جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@18:55:48 GMT

مارتينيز

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

مارتينيز

 

قصة: سعود بن حمد الطائي

كان الطريق إلى مدريد من غرناطة وعبر جبال سييرا نيفادا، أو جبال الثلج يشبه رحلة تاريخية مليئة بالحزن والأسى والمجد الغابر الذي أضاعه أهله، وكلما أسرع القطار في طريقه نحو تلك السهول الخضراء، كلما أسرع الزمن في طيّ صفحة كانت ولاتزال من أجمل صفحات الزمن المنسي على عتبات المجد وأكثرها وجعًا وألمًا.

جلس إلى جانبي في القطار شاب إسباني حسن الهندام جميل المحيا متوترا بعض الشيء وكان بين الفينة والأخرى يترك مقعده ويذهب لتدخين سيجارة ثم يعود مرة أخرى وكنت قد أحضرت معي بعضا من المكسرات والقليل من الفاكهة وضعت شيئاً منها على الطاولة الصغيرة وعندما جاء للمرة الثانية عرضت عليه أن يُشاركني فمد يده باستحياء

- قلت له: إن اسمك مارتينيز

- أليس كذلك

نظر إلى حقيبته في أعلى القطار، وضحك وقال لك عينان قويتان. وكان اسمه مكتوباً على ظهر الحقيبة

- قلت له: كأنك من المرية

- نظرإليَّ مستغربا وسألني:

- هل ذلك أيضاً مكتوب على الحقيبة

- قلت له: لا

- إنه مكتوب عل اسمك الذي تحول مع مرور الزمن إلى مارتينيث أو  مارتينيز


 

- إن أصولك تبدوعربية مثلي يا مارتينيز ؛ لقد كان ذلك من ألف عام، حيث كان حكام المرية وبلنسية عربا من بني مردنيش، وقد استقرّ لقائدهم "أبو عبد الله، محمد بن سعد بن محمد بن أحمد بن مردنيش" حكم "المرية" Almeria عام 542هـ/1147م، وبعدها ازدادت شوكته، وسعى إلى توسيع نطاق إمارته، فولّى ابن أخيه يوسف "بلنسية"، ثم ضمّ إلى مُلكه "شاطبة" و"دانية"، وطمع بـ"إشبيلية"، ونازل "قرطبة"، و"قرمونة"، وكاد يستولي على جميع الأندلس".

- ولكن التاريخ يبقى هو الشاهد الوحيد على تلك الأحداث

- أذاهب أنت إلى مدريد؟

- نعم

أتعلم أنَّ "مدريد" مدينة عربية المنشأ أيضاً أسسها الأمير "محمد الأول بن عبد الرحمن الثاني" عندما كان واليًا على قرطبة عام ٨٥٥ ميلادية.

نظر مارتينيز إلى النافذة وكانت الجبال على وشك أن تنتهي وتحل بدلا منها سهول خضراء عتيقة.

مرَّ عليها الكثير من الفاتحين والغزاة فذهبوا وتولوا وفي قلوبهم غُصة وحسرات وبقيت السهول خضراء يانعة شاهدة وكأنها خُلِقت من جديد.

قال مارتينيز وقد بدأت معالم "طليطلة" تبدو من بعيد:

- لقد كانت "مدريد" عربية المنشأ ومن قبلها كانت طليطلة عاصمة لإسبانيا العربية المسلمة وبقيت غرناطة وقصر الحمراء جرحا ينزف كل يوم دماً ودمعاً ولكنكم أنتم من أضعتم كل شيء بأيديكم المخضبة بدماء أقرب النَّاس إليكم.

- لقد أضعتم إسبانيا بعد أن جعلتموها على طريق النور والمجد فأصبحت بفضلكم إمبراطورية واسعة الأطراف عزيزة الجانب وانكفأتم أنتم بحدود تضعونها فيما بينكم وانشغلتم بقتال بعضكم البعض وعميت أبصاركم عن رؤية الحق وطريق المجد ولازلتم منذ ذلك اليوم الذي خرج فيه عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة من قصر الحمراء وحتى يومنا هذا وأنتم في شقاق وعجز وتقفون مع عدوكم وهو يقتل أطفالكم ويستبيح أعراضكم.

