حياك الله وطنى السودان المفقود
كتبت هذه القصيده وتركتها بعد ان نسيتها
ولم ادر اننى سأفتقد وطنى ابديا وان الخرطوم
سوف تكون نسيا منسيا الخرطوم حتى لو عادت
لم تكن كما كانت .
عليك لعنة الله ايها العارض الجان
والملائكة و الناس اجمعين يا جبان
لقد هزمتنى في السودان
فلماذا تتبعنى في كل مكان
هل ذنبى ان اكون عبقريا يشار إليا بالبنان
او أن احمل القرأن واسجد لله في كل مكان
وفي كل زمان
انى اتلو عليك البقرة والبقره لا يستطيعها
السحره ايها الجان واختم بال عمران
وبالرحمن الذى خلق الانسان
علمه البيان
فبأى الاء ربكما تكذبان
ايها الجان غادرنى الان ان الاوان
اليك عنى دعنى أعيش في سلام وامان
فأنا قد تركت لك اغلى ما عندى من زمان
تركت لك كل ما املك وطنى السودان
اعز مكان واغلى الاوطان
كلمات
عثمان الطاهر المجمر
باريس
كتبتها
قبل سنين خلت ومضت
elmugamar11@hotmail.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الصحفي اليمني أنيس منصور: الإمارات لا تحب السودان بل تخافه.. تخاف من حضارته القديمة لأنها تفضح عمرها القصير.. تخاف من فقره النبيل لأنه يذكّرها بأن الغنى لا يُنبت الكرامة.. تخاف من جيشه الذي يقاتل من أجل التراب لأن جنودها يقاتلون من أجل الرواتب.. تخاف من ت
الخرطوم اليوم هي آخر امتحانٍ للعروبة.. آخر ما تبقّى من معنى الأصالة.. لكن السودان ليس سلعةً، إنه ضميرٌ يرفض المساومة. بلدٌ إذا استفزّوه، اشتعل كالنخلة حين يُمسّ جذعها بالنار.. إنهم لا يعرفون أن السودان، برغم جراحه، يحمل في قلبه نهرين من الكبرياء، وأن كرامته أقدم من كلّ الأبراج التي بنوها فوق الرمل
كتب: أنيس منصور
كانت صنعاء بالنسبة لي البداية الأولى لفهم المدن التي لا تموت، تلك التي تُعاند الخراب بابتسامةٍ من طينٍ وماءٍ ووردٍ. وحين وصلتُ الخرطوم، شعرتُ بشيءٍ مألوفٍ ينهض في داخلي.
كأنني رأيتُ في النيل ما كنتُ أراه في جبال صنعاء، وفي وجوه السودانيين ما كنتُ أراه في أزقتها القديمة
وصلتُ إلى الخرطوم وفي صدري عاصفةٌ من الأسئلة، كأنني دخلتُ مدينةً تختبر حدود الصبر الإنسانيّ، وتبتسم رغم الجراح. لم أكن أبحث عن قصةٍ إخباريةٍ عابرة، بل عن روحٍ تتسلّل من تحت الركام لتقول للعالم إنها ما زالت هنا، تقاوم وتتنفس وتنتصر.
هنا، في مفترق النيلين، يجلس التاريخ متكئًا على مائه الأزرق كشيخٍ غيور يروي للأبناء سيرة الكرامة… نيلها يجيء من الجنوب، محمّلًا برائحة الغابات والأدغال، ثم يلتقي بأخيه في الشمال كعناقٍ بين ذاكرةٍ وحلم. عند هذا العناق، وُلد السودان؛ وعند هذا العناق، يتجدّد السودان في كل مرة.
الخرطوم كتابٌ مكتوبٌ بالماء والعرق، سطوره نيلان، وفصوله تتبدّل كما تتبدّل المواسم في الحقول. في هذه المدينة يسكن التاريخ جنبًا إلى جنبٍ مع العنفوان وتجلس الكرامة في المقاهي إلى جوار التعب. من هنا عبر الغزاة، ومن هنا خرج الثائرون، ومن هنا صاغ السودان ملامحه في وجه الزمان: هادئًا في صوته، جليلًا في صمته، عظيمًا في احتماله.
