لأول مرة.. رئيس الرقابة المالية: أصبح لدينا قانون خاص بالتأمين الموحد
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
نشأت علي
قال د. محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية: إن مشروع قانون التأمين الموحد المعروض يستهدف رسم قواعد محددة وشاملة لصناعة التأمين فى مصر، وتنظيم قواعد الإشراف والرقابة عليها، ليصبح لدى سوق التأمين المصرى لأول مرة، قانون موحد وشامل ينظم آليات الإشراف والرقابة على ممارسات نشاط التأمين فى مصر.
وقال: تم تجميع القوانين المتعلقة بالتأمين في قانون واحد، حيث توجد عدة قوانين منظمة للتأمين في مصر وهى، قانون صناديق التأمين الخاصة الصادر بالقانون رقم 54 لسنة 1975، وقانون الإشراف والرقابة على التأمين في مصر الصادر بالقانون رقم 10 لسنة 1981، قانون التأمين الإجبارى عن المسئولية المدنية الناشئة عن حوادث مركبات النقل السريع داخل جمهورية مصر العربية الصادر بالقانون رقم 72 لسنة 2007، بالإضافة إلى المواد من (747) إلى (771) من القانون المدنى المصرى، كما توجد بعض المواد القانونية خاصة بالتأمين موجودة في قوانين أخرى، فمثلاً أحكام التأمين الإجباري وجد جزء منها في قانون المرور، كما استحدثت مشروع القانون المعروض مواد جديدة من ضمنها التغطيات الإجبارية، ولها أهمية في أنها تقدم حماية للمواطنين لم تكن لديهم في السابق، كتغطيات المسئولية المهنية للأطباء والمحامين والمحاسبي.
وتابع: يهدف مشروع القانون إلى معالجة مشاكل التطبيق العملي لممارسات التأمين الإجباري على مركبات النقل السريع طبقًا للقانون رقم 72 لسنة 2007 ، والذى يستهدف تحقيق قدر من المسئولية المجتمعية لصناعة التأمين من خلال توفير آليات حماية للمضرورين من حوادث مركبات النقل السريع ، ومن جانب آخر مواكبة ما طرأ على ممارسة هذا النوع من التأمين الإجبارى من تغيرات كان أبرزها إنشاء مجمعة تأمين متخصصة بين شركات التأمين، وما لحق ذلك من إدخال آليات التحول الرقمي في مجال إنفاذ أحكامه، والاتجاه نحو زيادة مبالغ التأمين المؤداة من خلاله بالشكل الذى يساعد على رعاية الفئات المستهدفة من أحكامه بشكل كريم فى ظل التغيرات الاقتصادية الحالية.
وأكمل: تستهدف الحكومة أيضاً من مشروع القانون العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتى تلقى اهتماماً بالغاً من الحكومة المصرية، والهيئة العامة للرقابة المالية، وإنشاء وحدة للتنمية المستدامة داخل الهيئة، والتي من أهدافها التأكيد على شركات التأمين والشركات التي تراقب عليها الهيئة من غير التأمين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة أو بعضها، إلى جانب التوسع في التأمين على القروض متناهية الصغر، وإصدار منتجات تأمينية جديدة تخدم الفلاح والعامل.
كما يهدف مشروع القانون التوجه نحو تطبيق إستراتيجية الشمول التأميني للوصول إلى المواطنين الذين لم تصل إليهم الخدمات التأمينية، والعمل على إصدار مجمعة التأمين من الأخطار الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والسيول وتسونامي والأمطار الغزيرة، كما قامت الدولة في ظل أزمة كورونا بتخفيض أو ترحيل قيمة الأقساط المستحقة على عملاء التمويل متناهى الصغر بنسبة 50% وغيرها من التيسيرات؛ ومن جانبها ساهمت شركات التأمين في تغطية تكاليف علاج المصابين من حملة وثائق التأمين بفيروس كورونا لزيادة فعالية النشاط فى الأزمة الراهنة .
كما استهدف مشروع القانون تطوير منظومة التأمين الاختيارى الذى تمثله صناديق التأمين الخاصة، من خلال إجراء تعديلات لتطوير آليات تشكيل مجالس إدارات صناديق التأمين الخاصة، وكيفية عقد وإدارة الجمعيات العمومية لها وزيادة مستوى الشفافية والإفصاح مع تطبيق قواعد الإدارة الرشيدة على إدارة صناديق التأمين الخاصة، والسماح بتأسيس صناديق خاصة وفقاً للأنظمة الثلاثة المعروفة عالمياً وهى : ( المزايا المحددة، والاشتراكات المحددة، والنظام المختلط، الذى يجمع بين النظامين دون إغفال لتحديد آليات ومتطلبات التحول من نظام لآخر)،بالإضافة لإيجاد آليات سريعة وناجزة لتسوية شكاوى ومنازعات أعضاء تلك الصناديق ، مع السماح بإنشاء اتحاد لصناديق التأمين الخاصة ، واستخدام آليات التحول الرقمي لديها بالقدر الذى يتفق وطبيعة تلك الصناديق .
