ندوة في القاهرة عن خسائر إسرائيل "الكبرى" في حرب غزة وسيناريوهات ما بعد الحرب
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
عقد مركز يافا للدراسات والأبحاث في القاهرة ندوة إستراتيجية بمشاركة خبراء وسياسيين تضامنا مع "الشعب والمقاومة الفلسطينية في صمودهم الأسطوري ضد الجيش الإسرائيلي، والحرب المستمرة".
وحملت الندوة عنوان "حصاد الحرب وسيناريوهات اليوم التالي لايقاف العدوان"، وشارك في الندوة خبراء وسياسيون وقانونيون مصريون وفلسطينون قدم بعضهم من غزة قبل أيام وأفادوا بشهادتهم الحية عن حقائق الحرب ونتائجها من داخل غزة.
ومن أبرز المشاركين في الندوة د. محمد بسيسو مقرر لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع في اتحاد المحامين العرب، اللواء د. محمد أبو سمره رئيس تيار الاستقلال في غزة، د. صلاح عبدالعاطي المحامي من غزة ورئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، د. عصام حلمي رئيس الحملة الأهلية في غزة لإنقاذ مرضى السرطان، ود. فتحي حسين عامر الخبير الإعلامي المصري، د.عواطف أبو شادي أستاذة العلوم السياسية، وأدار الندوة د. رفعت سيد أحمد رئيس المركز.
هذا وقد قدم المشاركون في الندوة دراسات متخصصة ووثائق حول حصاد الحرب وخسائرها إسرائيليا وفلسطينيا، حيث أجمعت الدراسات على أن "العدو الإسرائيلي تكبد نتيجة المقاومة الباسلة ضده خسائر وصلت إلى 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل مع تراجع النمو الاقتصادي للعام الجاري بمقدار 1.1 نقطة مئوية بعد خسائر متوقعة قدرها 1.4 نقطة مئوية العام الماضي، فيما قدر الخبراء الخسائر المالية للحرب بعد ستة أشهر من اندلاعها بنحو (60 مليار دولار)، فضلا عن خسائر أخرى كبيرة حيث سقط مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي بشكل مؤكد رغم الدم والمجازر التي يحاول جيش الاحتلال استعمالها للتغطية على سقوط هذا الأمن وأهتزازه تاريخيا فضلا عن أنه لا يزال 132 أسيرا إسرائيليا محتجزين في غزة".
وأكد المشاركون أن "شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تراجعت بشكل مزلزل وكبير وسط خلافات كبيرة تعصف بتماسك حكومة الحرب المصغرة، والتي مصيرها السجن إن توقفت الحرب، كما ذكر الخبراء في الندوة إلى ذلك، أن العديد من العيادات النفسية في البلاد بمرضى سواء من الجيش أو غيره من المستوطنين كذلك، من خسائر الحرب تنامي التأييد الدولي الواسع للحق الفلسطيني وإعادة إحياء القضية بعد سبات طويل مع صعود دور القانونين الدوليين ضد إسرائيل وخاصة بعد قرارات ومحاكمات ( محكمة العدل الدولية )".
وأوضح الخبراء: "يضاف إلى كل ذلك، خسائر في صفوف جيش الاحتلال زادت على الألف قتيل مع إطلاق أكثر من 15 ألف صاروخ من غزة ولبنان وسوريا نحو القلب ( العسكري والاستيطاني ) للكيان المحتل، أما على مستوي الخسائر الفلسطينية ففضلا عن عشرات الألاف من الشهداء والمصابين، فثمة تدمير همجي وممنهج لـ 85% من الوحدات السكنية والبنية التحية والمستشفيات والجامعات في غزة، وارتكاب ما يقترب من 500 مجزرة ضد المدنيين والأطفال والنساء، هذا مع تخل عربي وإسلامي (رسمي وليس شعبيا) شبه كامل عن الدعم والمساندة للشعب والمقاومة الفلسطينية".