حين تمشي في شوارع الخرطوم القديمة تشعر أن الأرض تتكلّم…أن كل حجرٍ فيها له ذاكرة، وأن جدرانها تحفظ ما لا تحفظه الكتب…رأيتُ الأطفال يركضون بأقدامٍ حافية، يضحكون رغم الحرب، كأنهم وُلدوا ليعلّموا العالم أن الفقر لا يقتل الضحك.
ورأيتُ النساء يبعن الخبز في الصباح بأعينٍ لا تعرف اليأس، ويغنين للوطن كما تغني الأمهات لأطفالهنّ في الليالي الباردة.
رأيتُ الجنود يعودون من الجبهات مثقلين بالغبار، ولكن وجوههم تضيء كما تضيء السنابل ساعة الحصاد.
تحت سماء الخرطوم، لا شيء يبدو عاديًا.
حتى رائحة البنّ في المقاهي الصغيرة تحمل نكهة البطولة،
حتى الغبار على الأرصفة يشبه رماد الحروب القديمة التي لم تمت تمامًا،
وحتى النيل — هذا الشيخ الذي لا يشيخ — يجري ببطءٍ كأنه يتأمّل أبناءه الذين ما زالوا يقاتلون من أجل أن يظلّوا كما أرادهم الله: فقراء في الجيب، أغنياء في الكبرياء.
السودان، هذا البلد الذي يحاول العالم منذ قرنٍ أن يُعيد صياغته على هواه، ما يزال كما هو.
وفي الأسواق القديمة، حيث تصافحك أصوات الباعة وضحكات النساء، تشعر أن روح إفريقيا والعروبة هنا قد امتزجتا في مزيجٍ لا يشبه غيره؛ هنا يتحدث الناس بالعربية ولكن بوجدانٍ إفريقيٍ عميقٍ، فيخرج الحرف من أفواههم دافئًا، يذكّرك بأن اللغة حين تسكن القلب تتحول إلى لحن.
الخرطوم مدينةٌ تُشبه النيل في مزاجها؛ هادئةٌ، متسامحة، ولكنها حين تغضب تجرف كل ما أمامها. في صباحاتها الندية تشبه صَنعا القديمة في بكريّتها، وفي ليلها الطويل تشبه القصيدة التي كتبها المقالح ذات حنينٍ عن مدينته الأولى. وإذا كانت صنعاء — كما وصفها — ذاكرة من طينٍ وماءٍ وبخور، فإن الخرطوم ذاكرة من طميٍ ونيلٍ وعرقٍ بشريٍ لا ينضب.
لكم ان تتخيلوا ان هناك دويلة تحاول استفزاز، هذا الشعب العريق وتحاول أن “تعطي الدروس” للسودان!
نعم، السودان، البلد الذي كان يزرع القطن حين كانت الإمارات تزرع الخيام، والذي كان يصنع التاريخ حين كانت هي تصنع الإعلانات!
الإمارات اليوم تريد أن “تُصلح” السودان.
تريد أن تُملي عليه كيف يعيش، وكيف يقاتل، وكيف يصالح نفسه.
دولةٌ لا يتجاوز تاريخها عمرَ شجرةٍ من نخيل الجزيرة العربية،
تحاول أن تُملي على السودان – بلد الألف حضارةٍ والنيلين – ما معنى الكرامة والسيادة.
يا للعجب!
هل رأيتم من قبل نملةً تُحاضر في فيلٍ عن فنون السير؟
السودان بلدٌ يشبه التاريخ حين يفيض.
فيه النيل الذي عاش قبل النفط، والكرامة التي لا تُكرّرها الجغرافيا.
وفيه شعبٌ يعرف معنى الصبر حين يتحدّث، ويعرف معنى الثورة حين يَصمت.
شعبٌ خرج من رحم الطمي والدمع، لا يعرف الانحناء إلا في الصلاة.