- أوا هل تريدني أن أذكر آبائي من بني مردنيش حكام "فالنسية" و"المرية" أو أذكر المعتمد بن عباد الذي مات أسيرا منفيا في مدينة "أغمات" جنوب وسط المغرب على أيدي من استعان بهم لإنقاذ الأندلس.

- سأترك لك عنواني في "المرية" لتتواصل معي عندما تنبعث أمتكم الإسلامية من الكهف من جديد وعندها سوف يعود لي اسمي "ابن مردنيش" بدلا من مارتينيز مرة أخرى...

- أوا هل تريدني بعد كل هذا الأسي أن أذكر آبائي من بني مردنيش.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد وفاته.. من هو القاضي شعبان الشامي الذي حاكم رئيسين مصريين؟

توفى صباح اليوم الأحد، المستشار شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق، عن عمر ناهز 72 عامًا، وذلك بعد مسيرة قضائية حافلة على مدار ما يقرب من 5 عقود، شهد خلالها أبرز المحطات القضائية في تاريخ مصر المعاصر.

من هو شعبان الشامي قاضي محاكمات مبارك ومرسي؟

وكان المستشار الشامي أول قاضٍ في تاريخ البلاد يُصدر قرارًا بإحالة أوراق رئيس مصري سابق، محمد مرسي، إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي في إعدامه في واحدة من القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا داخليًا وخارجيًا.

وكان من أبرز محطاته، إصدار حكمًا بالإعدام في قضية «اقتحام السجون»، والسجن المؤبد في قضية «التخابر الكبرى» بحق مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان، على رأسهم محمد بديع.

والمستشار شعبان عبد الرحمن الشامي من مواليد عام 1953، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1975 بتقدير "جيد جدًا"، والتحق بالنيابة العامة عام 1976، ثم ترقى إلى رئيس نيابة عام 1981. انتقل لاحقًا إلى منصة القضاء، وشغل مناصب بارزة في المحاكم الابتدائية، ثم محاكم الاستئناف والجنايات.

يشار إلى أن الشامي من أوائل القضاة الذين أدخلوا التكنولوجيا إلى ساحات القضاء، حيث بدأ استخدام الحاسب الآلي في أرشفة القضايا والأحكام منذ عام 1994.

كما ارتبط اسم المستشار شعبان الشامي بعدد من القضايا ذات الطابع السياسي والطائفي، وكان من أبرزها: قضية «انتفاضة الخبز» عام 1977، التي وصفها الرئيس الراحل أنور السادات بـ"ثورة الحرامية"، وقضية الفتنة الطائفية في الزاوية الحمراء وكنيسة المسرة بشبرا عام 1981، وقضية الفتنة الطائفية بمركز سنورس بمحافظة الفيوم، وقضية الكسب غير المشروع للرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي قرر فيها إخلاء سبيله، ثم تنحى لاحقًا عن نظر الدعوى لاستشعاره الحرج.

وأصدر المستشار شعبان الشامي حكمًا بالسجن المؤبد بحق أحمد عرفة، عضو حركة "حازمون"، في قضية حيازة سلاح آلي عام 2013.

وكان من أبرز محطاته القضائية أيضًا: في 16 يونيو 2015: حكم بالإعدام على 6 متهمين في قضية "التخابر مع حماس"، والسجن المؤبد لمحمد مرسي، ومحمد بديع، وآخرين، وفي قضية اقتحام السجون: قضى بالإعدام حضوريًا على محمد مرسي و5 آخرين، والإعدام غيابيًا لـ94 متهمًا، بينهم يوسف القرضاوي وصلاح عبد المقصود.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب
  • رمز جديد في واتس آب يثير الجدل…ما الذي يجب معرفته عن Meta AI؟
  • " ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)
  • بعد وفاته.. من هو القاضي شعبان الشامي الذي حاكم رئيسين مصريين؟
  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
  • الأونروا: إطالة أمد حصار غزة يزيد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه
  • انتهاء وقف اطلاق النار الذي أعلنته روسيا لمدة 72 ساعة في أوكرانيا
  • الحبل الأميركي الذي قد يشنق نتنياهو
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • التنين الصيني الذي يريد أن يبتلع أفريقيا