اغتيالات وفلتان أمني يحرمان أهالي درعا أجواء رمضان
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
درعا- اعتاد سكان محافظة درعا على سماع أصوات إطلاق النار بشكل يومي بدون أن يكترثوا لذلك أو يدفعهم للبحث عن السبب وراء إطلاق النار أو من هو المنفذ. فقد شهدت المحافظة الواقعة جنوب سوريا عمليات اغتيال مكثفة منذ 2018 بعد سيطرة قوات النظام السوري عليها باتفاق تسوية مع المعارضة برعاية روسية، حيث باتت تشهد حالة من الفلتان الأمني.
وشهد حي طريق السد في مدينة درعا قبل 4 أيام -بينما ينتظر الأهالي أذان المغرب للإفطار- عملية اغتيال تعد الأضخم من نوعها لاستهداف شخص واحد على عكس العمليات التي اعتادوا عليها في منطقة درعا المدينة حيث شارك فيها ما لا يقل عن 15 شخصا مجهولا كانوا يركبون 3 سيارات و4 دراجات نارية.
المستهدف في هذه العملية هو ياسر خليل فلاحة الملقب بالحمش، أحد عناصر المعارضة السورية سابقا والذي غادر المحافظة باتجاه إدلب في شهر يوليو/تموز من عام 2018 بعد اتفاق التسوية الذي شهدته المحافظة، والذي قضى بدخول قوات النظام السوري إليها بعد أن سلمت فصائل المعارضة سلاحها الثقيل والمتوسط.
وعمل فلاحة في صفوف هيئة تحرير الشام هناك إلا أن وجوده في إدلب لم يدم أكثر من عام واحد، وعاد إلى محافظة درعا وكان له حضور في العديد من العمليات العسكرية ضد عناصر يعملون لصالح تنظيم الدولة في المنطقة وآخرها الحملة التي أطلقت ضدهم في حي طريق السد عام 2022 وانتهت بخروج عناصر التنظيم من الحي بدون القضاء عليهم.
لم تكن العملية التي استهدفت الحمش هذه المرة كغيرها من العمليات التي اعتاد الأهالي على السماع بها أو مشاهدتها في بعض الأحيان، حيث الكثير من العمليات تكون في وضح النهار وفي مناطق مكتظة بالأهالي، لأن العملية لم تستهدف فلاحة فقط، بل استهدفت جميع من كان في المنطقة ممن يمكن أن يكون قد شهد على العملية.
وترافقت العملية مع إطلاق نار مكثف أدى إلى مقتل شاب وطفل إلى جانب المستهدف، وإصابة شابين وطفل بجروح بالغة الخطورة؛ حيث لا يزالون يتقلون العلاج في المشافي حتى هذه اللحظة.
وفي شهادته للجزيرة نت، قال (م. ن) وهو شقيق أحد الشبان الذين أصيبوا بجروح، إن العملية كانت كبيرة ومخطط لها بعد الرصد المتكرر من قبل المنفذين.
وأضاف أن شقيقه ليس له علاقة بأي نشاط مسلح سابق وليس له أي خلافات شخصية مع أحد، إلا أنه كان بالقرب من موقع الحادثة حيث كان يشتري اللحوم من أحد المحال الموجودة في المنطقة.
وأكد أن إصابة شقيقه خطيرة جدا، و"لا يزال في غرفة العناية المشددة حيث اضطر إلى وحدات دم، وناشدنا أهالي المدينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومكبرات الصوت في المساجد بضرورة التوجه إلى المشفى للتبرع بالدم".
وقال الأطباء إنهم اكتفوا بالدماء التي تم التبرع بها بشكل مؤقت، وهو ما يعني، بحسب شقيق المصاب، أنه "من الممكن أن نضطر إلى البحث عن متبرعين جدد لاحقا في ظل غياب الدور الفعال لبنك الدم في مدينة درعا".
وتابع (م. ن) في إفادته: "كان نبأ إصابة شقيقي قبل أذان المغرب بلحظات، وتوجهنا مسرعين إلى مشفى الرحمة الخاص، وتفاجأنا بوجود 3 جثث إحداها لطفل بالغ من العمر 14 كان ضحية إطلاق نار عشوائي لأن أحد الملاحقين موجود بالقرب منه".
الخوف من التجمعات
وبات شعور الخوف بين الأهالي أكبر من ذي قبل بأن تستمر نسبة عمليات الاغتيال بالارتفاع؛ وهو ما تسبب في الابتعاد عن الكثير من العادات التي اعتادوا عليها سابقا، ومن أبرزها التجمع أمام منازلهم قبل أذان المغرب في شهر رمضان.