أما الإمارات، فخرجت من رحم الشركات، وظنّت أن بإمكان المال أن يمنحها روحًا.
إنها أغنى من أن تجوع، ولكنها أفقر من أن تفهم.
الإمارات – وهي تُحرّك بيادقها ومرتزفتها – تشبه الرجل القصير الذي يلبس الكعب العالي ويعتقد أنه صار طويلًا.
تتدخل في كلّ مكانٍ كمن يبحث عن ظلٍّ يليق به،
فإن لم تجده، صنع لنفسه ظلًّا من وهم.
هي لا تملك تاريخًا، فقررت أن تشتريه بالوكالة.
تشتري الجيوش كما تشتري الشاشات،
وتشتري الولاءات كما تشتري الطائرات،
وتظن أن الأوطان تُدار كما تُدار المولات.
لكنّ السودان ليس مولًا.
السودان ليس رصيفًا من النفط، بل نهرٌ من الكرامة.
هنا لا تُباع السيادة بالتقسيط، ولا تُشترى المواقف بالدرهم.
في السودان، يُمكنك أن تشتري الخبز، لكنك لن تشتري ضمير الخبّاز.
يمكنك أن تشتري الوقت، لكنك لن تشتري التاريخ.
يمكنك أن تشتري البندقية، لكنك لن تشتري أصابع المقاتل التي تضغط الزناد من أجل وطنها.
تبدو الإمارات وهي تتحدث عن السودان مثل طفلٍ يحاضر والدته عن التربية.
تُرسل المال كمن يُرسل رشوةً إلى الجغرافيا لتغيّر شكلها.
تعتقد أن الخرطوم يمكن أن تُقاد من شاشات “أبوظبي الإعلامية”،
وأن الشعوب تُدار بالريموت كنترول كما تُدار نشرات الأخبار.
لكنّ الخرطوم، أيها السادة، ليست برنامجًا في قناة.
الخرطوم لا تُدار من بعيد، لأنها لا تخاف أحدًا قريبًا.
في شوارعها تعلمت الأمم كيف تكون الحروب شريفة، وكيف يكون الموت وقورًا.
أما في دبي، فالموت يُمنع لأسبابٍ تجارية، والكرامة تُدرج ضمن البضائع القابلة للاستيراد.
تحاول الإمارات أن تُرسل جنودها إلى حربٍ لا تفهمها.
تُرسل مرتزقتها كما تُرسل الطيور الحديدية في موسم الصيد،
وتظن أن الدم شأنٌ إداريٌّ يمكن تسويته في تقارير نهاية الأسبوع.
السودان، أيها السادة، ليس من تلك البلدان التي تُقاس بالخسائر والأرباح.
إنه بلدٌ ينهض من رماده كما تنهض القصيدة من الحطام.
كلّما حاصروه، اتسع.
كلّما أهانوه، ازداد كرامة.
كلّما قالوا انتهى، بدأ من جديد.
دعونا نتحدث بصراحة:
الإمارات لا تحب السودان، بل تخافه.
تخاف من حضارته القديمة لأنها تفضح عمرها القصير.
تخاف من فقره النبيل لأنه يذكّرها بأن الغنى لا يُنبت الكرامة.
تخاف من جيشه الذي يقاتل من أجل التراب، لأن جنودها يقاتلون من أجل الرواتب.
تخاف من تاريخه الذي صُنِع بالعناء، لأن تاريخها صُنِع بالإعلانات.
هل تعرفون ما يزعج الإمارات في السودان؟
أنه بلدٌ لم يطلب منها شيئًا.
بلدٌ لم يركع عند أعتابها، ولم يُرسل وفود الشكر على الهبات.
بلدٌ إذا جاع، أكل من ترابه.
إذا تعب، شرب من نيله.
وإذا حورب، قاتل وحده.
يا سادة، إن أخطر ما أصاب هذه المنطقة أن المال صار يتحدث باسم العروبة.
