجهة هذا التقدم العسكري الواضح للولايات المتحدة، تحاول روسيا والصين اعتماد تكتيكات قادرة على التأثير في الاستراتيجيات العسكرية السائدة في العالم؛ إذ إن موسكو سعت خلال السنوات الماضية إلى تركيز جهودها العلمية والتقنية في مجال الإنتاج العسكري على الصناعات الصاروخية، وحقّقت في هذا المجال تقدماً غير مسبوق، على مستوى تطوير الصواريخ فرط الصوتية التي تتجاوز قدراتها قدرة المنظومات الدفاعية الأمريكية؛ ويعدّ صاروخ «أفانغارد»، أبرز المنظومات الصاروخية القادرة على تعديل مسارها والوصول إلى أهدافها بسرعة فائقة، وتحاول روسيا أيضاً أن تحدث مزيداً من التطوير على الأسلحة القادرة على تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية، لجعل المنظومات الهجومية الأمريكية عاجزة عن أداء مهامها.

وتعمل الصين في السياق نفسه، على جعل صناعاتها العسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهي تملك في هذا المجال قدرات باتت تقلق واشنطن كثيراً، ودفعتها مؤخراً، إلى ممارسة حصار تجاري على الصين في ما يتعلق بتصدير الرقائق وأشباه الموصلات التي تلعب دوراً حاسماً في الصناعات الدفاعية، وتسعى الصين أيضاً إلى تعويض تواضعها التقني في مجال الصناعات البحرية، من خلال إنتاج كميات مهولة من الزوارق والطرادات والسفن الحربية، مع تزويدها بالصواريخ المتطورة لمواجهة التفوق العسكري الأمريكي في شرق آسيا.

ويؤشر هذا التطور المطرد في مجالات الصناعات العسكرية في الصين، على بوادر تحوّل آسيا إلى مركز ثقل موازٍ للصناعات العسكرية الغربية، لاسيما في شرق هذه القارة، فقد قرّرت اليابان رفع ميزانيتها العسكرية لاقتناء معدات عسكرية جديدة، ولتوطين بعض الصناعات العسكرية لحماية أمنها القومي، والشيء نفسه نجده لدى كوريا الجنوبية التي تحولت إلى أحد المساهمين البارزين في تطوير الصناعات العسكرية، وباتت الدول الأوروبية، وفي مقدمتها بولندا، تستورد أسلحة ذات تقنية عالية من سيؤول؛ ومن المنتظر أيضاً أن تواصل الهند تطوير قدراتها الصناعية في المجال العسكري خلال السنوات المقبلة، مستفيدة من تعاونها مع موسكو، وواشنطن، وباريس.

وعلاوة على كل ما تقدم، فإن هناك قوى إقليمية صاعدة تتجه بخطوات متسارعة نحو تطوير قاعدة صناعية عسكرية متطورة في الشرق الأوسط، كما هو الشأن بالنسبة إلى الإمارات والسعودية ومصر وتركيا وإيران، الأمر الذي سيكون له، على المدى المنظور، تأثير واضح في موازين القوى في العالم.

الحسين الزاوي – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الصناعات العسکریة فی فی العالم على مستوى

إقرأ أيضاً:

يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل افتتاح بطولة العالم العسكرية للفروسية

علق الفنان يوسف الشريف، على مشاركته في حفل افتتاح النسخة الـ 25 من بطولة العالم العسكرية للفروسية، التي أقيمت بحضور الرئيس السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة.

وشارك يوسف الشريف جمهوره عبر حسابه بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» صور له على هامش فعاليات حفل افتتاح بطولة العالم العسكرية للفروسية.

وعلق قائلا: «من قلب العاصمة الإدارية الجديدة.. تشرفت بمشاركتي في حفل الافتتاح العالمي للنسخة الـ25 من بطولة العالم العسكرية للفروسية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، شكرًا لكل اللي تعبوا وسهروا على تنظيم الحدث الرائع، وفخور بكوني جزءًا من هذه الليلة».

View this post on Instagram

A post shared by Youssef El Sherif (@ysfelsherif)

أحدث أعمال يوسف الشريف

ينتظر الفنان يوسف الشريف عرض أجدد أعماله السينمائية بعنوان «ديربي الموت»، في دور العرض السينمائي خلال الفتة المقبلة.

ويعد فيلم ديربي الموت، هو التعاون الثاني الذي يجمع يوسف الشريف والفنانة دينا الشربيني، حيث كان التعاون الأول في فيلم «بني آدم»، الذي تم عرضه في عام 2018، والعمل من إخراج أحمد نادر جلال، ومن إنتاج صندوق «BIG Time» بالشراكة مع الشركة المتحدة، وهيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية.

أحداث فيلم ديربي الموت

وتدور أحداث فيلم ديربي الموت، في إطار تشويقي، حول منافسة رياضية مشوقة تكتشف خلالها شخصيات متعددة خيوطًا مظلمة وجرائم غامضة.

آخر أعمال يوسف الشريف

وكان آخر أعمال الفنان يوسف الشريف، مسلسل «كوفيد 25»، الذي تم عرضه ضمن موسم مسلسلات رمضان 2021، وحقق نجاحا كبيرا خلال فترة عرضه.

ودارت أحداث مسلسل «كوفيد 25»، حول انتشار فيروس خطير، في عام 2025، يدفع المصابين لمهاجمة وقتل البشر، ويصبح على الطبيب ياسين المصري كشف المؤامرة الكبرى التي تسببت في انتشار المرض واقتراب نهاية العالم، والعمل من أحمد نادر جلال، وتأليف إنجي علاء.

اقرأ أيضاً«لن يشعر أحد بوجعي».. إيمي سمير غانم تعرب عن حزنها لهذا السبب

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يسدل الستار عن دورته التاسعة بإعلان الجوائز

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تحرز الميدالية البرونزية في بطولة العالم العسكرية
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • ختام فعاليات بطولة العالم العسكرية للفروسية رقم 25 بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • مصر بالمركز الثاني | ختام فعاليات بطولة العالم العسكرية للفروسية 25 لقفز الحواجز
  • الـمـواجـهـة اليمنية ـ الأمـريـكـيـة: أبعادها العسـكرية والسيـاسية والاقتـصادية والإعـلامية والشـعبية
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • بنك مصر يرعى النسخة الـ 25 من بطولة العالم العسكرية للفروسية 2025
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل افتتاح بطولة العالم العسكرية للفروسية
  • ترامب :العملية العسكرية التي شنتها الهند على باكستان أمر مخز