كما يتضمن مشروع القانون العديد من النقاط المهمة لتنشيط القطاع التأمينى، ومن بينها؛ إحالة منازعات التأمين للمحاكم الاقتصادية للفصل فيها، فيما عدا التى يختص بنظرها مجلس الدولة. كما سمح لشركات تأمين الممتلكات بمزاولة بعض الفروع الجديدة مثل الائتمان، والتأمينات الزراعية للمرة الأولى.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني التصالح في مخالفات البناء الطقس أسعار الذهب سعر الدولار سعر الفائدة رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان محمد فريد الرقابة المالية التأمين الموحد طوفان الأقصى المزيد صنادیق التأمین الخاصة مشروع القانون
إقرأ أيضاً:
هل أصبح الشعب واعيًا بالسياسة؟!
أشاد بعض من يُحسَبون على "النخبة المثقفة" بذكاء وفهلوة ووعي الشعب الذي استطاع أن يخلع رئيسه الذي ظل حاكمًا ٣٠ سنة.. وكُتِبَتْ مئات القصائد والمقالات، وبُثَّت البرامج التليفزيونية لتُجسِّد روعة الشعب وإصراره على عدم السكوت عن حقِّه مستقبلًا، فقد استوعب الدرس تمامًا ولن يتمكن فاسدٌ بعد اليوم من إسكاته قسرًا وإرغامهِ على قبول الأوضاع صاغرًا. والاستخفاف برأيه فقد (عَرَفَ) الشعب مساره، و(اتضح) أمامه طريق العيش والحرية، والكرامة الإنسانية، فكان شيئًا طيبًا جديرًا بالإشادة.
لكن.. النخبة نفسها تنتفخُ أوداجها وتصرخ لمجرد علمها بأن أحد رجال نظام "مبارك" تقدم للترشح للبرلمان سواء كان مسئولًا حكوميًا أو رجل أعمال.. وتستنكر منه إقدامه على الترشُّح حتى لو كان ذلك لا يتعارض مع القانون!!!
موقفٌ غريب يجعلني أتساءل: ألم تكن الصحوة والانتفاضة في يناير٢٠١١م من أجل سيادة القانون وضرورة الالتزام بتطبيقه كأحد المطالب المشروعة؟ أليست قصائد مدح ذكاء ووعي وفهلوة المواطن البسيط صادقةً وعن قناعة، أم أنها مغازلة لكسب وده واستقطابه لتحقيق شعبية تستخدم عند (اللزوم)؟
أصار (الشعب) حقًا واعيًا أم مازال فاقدًا للوعي بشكل عام والسياسي بشكل خاص ولا يعي مبادئ القانون الذي يكفل لمن (تنطبق عليه الشروط) أن يترشَّح ويمارس العمل السياسي، فإن كان قد أصبح واعيًا سياسيًا بدرجة تسمح له بالتمييز بين الصالح والطالح من المرشحين فلنترك له حرية الاختيار وانتخاب من يرى فيه القدرة على تحقيق طموحاته على أن يتحمل تبعة اختياره إن كان سيئًا..
أما إن كانت القبلية والعادات الاجتماعية مازالت تغلُب على قراراته وتوجيه رأيه كما تَغْلُب عليه نزعة المنفعة المادية التي تعني للأغلبية المطحونة أهم من المرشح ومن السياسة والعادات والحقوق الدستورية.
فهنا يجب الاعتراف بأن المواطن لا يزال بحاجة إلى جرعات وعيٍ، وعقْد ندوات ودورات تثقيفية قد يطول مداها أو يقصر طبقًا لنوعية وجدية من يتولونها كمسئولية ورسالة وطنية. وكذلك من خلال إعلام رفيع المستوى الثقافي والسياسي، ينحاز إلى الدولة وأمنها القومي في هذه المرحلة التي تحيطها الأخطار من كل جانب، كما يتوقف نجاح هذه الدورات التوعوية أيضا على ما يتوافر للأغلبية الكادحة (صاحبة الأصوات الانتخابية) من سُبُل الحياة الكريمة، والاستقرار الاجتماعي.. بقدر يسمح باستيعاب دروس التوعية، والقناعة بضرورة الصدق مع النفس، والتريث في اتخاذ القرارات المصيرية كالتصويت في الاستفتاءات، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية. (سأعرض لاحقا رؤية حول من له حق التصويت).
لذلك أميل إلى عدم التشاؤم في تقديرنا لغياب وعي الطبقات التي تمثل الأغلبية من الشعب وكذلك عدم الإفراط في التفاؤل فيما يتميز به الشعب من "فهلوة"!