بوابة الوفد:
2025-05-12@10:55:41 GMT

أنوار رمضانية

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

 

 

كان السلف الصالح يسمون شهر الصيام شهر القطيعة عن الخلق والإقبال على الخالق وكان أبوحنيفة – رضى الله عنه – إذا دخل رمضان تفرغ لقراءة القرآن فإذا كان العشر الأواخر فقلما استطاع أحد أن يكلمه وكان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن فى المصحف، وكان السلف يعتمدون على العصى من طول القراءة فى صلاة التراويح وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر وبعضهم كان يختم القرآن فى قيام رمضان فى كل رمضان فى كل ثلاث ليال وبعضهم فى كل عشر وكانوا فى زمن التابعين يقرأون سورة البقرة وهى أكثر من جزئين ونصف فى ثمانى ركعات ويرون أن قراءتها فى اثنتى عشرة ركعة من التخفيف وكان من عادة عائشة – رضى الله عنها – فى رمضان أن تقرأ القرآن فى المصحف أول النهار لتبدأ يومها بأحسن الكلام كما أحيت ليلها بقيام الليل ثم تنام لتستريح بعد طلوع الشمس.

كل ذلك أسوة بالسيد المكرم النبى العربى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذى كان يعنى بمدارسة القرآن الكريم فى رمضان وكيف لا يعنى المسلمون بتلاوة القرآن فى هذا الشهر وشهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن وكان يعارض جبريل به (أى يقرأ ويسمع جبريل ثم يسمع من جبريل) ويكثر من القرآن خصوصًا فى قيامه بالليل فلقد قرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فى ليلة واحدة وما صلى الركعتين حتى جاءه بلال يعلمه (أى يؤذنه) بصلاة الفجر.

وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضى عجائبه ولا يخلق (لا يبلى) من كثرة الرد فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات، أما إنى لأقول لكم (ألم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف وقال صلى الله عليه وسلم إن لله آهلين من الناس. قالوا: يا رسول الله من هم قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته الإمام أحمد.

عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك بيان قوله تعالى (ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا) ومعنى ذلك أن الذين آمنوا هم الذين قرأوا القرآن فلو سألت الناس اليوم لرأيت واقعهم القصور عن التلاوة وإن تلوا لم يتدبروا مع أن الغذاء القلبى الروحانى ينير مشكاة صدر المؤمن فتتوضح لدية علائم السير ويجعل مع القارئ الضوء الساطع الذى يجنبه مضلات الفتن ويملكه مقود السير فينجو من المآزق الحرجة فى الدنيا والآخرة.

فأى الفريقين أحق بالأمن، الذين أحلوا حلاله وحرموا حرامه أم الذين أهملوا وضيعوا.

هل يستويان مثلًا من أنجى نفسه وأهله وكان صحيح القوة سليم العافية وأكرمه الله بهذا الإكرام الذى أشار إليه ابن عباس آنفًا أم الذين ضيعوا وأضاعوا؟

قال القرطبى فى مقدمة تفسيره:

جعل الله أمثاله أى القرآن عبرًا لمن تدبره وأوامره هدى لمن استبصرها، وشرح فى واجبات الأحكام وفرق فيه بين الحلال والحرام وكرر فيه المواعظ والقصص للإفهام وضرب فيه مثلًا وقص فيه غيب الأخبار فقرأ القرآن خلفاء أنبيائه.

فإذا وفقت أخى الصائم لتلاوة هذا القرآن والعمل، فتذكر ما قاله القرطبى: الحمد لله الذى جعل صدورنا أوعية كتابه وآذاننا موارد سنن نبيه وهممنا مصروفة إلى تعلمها والبحث عن معانيها وغرائبهما طالبين بذلك رضاء رب العالمين.

ففى الأثر: فمن استوفى قراءة جميع القرآن على أقصى درج الجنة فى الآخرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة اليوم.. محمد حامد: الأزهر هدية الله لأهل مصر وحما به الشريعة.. أصحاب الفكر الضال حرفوا القرآن وأنزلوه في غير موضعه

خطبة الجمعة من الشرقية
محمد حامد يؤكد:
أصحاب الفكر الضال حرفوا القرآن وأنزلوه في غير موضعه
السائحون في مصر لهم حق الإكرام وحسن الاستقبال
الأزهر هدية الله لأهل مصر وحما به الشريعة

نشرت الفضائية المصرية، بث مباشر لنقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود بمحافظة الشرقية.

بث مباشر.. خطبة الجمعة من الحرمين الشريفينموضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف

وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم ٩ مايو ٢٠٢٥م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ بعنوان: "إنَّ ما أتخوف عليكم رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فغيّر معناه".

وقالت وزارة الأوقاف، إن الهدف من موضوع خطبة الجمعة اليوم هو: ضرورة التوعية بكيفية مواجهة القرآن للشبهات الفكرية، وسبل الاستفادة من ذلك.

