النوروز مهرجان عمره 3500 عام كيف ولماذا نحتفل به؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
البوابة - عيد النوروز أو نوروز أو نافروز أو نوروز أو نيروز هو رأس السنة الإيرانية والبارسية كما هو معروف، وهو الاحتفال الذي يصادف بداية فروردين، الشهر الأول في التقويم الزرادشتي. يجتمع الناس من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الديانات للاحتفال بهذا اليوم الميمون. مصطلح "النوروز" هو مزيج من "الآن" و"روز"، وهو ما يعني "يوم جديد".
إن احتفالات عيد النوروز هي علامات البداية الجديدة والمحبة بين الناس والعائلات.
احتفالات عيد النوروز
يعد الاحتفال بالنوروز أمرًا بسيطًا إلى حد ما ولا يتضمن عروضًا باهظة. إنها بسيطة وأصيلة ومرتكزة على الطبيعة. بدءًا من "خونه تكنوني" أو التنظيف الشامل وإعداد المنازل، يصبح نوروز يومًا للإشارة إلى أهمية النظافة والانتظام في الترحيب بالعام الجديد.
هذا التقليد المتمثل في التنظيف العميق للمنزل لا يضمن النظافة الجسدية فحسب، بل يعمل أيضًا كوسيلة لتطهير الروح والعقل. وتشكل الأعياد المجتمعية والعائلية التي تشكل جزءًا من نوروز، درسًا آخر في جمال الروابط والصداقة الحميمة.
من يحتفل به؟
يتم الاحتفال بالنوروز في 21 مارس في العديد من البلدان الواقعة على طول طرق الحرير، بما في ذلك أفغانستان وأذربيجان والهند وإيران والعراق وقيرغيزستان وكازاخستان وباكستان وطاجيكستان، تركيا وتركمانستان وأوزبكستان. وهو يوم يحتفل به الملايين في جميع أنحاء العالم من كل الأديان والطوائف. في حين أنه بدأ كاحتفال خاص بالنسبة لأولئك الذين ينحدرون من أصول فارسية، وكردية، وأفغانية، وطاجكية، وآسيا الوسطى، إلا أنه الآن لا يقتصر على الحدود، بل أصبح احتفالاً سنوياً يجمع الناس من خلفيات ومجتمعات مختلفة. وفي حين أن جذوره تكمن في الثقافة الفارسية، فقد أصبح ظاهرة عالمية يحتفل بها ويحترمها الناس من مختلف الطوائف.
دروس من النوروز
ما هو الطعام الذي يتم تقديمه في عيد نوروز؟
هناك العديد من التقاليد والطقوس الرمزية التي يتم الالتزام بها خلال عيد النوروز، ومن الطبيعي أن يلعب الطعام دورًا رئيسيًا في الاحتفالات. تشمل الأطباق التقليدية التي يتم إعدادها سابزي بولو با ماهي (أرز الأعشاب الخضراء والسمك المقلي)، وكوكو سابزي (فريتاتا الأعشاب الطازجة).
أشهر وصفات الطعام للاحتفال برأس السنة الفارسية
سابزي بولو (أرز بسمتي بالأعشاب الفارسية)السمك الفارسي المقلي.شوربة المعكرونة الفارسية (آش رشته)كوكو سابزي (الأعشاب الطازجة كوكو)رشتيه بولو (أرز بالشعيرية)كشك بادمجان (الباذنجان مع الكشك)البقلاوة الفارسيةالمصدر: تايمز اوف انديا / allrecipes.com / unesco.org/silkroad
اقرأ أيضاً:
أفكار لطيفة لعمل زينة رمضان في المنزل
الهدايا الرمضانية من صلصال بلمسة الفنانة الأردنية رندا حدادين
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: النوروز رأس السنة احتفالات
إقرأ أيضاً:
سعد: الغائب الذي لم يَغب
صراحة نيوز ـ الدكتور أسعد عبد الرحمن
يا أيّها الغالي سعد…
لا أحد يدرك، لا أحد يستطيع أن يدرك، كيف أن مطرقة رحيلك الصاعق قد هدمت ابراجاً داخلية عندي لطالما ظننتها منيعة. قد سحقت لبناتٌ شيّدها في داخلي التفاؤل المزمن الذي لطالما صاغ نفسيتي، وحماني من الهموم المتكاثرة في هذه الدنيا لكنك ذهبت. وبذهابك، سقط السقف.