وأصبحت حركة الأسواق التجارية في درعا تتوقف باكرا، حيث تغلق المحال أبوابها قبل غروب الشمس على عكس الأيام السابقة، حيث كانت الأسواق تظل مكتظة حتى ساعات متأخرة من الليل.
ولم تقتصر عمليات الاغتيال التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية على العسكريين أو الأمنيين فقط، فقد طالت مدنيين بينهم أطفال ونساء، بالرغم من أن الأخبار التي كان يتناقلها الأهالي تفيد بأن المستهدفين كانوا على صلة بتجارة المخدرات وترويجها أو يعملون في مجال السحر والشعوذة.
ومنذ سيطرة قوات النظام على مدينة درعا عام 2018 باتت المدينة تفتقر لوجود قوات حماية تعمل على وضع حد لمثل هذه العمليات أو التجاوزات الأخرى كالسرقات، وهو ما كان يقع على عاتق عناصر فصائل المعارضة.
ورغم المساعي التي بذلت من قبل وجهاء المنطقة لتشكيل قوة محلية من أبناء المنطقة لنشر حواجز ليلا لضبط الأمور وحماية المدنيين وإعادة شيء من الأمان لهم؛ فإنها باءت بالفشل.
ويقول (أ. م) أحد وجهاء مدينة درعا للجزيرة نت، إن الوجهاء عملوا سابقا على العديد من المشاريع التي تهدف إلى حماية المدينة، لكنها باءت بالفشل لعدة أمور، أبرزها رفض جزء كبير من الشباب المشاركة بعد عودتهم إلى حياتهم المدنية وهدفهم الرئيسي هو العمل لتأمين مصاريف ذويهم.
في حين طالب آخرون بأن يتم تأمين مبالغ مالية كرواتب لعدد من الشباب الذين سيحملون على عاتقهم حماية المنطقة إلا أن عدم توفر المال لدى الوجهاء حال بينهم وبين تنفيذ هذا المشروع.
وأضاف أن تنفيذ هذا المشروع كان يتطلب عددا كبير من الشباب لأن المنطقة فيها الكثير من المداخل والمخارج بينها وبين منطقة درعا المحطة التي لم تخرج عن سيطرة النظام السوري خلال السنوات السابقة، وتعتبر مصدر لانطلاق منفذي عمليات الاغتيال باتجاه منطقة درعا البلد.
وأشار إلى أن هذه المشاريع طرحت بعد دخول المنطقة ضمن اتفاق التسوية بعامين، أي منتصف عام 2021، قبل أن تشهد المنطقة حملة عسكرية من قبل قوات النظام السوري والتي شهدت حصارا وقصفا للمنطقة، وهو ما شكل تحولا كبيرا؛ إذ بات الفلتان الأمني بعد هذه العملية يزداد يوما بعد يوم وعمليات الاغتيال أصبحت شبه يومية.
ومنذ بداية العام الجاري أسفرت عمليات اغتيال متتالية في درعا عن مقتل 49 شخصا وإصابة العشرات بينهم مدنيون وأطفال، وفي العام الماضي قُتل ما لا يقل عن 270 شخصا في مناطق متفرقة من المحافظة وسُجل معظمها ضد مجهول لأنه لم تعرف الجهة التي تقف وراء تنفيذ العمليات حتى اللحظة.
وتنشط في محافظة درعا العديد من المجموعات المسلحة أبرزها التي كان عناصرها يعملون في صفوف المعارضة لكن انضموا للأفرع الأمنية بعد أن جندتهم لصالحها بحجة حمايتهم من الاعتقال بعد عام 2018، وكان لهم نشاط في عمليات عسكرية ومداهمات تستهدف معارضين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات عملیات الاغتیال النظام السوری قوات النظام مدینة درعا وهو ما
إقرأ أيضاً:
أهالي غزة يعلقون على هروب الإسرائيليين تجاه قبرص بـالسخرية والتعجّب
اتجه مئات من الإسرائيليين والأجانب إلى الفرار إلى قبرص، مع استمرار الحرب واستهداف "إسرائيل" بالصواريخ الإيرانية، وذلك بعدما أغلن الاحتلال مجاله الجوي، ونقل سرا عشرات الطائرات المدنية إلى الخارج، مما جعل الملايين عالقين في مواجهة الصواريخ الإيرانية التي أسفرت عن قتلى وأضرار مادية كبيرة في مواقع مختلفة.