وقال الدكتور محمد حامد، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الشرقية، إن الأمة ابتليت بأصحاب الفكر الضال المنحرف الذين أخذوا من القرآن وغيروا مقصوده ومعناه والغاية التي من أجلها أنزل الله القرآن.

وأضاف حامد، في خطبة الجمعة اليوم من مسجد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، بمحافظة الشرقية، أن أصحاب هذا الفكر الضال ينطبق عليهم قول الله (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).

وأشار إلى أن أصحاب الفكر الضال انطلقوا إلى معاني الولاء والبراء والحاكمية وغيرها، فأنزلوها في غير مواضعها واستخدموا الآيات القرآنية في غير ما أنزلت له، رغم أن القرآن كتاب رحمة وهدى وشريعة الإسلام سمحة، وهم غيروها من اليسر إلى التشدد والتطرف وهذا أمر لا يرضاه الله ولا رسوله.

وتابع: لقد كشف الله عالم الغيب أمام صاحب الجناب الأعظم سيدنا محمد، فنظر وأخبر عن حالة هؤلاء القوم الذين ابتليت بهم البشرية فأخبر النبي عن حالتهم فقال (إن ما أتخوف به عليكم أن يخرج عليكم رجل قرأ القرآن حتى حفظ القرآن فظهرت عليه أنوار القرآن ولكنه رفض هدية الله فغير وبدل وحرف وأخذ القرآن إلى غير غايته ومقصوده فأتى إلى جاره فرماه بالشرك ورفع عليه السيف، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) أي يخرجون من الدين كما يخرج السهم من رميته لا يعود إليها.

وأكد أن هؤلاء يكفرون ويبدعون غيرهم ويستخدمون آيات من القرآن في غير مواضعها فهم شرار الخلق عند الله عزوجل.

وقال الدكتور محمد حامد، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الشرقية، إن كل من وفد إلى مصر المحروسة زائرا أو سائحا حق، وهذا الحق أرسى مبادئه القرآن الكريم والسنة النبوية.

وأضاف حامد، في خطبة الجمعة اليوم من مسجد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، بمحافظة الشرقية، أن من دخل بلادنا زائرا أو سائحا له عهد والله تعالى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وقال (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا).

وأكد أن السائح والزائر له حق الإكرام وحسن الضيافة والاستقبال وأن نحسن صورة بلادنا ونحن نستقبله وأن نكون صورة طيبة لديننا الحنيف ونحن نتعامل معه، فلا غش ولا تحرش ولا أي اعتداء عليه، ليكن كل واحد منا مع هذا الوافد إنسانا محمديا بمعنى الكلمة، والنبي قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" وجاء الأمر بإكرام الضيف على العموم ليشمل كل الناس وكل من كان له عقد أو عهد.

وقال الدكتور محمد حامد، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الشرقية، إن مصر أتى لها تيارات كثيرة متشددة بعيدة عن روح الإسلام وسماحته ولكنها وبفضل الله تتحطم على حصن الإسلام، الأزهر الشريف برجاله وعلمائه ووسطيته.

وأضاف حامد، في خطبة الجمعة اليوم من مسجد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، بمحافظة الشرقية، أن الأزهر الشريف هو منحة وهدية من الله لأهل مصر، حما الله به الشريعة ونصر به السنة وأيد به الوحيين الشريفين كتاب الله وسنة رسوله.

وتابع: ألا فاقدروا للأزهر فضله واعرفوا له مكانته ووسطيته واعلموا أن الأزهر خير من حما شريعة الله وخير من دافع عن سنة رسول الله.

طباعة شارك خطبة الجمعة الشرقية محمد حامد أصحاب الفكر الضال الأزهر السائحون

مقالات مشابهة

  • الصاروخ والمُسيرة من بين المعاناة: اليمن يصنع قراره من نور القرآن لا من فتات العالم
  • فضل الدعاء في القرآن والسنة وأثره في صلاح النفس والذرية.. علي جمعة يوضح
  • بإجمالي 53 ألف دارس.. الأزهر يفتح باب التقديم لدفعة جديدة برواق القرآن الكريم
  • تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بالعوابي
  • صورة اليهود في القرآن الكريم
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة.. الأزهر للفتوى يوضح
  • ذكرى وفاة الشيخ محمد رفعت.. محطات في حياة ‏«قيثارة السماء‏»
  • خطبة الجمعة اليوم.. محمد حامد: الأزهر هدية الله لأهل مصر وحما به الشريعة.. أصحاب الفكر الضال حرفوا القرآن وأنزلوه في غير موضعه
  • خطيب الأوقاف بالشرقية: أصحاب الفكر الضال حرفوا القرآن وأنزلوه في غير موضعه