صحيح، صحيح تمامًا، أنك أخي، ابن أمي وأبي. لكن هذا، وحده، لم يُتوّجك سلطانًا على قلبي، ولا جعلك توأم روحي الذي أصبحتَه. لقد جاءت “كلمة السر” في هذه العلاقة الإنسانية الاستثنائية من نبعٍ أعمق من صلات الدم، من ينابيع الصداقة التي تنامت بيننا، منذ كنت طفلًا يحبو. ثم، تفتحت من جديد – بعد انتهاء انقطاع قسري- مع التئام شملنا في الكويت حين بلغت أنت الخامسة والعشرين… ومنذ تلك اللحظة، كأن الحياة ابتسمت لي بك. كأننا، نحن الاثنان، استعدنا بقايا طفولة مؤجّلة، وعشناها بنضج من يعرف معنى أن يجد في أخيه صديقًا يسند الظهر، ويقرأ الصمت، ويكون مرآة الروح.
وحين غربت شمسك، ذات “فجرٍ” من حزيران الأسود عام 2023، غرب معك شيء لن يعود. لم يكن يومًا عاديًا. كان انسحابًا هادئًا لظلّك من كل زاوية في حياتنا. وتركتنا (تركتني انا بالذات) أُعاني من رحيلك ومن تلاشي دعوة متكاملة كنت قد وجهتها لك لرحلات متتابعة نقوم بها لتعزيز توأمة الروح التي جمعتنا، قبل أن يحين الأجل المحتوم والذي “توقعناه” في غضون سنوات…كأننا ظننا في اللاوعي عندنا اننا نعيش في”بروج مشيدة”!!!!!غير ان الحقيقة المرّة انفجرت حين غادرتنا بطريقة جعلت الوداع لا ينتهي.
بكيتك، سرًا وعلانية. بكيتك كما يُبكى الوطن حين يُغتصب، كما يُبكى الضوء حين يُطفأ فجأة ولا يعود. ثم، فجأة، انحبس الدمع وجفّ، الأمر الذي حيّرني. وحين سألني صمتي عن السبب، وجدتُ الجواب في دمار “قطاع غزة” ودمار شمال “الضفة”… في فلسطين التي تنزف ولا تموت. هناك، بكى وجعي الأكبر: فما سكبته عيناي من دموع على أهلنا لم يعلم به أحد. كان ذلك السرّ بين ربي وبيني. وكم حرصتُ على ألّا يعرف أحد عن ذلك الانكسار، لا عائلتي، ولا أصدقائي، ولا زملائي. آنئذٍ، صارت الفجيعة بك-اعذرني ياحبيب- تنزوي في ظلّ فاجعة أكبر.
لكن يا سعد…
عدتَ إليّ، من حيث لم أكن أتوقّع. عدت إليّ حين اجتمعنا في منزلكم لإحياء ذكراك. عدت اليّ في الصور المتكئة على جدران منزلك وفي استعادتي لعباراتك الظريفة كلما تحلقنا حول مائدة طعامكم الشهي. عودتك-هذه المرة- تداخلت مع المفارقة بالتجويع الظالم للأهل في “قطاع غزة”. كل هذه التداعيات “فجرّتني” بالبكاء من جديد، كأنني لم أبكِك من قبل، فحملتُ قلبي المتعب، واندفعتُ خارجًا من منزلك…لا لأهرب منك، بل لأهرب اليك.
ياسعد…
لا أحد يدرك، لا أحد يستطيع أن يدرك كم أفتقدك. وسواء كنتُ وحدي، أو مع الأقارب أو الأصدقاء، لطالما وجدتك تزورني، غالبًا بنعومة، وأحيانًا بشدّة. كنتُ أتجلّد. أتجمّد. كي لا “أفسد الجو”، كما كنت تمازحني…
لكن، آه يا توأم الروح، ما أشدّ وقع هذا التجلّد، وما أبطأ هذا النوع من الموت!
كلما عاد حزيران، سقطت من قلبي صفحة. وكلما اقترب “فجر” يومه الأول، يوم رحيلك، أدركت أنه ليس فجرًا… بل موعدٌ مع وجع، مع غيابٍ لا يرحل، ومعك، أنت، الذي ما زلت تعيش في كل ركنٍ من ذاكرتي. واليوم، انا لم أكتبك لأرثيك… بل لأُبقيك حيًّا. في الورق. في اللغة. في الذين سيقرؤونك دون أن يعرفوك. كتبتك لتظلّ بيننا.
ونعم، يا سعد، غبتَ جسدًا لكنك لم تغب من قلبي لحظة. تسكنني كما يسكن الضوء المرآة: لا يُرى، لكنه يُضيء كل ما يمرّ عليه. فسلامٌ عليك، في الذكرى الثانية، كما يليق بروحٍ نادرةٍ، لا يتكرّر غيابها، ولا يُشفى من فقدها.