وأن الدويلة التي لم تعرف الحروب تتحدث عن “الأمن الإقليمي”.
الإمارات اليوم تُعلّم السودان دروسًا في الاستقرار،
كأن السلحفاة تعلّم الفهد كيف يركض!
وكأنّ الثرثرة تُحاضر في الصمت عن فنون البلاغة.
سيدي السودان، لا تغضب.
اتركهم يتحدثون، فالذي يصرخ من فوق المئذنة لا يُصبح مؤذنًا.
اتركهم يتوهمون أنهم يرسمون مصيرك،
فأنت مكتوبٌ منذ الأزل في دفتر النيل،
ونيلك، وحده، لا يقبل توقيعًا من الخارج.
قل للإمارات:
احتفظي بنفطك وبُرجك وبورصتك…
فنحن هنا نصنع المجد من الطين،
ونكتب أسماءنا في الماء،
ولا تمحوها الرياح ولا الرشاوى.
السودان لا يحتاج إلى وصايةٍ من دولةٍ يتّسع ظلّ برجها أكثر من ظلّ تاريخها.
إنه بلدٌ يعرف متى يسكت، ومتى يثور، ومتى يضحك وهو ينزف.
بلدٌ لا يُهزم، لأنه لا ينسى،
ولا يُشترى، لأنه لا يُباع.
أما الإمارات،
فستبقى – مهما علت أبراجها –
مجرد “دولةٍ صغيرةٍ ترفع صوتها كثيرًا، لأنها تخاف أن يكتشف الناس حجمها الحقيقي.”
لقد رأيتُ الغضب في عيون السودانيين، غضبًا يليق بشعبٍ صبورٍ لكنه لا يُهان. كانوا يتحدثون عن الإمارات بغضبٍ أخلاقيٍّ عميق. قال لي رجلٌ في السوق: “نحن لم نعد نغضب حين يهاجمنا عدوٌّ، بل حين يطعننا من كنا نحسبه عربيًا.” قالها بوجعٍ يشبه الشعر.
الإمارات، التي لم تتعلّم بعد أن المال لا يُقيم حضارة، تظن أنها تستطيع أن تشتري الولاء من الخرطوم لم تفهم أن هذه البلاد، حين تجوع، تأكل من كرامتها، لكنها لا تبيعها.
الإمارات اليوم، بما تفعله، لا تحارب جيشًا ولا حكومة، بل تحارب روحًا تمتدّ آلاف السنين في عمق إفريقيا. تحارب ظلّ الممالك القديمة التي علّمت العالم كيف يُبنى العزّ على الطين، وكيف يصمد الإنسان حين يخذله الجار قبل العدو.
ولأن الخرطوم تعرف قدرها، فهي لا تردّ على الإساءة بالصراخ، وانما بالثبات. هذا الشعب يردّ على الاستفزاز كما يردّ النيل على الحجارة: يحتفظ بها في أعماقه حتى يُصقلها الزمن ويحوّلها إلى حصىٍ ناعمة.
وأنا أكتب هذه الكلمات، ما زلتُ أشعر برائحة الطين في أنفي، وبرائحة الغضب النبيل الذي يملأ شوارع الخرطوم. هذه ليست مدينةً كسائر المدن، وانما كائنٌ حيّ، ينهض من تحت الركام كلما ظنّ الأعداء أنه مات.
يا للإمارات، ما أشدّ عمى المال حين يظنّ نفسه بصيرة!
لم تفهم بعد أن التاريخ لا يُشترى، وأن من يقترب من هذا القلب ليؤذيه، يحترق.
لقد جاءت المؤامرة إلى هذه المدينة — كما جاءت إلى غيرها — محمّلةً بوهم السيطرة. حاولت قوى المال أن تشتري مجدها، وحاولت الإمارات أن تُقايضها بتاريخها، كيف يمكن لدويلةٍ من الرمل أن تتحرش بمدينةٍ صاغت وجه القارة؟ كيف تجرؤ عاصمةٌ صُنعت في المكاتب الزجاجية على العبث بمدينةٍ صُنعت من الطين والدم والكرامة؟ إنّ السودان ذاكرة قارةٍ بأكملها، والتاريخ لا يفاوض الصغار.