إقرأ المزيدووفقا للورقة البحثية بالغة الأهمية التي قدمها اللواء دكتور محمد أبو سمرة فقد "أسفر العدوان المتواصل عن استشهاد سبعين ألف شهيد 70% منهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من مائة ألف جريح من الفلسطينيين الأبرياء المدنيين العزل من الأطفال والنساء والفتيات والشبان والشيوخ والعجائز والمرضى والمقعدين والعجزة، أكثر من نصفهم أصيبوا بجراح خطيرة، من بينهم أكثر من ثلاثين ألف جريح أصيبوا بإعاقات وعاهات دائمة، وأكثر من 30 ألف طفل فلسطيني أصبحوا يتامى الأب، وهناك من الأطفال من فقد الأبوين أو جميع أفراد الأسرة والعائلة، ومسح الاحتلال المجرم أكثر من خمسة ألاف أسرة من السجل المدني بشكل كامل، ودمر البنية التحتية بشكل كامل في قطاع غزة وحوالي 80% من المباني والمساكن والأحياء، وجميع الجامعات والمقار والمؤسسات والأجهزة الحكومية والبلدية، ومعظم المدارس والمساجد والكنائس والمؤسسات والجمعيات الخيرية والاجتماعية، إضافة إلى المقابر ومقامات الأولياء والصالحين، وكذلك قصف وتدمير جميع الأماكن والمباني والمواقع الحضارية والأثرية والتاريخية، في مقدمتها المساجد الأكثر قدما وعراقة في فلسطين والعالم الإسلامي، وفي مقدمتها المسجد العمري الكبير في غزة، والذي تم بناؤه في الأعوام الأولى للهجرة النبوية الشريفة، وهو أول مسجد بني خارج الجزيرة العربية وفي فلسطين وبلاد الشام وعلى ساحل المتوسط، ومسجد السيد هاشم الذي شيد على أكناف مقام الجد الأكبر للرسول (صلى الله وبارك وسلم عليه وآله)، وهو ثاني المساجد التي تم بناؤها في فلسطين وبلاد الشام".
إقرأ المزيدوأشار الخبراء خلال الندوة إلى "سرقة ونهب البيوت وخاصة الأموال والمجوهرات وجميع المقتنيات الخاصة الثمينة والمؤسسات والبنوك والوثائق والمخطوطات التراثية والآثار وكل شيء له علاقة بالتاريخ والحضارة، ودمر الجنود الأرشيف البلدي والوطني، وسرقوا شهادات وسجلات الملكية (شهادات الطابو) والأرشيف والسجلات القضائية، وسرقوا كل ما طالته أياديهم القذرة على امتداد قطاع غزة، وبلغت الإحصائية التقديرية الأولى لحجم مسروقاتهم من البيوت (فقط)، مالا يقل عن مليار دولار، بينما زادت قيمة مسروقاتهم من بنك فلسطين وبعض البنوك الأخرى من الأموال السائلة والودائع النقدية أكثر من نصف مليار دولار، وكذلك المقتنيات الثمينة والوثائق التاريخية والمخطوطات والكتب النادرة والنفائس التي سرقوها من المنازل والمساجد والمؤسسات، التي لا يمكن تقديرها بثمن".
وخلصت الندوة إلى أنه "لكي تعود غزة إلى دورها ولكي يتم إفشال مخطط الإبادة الهادف لإخراج غزة من ( الجغرافيا).. إلى ( التاريخ).. هو في المشاركة العربية العسكرية والاقتصادية في ردع العدو وإفشال مخططاته التي ستبدأ من اليوم التالي لايقاف الحرب والتي منها إنهاء الدور الجغرافي الإستراتيجي لمعبر رفح واحتلال أمريكا لميناء غزة وتحويل القطاع إلى مخيمات متفصلة ومقسمة وفرض العشائر المتحالفة مع إسرائيل في حكم غزة مع إنهاء دور المقاومة ووجودها تماما في غزة".
كما خلصت الندوة في توصياتها النهائية بأنه "تحتاج لكي يتم إفشالها إلى رؤى وتحرك فلسطيني ومساندة عربية واسعة".
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم اطفال الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الضفة الغربية القاهرة القدس القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية حركة حماس رفح طوفان الأقصى قطاع غزة ناصر حاتم نساء هجمات إسرائيلية فی الندوة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
“من الحرية إلى الإعمار”.. ندوة علمية لجامعتي دمشق وغازي عينتاب الإسلامية التركية للعلوم والتكنولوجيا
دمشق-سانا
نظمت جامعتا دمشق وغازي عينتاب الإسلامية التركية للعلوم والتكنولوجيا، ندوة علمية تحت عنوان ”من الحرية إلى الإعمار: الإمكانيات والتحديات” في إطار تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجامعات السورية والدولية، وذلك في مركز رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق.