وكشف صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنها التقت بعدد من الفارين في مرسى مدينة هرتسليا على ساحل البحر المتوسط، وقالت "بحسب مجموعات فيسبوك مخصصة لمغادرة إسرائيل عبر البحر، هناك مئات الأشخاص يرغبون الآن في المغادرة بهذه الطريقة. وكما هو معروف، عندما يكون هناك طلب، هناك دائما من يسارع لعرض خدماته مقابل المال".
وأشارت الصحيفة إلى أن المغادرين خططوا لرحلات مغادرتهم مقابل دفع آلاف الدولارات.
وأثارت هذه الحالة في "إسرائيل" العديد من التعليقات في الأوساط الفلسطينية، التي تنوعت ما بين التذكير أن من يفعل ذلك "ليس صاحب الأرض فعلا"، وأن البحر هو الذي جاء به وهو الذي سوف يخرجون منه.
????هآرتس: مئات الأشخاص يريدون مغادرة إسرائيل عبر البحر مقابل دفع آلاف الدولارات pic.twitter.com/6AGZBuCacm — عربي21 (@Arabi21News) June 17, 2025
ذكر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة أن هذه الحالة تشبه حالة التنسيقات والأموال التي تقاضتها شركة مصرية، مقابل السماح لبعض سكان قطاع غزة بالسفر خلال شهور حرب الإبادة الأولى.
شركة هلا
وعلق حساب يعمل اسم "iAlexander" بعبارة "ما عندهم يا هلا .. كان طلعوا ب ٥ الاف بس"، في إشارة إلى الشركة المصرية التي تحمل ذات الاسم والمرتبطة بشخصيات بارزة في مصر، وكانت تجبر الفلسطينيين على دفع مبلع 5 آلاف دولار على الشخص البالغ و2.5 ألف دولار على الطفل مقابل السماح لهم بالسفر عبر معبر رفح، الذي الذي عرف باسم "التنسيق".
ما عندهم يا هلا .. كان طلعوا ب ٥ الاف بس — iAlexander (@AlexHammad811) June 17, 2025
ويعود التعليق الساخر على سعر وتكلفة السفر الإسرائيلية الجديدة، نظرا لأن الرحلات تبلغ تكلفتها 20 ألف شيكل (حوالي 5700 دولار)، بينما كانت "التنسيقات" عبر هلا تكلف 5 آلاف دولار.
وقال حساب اسمه "نور غزة": إنه "عشان منعوا المطارات تشتغل قاعدين بيهربوا بالمراكب واليخوت ع قبرص وبيقولوا 10 آلاف ع النفر (الشخص)، وبكرا بلاقوا حل عن طريق مطارات الأردن ومصر".
وتساءل حساب يحمل اسم "m07" قائلا: "اخدو منهم ٥٠٠٠ آلاف دولار ولا مجاني؟"، في إشارة أخرى إلى "التنسيقات" التي فرضتها الشركة المصرية.
اخدو منهم ٥٠٠٠ آلاف دولار ولا مجاني — m07 (@Ahmad_07o) June 17, 2025
وعلق الصحفي الفلسطيني محمد هنية قائلا: كشفٌ بالغ الأهمية.. كيف يراه الغزاوي؟ يُذكرنا هذا بالرشاوى عند نافذة غزة الوحيدة للعالم معبر رفح، آلاف الدولارات مقابل السفر.. كيف انقلبت الآية؟!".
كشفٌ بالغ الأهمية.. كيف يراه الغزاوي؟!
صحيفة هآرتس العبرية تقول إن مئات المستوطنين بدأوا بالهرب سرًا إلى قبرص عبر زوارق بحرية مقابل مبالغ مالية كبيرة في ظل وقف حركة الطيران بالكامل بسبب الحرب على إيران.
يُذكرنا هذا بالرشاوى عند نافذة غزة الوحيدة للعالم معبر رفح، آلاف الدولارات… — mohammed haniya (@mohammedhaniya) June 16, 2025
وقال حساب يحمل اسم عدنان أبو سيدو: "كل ما اقرفتموه بأهل غزة راح تعانوه".