حين تجلس في أحد مقاهي النيل عند الغروب، ترى الماء يعانق الضوء، وترى في الوجوه ما يشبه الهدوء الذي يسبق الانفجار….السودانيون طيبون، نعم، لكنّ الطيبة عندهم اختيارا وليس ضعفا إنهم يشبهون النيل حين يغضب: يفيض فيصنع الحياة، وإن اشتدّ غضبه دمّر كلّ سدٍّ يحاول حبسه.
في الخرطوم، يُقاتل الجيش والشعب والقيادة في صفٍّ واحد. لا تسمع هنا لغة الانقسام، بقدر ما تلمح العزيمة في العيون. في الأسواق، في البيوت، في المدارس، كلّ أحدٍ يتحدث عن النصر القادم وكأنه موعدٌ مؤكد. شابٌّ قال لي وهو يبتسم: “نحن شعبٌ صبور، لكننا لا نُهزم.” وأدركتُ أن هذه الجملة تلخّص السودان كله: مزيج من الصبر والعناد، من الحلم والواقعية، من الحنين والتمرّد.
السودان بلدٌ يعرف نفسه جيدًا،
ويعرف أن كرامته لا تُستعار من الخارج، بل تُستعاد من الداخل…وفي الليل، حين هدأ الضجيج، جلستُ على ضفة النيل الأزرق.
كان الماء يعكس وجه القمر، والمدينة تلمع كالجرح القديم في جسد التاريخ.
تذكّرتُ صنعاء، ودمشق، وبغداد، وكلّ المدن التي جُرحت،
وقلتُ في نفسي الخرطوم اليوم هي آخر امتحانٍ للعروبة،
آخر ما تبقّى من معنى الأصالة
لكن السودان ليس سلعةً، إنه ضميرٌ يرفض المساومة.
بلدٌ إذا استفزّوه، اشتعل كالنخلة حين يُمسّ جذعها بالنار.
إنهم لا يعرفون أن السودان، برغم جراحه، يحمل في قلبه نهرين من الكبرياء،
وأن كرامته أقدم من كلّ الأبراج التي بنوها فوق الرمل.
أخذتني الدهشة بهذا البلد كثيرًا… حتى نسيت أنني في مهمةٍ صحفيةٍ استقصائية. كان يفترض أن أصل إلى الخرطوم بعين الصحفي التي ترى الوقائع كما هي: جافةً، مرتّبةً في دفاتر الملاحظات، محايدةً كعدسةٍ لا تملك قلبًا. لكن الخرطوم لم تُمهلني.
لم تتركني أمارس برودي المهني، ولم تمنحني ترفَ المسافة. منذ اللحظة الأولى، شعرتُ أنني أسير في نصٍّ حيّ، وأن المدينة تكتبني أكثر مما أكتب عنها.
كلّ ما في السودان يدهشك بطريقةٍ لا يمكن تفسيرها: الناس، الذين يحيّونك كما لو أنك ضيفٌ على قلوبهم لا على بيوتهم
لقد جاء بي الفضول الصحفي إلى هنا، لكن الذي يجعلني أسهب في التفاصيل هو الحنين الإنساني.
لقد فهمتُ هنا معنى أن تكون الصحافة عاجزةً أمام الحقيقة. أن تكون الكاميرا أضيق من النيل، وأن تكون اللغة أضعف من هذا الشعب الذي يبتسم وهو يقاتل، ويحيا كما لو أنه يكتب درسًا في الكرامة للأجيال القادمة.
نعم أخذتني الدهشة بهذا البلد كثيرًا… حتى نسيتُ نفسي، ونسيتُ مهنتي، ونسيتُ أنني جئتُ لأكتب تقريرًا عن الحرب، فاكتشفتُ أنني أكتب عن الحياة.
أنيس منصورالإماراتالخرطوم