وتركزت محاور الندوة على ثلاثة محاور هي: “المعرفة والإرث الثقافي في مسار الإعمار” و”السياسات التعليمية ما بعد الحرب .. الأولويات والتحديات في عملية إعادة البناء” و”أهمية الكفاءات البشرية في مستقبل سوريا”.
وفي الجلسة الافتتاحية التي ترأسها معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي الدكتور غيث ورقوزق، بحضور رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان، ومدير العلاقات الدولية والثقافية بالجامعة الدكتور بشار دحدل، شدد الدكتور عيسى العسافين أستاذ علم المعلومات في جامعة دمشق ورئيس جمعية المكتبات والوثائق السورية، على أن “إعادة الإعمار تبدأ بإعادة بناء الإنسان”، مؤكدًا أهمية التراث والمعرفة كثنائية أساسية في عملية النهوض، وأن مخرجات البحث العلمي ومراكز التطوير هي العماد الحقيقي لأي مشروع تنموي.
من جانبه، تحدث الدكتور محمد حسان إدلبي، ممثل مركز تنمية سوريا والمتخصص في بناء المؤسسات والقدرات المؤسسية، عن معوقات تنمية الموارد البشرية في قطاع التعليم العالي، داعيًا إلى تحويل هذه التحديات إلى فرص، وتفعيل دور الخبرات السورية في الخارج للمساهمة في بناء نموذج تنموي محلي وأخلاقي يخدم المجتمع السوري.
كما أشار الدكتور فيصل الحفيان، الأستاذ في جامعة غازي عينتاب التركية، إلى أن الغرض من الندوة إثارة قضية التعمير والعمران وأهمية السياسات التعليمية في مرحلة ما بعد التحرير، وضرورة تطوير الفكر والوعي نحو استعادة مستدامة للمشروع الحضاري العربي الإسلامي.
وفي الجلسة الثانية، أشار رئيس جامعة غازي عينتاب الدكتور شيخموس ديمير، إلى أن هذا اللقاء يمثل انطلاقة جديدة في مسار التعاون بين تركيا وسوريا، مشدداً على أن العلاقة بين البلدين تقوم على وحدة الدم والثقافة.
وأوضح، أن إعادة بناء سوريا مسؤولية مشتركة تتطلب تعاونًا حقيقيًا بين المؤسسات التعليمية والثقافية، لافتاً إلى أن التعليم هو مفتاح التغيير وصناعة المستقبل.
وبيّن ديمير أن التعاون بين جامعة غازي عينتاب وجامعة دمشق، يهدف إلى خلق فضاء علمي مشترك يسهم في تجديد روح الأمة، وأن هذه الندوة هي لتعزيز التعليم وتوسيع الشراكات بما يعود بالنفع على الشعبين.
وتضمنت الندوة مداخلات عديدة قدمها أكاديميون سوريون، منهم الدكتور عماد الدين عضو الهيئة التدريسية في كلية الشريعة بجامعة دمشق، والذي تناول ارتباط الهوية بالسياسات التعليمية، وأهمية ترسيخ التعليم على أسس الكرامة والمعرفة المستقلة.
كما ركزت المداخلات على أن التعليم يمثل الركيزة الأولى في انطلاق عملية إعادة الإعمار، يليه قطاعا العدل والقضاء، ثم توفير الطاقة بتكلفة منخفضة، لما لها من دور أساسي في مرحلة الإدارة الاقتصادية وجذب الاستثمارات.
وفي مداخلات أخرى شدد الحضور على أهمية ضمان حقوق العاملين لبناء اقتصاد حر وسليم، مؤكدين ضرورة تعزيز الفكر المستقل والاستفادة من التراث المادي، إلى جانب إدارة المعرفة عبر آليات فعالة تضمن استدامة التنمية.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى بناء شراكات استراتيجية في المجال الأكاديمي والعلمي، وتعد خطوة مهمة في سبيل تعزيز جهود الإعمار من خلال التعاون المعرفي والثقافي بين الجامعات والمؤسسات البحثية في سوريا وتركيا.
تابعوا أخبار سانا على