*** ????هآرتس: هروب الإسرائيليين على يخوت إلى قبرص مقابل آلاف الشواقل.
الأجواء مغلقة، ومئات الإسرائيليين انضموا لمجموعات توفر لهم طرق هروب بديلة، شخص رفض التعريف بهويته قال: الكل يقول إنهم يفرون لغياب خيارات أخرى،
،.. كل ما اقرفتموه بأهل غزة راح تعانوه. ???? — Dr. Adnan Abuseido . (@Adactor55) June 16, 2025
كانت شركة "هلا" الجهة الوحيدة المسؤولة عن تنسيق وخروج سكان القطاع من معبر رفح، ويرأسها رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني، أحد المقربين من السلطة، وهو كذلك رئيس اتحاد القبائل العربية في سيناء.
وبحسب فلسطينيين دخلوا مصر عبر تنسيق شركة "هلا"، فإن تكلفة التنسيق للفرد الواحد تبلغ 5 آلاف دولار، وتصل في بعض الأحيان ما بين 7-10 آلاف دولار، فيما تبلغ التكلفة للطفل دون الـ16 عاماً 2500 دولار.
فيما وضعت الشركة تسعيرة لعبور المصريين العالقين في القطاع أو فلسطينيين من حاملي الجنسية المصرية، بلغت 650 دولاراً للفرد الواحد على الأقل.
تهجير غزة
وعلق حساب يحمل اسم "العنقاء" بجملة "كما أتوا سيغادىوا عن طريق البحر"، في إشارة إلى تكرار المشهد لكن بشكل معاكس، وأن مئات الإسرائيليين يفرّون من المرافئ البحرية في هرتسليا وحيفا وعسقلان على متن يخوت خاصة باتجاه قبرص، وهو ما يُعيد إلى الأذهان صورة قديمة لمستوطنين جاؤوا عبر البحر إلى فلسطين عام 1948.
كما أتوا سيغادىوا عن طريق البحر
????????✌️ — العنقاء (@nqa_al55955) June 16, 2025
وقال تيسير البلبيسي: "سبحان الله.. كانوا يريدون نقل أهل غزة بالمراكب فأنشأوا مرفأ لذلك جرفته امواج البحر، كان السفر عبر زوارق بحرية الى قبرص من اختصاصنا، اليوم انتقل إلى كيانهم الغاصب ، يهربون في مراكب صغيرة مقابل آلاف الدولارات".
وأضاف"كان رفع الأنقاض وانتشال الجثث من تحتها أكثر مشهد يتكرر عندنا، اليوم انتقل الى الكيان الغاصب، وتبين أن خبرته في ذلك قليلة بل معدومة".
سبحان الله ..
كانوا يريدون نقل أهل غزة بالمراكب فأنشأوا مرفأ لذلك جرفته امواج البحر ..
كان السفر عبر زوارق بحرية الى قبرص من اختصاصنا...
اليوم انتقل إلى كيانهم الغاصب ، يهربون في مراكب صغيرة مقابل آلاف الدولارات ..
سبحان الله ..
كانت الدول الغربية تجلي رعاياها في العادة من… — تيسير البلبيسي (@Taysirbalbisi) June 17, 2025
وفي منشور آخر قالت سوزان: النية كانت: تهجير أهل غزة، الواقع: هروب جماعي لشعب الكيان الغاصب لأرض فلسطين عبر البحر باتجاه قبرص".
النية كانت :
تهجير أهل غزة
الواقع :
هروب جماعي لشعب الكيان الغاصب لأرض فلسطين عبر البحر باتجاه قبرص. — ????????????Suzan Halholi (@SuzanHalholi) June 17, 2025
وذكر بلال ريان: "إسرائيليون يفرّون إلى قبرص عبر السفن بعد إغلاق المطار نتيجة الهجوم الصاروخي الإيراني، مئات انضموا إلى مجموعات تهريب بحري تبحث عن طرق هروب بديلة".
فضيحة مدوّية | صحيفة هآرتس تكشف:
إسرائيليون يفرّون إلى قبرص عبر السفن بعد إغلاق المطار نتيجة الهجوم الصاروخي الإيراني.
مئات انضموا إلى مجموعات تهريب بحري تبحث عن طرق هروب بديلة.
أحد الفارين رفض الكشف عن هويته قال: الجميع يهرب خوفًا من الصواريخ بالرغم من المخاطر الكبيرة في الطريق. pic.twitter.com/ofleZZxsyb — بلال نزار ريان (@BelalNezar) June 16, 2025
وأضاف "أحد الفارين رفض الكشف عن هويته قال: الجميع يهرب خوفًا من الصواريخ بالرغم من المخاطر الكبيرة في الطريق".